أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حيدر وسام - مازلت أذكرهم














المزيد.....

مازلت أذكرهم


حيدر وسام

الحوار المتمدن-العدد: 1666 - 2006 / 9 / 7 - 03:29
المحور: المجتمع المدني
    


أولئك الذين كانوا هنا ذات يوم مضى ... مازلت أحاورهم بالرغم من إنهم قد ذهبوا بعيداً عني ... لن أنساهم أو أحاول أن أتناساهم ... لأني إن فعلت فسوف لن أرحم نفسي ولن أجد أحداً يرحمني ... سيبقون بقربي رغم كل شيء وستبقى ذكراهم تدفعني للأمام دائماً ...
إنهم أنا .. وأنا هم ... لا أشعر ببعدهم أبداً لأنهم في داخلي يسيرون مع إتجاه سير الدم في عروقي وشراييني ... قد أسهو عنهم لحظة أو إثنتين ولكني أعود ... وأذكرهم .
يقول البعض بأني سأنساهم يوماً فأجيبهم ... أنتم تكذبون .
وأضيف : تعرفون لماذا تكذبون لأنكم لستم مثلي ... ولا تملكون إنسانيتي ... ولا تعلمون أصلاً لماذا أنا ...لا أنساهم .
النسيان بالنسبة لكم نعمة أما أنا فلا ... نعمتي ذكراهم .
قد تؤلمني هذه الذكرى لكنها تسرق من عمري السنين ... وهذا الشيء يفرحني لأني بفضلها عن قريب سوف ألقاهم ...
هل تشعرون بما أشعر ... بالتأكيد كلا ... لأنكم لم تعرفوا مثلهم أحداً ولن تعرفوا ... فهم المتفردون في كل شيء ... وكل كامل في هذه الدنيا ينتمي إليهم إلا أنتم ...
هل تكفيكم كلماتي هذي أم أزيد ؟.. لأن عندي عنهم مزيد مزيد ... و بإختصار ... إنهم كل ما أريد ...
كم من وجوه تمر علينا كل يوم ولا ندري لمن تعود ولكنها وجوه فقط ... إلا وجوههم التي تنبض بالحياة حتى وإن كانوا بعيدين لأننا لهم أشبه بالمريدين ...
تتعبني ذكراهم لكنها تهون علي الحياة وتجعلني لا أشعر بألمها ... بل تنسيني هذه الذكرى من أنا فلا أهتم لمشاكلي وكأني إنسان آخر ولد لتوه بلا خطايا أو هموم ... بل وحتى نسيت إني من أي قوم !!! .
هل أنا سني أم شيعي أم كردي أم تركماني أم مسيحي ... أم .. أم .. أم .
ذكراهم تجعلني أشعر بعراقيتي فقط ولا شيء غيرها لأنها هويتي الوحيدة وأنا أعلنها وبصراحة بأني لا أنتمي لأي مما ذكرت من تلك الطوائف والقوميات ... أنا أنتمي لأجدادي الذين بنوا العراق وبنوا إنسانية العراقي ووهبوه إسم إنسان .
أنا إنسان عراقي ... ولا أقبل بأن يطلق علي أي صفة أو إسم غير هذا ... بل حتى إني نسيت أسمي الذي ولد معي مذ كنت صغيراً ...
أقول هذا الكلام لأن إسمي وإنتمائي ... بل وحتى أيامي التي تنتهي يومياً أمام عيني يوماً بعد يوم هي دين في عنقي لهم ...
هل قرأتم التاريخ وعلمتم كيف بنوا أرضكم ورفعوها بين الأمم وجعلوا منها مناراً للثقافة والعلوم ... هل علمتم كيف كانوا وأين أنتم منهم اليوم ومن إنسانيتهم وكبريائهم وحرصهم على وحدة وطنهم ...
وهل مازلتم كما قال الراحل نزار القباني في إحدى قصائده في تونس :

أمشي على ورق الخريطةِ خائفٌ
فعلى الخريطة كلنا أغرابُ
*****
يتقاتلونَ على بقايا تمرةٍ
فخناجرٌ مرفوعةٌ وحرابُ

مرت عصور على غيابهم ... وقد لا يعودوا إلينا أبداً ... لكني سأبقى معهم على عهدي ... مازلت أذكرهم ... ولن أنساهم .



#حيدر_وسام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - الجهاد الأبيض -
- بلدي والمستقبل المجهول
- قانا ... جريمة إسرائيلية بتسهيلات عربية
- إلى أين تمضي يا عراق
- الجزيرة... بين النفاق وإنعدام الخلق الصحفي
- يا عرب إستعدوا للكارثة فهناك -بطل- جديد للأمة !!
- فسحة أمل عراقية
- الكآبة العربية
- النفط .. نعمة العراق أم نقمته !؟


المزيد.....




- القيادي في حماس خليل الحية: لماذا يجب علينا إعادة الأسرى في ...
- شاهد.. حصيلة قتلى موظفي الإغاثة بعام 2024 وأغلبهم بغزة
- السفير عمرو حلمي يكتب: المحكمة الجنائية الدولية وتحديات اعتق ...
- -بحوادث متفرقة-.. الداخلية السعودية تعلن اعتقال 7 أشخاص من 4 ...
- فنلندا تعيد استقبال اللاجئين لعام 2025 بعد اتهامات بالتمييز ...
- عشرات آلاف اليمنيين يتظاهرون تنديدا بالعدوان على غزة ولبنان ...
- أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت.. تباين غربي وترحيب عربي
- سويسرا وسلوفينيا تعلنان التزامهما بقرار المحكمة الجنائية الد ...
- ألمانيا.. سندرس بعناية مذكرتي الجنائية الدولية حول اعتقال نت ...
- الأمم المتحدة.. 2024 الأكثر دموية للعاملين في مجال الإغاثة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حيدر وسام - مازلت أذكرهم