من يتابع فضائيات مثلث الدجل ( الجزيرة , ابوظبي , العربية ) , يشاهد الوجوه السابقة التي كانت تدافع عن نظام القتل والأجرام والسرقة متصدرة شاشات هذه الفضائيات , ليس من اجل تقديم إعتذارها لشعبنا العراقي وطلب الصفح والعفو منه لدورها في تزييف الحقائق , بل نراها مصرة على القيام بدور التزييف . وللتأكد من ذلك يمكن متابعة تصريحات ( القصاب , العاني , الجاسور ) ودفاعهم عن الدكتاتور ونظامه المقبور . واذا سلمنا ان هؤلاء حزبيون ومن ضمن تشكيلات حزب النظام المقبور ويؤدون دورا مرسوما لهم , فسينتابنا العجب عندما نرى من نصب نفسه رئيسا لحزب ( اتحاد الشعب ) وهو الذي لم يستطع ان يجمع خمسين توقيعا عندما امرته سلطة البعث المقبورة بتشكيل حزب شيوعي كارتوني , رغم كل المساعدات التي قدمها له النظام المقبور , مدعيا ان سبب حرب الولايات المتحدة الأمريكية ضد نظام ولي نعمته هو تجاوزه الخطوط الحمر في كفاحه ضد الأمبريالية واسرائيل !! , ويأتي آخر ويقدم نفسه بأنه ( معارض وطني عراقي ) , وهو كان بوقا للنظام في ما يسمى ( المؤتمر القومي العربي ) , ولعب دور المزيف للحقائق لمصلحة النظام المقبور , هذا ( المعارض الوطني ) دافع دفاعا مستميتا عن حق زمرة صدام بالعمل السياسي بحجة الديمقراطية , بينما كان سابقا اخرسا تجاه ما اقترفه النظام المقبور ضد الأحزاب والقوى السياسية . والأمر المثير للأنتباه هو ان جميع هؤلاء لم تصدر منهم لحد الآن اية ادانة ضد النظام الدكتاتوري , رغم كل الجرائم التي ارتكبها والتي كان جزء منها معروفا للقاصي والداني , في حين بدأت معالم الجزء الآخر تتكشف متمثلة بالمقابر الجماعية . والأنكى ان هؤلاء " السادة " لم تهز ضمائرهم هذه الجرائم , والتي يبدو انها ماتت منذ زمن طويل , منذ دخولهم في خدمة النظام المقبور . وقديما قيل : ( إن كنت لم تستح ... فإفعل ما شئت ) . ويبدو ان هؤلاء يتبعون هذا المثل بكل حذافيره , من دون أية زيادة أو نقصان !!
19/5/2003