أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - أحمد الخميسي - 1948 الفرصة الضائعة















المزيد.....

1948 الفرصة الضائعة


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 493 - 2003 / 5 / 20 - 05:20
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

                                                                                                
           

بمناسبة مرور خمس وخمسين سنة على نكبة العرب وفلسطين ، يكتب فيكتور نحمياس
في
جريدة " يديعوت أحرونوت " الإسرائيلية قائلا : "  سيحيي الفلسطينيون في
منتصف
مايو الحالي ذكرى النكبة ، وهي ذكرى تفويت الفرصة على إقامة الدولة
الفلسطينية
التي يلهثون الآن وراءها " . ولا يكف البعض منذ احتلال فلسطين ، وعلى مدى
خمسة
وخمسين عاما عن تكرار أن العرب فوتوا " الفرصة " لحل القضية بالقبول بقيام
دولتين حينذاك، وكأن تلك الفكرة منارة  يجب الاهتداء بضوئها . والقصد
الأول
والأخير من ذلك التكرار الإيحاء بأن علينا أن نستخلص العبرة والدرس فنقبل
الآن
ومستقبلا  بأية فرصة متاحة تلقى لنا . هذا ما يطلق عليه فيكتور نحمياس "
البراجماتية " التي تمتعت بها إسرائيل فمكنتها على حد قوله من التطور
والتقدم ،
بينما أدى غيابها عند الفلسطينيين إلي تدهور أحوالهم ووضعهم في المأزق
الراهن .
ووفقا لهذا المنطق فإن الكيان الإسرائيلي قد رسخ أقدامه في المنطقة بفضل
البراجماتية كنزعة فلسفية للدولة وليس بسبب  تدفق مليارات الدولارات وآلاف
المدافع الأمريكية . لكن لو أن العرب ارتضوا عام 1948 بدولة فلسطينية ، هل
كان
ذلك يمنع اجتياحها في أية لحظة تحت مظلة موازين القوى المختلة لصالح
الاستعمار
؟ ألا يكفى نموذج اجتياح واحتلال العراق لتوضيح أن القبول بدولة فلسطينية
لم
يكن ليشكل ضمانة لاستمرارها ؟ . إن دعاة " الفرصة الضائعة " يتناسون أن
الفلسطينيين منذ اتفاق أوسلو عام 1993 مضوا وراء منطق الفرصة الضائعة ،
وأعربوا
على مدى عشر سنوات كاملة وبكل طاقتهم عن استعدادهم للسلام والتعايش مع
إسرائيل
، فلم يجنوا سوى المزيد من المستوطنات الإسرائيلية ، والتنكيل ،
والاستهزاء
الإسرائيلي بالقيادة الفلسطينية ، وحصار رمز تلك القيادة في مقره برام
الله ،
واستمرار عمليات التجريف وهدم البيوت وحرق الأخضر واليابس ، وأخيرا خريطة
الطريق التي تستهدف في المقام الأول كسب  الوقت لتمكين إسرائيل من فرض
الأمر
الواقع الجديد . ويذكر ذلك بما صرح به " شامير " ذات مرة من أنه كان ينوي
التفاوض مع الفلسطينيين عشر سنوات دون أن يتزحزح عن موقفه .
   وتدعو الخريطة ( التي تعني ضمنا تجاهل كل الاتفاقيات السابقة ) في
مرحلتها
الأولى  إلي منع التحريض على العنف ووقف كل أشكال المقاومة ومحاسبة جميع
المتورطين فيها وتفكيك البنية التحتية للمنظمات الفدائية ونزع أسلحتها
باعتبارها غير قانوني وغير شرعية وباختصار إنهاء الانتفاضة الفلسطينية .
أما
المطروح مقابل ذلك فهو إقامة دولة فلسطينية مستقلة. وباختصار فإن خريطة
الطريق
ترمي إلي نزع كل أوراق القوة والضغط من أيدي الفلسطينيين ، ليصبح من
الممكن فرض
أي شيء عليهم لاحقا . لكن ما الذي سيغري الإسرائيليين حينئذ بتقديم أي حل
لطرف
لا يمثل أي خطر أو أي وزن على أرض الواقع ؟ . أما في المرحلة الثانية فيتم
التركيز على إقامة الدولة المزعومة بشكل مؤقت على أساس  42 % من مساحة
الضفة
وحوالي ثلاثة أرباع قطاع غزة . وتأتي بعد وقف المقاومة وإنشاء الدولة
مرحلة
ثالثة تستهدف عقد مؤتمر دولي للإعلان عن قيام الدولة عام ألفين وخمسة .
لكن ذلك
كله مشروط بتوصل الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي إلي حل واقعي ومتفق عليه
للقضايا الجوهرية الشائكة : مثل قضية اللاجئين ، ووضع القدس .
وبذلك الصدد تحاول إسرائيل الشطب الكامل على حق عودة اللاجئين الفلسطينيين
إلي
بلادهم ، ويشكل أولئك أكثر من ستين بالمائة من تعداد الشعب ، وتسعى أيضا
لانتزاع اعتراف فلسطيني بأن إسرائيل " دولة لليهود " ، أي التنكر رسميا
لحقوق
ووجود الفلسطينيين داخل إسرائيل ، وإطلاق يد إسرائيل مستقبلا لتفعل معهم
ما
تشاء ، لأنها دولة لليهود . أخيرا فإن هناك تعديلات أخرى تطالب بها
إسرائيل تمس
طبيعة الدولة الفلسطينية المرتقبة ، منها ألا تتعدى مساحتها في أفضل
الأحوال 15
% من مساحة فلسطين التاريخية.  وهكذا تطالب إسرائيل – بواسطة خمسة عشر
تعديلا –
بتصفية الموضوع الفلسطيني للتوصل إلي حل له !  أما واشنطن فإنها تدعي خلال
ذلك
أنها لا تستطيع إجبار إسرائيل أو أية دولة على القبول بشيء أو آخر . أي أن
الخريطة ، أو الفرصة السانحة هي مجرد وهم  جديد ، لن يقبل به الشعب
الفلسطيني .
ومظاهر عدم ذلك القبول حية كل يوم على أرض الضفة وغزة .
     في الوقت نفسه فإن خريطة الطريق ترمي بالوسائل السلمية إلي تحقيق
لانتصار
الذي عجز شارون عن تحقيقه بالعنف والقوة خلال أكثر من عامين من وجوده في
السلطة
، أي تركيع الشعب الفلسطيني وإجباره على التنازل عن حقوقه من تلقاء ذاته .
وما
عدا ذلك الانتصار ، فإن كل القضايا الحقيقية قد تصبح  موضوعا لمفاوضات
تستمر "
عشر سنوات دون أن تتزحزح إسرائيل عن موقفها " ! وهذه واحدة من الفرص التي
يدور
الحديث عنها .
     وفي ذكرى النكبة ، تبدو المقاومة الفلسطينية أقرب إلي البطولة
الأسطورية .
فالسلطة الفلسطينية تعيش حالة غريبة بين الدولة واللا دولة ، وهناك مخاوف
قوية
من تراجع كامل للدعم العربي الخارجي بعد حرب العراق ، ومخاوف من تفجر صراع
فلسطيني – فلسطيني .
إلا أن الاحتلال الأمريكي للعراق ، والاحتمال الكبير لتصاعد مقاومة
العراقيين
لذلك الاحتلال قد يؤدي إلي تغيير المشهد العام  لصالح الشعب الفلسطيني
والعراقي
، وصالح استمرار المقاومة . وفي هذه الحالة فإن " خريطة الطريق " ستصبح
واحدة
من وثائق أخرى كثيرة موضوعة في ملف القضية الفلسطينية التي مازالت تؤجج
بشهدائها ودمائها وجرحاها الرغبة في التحرر الفلسطيني والعربي . وخلال ذلك
يتضح
يوما بعد يوم أن الفرص الضائعة الوحيدة التي فوتها العرب منذ عام 1948 هي
فرص
المقاومة ، وهو الأمر الذي أدركته تمام الإدراك حركة الشعب الفلسطيني التي
تستحق التحية لبطولاتها وجسارتها ، وحفاظها بدمها على الزيت في القناديل
المضيئة .

* أحمد الخميسي كاتب مصري




#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرئيس الأمريكي يعلمنا كيف نحيا
- الوطنية والديمقراطية في العراق


المزيد.....




- رصدتهما الكاميرا.. مراهقان يسرقان سيارة سيدة ويركلان كلبها ق ...
- محاولة انقلاب وقتل الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا.. تهم من ا ...
- ارتفاع قياسي للبيتكوين: ما أسباب دعم ترامب للعملات المشفرة، ...
- الكربون: انبعاثات حقيقية.. اعتمادات وهمية، تحقيق حول إزالة ا ...
- قائد القوات الصواريخ الاستراتيجية يؤكد لبوتين قدرة -أوريشنيك ...
- روسيا تهاجم أوكرانيا بصاروخ جديد و تصعد ضد الغرب
- بيع لحوم الحمير في ليبيا
- توقيف المدون المغربي -ولد الشينوية- والتحقيق معه بتهمة السب ...
- بعد أيام من التصعيد، ماذا سيفعل بوتين؟
- هجوم بطائرات مسيّرة روسية على سومي: مقتل شخصين وإصابة 12 آخر ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - أحمد الخميسي - 1948 الفرصة الضائعة