أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - هويدا طه - الطبقة الوسطى المصرية وأحلامها المبتورة














المزيد.....

الطبقة الوسطى المصرية وأحلامها المبتورة


هويدا طه

الحوار المتمدن-العدد: 1666 - 2006 / 9 / 7 - 10:22
المحور: المجتمع المدني
    


برنامج العاشرة مساء أعد ملفا عن الطبقة الوسطى في مصر.. وعموما ليس من بين البرامج التي تناقش الشأن المصري من تنبه إلى إعداد (ملفات عن الحالة الطبقية في مصر).. وقد كان جيدا من البرنامج إعداد هذا الملف واستضافة ضيوف يتمتعون بثقافة عميقة.. من بينهم كان الدكتور عبد الوهاب المسيري وأساتذة في علم الاجتماع السياسي.. وكان ملفتا أن من بينهم (شابة) تتمتع بنظرة عميقة لمجتمعها.. ورغم أنها محجبة بحجاب من النوع الثقيل المسمى في بلادنا (خمارا)! (أعذرونا على هذه الحساسية من تلك الخوامير المستشرية على جسد مصر فهي تشير إلى تيه كبير نعيشه!) إلا أنها كانت تحلل الوضع الطبقي في مصر بأدوات علمية.. وليست أدوات غيبية تستقي التفسير من نصوص وأشباح الماضي السحيق! لكن الأهم أنها شابة ربما لا تتعدى الثلاثين من العمر وهو شيء يثير تفاؤلا لا يعكره سوى هذا الخمار!.. الطبقة الوسطى إذن كانت موضوع نقاش.. الطبقة الدينامية التي تحرك أي مجتمع.. التي تصنع بتطلعاتها مستقبل وهوية أوطانها، لكن الملفت للنظر هو أن النقاش كان يدور حول سؤال (هل توجد طبقة وسطى في مصر؟!) وهو سؤال لا يطرح أصلا إلا إذا كان هناك خلل كبير أصاب هذا المجتمع.. فليس مجتمعا طبيعيا هذا الذي يتشكك أبناؤه في (وجود أو عدم وجود) طبقة وسطى!.. هذا يعني أن الناس يشهدون انقساما مفجعا في المجتمع حّوله إلى أمتين- بتعبير د.جلال أمين صاحب كتاب (ماذا حدث للمصريين)- أمة من الأثرياء وأمة من الجوعى! والحقيقة المؤسفة التي يلمسها معظم المصريين هي أن أغلب الأثرياء الجدد في مصر أثروا بلا جهد وبلا إنتاج وبلا تفاعل مع الآخرين.. طفيليون أثروا بالفهلوة وفرضوا على المجتمع نمطا ثقافيا للحياة رديئا تافها يتناسب وهذا الثراء الطفيلي.. فتمزق المجتمع المصري حتى فقد (التداخل بين طبقاته).. فصارت دوائر مغلقة منفصلة.. جُزر من الجماعات البشرية في مصر.. جماعة طفيلية قليلة العدد تثرى بالنهب ولاشيء غير التهب.. وجماعة ما زالت تسمى الطبقة الوسطى صارت منهكة تحت وطأة أحلام لا تتحقق فانكمشت وفقدت ديناميتها التي تتحدث عنها الكتب.. وجماعة أكثر عددا تمثل الغارقين في قاع المجتمع.. اللاهثين وراء رغيف خبز يبدو بعيدا على حد تعبير بيت شعر قيل عن الفقير (يخالُ الرغيفَ في البُعد ِ بدراً.. ويظنُ اللحومَ صيداً حراما)! وإن كانت الطبقة الوسطى (تحلم وتعجز عن تحقيق أحلامها) فإن طبقة الغارقين في قاع المجتمع (لا تحلم أصلا)! كنا نقرأ في علوم الاجتماع أن الطبقة الوسطى هي منشط عملية التطور في الظروف الطبيعية، أما الظروف غير الطبيعية أي عندما (تستفحل) الفروق بين الفقراء والأغنياء فإن البديل هو (الثورة)، الآن.. والحال هكذا في مصر.. حيث الطبقة الوسطى عاجزة منكمشة لاهثة تكاد تلحق بطبقة قاع المجتمع من فرط ما تتعرض له من ضغوط (الأحلام المبتورة).. ماذا يحمل المستقبل لعلاج هذا الحال المفرط في الخلل؟ ماذا بعد أن يجوع الجميع؟!



#هويدا_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين نوعين من النضال ضد أمركة العالم
- لماذا أحبه المصريون: بين نصر الله وغيره هناك فرق
- وطن عربي جديد بدلا من شرق أوسط جديد
- الانكسار في عيون المصري له حل: المقاومة لإسقاط الدولة هي الح ...
- الفرحة الآثمة مرتين
- الفضائيات تعود لقتيلها المعتاد
- مقاومة حزب الله لفتت النظر إليهما: الموقف المتهكم من الجيش ا ...
- خطابات نصر الله تسكن القاهرة
- ريموت كنترول 4
- ما بعد حيفا وما بعد بعد حيفا
- ثروة الثري العربي وثروة بيل غيتس
- يجب أن تتحرك الشعوب، حسنا.. ما المقصود بكلمة شعوب؟!
- لا مستقبل لأوطاننا واسرائيل هنا
- الحاضر البعيد عن أجندة هيكل في مسلسله التليفزيوني
- صواريخ حزب الله فضحت إسرائيل وفضحت العرب أيضا
- جائزة كبرى لأفضل فكرة تصنع ثورة
- مفيش في مصر سياسة، فيه عساكر جوعى وشوية أمل
- الفيلم التسجيلي متاجرة بآلام الناس أم كشف لأسبابها؟
- سنة سجن بتهمة إهانته: صباحك عسل يا ريس
- القاهرة الساهرة: نوّرت مصر


المزيد.....




- يوم أسود للإنسانية.. أول تعليق من الرئيس الإسرائيلي على أوام ...
- حماس: أوامر اعتقال نتنياهو وجالانت تصحيح لمسار طويل من الظلم ...
- رفض إسرائيلي لقرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو ...
- منظمة الفاو تحذر من وصول المجاعة إلى أعلى درجة في قطاع غزة، ...
- مذكرات الاعتقال بحق نتنياهو وغالانت والضيف.. كل ما نعرفه للآ ...
- مذكرة اعتقال ضد نتنياهو.. أول تعليق من مكتبه وبن غفير يدعو ل ...
- زلزال سياسي: المحكمة الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال في ...
- حماس ترحب بإصدار المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال بحق ن ...
- حماس تحث المحكمة الجنائية الدولية على محاسبة جميع القادة الإ ...
- هولندا تعلن استعدادها للتحرك بناء على أمر الجنائية الدولية ب ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - هويدا طه - الطبقة الوسطى المصرية وأحلامها المبتورة