أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - اسماعيل شاكر الرفاعي - آلهة البدو الجزء الثاني ، 4 من 5















المزيد.....

آلهة البدو الجزء الثاني ، 4 من 5


اسماعيل شاكر الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 7184 - 2022 / 3 / 8 - 17:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


4 من 5
النبي ومصادره المعرفية

يسمى ناقل المعرفة الدينية في ديانات الشرق الاوسط الثلاثة : نبياً ، ويسمى مصدره المعرفي الذي يزوده بالمعلومات : عالم الغيب ، وهو عالم مستور وغير مرئي ، ولا تحيط به حواس الانسان ومداركه العقلية ، اما الميتافيزيقيا وهي فرع الفلسفة المختص بالحديث عن الماورائيات ، عن المخفي والمستور من عمليات خلق الكون ونواميسه وحركته ، فقد أخبرنا ارسطو بأن الله او عالم الغيب محرك ولكنه لا يتحرك ، ثابت ، بخلاف أفلاطون الذي كان يرى : بان الله مهندس الكون وخالقه ، وقد يطابق أفلاطون بين الله وبين القوانين المسيرة لهذا الكون . أرسطو قال لا ، تزول عن الله الالوهية لو تحرك ، اذ تصيبه الحركة بالظرفية او الحدثان ، وهي الفكرة الاساسية التي تأثر بها الفلاسفة المسلمون وعلماء الكلام ، وعبروا عنها بان الله : لا تحله الأعراض ، فهو وجود من الثبات المطلق . والعالم بالنسبة الى أرسطو أزلي غير حادث في الزمان ، لانه غير مخلوق . رأي ارسطوطاليس هذا تم تكفيره إسلامياً من قبل علماء الكلام الذين كفروا كل من يقول بقدم العالم ( كتاب الغزالي : تهافت الفلاسفة ، وكتاب مقالات الاسلاميين واختلاف المصلين للاشعري ) اما نظرية الفيض الافلوطينية فهي ترى بأن كل الموجودات فاضت عن الله . لكن ما جاء على لسان أرسطو في كتابه " ما بعد الطبيعة " او ما جاء على لسان أفلوطين في " تاسوعياته " يختلف عن نظرية المعرفة في الدين الاسلامي التي تحدثت عن اله صانع للكون ونبي يختاره هذا الصانع ، ويزوده بالمعارف الدينية الضرورية لنجاته ونجاة قومه في الآخرة . وهذا الاله الخالق للكون منفصل عنه في الوقت نفسه . ولا يشبهه شئ من مخلوقاته ( ليس كمثله شيء ) ، وانه يفعل بلا حركة ولا فيض ( إنما أمره اذا اراد شيئاً ان يقول له كن فيكون . سورة يس : 82 ) ، وان هذا الخالق : خلق حياة اخرى تتضمن وجود بعث ونشور ويوم حساب ( وهو ما لم يتطرق اليه أرسطو ، وتطرق اليه : أفلاطون كاتب الحوارات المدهشة والجمهورية ونظرية المثل ) وانه سيكافيء في ذلك اليوم الخيرين وسيعاقب الأشرار ، وانه يمكن له ان يعاقب البشر على ما جنت أيديهم من آثام وخطايا في الحياة الدنيا عن طريق ايقاع عقوبة الفيضان بهم او تعريضهم لكوارث الأمراض والأوبئة والحروب .
يختار عالم الغيب النبي ويزوده برسالة ، وغالباً ما يبدأ الرسول بتبليغها الى قومه : ( والى ثمود أخاهم صالحاً ، والى عاد اخاهم هودا ، ولقد أرسلنا نوحاً الى قومه ، " آيات من سورة الأعراف " لتنذر ام القرى ومن حولها " سورة الشورى " ، لتنذر عشيرتك الأقربين " سورة الشعراء " .. ) ويتم اختياره لكونه من نسل النبي ابراهيم الذي منحه الله قدرة معرفة سر الكون الاعظم ، ووشمه بوشم التقوى والطهارة ، والابتعاد عن الشرك وعبادة الأوثان . فالمعرفة الدينية : معرفة خاصة منح الله اسرارها لسلالة بشرية واحدة : هي سلالة النبي ابراهيم الذي خرج من صلبه ( من زوجته هاجر ) اسماعيل ابو العرب ، وخرج النبي محمد من صلب النبي اسماعيل . فالنبي محمد تم اختياره انطلاقاً من كونه يتحدر من صلب النبي اسماعيل بن ابراهيم حامل التقوى والطهارة وفكرة التوحيد على الارض . كما ان لابراهيم ابناً آخر من زوجته : سارة ، هو النبي اسحق ومنه انحدر معظم انبياء بني اسرائيل كما يذكر القرآن ، فليس اليهود وحدهم يتمتعون بهذا التكريم الآلهي وانما معهم : العرب . لقد صاغهما الله صياغة خاصة ، تمنحهما حق : امتلاك ما يشاءان في الحاضر والمستقبل . فهما افضل الخلق وشرائعهما الآلهية افضل من اية شريعة بشرية . وقد منح " يهوه " اله اسرائيل : ارض فلسطين لليهود ،
وأباح لهم حق اختيار الوسيلة التي يطردون بها الفلسطينيين من ارضهم : بتصفيتهم جسدياً بذبحهم او استعبادهم ، ومصادرة أملاكهم ومنها النساء والرجال والأطفال ، وافتتح العرب البلدان المجاورة وتوغلوا في قارات اخرى لأنهم ايضاً قد تم اختيارهم من قبل : الله ، معبودهم الذي جعلهم أمة وسطاً ، وأناط بهم دور ان يكونوا ( شهوداً على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ) . فالمعرفة الدينية في الاسلام نقلها النبي محمد من عالم الغيب : بعد ان اختاره الغيب لاداء هذه المهمة : وقد برع النبي في اداء هذا الدور على مستوى الخطاب ، اذ استنبط للقرآن صياغة خاصة غير مطروقة في لغة العرب يومذاك لا هي بالنثر الخالص ، ولا بالشعر الخالص ، ( في اصول القرآن ترجمة ناصر بن رجب ، دار الجمل 2019 ) وبرع في ادارة معركة متواصلة : ثقافية وسياسية وعسكرية واجتماعية ، لمدة 23 عاماً ( ثلاثية مونتجومري واط ، وثلاثية هاشم جعيط )ستصبح مواقف النبي فيها ، وما قاله او فعله هي : السنة ، المصدر الثاني للتشريع عند الشافعي ( الذي اصل الاصول في كتابه " الام . ) وصار هذان المصدران ( اضافة الى الإجماع والقياس ) اساس التشريعات الاسلامية ، وتم تنظيم علاقات الناس بسلطات الخلفاء السياسية في ضوء منها ، وهو دور قام به الفقهاء الذين قرروا ان مبدأ : طاعة الله لا تتكامل من غير الطاعة التامة للنبي ومن بعده لاولي الامر ، وطاعة اولي الامر لا تتم من غير التقيد التام بممارسة واداء فروض الدين والجهر بمعتقداته ، ومن لم يفعل ذلك تأسره الحسبة او هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر التي واجبها مطاردة الناس الذين لا يتقيدون بأركان الدين وتحويلهم الى المحاكم ، بما يجعل تنظيم حياة الناس قائمة في الاخير على طاعة السلطة . وقد قام الخلفاء في ملائمة هذا الموروث وتكييفه لأنظمتهم السياسية . وسيجد من يقرأ كتاب " المتكلم والفيلسوف والأصولي " للدكتورة ماجدة عمارة : صورة واضحة لهذا الدور الذي قام به الغزالي في علاقته بسلطة خليفة زمانه ، مقارنة بعلاقة ابن رشد والشاطبي بسلطتي خلافة زمانيهما .
