غسان المفلح
الحوار المتمدن-العدد: 1667 - 2006 / 9 / 8 - 10:05
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بعض من شجون :
المعارضة بما هي فعل يؤسس له يوميا لا بل لحظيا , والتأسيس ليس سوى نواة لفعل من المفترض أن تكبر دوائر الفعل حوله كلما زاد نشاطه وكثرت دعاياته ودعاويه . وسياسية كتم الأنفاس القديمة التي عادت إليها السلطة بعد أن أجرت حملات واسعة من الاعتقال الممنهج والمنتقى بعناية مركزة لناشطين من داخل هذه المعارضة ومن كل التيارات السياسية ما عدا التيارات المتشددة علمانيا وليبراليا وقومجيا !! بقيت بمنأى عن الاعتقالات وبقي لها صوتا كلما زادت أزمة النظام كلما اشتد هجومها على التيارات التي تشكل خطرا على هذا النظام من وجهة نظر هذه القوى التي تزايد في الأونة الأخيرة سماع صوتها في تهشيم الصوت المعارض حقيقة لهذا النظام مع العلم أن الفارق بين وواضح بين نقد المعارضة وبين تهشيمها من خلال بهلوانيات لغوية لا تحمل أي مضمون عقلاني يطرح سؤال التعايش السوري الديمقراطي الحر والمستقبلي دون المرور بعتبة النظام السوري الذي يصر على قطع الطريق على كل محاولة سلمية تقوم بها هذه المعارضة من أجل تفعيل نشاطها المدني على الأقل . كما أن الفارق واضح بين النقد وبين الإلغاء بما يحمله هذا المفهوم من مضامين ملتبسة بالتباس الواقع المعطى سوريا وعلى طريقة السلطة في ثنائيات ممجوجة فمن ليس معنا هو ضدنا ويجب العمل على إلغاءه نهائيا حتى ولو كان يمثل تيارا عريضا في الشارع ولا نقول تيارا مهيمنا لأن المعارضة السورية لازالت بعيدة عن أن تكون مهيمنة على الشارع السوري , والهيمنة هو فعل مبني على قراءة ـ منسوبة للمفكر اليساري الإيطالي غرامشي , وليس بناء على الهيمنة المطروحة في الأدبيات الهتافة واللطيفة في استخداماتها اللغوية حيث الغاية تكون كيف تضحكنا نحن القراء السذج على الخصم الذي تتناوله . مبنية على وجود ثقافي وسياسي للمثقف العضوي ـ الدكتور عارف دليلة وميشيل كيلو والدكتور كمال اللبواني وفاتح جاموس وعلي العبدالله ..الخ والموجودون في السجون السورية , في فضاء المعارضة المؤسسية النشطة والسلمية .
في هذا السياق برز في الأونة الأخيرة خطابا يؤسس لمرحلة بدت بالنسبة لنا تطل برأسها من خلال الحرب المجرمة التي شنتها إسرائيل على لبنان والاصطفافات التي رافقت هذه الحرب والتي ارتكزت على الوضعية السورية المتلونة في أشكالياتها المزمنة ـ البعد القومي لسلطة طائفية والبعد الطائفي للفعل المعارض ! مضافا إليه القضية الكردية في أمراضها المستعصية تماما كحال المعارضة السورية , ناهيك عن البعد الشخصاني في رمزية الفعل المعارض عند الكثير من رجالات المعارضة الذين هم بمنأى عن السجون التيار القومجي الناصري نموذجا ! والذي يعتقد مثله في ذلك مثل النظام السوري أنه هو المنتصر عبر تدمير لبنان ! هذه المرحلة التي توضح عودة للمخبوء في متاهات التيارات الأيديولوجية المتكثرة في الساحة المعارضة .
لنلاحظ أن هنالك في الفعل المعارض من يعتبر قوى 14 آذار اللبنانية هي منتج إسرائيلي ويضيفون له أمريكي !! بشكل أو بآخر , ويعتبرون حزب الله صاحب مشروع تحريري تنويري للأمة العربية والإسلامية وهو الذي أعاد الكرامة للمواطن العربي ! هذه الكرامة التي يفتقدها المواطن السوري في وطنه ومن يفتقد الكرامة والمواطنة في وطنه لا يمكن له أن يراكم شعورا جمعيا بالانتماء لهذا الوطن حتى لوتم تحقيق نصر عسكري ساحق ماحق على إسرائيل وهذا لم يحدث ولن يحدث مطلقا , وليس الأمر هنا تثبيط همم بقدر ما هو تثبيت وقائع عنيدة يجب التعاطي معها بمنطق سياسي مختلف عن منطق النظم المتهتكة والتي انتهكت كل الحرم الوطنية والأخلاقية والقانونية .
