أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد حسين يونس - عندما تصبح الحياة عبئا














المزيد.....

عندما تصبح الحياة عبئا


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 7186 - 2022 / 3 / 10 - 13:16
المحور: المجتمع المدني
    


ظللت لثمانين سنة مشغولا طول اليوم .. إما بالدراسة و التعلم .. أو بالعمل .. لم أشذ عن هذا إلا في العطلة الصيفية المدرسية .. أو في ايام أسرى بعد حرب 67 ..و في كل من الحالتين .. كنت أشغل نفسي .. بالقراءة .. أو الرياضة ..أو بالعاب التسلية مع أقراني .
لقد كنت متفوقا في الالعاب الداخلية ( إن دور ) الشطرنج .. و الطاولة .. و الدومينو .. والكوتشينة ..و في البنج بونج .. و في بعض الأحيان الفولي بول .
في أيام الشتاء .. كنت أتمني أن أبقي بالمنزل بعيدا عن البرد و المطر ..و كنت أرى أنني مسخر للعمل كما لو كنت عبدا ..عليه الا يتوقف أبدا عن أداء مهامة في مجتمع لا يتحسن .. ويصر علي أن يبق متخلفا .
اليوم بعد 80 سنة .. شقاء .. تتحقق الأمنية ..لم يعد لدى مهام وظيفية .. و لا أصدقاء أنافسهم.. و لا صحة لأزاول الرياضة ..
محبوس في المنزل منفردا لعشرات الساعات .. و قد لا أتبادل حديثا مع الأخرين طول اليوم ..و عندما أقرأ أشعر بملل .. فما فائدة أن تجمع معلومات جديدة .. و أنت في نهاية العمر و لن تستفيد منها بعد ذلك
لقد إفتقدت أن يكون لي مستقبل ..و لم يعد هناك حاجة .. لأى مجهود أبذله .. لقد تحققت الأمنية و أصبحت تنبل ..(( ياكل و يشرب و ينام .. يقوم من النوم ينام تاني )) كما كان تنابلة السلطان يغنون في برامج بقاباغ شارو التي إستمعت لها في بداية عمرى .
التوقف عن العمل و السعي لتحقيق الأهداف .. ليصبح الإنسان.. يعيش في كسل في إنتظار الموت .. يفحص كل يوم أجزاء جسده و يطمئن علي أنه لم يصبح معوقا .. يمثل عبئا علي الذين يعملون .. وفقد الخطط للمستقبل ..شعور لم أكن أتصورأنه بهذه القسوة ..
فإذا أضفنا لهذا أنك تعيش في مكان ظالم مجنون .. ترتفع فيه الأسعار بصورة جنونية .. يسوده سياسة الجور و الفتونه .. و أنه في أى لحظة يمكن تجريدك حتي من ملابسك الداخلية ..بواسطة زبانية الحكومة .
فإن العيش غير الأمن الذى تتوقع فيه حلول كوارث تطيح بسكونك في أى لحظة .. و تتركك .. تسعي بين المكاتب و الموظفين الثقلاء .. لتحصل علي الفتات أو تحمي الفتات .. هو كابوس يومي ..لا يفارقني أبدا .
أنا لا أثق في هؤلاء الحكام .. و حكمتهم .. و أراهم يسلكون سلوكا متوحشا تجاة من يحكمون منذ أن بدأوا ملهاة الإنجازات الوهمية التي يروجون لها بين فاقدى المنطق ..
و تزداد قسوتهم علي الأطفال و الشيوخ .. يتمنون التخلص منهم ..لتخفيض الأعباء المجتمعيه التي تخصص لهم ..
في مصر الحكام الوحيدون في العالم الذين يتمنون إستمرار وباء ( الكورونا ).. يحصد كام مليون بشرى و أن تنهي حياة هؤلاء الذين يحصلون علي معاشات ضئيلة .
في مصر يتمنون ألا يولد أطفال جدد ..يحتاجون لرعاية تزيد من تفاقم الأزمة .. و تستحوذ علي جنيهات كان من الممكن أن تتحول لعمولات وقصور و طائرات .. و مواكب .. و رفاهية تغذى عوامل الفساد التي لم يعيشها أى من حكام هذا المكان .. حتي في أيام الإستعمار .
الهم الشخصي .. و علاقته بالهم العام .. و العجز عن التغيير أو التوائم .. يجعل .. هذه الحياة الكئيبة في هذا المكان المتخلف .. عبئا ننتظر بشوق التخلص منه .
عندما تناقش البعض .. في أن حياة المسنين في بلدنا فارغة و قاحلة وغير إنسانية ..و أن السبب يكمن في عدم تدريبهم و تعليمهم .. كيف يستمتعون بوقتهم في هذا المجتمع المتخلف ..و أن أسهل طريقة لديه إعدامهم معنويا .. و نكران جهدهم .. و تحويلهم إلي بضاعة راكدة تزحم السوق لا تجد من يشتريها .
تستمع إلي كلمات مثل إنتم البركة .. نحن نقدر جهدكم .. ربنا بعطيك الصحة .. لماذا لا تزور أماكن كنت مشغولا و لم تزرها ..و يضربون المثل بمسنين أوروبا و أمريكا ناسين .. كم يكلف هذا من مال و جهد .. و أن المسن الغربي لا يسرقون هناك معاشه و يذلونة بملاليم ضئيلة في نهاية عمره ,
الحلول الأوروبية لا تصلح في مجتمع .. يكره ناسه ..و ما يحدث في الغابة التي إنتزع منها الحب و المنطق .. لا يحدث هناك .. و إذا ما حدث .. فالجدود محميون ..بأسوار التقدير و عرفان الجميل .



#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا أرى ، لا أسمع ، و لن أتكلم .
- يا ريتك يا أبويا .. راحت عليك نومة
- ثلاثين ثانية سعادة .
- تعددت الأنظمة .. و الفكر واحد
- الصيغة المصرية للديموقراطية
- هذا التواجد التافه ..ليتني قلت (لا) .
- الحرب في بر مصر
- إستمرار الحكم العسكرى ..أهو قدر
- تأملات في ذكرى ثورة
- مافيا الهدم و الجمهورية الجديدة
- هل مصدرالقيم والأخلاق هو الدين ؟
- مش قلتلكم بلاش قنزحة .
- المسكوت عنه في إتفاقية السلام
- إنهم معروفون لنا، وبعضهم درس عندنا
- و عاد يناير ليجد الوضع علي حاله
- محنة تحقق كابوس(الجد )
- الإبحار في ظلمات الماضي
- أسئلة ثمانيني لم تجد الإجابة
- ثم فقدوا الأمل ( رمز الأمل ).
- بلاش قنزحة سيبوا لعب الكرة للأغنياء


المزيد.....




- جنوب إفريقيا: مذكرات المحكمة الجنائية الدولية خطوة نحو تحقيق ...
- ماذا قالت حماس عن قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتني ...
- بعد قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو.. كندا: عل ...
- مدعي المحكمة الجنائية الدولية: نعول على تعاون الأطراف بشأن م ...
- شاهد.. دول اوروبية تعلن امتثالها لحكم الجنائية الدولية باعتق ...
- أول تعليق لكريم خان بعد مذكرة اعتقال نتانياهو
- الرئيس الإسرائيلي: إصدار الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق ...
- فلسطين تعلق على إصدار المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال ...
- أول تعليق من جالانت على قرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار ...
- فلسطين ترحب بقرار المحكمة الجنائية الدولية إصدار أوامر اعتقا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد حسين يونس - عندما تصبح الحياة عبئا