جغرافية عالم المعرفة الديني : تبدأ أولاً باختيار الرسول الذي عادة ما يكون من سلالة النبي ابراهيم ، لأنها السلالة الوحيدة التي منحها الله قدرة فهم المعرفة الدينية ، وقدرة الحفاظ عليها متنقلة من الآباء الى الابناء ثم الأحفاد : والنبي محمد هو من احفاد هذه السلالة . تلقى محمد هذه المعرفة وهو في الأربعين من عمره : كان يهبط بها اليه من السماء الملك جبرائيل ، ومرة عرج محمد بنفسه الى السماء بدعوة من الله : ( سبحان الذي اسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا انه هو السميع البصير سورة الأسراء : 1 ) . وجاءت سورة النجم مؤكدة ما تبع ذلك من عروج النبي الى سدرة المنتهى ثم راح النبي يصعد الى ان سجد بين يدي ربه وتلقى منه أمر الصلوات . ولم تقتصر المعرفة الدينية على معرفة العبادات وانما - وخاصة بعد الهجرة - شملت المعاملات ومنها حماية ذات الامة والدفاع عنها ثم انتقلت استراتيجية الدعوة الاسلامية من الدفاع الى الهجوم على الكافرين التي نظمت العمل بهذه الاستراتيجية الجديدة ، سورة التوبة : ( فاذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فان تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم ان الله غفور رحيم . سورة التوبة : 5 ) . وقد استمرت هذه المعرفة تهبط على الرسول محمد الى الوقت الذي نزلت فيه آية : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا . المائدة : 3 ) حيث اصبحت المعرفة الدينية الاسلامية متكاملة ، أي لا بجوز الإضافة الى أحكامها أو حذف شئ منها ، واول هذه الاحكام واهمها جميعاً : الاستمرار بالجهاد الذي اذا توقف العمل به : يتوقف الاسلام عن كونه إسلاماً ، فروح المعرفة الاسلامية وسر اسرارها كامنة في الجهاد ، وهكذا بعد ان فرغ النبي من معركة حنين وهزم كل القوى الاساسية في شبه الجزيرة العربية ، دفع بجيشه الى الخارج لمواصلة الجهاد ، والاحتكاك بالقوى البيزنطية .. بعد قرون حين توقفت الدولة الاسلامية عن مواصلة الجهاد بغزو الاراضي التي لم يصلها الاسلام : بدأت بالتحلل من الداخل والسقوط : وآخر مثال على ذلك : الامبراطورية العثمانية . وفي هذا تكمن مأساة الحركات الاسلامية ومأساة شعوبها في الأوان الذي نعيش : فهذه الحركات ، بعد وصولها الى السلطة في بلدانها : لم تكن قادرة على المبادرة بالحروب الخارجية ( الجهاد ) لضعف دولها علمياً وتصنيعياً ، ولعدم وعيها لاهمية هذين العاملين في تشكيل الامم الحديثة : لم تلفت حكوماتها في العراق او المغرب او تونس الى القيام بوضع البرامج التنموية والتحديثية والارتقاء بشعوبها اقتصادياً ، ففشلت وقام الناس بتنظيم الاحتجاجات علبها ...



#اسماعيل_شاكر_الرفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آلهة البدو : الجزء الثاني 3 من 5
- 1 و 2 من 5 / من مقال آلهة البدو - الجزء الثاني ،
- أوكرانيا - العراق
- آلهة البدو
- حفلات رئيس الوزراء البريطاني وقوانين محاربة - كورونا -
- محطات
- هي التي لا يحدها اسم إشارة
- من يجدد وحدة العراق ؟؟؟
- مجلس الامة واكفان مقتدى الصدر
- احذروا هذه الظاهرة
- هل ستنبت لي اجنحة ؟
- عبور الازمنة
- من - ديوجين - الى شنور
- خطاب وزير المالية البائس
- الفنان محمد رمضان وموسم كشف الصدور في العراق
- على طريقة المتنبئين
- البيت الشيعي العراقي
- هل العراق واسرائيل دولتان من دول الديمقراطية الليبرالية ؟
- علي السوداني في مناظره الرائعة
- الجزء الرابع عشر / الحسبة او هيئة الامر بالمعروف والنهي عن ا ...


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - اسماعيل شاكر الرفاعي - آلهة البدو الجزء الثاني ، 4 من 5