تعثر الفعل المعارض :
وذلك لسببين : الأول هو القمع والملاحقة النشطة والدؤوبة من قبل الأجهزة الأمنية , والسبب الثاني هو وجود قوى معرقلة داخل الفعل المعارض أيديولوجيا وسياسيا .
وهذه القوى المعرقلة ليست معرقلة بفعل تباين جزئي في المواقف السياسية عن القوى الأخرى بل بفعل أن هنالك تناقضا لايحل في الحقيقة . والتناقض قائم على أرضية رؤية السلطة في سوريا أو رؤية هذه القوى للسلطة في سوريا ومصالح هذه القوى وكي لا نبقى نحلق في الفراغ نعطي مثالا :
القوى الناصرية هي أكثر من تدرك أنها بالديمقراطية لن تجد لها مكانا في بهو أي برلمان سوري ! المثال المصري نموذجا !!
وتدرك بالمقابل أنها لم تعد حتى قادرة على أن تقدم للنظام حد أدنى من المشروعية في الشارع الشعبي , لأنها هي نفسها لم تعد تجد هذا الامتداد الذي كان عقد الستينيات . والأطرف هنالك من يقول : أن تشي غيفارا جاء إلى مصر كي يتعلم الثورة ومناهضة الأمبريالية من الزعيم جمال عبد الناصر !! لا أظن أن هكذا موضوعية في قراءة التاريخ مستندة على فعل ملموس في الشارع السوري ! لأنها تفتقد للموضوعية في قراءة الظواهر التاريخية والسياسية في مواقف مسبقة الصنع وفي السياق الذي لا يحول ولا يزول في رؤيتها الآحادية الجانب وتعاطيها مع نفسها ومع الآخر بوصفها القوى التي تمتلك الحقيقة وحدها ! وعلى الناس البقية التعلم منها مع أنها تستند إلى أرث مهزوم على كافة الصعد وعدم اعترافها بذلك يجعلها دوما في حالة من نكران التاريخ وشبكة مصالحه وتعقيداته وعدم وجود وجوه أخرى للحقيقة خارج الوجه الذي تراه للحقيقة السياسية .
بين الحقيقة التاريخية والحقيقة السياسية :
كي لانبقى ندور في حلقة التخوين والتخوين المتبادل في أطر المعارضة هذه لا بد أن نميز بين الحقيقة التاريخية والحقيقة السياسية .
كأن تقول أن الدستور في سوريا تغير مرتين خلال دقيقتين في العام 2000 بعد وفاة الرئيس الراحل حافظ الأسد وجيء بالرئيس بشار الأسد . ولكن التعاطي السياسي مع هذا الأمر جاء متباينا بين مختلف القوى السياسية والتي تجعل القول أن أحد هذه القوى هو من يمتلك الحقيقة السياسية قولا لا يمت للموضوعية بصلة . مثلا هنالك قوى معارضة استبشرت خيرا في خطاب القسم وهنالك قوى أخرى لم تر فيه أي جديد ..الخ
كل القوى السياسية في سوريا تقر بوجود إشكالية طائفية مركبة في سوريا وأيضا يختلف التعاطي معها بين قوة وأخرى درجة عمق هذه الإشكالية , ودرجة حضورها في الفعل السياسي السوري , ومن يتحمل مسؤولية هذه الإشكالية ..الخ
كل القوى باتت تقر بوجود قضية كردية في سوريا .ولكن يبقى التباين كيف يتم التعاطي مع هذه القضية .
نحن لا نختلف على الحقائق التاريخية إلا كونها خلاف على الراهن السياسي .هذا الراهن السياسي بوصفه آنية تكثف كل القراءات والمصالح في حركيتها على كافة الصعد والمستويات .
