|
جريمة - ختان العقل - فى الصحف الدينية ... نعيش فى عصر - الكفار- والجهاد ضد - المشركين -
محمد فُتوح
الحوار المتمدن-العدد: 7184 - 2022 / 3 / 8 - 21:46
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
--------------------------------------------------------------- لم يكن فى نيتى أن أكتب مقالاً عن " الختان " ، حيث اعتقدت أن الكتابات الكثيرة قد استهجنته ، واستنكرته بما يكفى . لكننى غيرت رأيى ، بعد أن قرأت كلمة التحرير ، التى يكتبها رئيس تحرير ، إحدى المجلات الإسلامية الشهرية ، وهى مقال بعنوان " الختان مشروع وإن أُرغمت أنوف " . فى كلمة التحرير ، اعترض رئيس المجلة " إياها " ، على فتوى أعلنها د . على جمعة ، المفتى بتجريم الختان ، وان جاءت مترددة وعلى استحياء . اعتبرها رئيس التحرير ، من المؤامرات ضد المسلمين ، ووصفها بأنها " هجمة " ضاربة من الهجمات التى تُشن لخدمة أعداء الإسلام . وسأل المفتى كيف له أن يجرم الختان ، مع أن شيخ الأزهر السابق ، الإمام جاد الحق ، قد أوضح أن الختان مشروع ، وأكده بالعديد من الفتاوى ، التى تستند على أدلة إسلامية ودينية ؟!!. كما وصف رئيس التحرير " إياه " ، كل الآراء المعترضة على الختان ، أنها " ماكرة " غير أمينة ، لا تعمل بشرع الله ، حاقدة على المسلمين ، وعلى الاسلام . وتضمنت كلمة التحرير ، أيضاً عبارات مثل " جرأة المفتى ، وسكوت العلماء " .. " الختان المفترى عليه " .. " ضبط الاشتهاء مع الإبقاء على لذات النساء " .. " آداب الختان " .. " الختان مشروع وإن كره الحاقدون " .. " الوقت الأمثل للختان " .." 97% من نساء مصر مختنات " .. " الختان فطرة عند الإنسان " .. " الختان من الشرائع المستحبة " .. " الفقهاء اتفقوا على أن الختان فطرة وشرائع " .. وغيرها من العبارات التى استخدمها سيادته ، لتوضيح محاسن ،وميزات ، وإسلامية الختان . بالطبع ، أزعجنى هذا التوجه ، الذى يتحدث باسم الشرع ، أو الإسلام ، ويحرض بكل أريحية ، على قطع جزء من جسم الأنثى ، لحمايتها من الشهوة ، والغريزة . أو كما عبر رئيس التحرير : " لضبط الحس الجنسى لدى الفتاة ، ولا يدفعها إلى الاستهتار وعدم التحكم فى نفسها عند الإثارة ". إن تحكم الإنسان رجلاً كان أو امرأة ، فى شهواته ، وغرائزه ، ولذاته الجنسية ، لا يُضبط بقطع أو استئصال العضو المسئول عن الإحساس باللذة ، أو جزء منه . ولكن الذى يضبط هذا هو حسن الخلق ، والثقافة غير الذكورية ، والعدالة بين الجنسين ، والتربية القائمة على المساواة ، وعدم وجود ازدواجية أخلاقية ، تبيح للرجال كل أنواع الاستهتار الجنسى والأخلاقى . أو على الأقل لا تعتبره ، فضيحة شرف أخلاقى ، أو جريمة ، تجلب العار وتستوجب العقاب . وفى الوقت ذاته ، تستنكر على النساء ، أبسط أنواع التعبير عن العواطف النبيلة ، أو الحب ، أو الإعجاب . بل تحرمه ، وتعاقبه جسديا يصل الى القتل ، وتعتبره إباحية ، وانحلالاً ، وانتهاكاً لشرف ذكور العائلة ، الذين يمارسون الازدواجية الأخلاقية فى الخفاء . لكن ما أزعجنى أكثر ، هو وجود مثل هذه المجلات الدينية التى لا تعيش العصر ، والزمن ، والمتغيرات والاستنارة العادلة ، التى يجب أن نتحلى بها جميعاً ، إذا كنا نود التقدم والنهوض بمجتمعاتنا ، وتعويض ما لحق بنا من تأخر ، وجمود ، وتعصب ، وتطرف . ما أزعجنى من موضوع ، " الختان مشروع وإن أُرغمت أنوف " ، ليس ما يقوله ويستحسن به الختان .. وليس هجومه واعتراضه على فتوى المفتى . ولكن الأخطر فى رأيى ، هو كيفية انتشار المطبوعات الدينية ، وعدم وجود رقابة على الآراء والأفكار والأدلة الدينية ، التى تسوقها لإقناع الناس . أتساءل لَمنْ تخضع مثل هذه المجلات الدينية ؟ . لماذا لا تمر من خلال " فلتر" ينقى ما تغذيه فى العقول من تفرقة ، وتفسيرات مضرة ، وهجوم على علماء أجلاّء أعملوا العقل ، من أجل المصلحة ، والعدالة والثقافة التنويرية ؟ . نحن بحاجة أكثر ، من أى وقت مضى ، إلى تقوية التيارات المدنية فى مجتمعاتنا وإلى حظر كل الأنشطة ، التى تقام على أساس دينى أياً كانت . إن المطبوعات الدينية ، هى صحافة قائمة على أساس دينى. فلماذا يتم تمويلها ، وترويجها ؟؟. انهم يبيعونها بأسعار رخيصة ، حتى تكون أسهل فى مهمتها التخريبية ؟؟. وبالتالى ، هى نشاط ( اجتماعى .. وثقافى .. وصحفى ) ضد الدولة المدنية ، المستنيرة التى نجتهد لانقاذها . وبالتالى ، يجب أن يتم حظرها . لقد تُركت سنوات طويلة ، حتى أصبحت تملأ الأرصفة ، والعقول ، بالتفرقة الدينية ، والتفسيرات التقليدية . لقد استفحلت الثقافة الدينية ، ومطبوعاتها ، دون أى رقابة أو متابعة ، حتى أكاد أقول أنها أصبحت " دولة داخل الدولة ". مطبوعات تثير مناخاً ، للتشكيك فى إعمال العقل والاستنارة ، وتصف أصحابها " بأعداء الإسلام " .. وفى كل معركة حضارية ، " تكسبها مصر " ، فى اتجاه الدولة المدنية ، واستنهاض العقل ، وديناميكية وأنسنة التأويل الدينى ، وحظر الأنشطة العامة المؤسسة على الدين ، تأتى تلك المطبوعات الدينية ، لتنال منها ، وتشدنا الى عصورالقرون الوسطى ، وتحرض الشباب على التعصب ، والتطرف ، والعنف . . إن المطبوعات الدينية ، التى أصبحت بــ أعداد لا حصر لها ، وبتمويل لا حصر له ، مثل الأحزاب الدينية ، أو المدارس الدينية ، والجمعيات الدينية ، والمراكز الدينية ، غيرها من الأنشطة الدينية ، هدفها النهائى هو خلق ، أو التمهيد لزراعة الدولة الدينية ، وإشاعة اللغة الدينية فى كل مجال ، وتهيئة الجو لسيادة المرجعيات الدينية . إن مثل هذه الصحافة ، تعيش فى عصور منعزلة عن الحياة العصرية ، المتجددة . ومازالت تعيش فى عصر الكفار وأعداء الإسلام .. والجهاد ضد المشركين .. والماكرين .. والحاقدين ..والمنافقين ، والخوارج ، والنصارى ، وأهل الذمة ، والخطاب الدينى ، المغيب تماماً ، عن " جوهر" أى تقدم انسانى حضارى . لمنْ تعمل المطبوعات الدينية ؟ . ولمصلحة مَنْ تنشر كل يوم ، باسم جديد ، وثوب جديد ، و " ختان جديد " للعقل ، والاستنارة ، ورئيس تحرير جديد ، يكتب كلمة افتتاحية جديدة ، يسميها " كلمة التحرير" ، " الختان مشروع وإن أُرغمت أنوف " !! إذا كانت هذه ، هى كلمة " التحرير" ، فماذا تكون إذن كلمة ، " القهر" ؟؟!! ---------------------------------------------------------- من كتاب " استلاب الحرية باسم الدين والأخلاق " 2009 ------------------------------------------------------------
#محمد_فُتوح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
- شو - عمرو خالد وغضبة القرضاوى
-
لا مستقبل للاخوان المسلمين على أرض مصر
-
سيدة ليبيريا الحديدية والنموذج الاسلامى للمرأة
-
النساء الكويتيات يحترقن ليضيئن للرجال
-
تجربتى مع أحد التاكسيات الاسلامية
-
الليبرالية الحنبلية لحزب الغد
-
قانون نقل الأعضاء من الموتى .. لماذا لا يصدر ؟؟
-
كونداليزا رايس ..... أليست امرأة ؟!
-
تأملات فى مفهوم الجمال ( 5 )
-
تأملات فى مفهوم الجمال ( 4 ) الجمال فى الفكر الاسلامى
-
تأملات فى مفهوم الجمال ( 3 )
-
تأملات فى مفهوم الجمال ( 2 )
-
تأملات فى مفهوم - الجمال - ( 1 )
-
النيولوك للاخوان المسلمين .... الجهاد على أنغام الموسيقى الش
...
-
وظيفة شكلية - تصحيح صورة الاسلام والمسلمين -
-
العلمانية صمام أمن للمجتمع وشرط للتقدم
-
لولا ثورة 23 يوليو 1952 ما كنت تعلمت
-
امامة المرأة للصلاة ... نساء تستعذبن الصفوف الخلفية
-
الاسلاميون فى تركيا وتعريض المكتسبات العلمانية للخطر
-
حفيدات حسن البنا
المزيد.....
-
مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي
...
-
أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع
...
-
الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى
...
-
الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي-
...
-
استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو
...
-
في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف
...
-
ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا
...
-
فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي
...
-
استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس
-
ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي على النايل سات لمتابعة الأغاني
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|