أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - تنوع القص في مجموعة -الجرس- ناردين أبو نبعة















المزيد.....

تنوع القص في مجموعة -الجرس- ناردين أبو نبعة


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 7182 - 2022 / 3 / 6 - 01:44
المحور: الادب والفن
    


تنوع القص في مجموعة
"الجرس"
ناردين أبو نبعة
مجموعة تتكون من ثماني عشرة قصة، منها من تناول جوانب اجتماعية وأخرى سياسية وطنية، ومنها من جاء بصورة واقعية ومنها من جاء بشكل رمزي، أما شكل القص فتراوح بين القص الخارجي وأنا القاص، لكن في غالبية القصص كانت الافتتاحية للقص الخارجي/العليم، وبما أن كاتبة المجموعة امرأة، فقد أخذت مكانتها في القصص، بحيث نجد مجموعة من القصص تتحدث عن هموم المرأة، أما عن حجم القصص فقد جاءت قصيرة، من بين صفحتي إلى ست صفحات، وهذا ما سهل على القارئ تناولها، خاصة إذا علمنا أن اللغة المستخدمة سهلة وسلسة، كما أن انسيابية صياغة القصص أسهم في تناولها والاستمتاع بها.
سنحاول التوقف عند ما جاء في المجموعة، التي تتفتح بقصة "الأرجوحة" التي تتحدث عن (مدينة الملاهي) وكيف تنظر "علياء" للناس الذين يلهون مستمتعين بالأرجوحة، قائلة: "يا صديقتي أنهم.. إنهم يقرعون المكان بنشوة.. متناسين أنهم في لحظات قادمة سوف يستهلكهم الوقت وستقذفهم الأرجوحة .. بعيدا ... بعيدا كما قذفت من قبلهم .. يترسبون في الذاكرة .. يبللهم النسيان" ص6، رغم أن حجم القصة صفحتين، إلا أن القاصة استطاعت أن توصل فكرة (اللهو في الحياة) بصورة رمزية آخذه من الأرجوحة وسيلة لتوصل فكرتها عن الحياة (العادية) التي يمارسها الأفراد، ونلاحظ أن بطلة القصة "علياء" امرأة وهذا انحياز من القاصة للمرأة.
في قصة "الكيس الأسود" تحدد القاصة المكان "مجمع رغدان" في عمان، تتحدث فيها عن مكانة الأم، من خلال لقاء امرأة عجوز بأحد الشباب في الحافلة فتقول له: "يا بني من عنده أم.. عليه أن يضعها في عينيه ويغضهما عليها.. وإلا فإنك ستصحو يوما بلا عينين" ص9، أيضا نجد القاصة تركز على الأم/المرأة وهذا يشر إلى أنها تنحاز للأنثى.
في قصة "نبوءة" تتحدث فيها عن العودة إلى فلسطين، وتقدم لقاء الفلسطيني بأرضه بطريقة لافتة: "... يتقافز الرجال من الشاحنة.. يسجدون على التراب.. يلثمون التراب.. ويلثمهم.. تُسارع حبات الرمل تدغدغ بواطن أقدامهم.. فتعلو ضحكات لطالما اختنقت في رئتين مهاجرتين" ص15.
في قصة "القبور لا تفتح عينيها إلا لأحبتها" تستخدم عين الكاميرا كرمز، بحيث تجعلها كائن حي: "يركض المصور .. تلطم الكاميرا خدها.. خشية أن ينبش القناص الفلم الذي في قلبها فتضيع الحقيقة...والقناص يركل الأحجار... بغضب.. يخلع أعشاب القبور.. يتعثر القناص بالقبور.. تركله.. يسقط أرضا.. تلتف الاعشاب حول عنفه ..يولي هاربا.
يبتسم المصور ..تتوسد لكاميرا صدر المصور بفرح..
يصرخ: "أيها القناص .. القبور لا تفتح عينيها إلا لأحبتها .. هل تسمع؟ إلا لأحبتها" ص18، الجميل في هذه القصة أن جمعت بين الفانتازيا والرمز معا، وقدمت فكرة الصراع مع الاحتلال بطريقة إنسانية حضارية.
في قصة العنوان "الجرس" تتحدث عن الرسام وكيف أن الرسم ما هو إلا تعبير عن مشاعر تجاه المجتمع وهمومه: "لماذا يتحمل كل هذا العناء ليرسم لنا؟!" ص21، فالقاصة قدمت فكرة أهمية الفن بطريقة لافتة وسلسة، مؤكدة أن الفنان يعطي (روحه) فيما يرسمه، من هنا علينا نحن المشاهدين الاهتمام بما يقدمه لنا.
