أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سيوان محمد - مجلس النواب أم مجلس القتال؟!















المزيد.....

مجلس النواب أم مجلس القتال؟!


سيوان محمد

الحوار المتمدن-العدد: 1666 - 2006 / 9 / 7 - 10:16
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


رغم كل الأحداث المثيرة التي يواجهها العمال والكادحون ومحرومو المجتمع العراقي اليوم على أيدي القوى الطائفية والمليشيات المتطرفة التي ليس في جعبتها سوى حز الرقاب والقتل والإبادة والرجعية التي أفرزتها (الديمقراطية!) الأمريكية في العراق بعد النظام البعثي. ورغم الكثير من التغيرات التي عبثاً تحاول أمريكا وحكومتها القبيحة فرضها على رقاب عشرات الملايين من الجماهير في العراق والتي انتهت في خاتمة المطاف بحكومة ومجلس رجعي طائفي تشكل من كل القوى الرجعية المناهضة للانسان لتكون أخيراً حاملة راية الحرية و(الديمقراطية) الأمريكية التي استيقظت المجتمعات عليها في العالم اليوم، رغم كل ذلك يبقى (مجلس النواب!) العراقي ساحة ساخنة للصراع الذي يفرض كل يوم أنواعاً مختلفة من الجريمة المنظمة ضد العراقيين. فكلما أجتمع ممثلوه وعقدوا مؤتمرات (المصالحة) لحل أزمة السلطة يزداد الشقاق بينهم أكثر فأكثر ويأخذ القتل والجريمة أشكالاً أكثر تنظيماً وشدة والتي راحت تدخل كافة البيوت بسبب الهوية والانتماء الى تلك الطائفة أو ذلك المذهب أو تلك الجماعة الأثنية حيث ملأت الدماء الشوارع وساحات العمل والمعامل والدوائر وراح القتل والإبادة تختطف ضحاياها من النساء والأطفال والشيوخ دون استثناء.
ومجلس النواب هو الممول الرئيسي والفعال للأزمة هذه والدوامة المرعبة وكل يوم تتجدد فيه أسباب قتل الأبرياء وتأخذ أشكالاً مختلفة وليست الحرب الأهلية الدائرة الآن سوى ترجمة واقعية لمدى الصراع المحتقن من جلساتها التي صارت سرية حيث بني جدار عازل بملايين الدنانير لعزل الصحفيين ووصف الإعلام والصحفيين بالمراهقين فضلاً عن أن العديد منهم تعرض للقتل والاختطاف والضرب والتهديد على يد مسلحي هذا المجلس العقيم الذي ما أن تهدأ الأوضاع نسبياً حتى عقد جلسة أخرى لوضع النقاط على الحروف حسب قولهم ولكنهم إنما بذلك يضعون الحروف من دون نقاط والرؤوس على الجثث المكدسة في شوارع كافة مدن العراق في جولة أخرى من سفك الدماء حتى أصبح ما يسمى بمجلس النواب مجرد أضحوكة في فم حتى من كان له في البداية بعض التوهم بخصوصه. لأن أعضاءه لا يعبرون عن أية مطالب تتوقعها منهم عشرات الملايين من العمال ومحرومي المجتمع العراقي الذين رفضوا النظام البعثي الفاشي على هذا الأساس طيلة عشرات السنين. نعم أن هؤلاء لا يعبرون عن مطالب الناس في العراق وإنما يعبرون عن مطامعهم وصراعاتهم لنيل ما أمكنهم من الأموال والإمتيازات والنهب والسلب وما إلى ذلك بأي ثمن كان وبأي شكل كان. فالصراع الدائم بين تلك الكتل النيابية الرجعية يأخذ يوماً بعد آخر أشكالاً أكثر حدة في التنظيم والتخندق داخل المليشيات المختلفة لإدامة هذا الصراع الدموي على حساب الأبرياء ليكونوا الخمير الحي لذلك. فتراهم ينهون جلساتهم في كل مرة الى لغة الشارع وترجمتها هناك ليملئوا الأحياء والأسواق وساحات تجمع العمال بالداء والأشلاء.
