صادق الازرقي
الحوار المتمدن-العدد: 7184 - 2022 / 3 / 8 - 10:58
المحور:
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
تعرض ممثلو الجنس البشري الى انتهاك فض لكرامتهم لمجرد اختلاف لون بشرتهم، اذ جرى انتقاء المختلفين عن ذوي البشرة البيضاء الاوربيين بصورة علنية وسحبهم من تجمعات السكان الذين لجأوا الى الحدود البولندية الاوكرانية، بسبب الاعمال العسكرية في المدن الاوكرانية او حولها.
لم تكن التصرفات العنصرية لاسيما من قبل الجهات الرسمية في دول اوربا الشرقية، او ما كان يعرف سابقا بالمنظومة الاشتراكية جديدة، فلطالما تكررت منذ انهيار الاتحاد السوفييتي السابق وتلك الدول لاسيما بعد عام 1991، وبصراحة فلقد تولد عن ذلك الانهيار مؤسسات بوليسية تمارس اقصى مراحل القسوة ضد الناس المختلفين في العرق وبخاصة من اللاجئين والمهاجرين، وكلنا يتذكر عمليات الهجرة الكبرى إلى أوربا المعروفة بأزمة اللاجئين، التي بدأت في عام 2015 وتميزت بوصول عدد كبير من الناس من دول الشرق الاوسط وافريقيا إلى الاتحاد الأوربي وكيف تعاملت دول شرقي اوربا مع اللاجئين بعنصرية مقيتة، بل انسحبت العنصرية حتى على تصرفات كثير من السكان، ومنهم النخبة اذا جاز القول؛ ورأى العالم كيف تصرفت مصورة صحفية هنغارية، بركلها لاجئا كان يحمل ابنه في محاولته الهرب من الشرطة على الحدود المجرية واسقطتهما ارضا، و برأت المحكمة الهنغارية العليا الصحفية؛ وفي الحقيقة انا كنت شاهدا على قسوة تصرفات العسكريين في حدود الدول التي كانت ضمن ما عرف بالاتحاد السوفييتي السابق التي تفوق العنصرية في اوربا الغربية او امريكا بكثير؛ والمفارقة هنا ان تلك الدول كانت تحكم في السابق بالأحزاب الشيوعية التي يفترض انها تطبق تعاليم اكثر الفلسفات ابتعادا عن العنصرية، الا وهي الفلسفة الماركسية التي تحتفي بالإنسان بصفته بشرا بغض النظر عن شكله وقوميته ودينه الى آخر المسميات، ويفترض ان تكون تلك الصفات الانسانية متغلغلة في الاجيال اللاحقة، غير ان العكس هو الذي يحدث.
وما يلاحظه الناس الآن اقسى الدرجات العنصرية التي تحاول الحط من كرامة البشر بتمييزهم العلني عل اساس لون الجلد في المقام الاول، و هو انتهاك كبير للخصوصية البشرية وحقوق الانسان وتصرف همجي ازاء اناس همهم الوحيد الوصول الى مجتمعات مسالمة يعيشون فيها حياتهم الاعتيادية في هدوء وسلام؛ ينتفعون منها وينفعون عائلاتهم؛ مع العلم ان سكان اوربا الشرقية ذاتهم اضطروا الى اللجوء في اعمال حربية سابقة ومنها الحرب البوسنية او حتى بمجرد انهيار انظمتها بعد عام 1990 وكذلك ما يحصل الآن في طوابير اللاجئين الأوكران في الحرب الحالية؛ فكيف يحرمون على الاخرين ما يحللون لأنفسهم؟!
#صادق_الازرقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