من سخافات السلطة (اليوم الوطني للتسامح)

صوت الانتفاضة

الحوار المتمدن-العدد: 7180 - 2022 / 3 / 4 - 19:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

يوم 6 آذار من العام الماضي زار بابا الفاتيكان العراق، والتقى خلال الزيارة جميع رجال الدين، وبالأخص السيستاني؛ هلل وطبل الكثير لهذه الزيارة "مثقفون، أساتذة جامعات، أطباء، قضاة، فنانون، كتاب، صحفيون" حتى بعض "اليساريين"، الجميع فرح بالزيارة وعدوها "تاريخية"، وأنها ستفتح افاقا وستنشر "السلام والمحبة"، ودبجت الكثير من المقالات التي "تحلل، تأول، تفسر، تشرح، تكشف" لنا عن طبيعة الزيارة هذه، شروحات على الشروحات.

كان رئيس الوزراء-المغلوب على أمره- بدت عليه علامات الفرح والسرور، فهو سيحظى بشرف استقبال البابا، وسيغيض "جماعة الصواريخ" الذين شكلوا له "غصة"؛ فأزمته مستمرة معهم، وهو لا يستطيع الخروج منها، فكانت زيارة البابا متنفسا وتصريفا مؤقتا لتلك الازمة؛ الرجل استغل الفرصة بشكل كامل، وأعلن عن عطلة رسمية باسم "اليوم الوطني للتسامح" كما أعلن سلفه "العبادي" عن عطلة "يوم النصر".

منذ ان جيء بقوى الإسلام السياسي بعد احداث 2003 والبلد متعطل بشكل تام، فهناك "13" عطلة رسمية اقرها القانون، يقابلها أكثر من مئة يوم تعطيل للزيارات والطقوس الدينية، والتي تشمل ولادات ووفيات الائمة وبعض "السادة"، ثم هناك الطبيعة لها حصة في العطل "أيام الحر، أيام المطر والفيضان"، وهناك عطل أيام الانتخابات ونقل الصناديق وإعلان النتائج وجلسة البرلمان وتشكيل الحكومة، وهناك عطلة دخول الامريكان للبلد وعطلة اخراجهم، وعطلة طرد داعش "يوم النصر"، وإذا ما صادف هناك "قمة" عربية او دولية فحتما ستكون عطلة؛ بعد هذا فلا نستغرب ان يكون يوم الاحد 6 آذار عطلة.

لك ان تتصور كم السخف والتفاهة في هذا البلد؛ رجل دين يزور رجل دين آخر، يجلسان لنصف ساعة، يتسابق الجميع على تحليل وتفكيك وتركيب تلك الجلسة، بعدها يعلن السيد المبجل رئيس الوزراء عن "عطلة رسمية" باسم "اليوم الوطني للتسامح"؛ بلد يخضع لنزوات واهواء شلة من البلطجية، الذين جعل منهم الرأسمال العالمي وكلاء محليون له " كومبرادور".
#طارق_فتحي

#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات