|
البديل الوطني الديموقراطي.. ما العمل.. ؟
حسن حاتم المذكور
الحوار المتمدن-العدد: 1666 - 2006 / 9 / 7 - 10:17
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
هنا اكرر قناعتي ’ ان الوطن محتلاً بأسواء احتلال عرفه تاريخ العراق الحديث ’ ومسروقاً بأبشع عملية قرصنة’ الشعب مسروقاً مقيداً مغيب الأرادة والوعي ’ سرقته الطائفية البغيضة والعنصرية المدمرة ’ ومثلما هو (الوطن) مسروقاً مستباحاً’ فالأنسان العراقي مسروقاً مستباحاً مقتولاً ايضاً’ تفترسه وتعيد افتراسه مليشيات الموت الطائفي المسعورة ومافياتها ’ مخدراً بالعقاقير التاريخية للتضليل والتجهيل والأستغفال . كنا موحدين بوجه الأرهاب البعثي رغم الأرهاب والأبادة والتطهير العرقي’ ورغم حالات الأحباط واليأس كنا نعرف عدونا رغم شراسته ’ ونعرف مصادر موتنا ’ وكانت كل قطرة دم او شهيد تترك مسماراً في نعش النظام البعثي السابق’ الآن اختلطت علينا حتى اوراق موتنا ’ نقتل في الشارع وترمى موتانا في المزابل مقطوعة الرؤوس والأطراف وعليها اثاربشاعة التمثيل’ وفتحت لقتلانا مقابراً جماعية اضافية في الأنهر . كنا نعرف ان هناك اوكاراً للتعذيب والتصفيات واجهزة قمعية متخصصة لآبادة خيرة بناتنا وابناءنا وهناك رموزاً مشخصة للعنف والخيانة ... الآن لا نعرف هوية القاتل .. من يقتل الشيعي بأسم السني ... ؟ ومن يقتل السني بأسم الشيعي ..؟ من اي مصدر تأتي قذائف الموت والدمار ..؟ ان كانت من المناطق السنية بأتجاه المناطق الشيعية او العكس ...؟ او من معسكرات الأحتلال بأتجاه الجميع ..؟ وهل هيه محلية غبية ام ذكية مستوردة ..؟ من يشعل حرائق الفتنة الغبية ’ مخابرات ووكلاء الجوار العروبي الأسلامي ام من اشباح واجهزة معقدة تتسلل عبر الغموض القاتل لمخططات ونوايا المحتلين .. من الذي يتسلط علينا فعلاً ويتحكم في مصيرنا ويفصل سواد مستقبلنا ... ؟ الأحتلال بكل طواقمة السرية والعلنية ’ المستوردة والمحلية ..؟ دول الجوار التي تتسرب طاعوناً في الجسد العراقي عبر منافذ التضليل والتجهيل والتبعية المقيتة ..؟ السلطة التي عبرت عن بؤس ماهيتها بعد ان رمتها علينا فورة اللاوعي والتضليل الشامل للطائفية والعرقية واصبحت آخيراًادوات في اللعبة القذرة للأحتلال والتدخلات الأقذر . وكذلك افسدتها اطماعها بحجم حصتها من ثمن الموت العراقي ... ؟ من الذي سينقذ الشعب والوطن ... ؟ اللاهثون خلف وعود الطائفيين والعنصريين والراقصون على طبول الموت المليشياتي .. الحالمون بعملية سياسية ولدت ميتة من رحم مجلس الحكم الموقت المحاصصاتي او ديموقراطية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المستوردة خطاءً . من ينقذ العراق بأهله اذن ... ؟ انه التيار الوطني الديموقراطي . اذن ما العمل ... ؟ وردتني عدة رسائل من اخوة احباء ’ يتساءلون . شبعنا وعوداً وتنظيراً وادلجة وانشاءً جميلاً ’ من هوَ واين ذالك البديل الوطني الديمقراطي ... ملامحه معالمه خطواته صوته موقعه في الواقع. شعرت في الخجل وانا واحد من بين الذين يحلقون فقط بعيداً في اجواء ثرثرة احلامهم المعوقة دون ان تجد اقدامها موقعاً على ارض الواقع . اين هو التيار الوطني الديموقراطي ــ البديل ــ اذن ..؟ فعله في الشارع العراقي .. آخذه بيد الناس نحو بدايات طريقها وخلاصها من مأزق موتها ومحنتها وظلام مآساتها ودمارها الشامل ... وما الذي عليه ان يفعله اولاً... ؟ ــ على البديل الوطني الديموقراطي فهم الواقع العراقي بكل تفصيلاته وجزئياته وتعقيداته ’ يرافق ذلك انعاشاً متواصلاً لثقافة وطنية وليدة تجعل المواطنين يفهمون خصوصيات واهذاف وطموحات بعضهم ’ يحترموها ويدعموها ضمن الأطارالأختياري العام للأمة العراقية ’ القضية الكردية وحقوق المكونات العراقية الآخرى مثلاً . ــ معالجة التناقضات الأجتماعية والحد من تأثيرها على السلم الأجتماعي عبر النظام الأنسب في الديموقراطية والتعددية والفدرالية ودستوراً متحضراً متطوراً يحترم ويصون حقوق الفرد والأسرة والمجتمع . ــ الحل الجذري التقدمي لأشكالية حقوق المراءة وواجباتها ’ واحترام حقوق الشعائر الدينية والمذهبية ووسائل التعبيرعن المعتقدات الى جانب الحذر الشديد من عدم تسييسها وخلط واجباتها مع مهام الدولة كمؤسسة مشتركة للتعبير عن ارادة وحاجات وتطور المجتمع العراقي بمجمله . ــ الوضوح في تحديد علاقات العراق ـ الوطن ـ مع دول الجوار القومي والأسلامي والعالمي ’ والتعاطي ايجابياً مع علاقات حسن الجوارواحترام مباديء ومواثيق عدم التدخل في الشؤون الداخلية ’ والتأكيد على حقيقة ان العراق وطن الجميع ’ يشترك فيه وفي بناءه جميع ابناء الأمة ’ ويعود لهم وحدهم وبالتساوي والعدل ولا فرق على الأطلاق بين اكثرية واقلية ’ انه العراق بمكوناته ’ كذلك لا يمكن بأي حال من الأحوال ان يكون العراق جزاءً من كل او قطراً تابعاً لأمــة وهمية ’ ولا تتجاوز علاقاته مع الآخرين حدود الأحترام والتضامن وتبادل المنافع والقيم الحضارية ’الى جانب الحزم تجاه التدخلات غير المشروعة والحد من نفوذ دعاة تقسيم العراق وفرهدة اجزاءه . ــ التيار الوطني الديموقراطي ( البديل ) عليه ان يكون واضحاً صريحاً صبوراً في مواجهاته ومعالجاته للأشكاليات والتعقيدات التي افرزها التطرف العرقي والقومي والطائفي والتي تجذرت اخيراً كمشكلات واخطار معقدة داخل المجتمع العراقي عبر ممارسات الأنظمة الشمولية وبشكل خاص النظام العنصري الشوفيني البعثي الى جانب قصر نظر ومعتوهية وظلامية بعض التيارات الطائفية والقومية . ــ على البديل الوطني ان يراجع ويقيم بشجاعة ووضوح مجمل الثقافة الخطاء التي ترسخت خلال العقود الأخيرة للتسلط القومي العنصري الشوفيني وردود الأفعال السلبية عليه والغاء اثار المفردات الخطيرة التي افرزتها فورة جنون الفتنة الطائفية واستبدالها بمفردات الثقافة الوطنية ووحدة مكونات المجتمع العراقي في اجواء التسامح والمحبة والأنسجام والبناء المشترك والكف عن ان تكون الطائفية والعنصرية جداربين المواطن والمواطن وبين المواطنيين والوطن وايقافها نهائياً كحرائق للأحقاد والكراهية والنزاعات والفتن تنفذ منها مشاريع الطامعين والمحتلين لأنهاك العراق شعباً ووطناً ثم اخضاعه . ــ البديل الوطني الديموقراطي لا يمكن له ان ينجز تلك المهمات التاريخية الكبرى ان لم يكن قد اصلح ذاته فكرياً وسياسياً وتربوياً وخلع جلد التخبط والممارسات والأساليب والأرباكات المعيقة ويغتسل نهائياً من تركة النظريات والأيديولوجيات الظارة ’ وقبل كل شي ان يكون واضحاً منسحماً مع ذاته . ــ يبقى التحالف الأستراتيجي المبداءي والمصيري بين ابناء الجنوب والوسط العراقي وبغداد والقلة الوطنية من ابناء المنطقة الغربية وبين ابناء شعب كردستان والشعوب والمكونات الآخرى للشعب العراقي هي حجر الأساس ونقطة الأنطلاق نحو التحرر الكامل والديموقراطية والسلم الأجتماعي ’ تلك التي يجب ان ينطلق منها البديل الوطني الديموقراطي . لا اعني هنا اطلاقاً التحالفات والمناورات والمساومات والمحاصصات والتوافقات ( والمصالحات ) الفوقية الخطاء داخل المنطقة الخضراء والكواليس الخلفية .. اعني بالتحديد الجماهير العراقية الواسعة التي يكتض بها الشارع العراقي ويحرقها سعير الأرهاب والفتنة وجنون الأنتحار الجماعي وشرور الطائفيين والعنصريين وخديعة وقسوة المحتلين والطامعين والدخلاء . ان حالة الأنفتاح النسبي القلق الذي حدث بعد 09/ نيسان / 2003 واقتراب اطراف الحركة الوطنية ( المعارضة سابقاً) من مركزالقرار السياسي وممارستها السلطة كشف عن بعض