قصة "الطائرة الورقية" تتحدث عن "مثنى" الطفل الفقير وكيف أنه يعمل في بيع الصحف لكي يساعد أسرته: "أريد أن ألحق بالصحيفة ..كل أبيع الأعداد المقرر لي" ص24، واللافت في هذه القصة أن الاسماء لها بعدا رمزيا "مثنى، منصور، جاسم، زبيدة" كما أنها تقدم الموت بصورة رمزية: " الغابة أغلقت أبوابها.. الاعشاب نمت حول الأشجار العملاقة كبرت بعد أن سرقت غذاء الاشجار الأصيلة... الأعشاب المتشجرة ..استحالت أظافر نحاسية تشرط الأجساد بلا تخدير... منصور استحال ظلا باهتا" ص27، فالمتلقي يمكنه أن يأخذ القصة إلى ما جرى في العراق من خراب، من خلال رمزية الأسماء وهذه المقاطع.
أيضا نجد الرمزية في قصة "الصرصار الأكبر" فرغ أنها تتحدث عن صرصار في البيت، إلا أن هناك مجموعة فقرات تحمل أبعادا وطنية: "استخدمت كافة أساليب الدفاع.. ابتداء بالحجارة وانتهاء بالأحذية" ص29.
في قصة "الماضي ينبض ..دوما" تتحدث عن هموم المرأة وحاجتها إلى الزوج/الأمومة، وكيف أنها تعاني من عدم حصولها على حقها بأن تكون زوجة/أما: "وطلت أمي ترفض الخطاب حتى نزت التجاعيد على وجهي ومر لخطاب على محطتي...لكنهم لم يعودوا يلتفتون إلى قطاري الذي قطع مسافات طويلة...؟" ص32.
في قصة "احتكار الفجيعة" تتناول الصراع الطبقي، وتنحاز للفقراء، من خلال الحديث عن بيت عزاء، فعندما يسأل زوج بطلة القصة عن سبب اهتمام البطلة بهذا العزاء تخبره: "...إنه أهم من أكبر حفل.. إنهم أناس يحتكرون الفجيعة؟" ص36.
في قصة "الحرف العنيد" تتحدث عن أصرار المرأة على الكتابة ونشر ما تكتبه: "...تسللت إلى كل الجرائد باسم مستعار ..تناست حروفها حتى غدت كتابا أنيقا" ص39.
في قصة " القط" تستخدم رمزية التحدي من خلال رفض القط الانصياع لأبواق السيارات التي تريده أن يغادر: "..كان هذا القط برفض أن ينسج حكاية جديدة من الركوع.. لأقدام الصاعدين للأسر" ص41.
وأيضا في قصة "القرصان" نجد الرمزية من خلال الأسماء: " عدنان، غسان، محمد، القرصان" ومن خلال الأحداث حيث تتحدث عن الاحتلال بطريقة غير مباشرة: "بدا لرضا.. مرتسما على وجوه الأخوة.. وبدأوا بتقسيم المنزل.. وكان النهر في تلك اللحظة يجر مياهه بتثاقل عابس أما البحر ..فإن أمواجه بدأت تصفع الشاطئ الذي يقيم فيه الأخوة بحرقة وغضب" ص45، وتنهي القصة بهذا المقطع: "...فإذا بسفينة أخرى قد حطت على الشاطئ...يترجل منها مئات القراصنة؟!!" ص46.
في قصة "الثريا" تتناول علاقة الأسير/المعتقل "جبر" بزوجته "سناء": "لا يا جبر.. يجب أن تبقى رائحة الحلم تعبق في انحائك.. وإلا.. فإنك ستنتهي .. ستحتنق" ص49، فالمرأة قدمت على أنها داعمة تشد من عضد زوجها وتعينه على الصمود.
في قصة "صولة الصعاليك" تتحدث عن أطفال الحجارة ومقاومة الاحتلال: "
في قصة "حكاية انطفاء" تستخدم ذبح دجاجة" بصورة رمزية: "ريشها المتطاير.. دمها.. المتناثر.. لم ينفض الغبار .. بل أوشك على .. الاعلان الانطفاء" ص57، فهذه القصة كانت الأضعف في المجموعة ولم ترتقي لمستوى بقية القصص.
قصة "بعض كلمات هي كلماتها" تتحدث عن الاحتلال وكيف أنه سلب البيت/المنزل/الوطن: "آه ما أصعب أن يدخل المرء إلى منزله .. الذي درج فيه خطواته الأولى... بعد أربعين عاما ويجده قد تغير ليس بفعل الغبار... بل بفعل الغرباء الذين مددت يدي إليهم مصافحا فقيدوني وسخروا مني" ص59، كما تتحدث عن ضرورة مقاومته: "زوجتي الحبيبة.. أبنائي الاعزاء.. كم يلزم لكي تعود للتضاريس ملامحها الأصيلة؟ ساعات قليلة وستخضر مدينتي.. عندما أتناثر كحبات القمح على سهولها" ص60.
