أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ثائر السهلي - خارطة الطريق- المسدود















المزيد.....

خارطة الطريق- المسدود


ثائر السهلي

الحوار المتمدن-العدد: 493 - 2003 / 5 / 20 - 05:47
المحور: القضية الفلسطينية
    


" خارطة الطريق" المسدود


كاتب فلسطيني ـ دمشق

 (لا تكترثوا بخارطة الطريق، إنها " ليست ذات صلة")، دان كيرتسر السفير الأمريكي في الدولة العبرية مخاطباً وزراء الدولة العبرية، على ذمة صحيفة معاريف في 15/4/2003. أردت من خلال هذه العبارة للسفير الأمريكي أن أبدأ حديثي بحقيقة باتت واضحة أمام عيون الشعب الفلسطيني، الذي ما انفك " قادته" السياسيين يبشروه بجنة لله على الأرض ستأتيه بها خطة " خارطة الطريق" دون التدقيق بين عناصر إيجابية وأخرى سلبية خطيرة في الخارطة.
 بداية لا بد من الإقرار بأن هذه الخطة مع ملاحظاتنا العديدة عليها قد جاءت كإحدى نتائج الانتفاضة والتي كالعادة سارع الجناح المهيمن على القرار الفلسطيني بقطف ثمارها قبل نضوجها، مثلما حدث في العام 1993 إبان توقيع اتفاق أوسلو بوقف الانتفاضة الشعبية الكبرى، حيث تسارع أركان السلطة لتلقف أي شيء يرمي به الأمريكيون إلينا، مع علمهم وعلمنا بأن الإدارة الأمريكية غير جادة ولا تمارس أي ضغط على الحكومة الإسرائيلية لتطبيق هذه الخطة.
 ليس مواقف وأحكام مسبقة، بل نتائج التجارب التفاوضية السابقة التي اتبعها أصحاب أوسلو من 1993 إلى يوم هذا، والتي لم تعطِ إلا حلقات جديدة مملة بالطول والتعقيد. لم تطرح الخارطة رسمياً إلا حين لبّت السلطة المطلب الإسرائيلي ـ الأمريكي بتعيين رئيس لوزرائها، تكون كل الخيوط الأمنية والسياسية والاقتصادية بين أصابعه، ولم يأتِ هذا التعيين تلبية لمطلب فلسطيني داخلي دعا منذ سنوات عدة إلى إصلاح ديمقراطي شامل وإنهاء التفرد بالقرار الفلسطيني، أضف إلى ذلك مبدأ "عكس القضية"، الذي عملت حكومة الاحتلال وخلفها الإدارة الأمريكية وبعض حكوماتنا، بأن يكون رأس الانتفاضة والمقاومة مقابل وعد بإنشاء دولة فلسطينية في العام 2005، أي قدمت الأمن قبل السياسة، وأمن من ؟ طبعاً أمن الاحتلال وسلامة جنوده الذين ما انفكوا "يغزون" قطاع غزة والضفة الفلسطينية، فهذه الخطة لا تفرض على إسرائيل وقف ملاحقة "الإرهابيين" حتى ولو عملت الوزارة الجديدة على ذلك. لم تتحدث هذه الخطة أبداً عن وجود إسرائيلي في الأراضي المحتلة كقوة احتلال حتى فيما يتعلق بالأراضي المحتلة بعد 28/9/2000.
 وعلى كلٍ طرحت هذه الخطة وقبلها الطرف الفلسطيني، وخضعت قيادته لكل الضغوط الدولية والإقليمية والعربية، حتى قبل قبول الحكومة الإسرائيلية رسمياً بهذه الخطة، فهي على الأقل لم تناقش في مجلس وزراء الاحتلال، وحتى زيارة باول التي بنيت عليها آمال عريضة لم تفلح في إقناع إسرائيل بقبول هذه الخطة، بل تركت إلى ما بعد زيارة شارون إلى واشنطن، حتى يطرح ملاحظاته مباشرة على رئيس الإدارة الأمريكية، لكن أليس من حقنا كشعب يستعيد ذكرى نكبته المرّة أن نطرح عدة أسئلة على من قبل هذه الخطة، إذا كنا فعلاً المعنيين بكل ما يدور في خلد الإدارة الأمريكية، وخلد أهل " سلام الشجعان" الذين وصلت شجاعتهم إلى حد المضي بمسيرتهم إلى السباحة بعكس تيار شعبهم، وبعكس تاريخ وتقاليد ثورتهم التي وصلوا على أكتافها وقطفوا ثمارها، وأصبحوا ممسكين بقرار لا يحترم أحد مبدأ وحدانيته وسيادته ووطنيته.
