أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حسن بلاسم - يوميات جحا العربي














المزيد.....

يوميات جحا العربي


حسن بلاسم

الحوار المتمدن-العدد: 493 - 2003 / 5 / 20 - 05:24
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 


كان يا ما كان في قريب الزمان ٠
كان جحا احد اعضاء مؤسسة دراكولا لشفط الدماء ، وكان يحارب بالكلمة والتي هي فوهة واحدة مع البندقية ، كما قال له سيده القائد ، دراكولا البائد ٠ وبعد سنوات طويلة من الخدمة الذليلة في اروقة الؤسسات الدموية ، قرر الهروب الى خارج البلاد ٠ هناك التقى بصديقه ، حماره القديس الذي ابى ان ينطق بنصف كلمة لتمجيد المؤسسة الدموية ، وارتضى ان يدفع الضريبة ، عشرات السنين من العزلة الجليدية في كنيسته النبيلة ٠
وهذا مقطع من حوار طويل دار بين جحا ، القاص العراقي الهارب ، وحماره الطيب ، وشباك الاعتراف بينهم :

الحمار : اهلا ياعبد الدراكوﻻ ناحر ٠٠
عبد الدراكولا : فاليسامحني الرب ٠٠ انا كاتب فاشل !
الحمار : جحا ، كم هو عمر الكاتب ؟ ومن هو ؟
عبد الدراكوﻻ : لقد ٠٠ لقد تجاوزت الخمسين من العمر ، و و و والكاتب هو ماركيز وسارتر وكافكا وشولوخوف وايكو و٠٠
الحمار : وتقول ٠٠ انك كنت شجاع حين قررت بعد كل تلك السنوات ان تترك الحنين واللهفة والتاريخ والمكان الذي ولدت فيه ٠
عبد الدراكوﻻ : نعم ٠٠ نعم ، صحيح ومن دون ان التفت الى الوراء ٠٠
الحمار : لكن التاريخ ﻻيملك شجاعتك السطحية يا جحا ، وﻻ يمكن له ان يترك مكان وﻻدته او ان ﻻيلتفت، او حتى ان يترك خائن صغير مثلك ٠ شجاعة التاريخ يا جحا ، هي صوت الرب يوم الحساب هي الالتفات من اجل الحكمة والدرس وفرز الثمار ،التاريخ ملحمة للغربلة ، تنسل منها الاسماء الذهبية بنعومة ، ليصنعوا منها ارغفة للمحرومين والعشاق ، كدم لوركا ٠ اما الاسماء الشائبة ، مطلقا ﻻ يمكن لها ان تنفذ من شباك الملحمة ، وستبقى لرميها الى المزبلة او المحرقة ٠
عبد الدراكوﻻ : التباهي يا صديقي ، انه الغرور يا حماري القديس ٠٠ الملذات والمكتسبات انه ال ( وايت ليبل ) ، سطور التمجيد ، والقلم الحلوب ، رحلات ، نقود ، نساء ، ياه ٠٠ والجلسة الطاووسية في مقهى حسن عجمي، بينما الجميع وقد تحول الى كومة من العظام والملابس ، كنت اقضي ضهيرة الجمعة هناك مثل امير في لعب الدومينو ٠ والاخرون يتوزعون بين سوق هرج وشارع المتنبي ، قلم حبر ، ساعة ، كتاب ، اسطوانات ، ذكريات ، احلام، يبيعون كل شيئ ٠ لم يكن بامكاني ان اعيش مثل هؤﻻء الادباء والشعراء ، انا امقت ( لفة الفلافل ) وسكائر ( اللف ) ، المصيبة انهم كانوا رغم كل شيئ يكتبون ويبتسمون ٠٠
الحمار : اصمت ياناحر ، ياجحا المهزلة ، ﻻ اريد الحديث عن ايامهم لئلا ينفلت من صوتي وحش ٠٠
عبد الدراكوﻻ : لكنهم ، كانوا اصدقائي ٠٠
الحمار : من ؟ ذلك الشاعر الصغير ، ذلك الذي كنت ترمي له فتات جيبك المكتظ برزم سيدك دراكوﻻ ، ﻻ اتذكر اسمه ؟ ، نباح قوري ٠٠ رياح بوري ٠٠
عبد الدراكوﻻ : تقصد ٠٠
الحمار : اقصد ان عمر الكاتب هو التاريخ كله اذ ما كان جناح ، وخمسين سنة عاجزة مثلك اذ ما ظل قشة ، وكافكا خالد وانت زائل ٠ الكاتب يا جحا هو الذي يقف ضد عطايا الرب نفسه ، لو كانت يجرح طفلة ، الم تقرا في كل ماقرات عن اي نبل هو الكاتب ، اين يكمن خلود الحرف ، او كيف عاش من قبلك عمالقة الضمير ٠
عبد الدراكوﻻ : لكنني نادم ، وها انا الطم في كل ثانية ، ولن استريح الا و ٠٠
الحمار : لن نستريح الا في قبورنا ، لكن قبر على هيئة زهرة وآخر مثل بصقة ٠
عبد الدراكوﻻ : وانا ٠٠؟!!
الحمار : ﻻ ادري ٠٠ اطرق باب التاريخ واساله ٠
عبد الدراكوﻻ : سالطم والطم والطم
الحمار : قلت لك ﻻاعرف ، لنصغي لما ستقوله ارض الجراح والنهرين ، عنك وعن امثالك !
(( ينهض عبد الدراكوﻻ ٠٠ وقبل ان يخرج ٠٠ ))
الحمار : جحا ! اتعرف ما قاله الشاعر ( احمد شملو ) في زمن الدكتاتورية ؟
عبد الدراكوﻻ : ٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠

احمد شملو :
ايها السادة الفرحين بالظلم
لنكن دوما محرومين من جنتكم النتنة
ولتبقوا حتى اعلق مصباح الشيطان
في رواق كل زنزانة من هذا الفردوس المظلم
ولتبقوا حتى العن لياليكم المطلسمة المظلمة
بضياء مئات الالوف من الشموس الخالدة

 


حسن بلاسم
[email protected]



#حسن_بلاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوميات جحا العربي
- يوميات جحا العربي
- سطور مثل رسوم الاطفال
- دون كيخوتة مريض بالزائدة الدودية
- شفافية الارهاب
- الاخلاقيون الجدد
- خمس دقائق ، من اجل هذه اللحظة !
- - فضائيات ٠٠٠ بلا فضاء -
- المخلص ام بروتس


المزيد.....




- مسؤول عسكري بريطاني: جاهزون لقتال روسيا -الليلة- في هذه الحا ...
- مسؤول إماراتي ينفي لـCNN أنباء عن إمكانية -تمويل مشروع تجريب ...
- الدفاع الروسية تعلن نجاح اختبار صاروخ -أوريشنيك- وتدميره مصن ...
- بوريسوف: الرحلات المأهولة إلى المريخ قد تبدأ خلال الـ50 عاما ...
- على خطى ترامب.. فضائح تلاحق بعض المرشحين لعضوية الإدارة الأم ...
- فوضى في برلمان بوليفيا: رفاق الحزب الواحد يشتبكون بالأيدي
- بعد الهجوم الصاروخي على دنيبرو.. الكرملين يؤكد: واشنطن -فهمت ...
- المجر تتحدى -الجنائية الدولية- والمحكمة تواجه عاصفة غضب أمري ...
- سيارتو يتهم الولايات المتحدة بمحاولة تعريض إمدادات الطاقة في ...
- خبراء مصريون يقرأون -رسائل صاروخ أوريشنيك-


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حسن بلاسم - يوميات جحا العربي