في قصة "هدير القرار" تتحدث عن الرقابة على لكتابة وكيف أنها تحول دون ابداع الاتب/الأديب، لكن أصرار الكاتب "عماد" تجعل الكتابة سلاحا يواجه به الواقع/السلطة: "...وما أكتبه ..سيولد حتى.. دون شهادة ميلاد.. ولا ختم السلكان.. ستصل حروفي بجذورها.. عارية القدمين ..بأصبع مهترئة.. لكنها ستصل.. بعنفوان وردة اجتثت جسدها من ركام الجليد" ص64.
قصة "نجوم صغيرة" تتحدث عن حاجة المرأة إلى الأمومة: "لماذا أحمل كل أطفال لعالم بين ذراعي.. ولا أملك واحدا منهم؟ كل صديقاتي اللواتي في مثل سني أولادهن يناهزوهن طولا.. أشعر أن عمر يتسرب من بين أصابعي" ص69.
القصة الأخيرة في المجموعة "عندما يزهر ضمير المدينة" تتحدث فيها عن أسير يقوم بعملية فدائية، مؤكدا على أنه أهمية ما قام به: "..لم أخطط.. لم أفكر.. بدأت أسعل دما.. أقذفه في وجوههن" ص76.
المجموعة من منشورات دار البشير، عمان، الأردن، الطبعة الأولى 2002.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في كتاب تأملات في الصوفية الجمالية للكاتب جواد العقاد
- ديوان تمسك بجناح فراشة حمدان طاهر
- الأفعال في قصيدة -صورة بالية- عمر أبو الهيجا
- الصورة الممتدة في ديوان - قيامة الأسوار- عبد الله عيسى
- الكتابة والطبيعة والمرأة في ديوان -حين أولد في المرة القادمة ...
- تقديم الأم عند -حمدان طاهر-
- ديوان -أنثى البنفسج- ندى محمد أبو شاويش
- ديوان -زفرات في الحب والحرب- 3- للشاعر هيثم جابر
- المرأة في رواية -فوانيس المخيم- سليم النفار
- المكان في رواية -فوانيس المخيم- سليم النفار
- البراءة والمجتمع في رواية -جمعة لقفاري- مؤنس الرزاز
- الشكل والمضمون في رواية متاهة الأعراب في ناطحات السراب مؤنس ...
- الحلول في المكان/حوارة عند وجيه مسعود
- أمي مريم الفلسطينية رائد محمد السعدي
- ديوان هدنة لمراقصة الملكة سلطان القيسي
- الحلول والوحدة في رواية - الصامت- شفيق التلولي
- العزيمة تربي الأمل أماني خالد حشيم
- التاريخ القديم في رواية -أوراق معبد الكتبا- هاشم بديوي غرايب ...
- أنا والمحقق والزنزانة سعيد أبو غزة
- المرأة والمكان في قصيدة -أسميتها وطني- صلاح أبو لاوي


المزيد.....




- حكاية الشتاء.. خريف عمر الروائي بول أوستر
- فنان عراقي هاجر وطنه المسرح وجد وطنه في مسرح ستوكهولم
- بالسينمات.. فيلم ولاد رزق 3 القاضية بطولة أحمد رزق وآسر ياسي ...
- فعالية أيام الثقافة الإماراتية تقام في العاصمة الروسية موسكو
- الدورة الـ19 من مهرجان موازين.. نجوم الغناء يتألقون بالمغرب ...
- ألف مبروك: خطوات الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2024 في ...
- توقيع ديوان - رفيق الروح - للشاعرة أفنان جولاني في القدس
- من -سقط الزند- إلى -اللزوميات-.. أبو العلاء المعري فيلسوف ال ...
- “احــداث قوية” مسلسل صلاح الدين الجزء الثاني الحلقات كاملة م ...
- فيلم -ثلاثة عمالقة- يتصدر إيرادات شباك التذاكر الروسي


المزيد.....

- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - تنوع القص في مجموعة -الجرس- ناردين أبو نبعة