عيوبها التي كانت مختبئة خلف عباءة الأرهاب البعثي ’ وكشفت عن ان ابعد ما تطمح اليه هو ان تكون شريكة في السلطة السياسية ومنتفعة من مكاسبها واسلابها المادية والمعنوية ’ تلك الحقيقة قد ادركها المحتلون واستغلوها عبر تكريس نهج المحاصصات والتوافقات الطائفية والعرقية ’ ثم دمج الوريثين السابقين مع الطامحين الجدد في كيان سلطوي هجين تحت خيمة المصالحة الوطنية . على التيار الوطني الديمقراطي ( البديل ) ان يدرك حقيقة ان تلك القوى اصبحت غير مؤهلة اطلاقاً لتصدر نضالات المجتمع العراقي وانجاز تحولات تاريخية على اصعدة الأمن والأستقرار والبناء ’ انها ترهلت وتوقفت عند محطة تخبطها وعجزها وتورطها وستصبح عائقاً سيدفع المجتمع العراقي ثمنه ’ ان القوى التي ترفع بعض الشعارات والتي تبدو مقبولة ومغرية احياناً ’ لا يتجاوز همها ابعد من ان تنال اكثر من حصتها من كعكة السلطة . هنا على البديل الوطني الديموقراطي ان يبداء فوراً حياكة دوره من اول الخيوط ’ ويرفع عنه الوهم من ان الرقع الجديدة قد تنفع في ترقيع ذلك الثوب العتيق .
#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التيار الوطني الديموقراطي .. صعوبات جدية
-
الجالية العراقية في المانيا : مبادرات ودلالات
-
ماجد فيلي ... يعاتب الوطن عشقاً
-
اليسار العراقي: رقع جديدة في ثوب عتيق
-
العراق : بيضة في قبضة الأحتلال
-
البعث ظاهرة عراقية ...من الذات يجب اجتثاثها .
-
الجرح اللبناني ... والموت العراقي .
-
نتبرع لكم ... وتتبرعون الينا . !!! .
-
العراق ... لبنان .. واشكالية الموقف
-
ايها الوطن الجميل : محنتنا عراقية
-
مهازل اختنقت بها رئة الوطن
-
اللعب على حبلي الوطن والأقاليم !!!
-
14/تموز: نهضة القيم الوطنية وكبوتها
-
حكومات بالمراسلة !!! .
-
وأخيراً .. تصالح المتصالحون !!!
-
الكرد الفيلية ... جرح يعشق العراق..
-
الأرهاب والمصالحة ...
-
المصالحة الوطنية عندما تكون ملثمة
-
قُتل الزرقاوي ... ماذا عن الأزارقة ... ؟
-
انهم يقتلوننا يا سيادة الرئيس...
المزيد.....
-
فرنسا: هل ستتخلى زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان عن تهديدها
...
-
فرنسا: مارين لوبان تهدد باسقاط الحكومة، واليسار يستعد لخلافت
...
-
اليساري ياماندو أورسي يفوز برئاسة الأوروغواي
-
اليساري ياماندو أورسي يفوز برئاسة الأورغواي خلال الجولة الثا
...
-
حزب النهج الديمقراطي العمالي يثمن قرار الجنائية الدولية ويدع
...
-
صدامات بين الشرطة والمتظاهرين في عاصمة جورجيا
-
بلاغ قطاع التعليم العالي لحزب التقدم والاشتراكية
-
فيولا ديفيس.. -ممثلة الفقراء- التي يكرّمها مهرجان البحر الأح
...
-
الرئيس الفنزويلي يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
-
على طريق الشعب: دفاعاً عن الحقوق والحريات الدستورية
المزيد.....
-
مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة
/ عبد الرحمان النوضة
-
الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية
...
/ وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
-
عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ
...
/ محمد الحنفي
-
الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية
/ مصطفى الدروبي
-
جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني
...
/ محمد الخويلدي
-
اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963..........
/ كريم الزكي
-
مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة-
/ حسان خالد شاتيلا
-
التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية
/ فلاح علي
-
الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى
...
/ حسان عاكف
المزيد.....
|