 السؤال الموجه إلى الرئيس ياسر عرفات وإلى السيد أبو مازن: بما أنكم من قَبِلَ عنا " طرق وخرائط" وضعتها الإدارة ذاتها، المنحازة تماماً إلى عدونا المشترك، والتي تمده بكل صنوف أسلحة الإرهاب والقمع الوحشي، وتغطيه سياسياً في المحافل الدولية، وهي على استعداد أن تدخل عدة معارك ناجحة أو فاشلة لترضي وتحافظ على هذا الكيان. السؤال هو من سيضمن تطبيق هذه الخطة ومن الذي سيرعاها ؟ موازيين القوى الجديدة وحالة المنطقة المتردية، تفرض على الأمريكيين أن يعطوا شيئاً لنا نحن الفلسطينيين ليسكتوا به شعوب المنطقة، فأنتم تذرون رماد تلك الحرب في عيوننا، لأننا وأنتم خبرنا جيداً مصداقية هذه الإدارة وإيفائها بوعودها، وكيف أنها لم تعمل يوماً بالضغط على حكومة إسرائيل على مدار عمر التحالف الاستراتيجي بينهما، لتطبيق أوسلو والقاهرة واتفاق باريس، وواي ريفر، وشرم الشيخ، ووادي بلانتيشن، والعديد من الاتفاقيات التي عُقدت معها بهذه السياسة، ألا تعيدونا بذات النفق وتلقوا بكل إنجازات الانتفاضة خلف ظهوركم، لتدخلوا وتدخلونا بذات النفق القديم الذي لم يوصلنا إلا لانكسار جديد، وهدر لمزيد من الوقت والجهد والموارد، والعديد العديد من معاناة شعبنا. ثم متى كانت موازين القوى بصف شعبنا ؟ وإذا مالت يوماً بصفه بأوقات نادرة لِمَ لَمْ نحرز أي انتصار سياسي له معنى منذ العام 1982 ؟ هذه الإدارة في واشنطن لا زالت على نفس مواقفها بتحميل بندقية الكلاشنكوف وحاملها مسؤولية فقدان الأمن والأمل والسلام في المنطقة، متجاهلة كل التجاهل السبب الرئيسي في كل هذا ألا وهو زحف الاستيطان والاحتلال.
 السيد الرئيس، السيد رئيس الوزراء، تعرفون كما نعرف أن هذه الإدارة شنّت حرباً عدوانية على العراق خلافاً لإرادة الأغلبية الساحقة في دول العالم، بل إنها في سبيل هذه الحرب حجبت معلومات عديدة وخطيرة وحقائق أصبحت في ملفات وسراديب الـ C.I.A عن مجلس الأمن ودول العالم واختلقت أكاذيب من خلال التضليل الإعلامي والاستخباراتي وبمراهنتكم على هذه الإدارة تنسون أن صقور البنتاغون من المحافظين الجدد اليميني العدواني، يمسكون بزمام الأمور الذي يكاد يكون ليكودياً في سياسته، وبات من الواضح أن الإدارة الأمريكية بعكسنا نحن شعوب وبلدان هذه البقعة من العالم، حيث لا دولة مؤسسات ولا دولة قانون ولا استقلال قضاء، بل دول يحكمها أنظمة شمولية بيدها كل السلطات، والولايات المتحدة وبعض الدول الغربية ترسم سياستها الخارجية مجموعة من مراكز الأبحاث والدراسات يغلب على القائمين عليها وعلى ما تخرج به للعالم الخطاب الصهيوني ذاته الذي لا زالت الصهيونية العالمية تخطب به وتنفذه منذ العام 1897. تعلمون جيداً من هو مارتين أنديك ودنيس روس نجوم " معهد واشنطن لسياسة الشرق الأوسط"، وتعرفون جيداً ما هو معهد " أمريكان انتربرايز انستيتيوت" ومن أبرز نجومه أيضاً " أمير الظلام ريتشارد بيرل" ذاته، والعديد من أسماء مراكز الأبحاث ومستشاري البيت الأبيض والبنتاغون ووزارة الخارجية، الذين وضعوا سياسة الإدارة الأمريكية الثابتة والتي تقول بأمن إسرائيل قبل كل شيء، بغض النظر عن هدم المنازل والاعتقالات والاغتيالات والمجازر الجماعية والدَوْس فوق كل اتفاق أو قانون أو قرار دولي، هم ذاتهم دعوا مراراً إلى طردك " سيادة الرئيس" وعزلك وحتى اعتقالك.