مثال أخير حول هذه النقطة : حدثت في سوريا أحداث عنف أهلي وسلطوي في نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات بين السلطة من جهة وبين قوى التحالف من أجل تحرير سوريا والتي تشكلت من عمودها الفقري الأخوان المسلمين وما عرف بتنظيم بعث العراق الموالي لصدام حسين . ولكن الخلاف لازال مستعرا حولها بين القوى السياسية , من بدأها؟ ومن يتحمل المسؤولية فيها؟ وما يتشعب عن ذلك من خلافات تجد عمقها ليس في الواقعة التاريخية بقدر ما تجد عمقها في أزمة الراهن السياسي وسبل الخروج من هذه الأزمة .
المعارضة هي من تحتاج المجتمع الدولي وليس العكس :
هذا وجه آخر من وجوه مأساة الفعل المعارض الذي يؤكد بنفاجية عالية المستوى بأن المجتمع الدولي راكضا وراء توظيف عملاء له !! داخل صفوف المعارضة السورية ويستخدم هذا الخطاب النظام وقسما مهما من المعارضة السورية دون أن تسأل نفسها سؤالا : ما الذي عندها كي يركض خلفه المجتمع الدولي ؟!وهل المجتمع الدولي بحاجة لعملاء كي ينقلوا له أخبار السلطة مثلا أو أخبار المعارضة ؟ أم أنه بحاجة لنسق من رموز سياسية كي يمرر خططه ؟ والسؤال ما هي هذه الخطط وهل هناك إجماع في المجتمع الدولي عليها ؟
وإذا أخذنا الحالة العراقية نستنج بدون حاجة للتعب بأن غالبية قوى المعارضة العراقية التي دخلت مع الأمريكان أصبحت بكل ثقلها مع إيران , بنفس المنطق نقول أنها ضحكت على أمريكا وبريطانيا وأسبانيا وأيطاليا ..الخ
لأن هذا المنطق هو من يقود إلى القول أن المعارضة العراقية قد ضحكت على كل هذه الدول !! وإذا افترضنا جدلا أنهم كانوا عملاء للغرب ؟ هل انفكوا من هذه العمالة ببساطة هكذا واتجهوا صوب إيران أو صوب بناء عراق ديمقراطي ؟
إنه تبادل مصالح انتهى مع سقوط صدام وانفك العقد هكذا الأمر ببساطة كما يمكن له أن ينفك الآن بين القوى الكردية في كردستان العراق وبين قوى التحالف الغربي . وليس الانفكاك هو حالة من الحرب ـ والمقاومة مثلا !! للمشروع الغربي .
بالمحصلة حتى هذه اللحظة نحن بحاجة لفاعلية المجتمع الدولي معنا كمعارضة وليس العكس . والسؤال كيف يمكن لنا أن نعمل على هذا الأمر ؟
ـ2ـ
كي لانبقى أيضا أسيري خطابات ذات بعد ذاتوي أرادوي في تحميل البشر المعارضين فوق طاقاتهم أيضا , لأن مهمة القمع بالدرجة الأولى هي منع أي فعل أرادي في التغيير وهذا ما يستوجب بالضرورة الانطلاق أيضا من ميزان القوى الفعلي , بين قوى المعارضة الديمقراطية وبين أجهزة القمع وأسلحتها الأخرى من إعلامية وغيرها . ميزان القوى هذا يحلينا بالضرورة للعقلانية في الفعل السياسي وحسابات تتعلق بحجم القوى القائمة على الأرض لدى الطرفين الطرف الذي يسعى للتغيير السلمي نحو الديمقراطية والطرف الذي يمنع ويمانع هذا التغيير انطلاقا من مصالح معقدة لدى الطرفين . وتعقد المصالح / المادي منها والرمزي / يجعل معايير الحكم على الوقائع التاريخية والسياسية متلونا ومعقدا بتعقد الرؤى والمصالح والمواقع الأيديولوجية . وأحيانا في تداخل عجيب غريب لأن واقع الاستبداد هو كذلك واقع رغم وضوحه هو معقد لأنه أصلا واقع مرضي في ظل غياب الحريات المدنية والتعبير الحر عن الرأي . كما بات معروفا في كل العلوم الإنسانية ماهو دور القمع في خلق مناخ مرضي على المستويين الجمعي والفردي .
مرحلة ما قبل النقد :
إن هذه المرحلة والتي يمكن لنا أن نسميها مجازا مرحلة ماقبل النقد في ظل غياب الفعل السياسي ومصادرته من قبل السلطة السورية , وجدنا من المناسب الحديث عن مرحلة ما قبل النقد التي تتناسب مع ما يمكن تسميته مرحلة ما قبل السياسة أو المرحلة الماقبل مدنية , لأن النقد هنا يتفرع عن ثنائيات العقل المستبد سواء عند السلطة أو عندنا كمعارضة على المستويين الجمعي والفردي أيضا . وفي ظل غياب الفعل التواصلي بوظيفته النقدية على مستوى الواقع ـ نقد الواقع ـ وعلى المستوى اللغوي ـ نقد النسق الأيديولوجي بكل حمولاته القيمية وبؤره المولدة للمواقف ومعايير الحكم على الوقائع والتي هي في حالها العامة معايير ما قبل سياسية ـ والمفاجأة تكمن بالنسبة ربما للكثيرين وأنا اتحدث من واقع تجريبي بأن جماعة الأخوان المسلمين في سوريا هي من أكثر القوى السياسية السورية قدرة على تقبل النقد . ربما يرى بعض المحللين والكتاب أن هذا نابع من تقية ما تمارسها الجماعة وهذا في الحقيقة لا يهمني كثيرا في الواقع هذا الواقع الملتبس أصلا . لأن التقية والباطنية ميزة في سلوك البشر عندما يواجهون قمعا شرسا على المستوى المادي والفكري ! وهنا نجد أنفسنا مرة أخرى أمام أمراض الاستبداد التي تنتشر في نسيج المجتمع كله , خصوصا بعد تزمينها وفي سوريا التي لم تختبر الحريات مطلقا ماعدا تجربة بسيطة زمنيا منذ أكثر من خمسة عقود والناس فيها يعيشون نفس الهم الاستبدادي ونفس العلائق المجتمعية ويستمعون لنفس الخطاب السياسي ـ بين قوسين بالطبع ـ هذا الخطاب الذي يرسم البشر في حدين إما معي أو ضدي إما وطني أو خائن , إما مع المقاومة أو عميل ..الخ من يتحركون خارج هذا الهامش وفي هامش بسيط أيضا يجدون صعوبة في ممارسة العملية السياسية بما هي : اختلاف في قراءة الوقائع بالدرجة الأولى , وكلهم يرددون عبارة [ الخلاف لايفسد للود قضية ] بينما هو لا يفسدها وحسب في السياق الماقبل نقدي بل يدمرها ويحاول تدمير أصحابها تدميرا تاما في ثنائياته السالفة الذكر والتي هي من لدن الثقافة الاستبدادية مهما تلونت دينيا أو علمانيا قوميا أم ليبراليا ..الخ
هذه المرحلة الماقبل نقدية تتناسب مع مرحلة غياب الحرية وسطوة الاستبداد على كل مفاصل الخطاب المجتمعي والسياسي . ويبقى السؤال المطروح على المعارضة أين هي من هذه المرحلة ومن هذه الثقافة بتلويناتها الكثيرة والمتكثرة في قاعدة إما معي أو ضدي رغم الأشواط التي قطعتها سواء في إعلان دمشق بالدرجة الأولى أو في جبهة الخلاص ..
مثال عما يدور : ربما يبدو هذا المثال خارج السياق لكنه من وجهة نظري في السياق تماما :
بعد مقابلة السيدان عبد الحليم خدام والسيد علي البيانوني مع قناة المستقبل سمعت تساؤلات وقرأت مقالات [ متعددة ] جلها يبحث عن أرضية إما تخوينية أو أرضية تعزف على وتر العلاقة مع قوى الرابع عشر من آذار . بوصفها بالطبع ليست منتجا لبنانيا !! ومنها من يعزف على وتر عدم منح شرف المعارضة للسيد عبد الحليم خدام الذي أخذت عليه مثل غيري وهم كثر أنه لازال مصرا على تحديدات زمنية لسقوط هذا النظام . كما لمست لديه دبلوماسية بالنسبة لي ليست مطلوبة في حديثه عن الدور الإيراني في المنطقة . ومازال مصرا على عدم القطع مع مرحلة الرئيس الراحل حافظ الأسد . وله في ذلك اعتبارته السياسية التي لم اقتنع بغالبيتها بالطبع ولهذا الأمر مقاله الخاص .
الغاية من هذا المثال هي أنني لم أجد في جل المقالات التي تعرضت لهذا لأمر نقدا سياسيا للغة والفكر الذي طرح في المقابلتين بقدر ما لمست فعلا تدميرا لهذا العمل المعارض وهنا الطامة الكبرى التي لازالت تلاحقنا في الحقيقة , بينما يجب أن ننطلق من الفهم العام وهو : إن العمل المعارض المطلوب هو في تحسين ميزان القوى لصالح المعارضة وهذا بالنسبة لي هو الأساس وهو المهم في هذه المرحلة الحرجة من عمر سوريا والأخطار التي تواجهها .
لا يمكن قيام مرحلة نقدية بلا حرية سياسية ومدنية :
وهنا يتدخل الفعل الذاتي في العملية النقدية وفي تقريب وجهات النظر بين كتل المعارضة وتياراتها السياسية وفق مطلب واحد أعتقد أن الجميع ينادي به وهو المطلب الديمقراطي ضمن فضاء ليبرالي خصب يؤسس لمفهوم التعايش السوري الخاص وفق المعطيات المجتمعية السياسية المعقدة , هذا الفضاء لازال بعيدا عنا كمعارضة سورية . وهذا ما أوضحته أيضا المواقف الأخيرة مما حدث في لبنان من حرب مجرمة إسرائيلية ضده وتواطئ أقليمي واضح .
وتحضرني هنا مقابلة صحفية للسيد حسن عبد العظيم الأمين العام للاتحاد الأشتراكي العربي ورئيس التجمع الوطني الديمقراطي المعارض الذي بات يضم ستة أحزاب سورية مع الصحفي المجتهد مهند عبد الرحمن لصالح موقع اللقاء السوري الديمقراطي , والحديث كان بمناسبة ما يدور في لبنان والأوضاع السورية , ولكن ما لفت نظري في الحقيقة داخل هذا اللقاء وغيره من تصريحات بعض رموز المعارضة : أن الحديث عن رفض السيد خدام في المعارضة يبدو وكأنه تسويقا لخطاب يريد أن يبقى بمنأى عن لعنة الاستبداد وفي سياقه الخطابي . وليس مفيدا للفعل المعارض , والسؤال الذي لفت نظري في الحقيقة : إذا كان السيد خدام غير مؤثر في الفعل المعارض وغير ذي وزن فلماذا يتم دوما التعرض لعمله المعارض على طريقة السيد حسن عبد العظيم وغيره من الرموز المعارضين ؟!! وبالمقابل كتب الكثيرون عن هذا الأمر ودافعوا عن جبهة الخلاص ولكنهم لم يشككوا بالعمل المعارض للسيد حسن عبد العظيم !! رغم كل ما تتناقله الألسن شفهيا !!!وسؤالي للسيد حسن عبد العظيم لماذا لم يتم الحديث عن الرجل عندما كان في السلطة وأذكر في نهاية التسعينيات أو بداية القرن الحالي أن وفدا زار الرجل في مكتبه باسم التجمع أو باسم الاتحاد الاشتراكي وكان برئاسة السيد حسن عبد العظيم نفسه , لم أعد أذكر في الحقيقة واعتبرته أوساط الاتحاد الاشتراكي في حينها أنها بداية لاعتراف السلطة بالتجمع المعارض هذا !! ولكنني لم أسمع كلاما منهم عن الرجل كالذي يقال الآن !!
وفي نفس السياق هل يخدم هذا ما نبحث عنه من أجل تغيير جدي في ميزان القوى بين قوى التغيير وقوى الاستبداد ؟ بينما لو قرأنا مقابلة الرفيق والصديق جورج صبرا عضو الأمانة العامة لحزب الشعب الديمقراطي لوجدنا أننا أمام مفارقة بين من يسعى لفعل سياسي من أجل تعميق ميزان القوى لصالح قوى التغيير / حيث يفند أبو شادي بشكل حيوي مشاكل المعارضة والحاجة لقيام أوسع تحالف معارض من أجل مطلب ديمقراطي واحد وهذا فعلا ما تحتاجه سوريا في هذا الوقت العصيب / وبين من يسعى لاستمرار ( سياسية ) ضد من ليس تحت عباءتي كما هي مقابلة السيد حسن عبد العظيم !!
هل يمكن لنا أن نجد ذاك الحد الفاصل بين قوى التغيير وقوى الاستبداد في مجتمعنا ؟
وهذا السؤال نتركه لقسم ثالث من هذا المقال .
#غسان_المفلح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