أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - العدالة لن تتحقق مع الانتقام العشوائي














المزيد.....

العدالة لن تتحقق مع الانتقام العشوائي


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 493 - 2003 / 5 / 20 - 05:25
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


تناقلت الأخبار قيام مجموعة من المواطنين العراقيين بالاقتصاص من أعضاء بارزين في حزب البعث البائد في البصرة وبغداد وقتلهم  .
هذه المجموعات مدفوعة للانتقام لدماء أخوتهم وأولادهم  نتيجة  ممارسات السلطة البعثية البائدة والتي روعت الشعب العراقي  والتي طالت أعداد هائلة من الشباب العراقي  ، وتشكل عمليات القتل الاقتصاص العفوي المبني على الأنفعال العاطفي  والمعلومات المبنية على الظن والشك  .
أن أعمال من هذا القبيل تتداخل فيها الاتهامات وتضيع فيها الحقائق وتختلط أدلة الحق والباطل ، يمكن أن تشكل صفحة مرعبة في وطننا  لسنا بحاجة لها في هذا الظرف العصيب الذي يمر به شعبنا العراقي الصابر ، كما ا أن الجرائم البشعة التي أقترفها النظام البائد بحق الشعب العراقي لايمكن أن تعادلها عمليات اللجوء الى ممارسات أنتقامية لا تخلو من عاطفة ، وتتعارض مع  التطبيق السليم للعدالة والقانون .
ولا نريد التحدث  عن بشاعة الحيف الذي لحق بالعديد من  العوائل العراقية ، ومقدار الظلم الذي طالهم  جراء ممارسات السلطة القمعية ، فأن هذا لا يعطيهم المبرر المنطقي للاقتصاص من شخوص تمثل السلطة البائدة يسكنون معهم في حاراتهم ومدنهم وقراهم  بشكل شخصي ومنفعل من بعض الأفراد دون سلطة قانونية  ، ودون وجود تحقيق قضائي ودون وجود محاكمات أصولية للتوصل الى الحقيقة وفي غياب هذا لن  يمكن أصدار الأحكام .
أن الأعمال الانتقامية ستساهم بشكل فعال في خلق أجواء الخوف والرعب والاضطراب  بين الكثير من الناس ، كما أنها تمنح فرصة للانتقام الكيفي والتستر بحجة الانتقام من أزلام السلطة البائدة لاقتراف جرائم من  بعض المغرضين لغير تلك الأسباب  ، لتنتهي بعض الأرواح ضحايا بريئة تحت واجهة الانتقام من أعوان السلطة البائدة والحقيقة غير ذلك  .
أن الحياة تحت هذه الأجواء تتناقض تماماً مع الدعوة الى سلطة القانون والتمسك بسيادة القانون وسلوك الطريق القانوني السليم في الشكوى والتحقيق وتشخيص الأتهام ومن ثم صدور القرار من المحكمة العراقية المختصة .
كما أنها تتعارض مع طموحات شعبنا وإلحاحه على استتباب الأمن واستقرار الحياة العادية وعودة الناس الى أعمالهم الطبيعية ، وأطمأنانهم على أرواحهم واموالهم وأعراضهم .
ولأن حالة التصرف المنفعل تقود الى الخطأ ، ولربما الى إزهاق أرواح مدنية أخرى لاعلاقة لها بالقضية أصلاً ، كما أنها تضع المنتقم في موضع الأتهام ، وهو موقف يكون في غنى عن الوقوف به لو وضع ثقته بالقانون والقضاء والعدالة  ، حيث أن قتل القاتل دون قرار حكم يجعل هذا الفعل  تحت طائلة المسؤولية الجنائية والمحاسبة القانونية .
وأمام ترقب عيون الناس  انبثاق سلطة عراقية وطنية مؤقتة  تأخذ على عاتقها استتباب الأمن وجعل القانون سندها في التطبيقات ، يترتب على الناس كتم عواطفهم ومشاعرهم الحزينة بفقدان الأحبة مؤقتاً  ريثما تقوم الجهات التحقيقية بواجباتها ، وانتظارا لمعرفة قرارات الحكم بصدد القضايا المعروضة أمام القضاء ، وبهذا يساهم المواطن مساهمة فعالة في أرساء قواعد السلطة واستتباب الأمن وأعادة سلطة القانون التي نشعر جميعاً أننا بحاجة ماسة لها في تفاصيل حياتنا اليومية .
أن الشهداء وضحايا السلطة الصدامية في الوقت الذي يشكلون مبعث فخر لأهلهم وذويهم ، فأنهم بنفس الوقت يشكلون لنا أهل العراق رمزاً وطنياً وقربانا للخلاص من سلطة الطاغية ، ويترتب وفق هذا أن تكون المحاسبة وطنية تتكفل بها السلطة العراقية الوطنية . 



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وثائق وسندات العراق ليست اسلاباً مشاعة
- حين يفتقد الرئيس صفات الرجال
- الى السيد معن بشور – المؤتمر القومي العربي – بيروت
- الحسابات العراقية
- شهداء العراق
- رسالة ثانية الى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – أبو ظبي
- العراق أولاً قبل القيادات
- مساوئ المحكمة الخاصة
- أنت لاشيء أيها الرئيس البائد
- رسالة من فوق الأرض الى الرئيس البائد القابع تحت الأرض حياً أ ...
- قناة الجزيرة والمهمة القصيرة
- كلمة صغيرة من القلب لأخوتنا الكتاب من أهل العراق وفلسطين
- من يعرف مصلحة هذا العراق أكثر من العراقيين ؟
- لمصلحة من تتطاول قناة أبو ظبي على شعب العراق ؟
- النقابة العربية للملوك والحكام العرب
- الدبلوماسيين العراقيين للنظام الصدامي البائد
- الفاعل الأصلي والشريك
- رسالة من مواطن عراقي الى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان
- نــــــــــداء الى كل الخيرين في العراق الجديد
- الموصل أمانة في أعناقكم


المزيد.....




- روسيا أخطرت أمريكا -قبل 30 دقيقة- بإطلاق صاروخ MIRV على أوكر ...
- تسبح فيه التماسيح.. شاهد مغامرًا سعوديًا يُجدّف في رابع أطول ...
- ما هو الصاروخ الباليستي العابر للقارات وما هو أقصى مدى يمكن ...
- ظل يصرخ طلبًا للمساعدة.. لحظة رصد وإنقاذ مروحية لرجل متشبث ب ...
- -الغارديان-: استخدام روسيا صاروخ -أوريشنيك- تهديد مباشر من ب ...
- أغلى موزة في العالم.. بيعت بأكثر من ستة ملايين دولار في مزاد ...
- البنتاغون: صاروخ -أوريشنيك- صنف جديد من القدرات القاتلة التي ...
- موسكو.. -رحلات في المترو- يطلق مسارات جديدة
- -شجيرة البندق-.. ما مواصفات أحدث صاروخ باليستي روسي؟ (فيديو) ...
- ماذا قال العرب في صاروخ بوتين الجديد؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - العدالة لن تتحقق مع الانتقام العشوائي