 دعونا نسأل مرة أخرى ـ مع احتفاظنا برأينا حول مضمون هذه الخطة ـ أين هو دور الأمم المتحدة واللجنة الرباعية، أليس كدورها في الحرب على العراق … ربما أقل، ثم هل من المعقول بعد كل هذا التفرد الأمريكي في المنطقة وفي العالم أجمع، بعد " انتصارها" في العراق، أن تأتي وتشرك الرباعية بأن تعطيها دور المقرر والمشارك الرئيسي بصنع قرار بمثل هذه الأهمية يتعلق بالحل الهام والأساسي في هذه المنطقة الأكثر حساسية في العالم. نقول لأصحاب القرار الأوحد في قضيتنا، اشرحوا لنا أنتم ما هي الدولة المؤقتة ؟ اشرحوا لنا لماذا نحن مرغمون على العودة إلى سياسة الخطوات المورفينية الجزئية؟ فيما نحن بوادٍ آخر ولسنا بوارد العودة لماض تنفسنا فيه عميقاً الصعداء بالانتفاضة، ظناً منا أنّا قبرناه، لتتحول هذه المسيرة السياسية كفيلم رعب يقوم القتيل به ليرعب الشجر والبشر والحجر.
 أسأل رئيس الوزراء، كيف ستنزع سلاح الانتفاضة، وكيف ستنهي عسكرتها وتوقف مقاومتها حسب قائمة المطالب المطروحة عليك ؟ إذا كنت أدرت ظهرك لمسيرة الحوار التي بُح صوتنا ونحن نطالب باستمرارها وإنجاحها، فكان جلّ مطلبكم منها تكتيكياً توقفون من خلاله الانتفاضة والعودة لما عدتم إليه، "وكفى الله المستوزرين شر القتال" . إن نزع سلاح المقاومة والانتفاضة تنفيذاً لمطلب أمريكي ـ إسرائيلي ـ إقليمي بحسب "خارطة الطريق" ، لن يؤدي بأوضاعنا الداخلية إلا للمزيد من التدهور والتعقيد، ومزيداً من التمترس خلف الفصائلية والأيديولوجية الأنانية، وكل هذا قد يؤدي بنا إلى سحيق الاحتراب الداخلي، ليس مستبعداً فيه بأن يرفع كل مسلح سلاحه بوجه الآخر، لأن كل هذا لم يأتِ باتفاق وحوار داخلي فلسطيني ـ فلسطيني، بدون أو مع أي ضغط إقليمي لإنجاح هذا الحوار والوصول إلى اتفاق سياسي أمني فلسطيني أولاً، والتوجه إلى الطرف الأمريكي والإسرائيلي ولدول العالم بموقف موحد، وهنا لا نريد إلقاء كل اللوم على السلطة وقيادتها، بل علينا أن نعترف جميعاً بأن المواقف الحزبية الضيقة والأنانية تشكل عقبة كأداء أمام الوصول إلى إنجاح حوار وطني يؤدي إلى اتفاق شامل، إن التمترس وراء أيديولوجيات صماء، يعرف أصحابها جيداً في ظل موازين القوى الظالم هذا، لن تكون أكثر من شعارات مذهبة سنبقى نرفعها في ظل هجمة شرسة نتعرض لها نحن، وتتعرض لها بعض العواصم العربية ومنها دمشق وبيروت اليوم، وغداً القاهرة والرياض، في وسط كل هذا الإنسان الفلسطيني البسيط، المواطن العادي، الذي يدفع يومياً ثمن وحشية الاحتلال وجرائمه، وثمن ضياع البوصلة الوطنية بين أهل "العقلانية" وأهل "التمسك بالثوابت"، فكم من شعار رفع ثم قبر، دون أن نتملك أهم أسلحتنا لندعم بها شعاراتنا هذه وأهمها تعلم دروس النكبة الكبرى، والوصول إلى الوحدة الوطنية السياسية وديمقراطية اتخاذ القرار الوطني. هنا نسأل الأخ أبو مازن هل أنت مستعد لخوض حرب ضد الشعب، كل الشعب في سبيل نزع سلاح فصائل المقاومة ؟ هل أنت قادر على نزع سلاح كتائب الأقصى؟
 نقول لكم في ذكرى نكبتنا المتجددة، لسنا مستعدين للعودة عشر سنوات للوراء، ورمي تضحيات هذا الشعب على مدار عمر الانتفاضة، لأجل خيمتين جديدتين تكون الأولى مقراً " لرئيس الدولة" والأخرى مقراً " لرئيس الوزراء"، وسجن كبير للشعب اسمه " كيان غير قابل للاستقلال".
 



#ثائر_السهلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ثائر السهلي - خارطة الطريق- المسدود