إن حكومة تشكلت على أساس ثقافة العمائم والعكَل والشراويل لا تحمل في طياتها أكثر من الحقد الطائفي والصراع والدمار والتخندق الطويل الأمد وتدمير الإنسان العراقي المعاصر رجلاً كان أم إمرأة..وأنا أقول باختصار لو كان هناك ذرة من العدالة الآن في العالم بعد تراجع كافة مؤسسات المجتمع المدني بما فيها منظمة الأمم المتحدة ومجلس أمنها، لكان هؤلاء الجرذان الآن ملاحقين بتهم إبادة جماعية وتصفيات عرقية وعلى رأسهم أمريكا، لكن للأسف أن أمريكا اليوم هي التي تقرر في الأمم المتحدة ومجلس الأمن من هو الجاني ومن هو المجني عليه حسب أدبيات البنتاغون، ويبقى أخيراً الطالباني والمالكي والسيستاني والصدر والحكيم والبارزاني ومن لف لفهم ما هم إلا زعافات معلقة في الفضائيات التابعة وقصور المنطقة الخضراء أو بالونات للزينة الديمقراطية التي أدخلتها أمريكا في بيت كل إنسان عراقي عن طريق المجازر التي تقشعر لها الأبدان سواء من قبل قوات الاحتلال الهمجية أو الأحزاب والطوائف والعصابات التابعة لها.
هناك الكثير من الخطط ولمؤامرات والمصالحات والمحاصصات بين تلك القوى ليس على أساس إعادة هيكلة المجتمع العراقي بشكله التقليدي بل بالشكل الذي يتناسب مع سياساتهم وصراعاتهم ومستقبلهم في العراق!! نعم ليس على أساس إعادة هيكلة المجتمع العراقي في وضع يستطيع الإنسان أن يكون له الخيار في كيفية النضال لتغيير أوضاعه الاجتماعية والاحتجاج لنيل مطالبه المختلفة وبناء مجتمع معاصر يليق بكرامة البشر في هذا العصر. إن لأمر بعيد جداً أن يحدث هذا ما لم يتم حل هذه الحكومة وعدم التعامل معها من قبل الجماهير المحرومة، فهي لا تحمل سوى هدف واحد لا غير وهو تهميش دور الإنسان في العراق والنيل منه وتقسيمه وتصنيفه على أساس القبيلة والدين والقوم و..و..الخ.
إن مجلس القتال هذا ما هو إلا الفتيل الملتهب دوماً لإدامة وترجمة تلك السياسة والأهداف ووضع تلك النقاط على تلك الحروف وتلك الرؤوس على تلك الجثث في الشوارع والتي اشتدت ضراوتها بعد بدء حكومة كونداليزا رايس المالكية أعمالها وخططها الأمنية المكشوفة التي زادت الطين بلة! لأن القوات التي استعان المالكي بها هي نفسها من يقوم بارتكاب تلك الجرائم تلك كل حسب انتماءه الطائفي والجهة التي ينتمي إليها حيث قاموا يسرحون ويمرحون ويلعبون بأرواح الناس ويمارسون القتل والتقتيل والإبادة في ظل مؤسسات الدولة الطالبانية والمالكية ولذلك صعب جداً أن يحددوا حتى هم أنفسهم من يفعل ذلك بالتحديد. ومن فعل ذلك هو من غير شك حكومة المالكي بكافة أقطابها رافعة بذلك العبء عن قوات الاحتلال وبدأت بالقيام بذلك مع شركاء آخرين من المليشيات والعصابات الأخرى ضد محرومي المجتمع العراقي المغلوبين على أمرهم كما يقال وخلقت وضعاً مأساوياً يبرر أكثر من ذي قبل وجود القوات الأمريكية وها هي المعادلة الآن لصالحها!! وأخذت سوريا أيضاً تتخذ مع إيران جنباً الى جنب من الوضع العراقي ورقة للضغط على أمريكا بشكل واسع.
وإذن ننتهي بالقول غير الخافي على الجميع وهي أن نصف هذه الحكومة المزيفة بمجلسها الرجعي (مجلس القتال) الذي يعلن الطالباني بين الفينة والأخرى أن حكومة المالكي والفلان الفلاني هي حكومة إنقاذ وطني. فليس هناك أكثر من هذا الخيار حالياً على الساحة بعد ان وصل الجميع الى طريق مسدود حتى بعد تجربة التصفيات العرقية والطائفية لهذا وذاك. فالإفلاس السياسي لهؤلاء ممكن أن تراه في كافة فضائياتهم وفي كلمات وتصريحات وكتابات محلليهم وكتابهم.
23-6-2006
BASEL



#سيوان_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لرنفع أصواتنا ونحشد قوانا دفاعاًَ عن اللاجئين!
- الحرية
- ثلاث قصائد
- قصيدتان
- قصائد
- ليس للفراغِ محطة!
- حتى الصباح
- ملاكم اليوم
- في زمن الحرب!


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سيوان محمد - مجلس النواب أم مجلس القتال؟!