أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فريدة رمزي شاكر - العُملات الأموية البيزنطية والدولة الشبحية!















المزيد.....

العُملات الأموية البيزنطية والدولة الشبحية!


فريدة رمزي شاكر

الحوار المتمدن-العدد: 7178 - 2022 / 3 / 2 - 22:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


العملات الأثرية هي أقوى شهادة تاريخية- عملية - لأنها تتحدى الزمن ومحاولات طمس التاريخ و تزويره، فهي أقوى وثيقة تاريخية من التاريخ المكتوب لأنها "شاهد إثبات " على صحته أو تزييفه.  وهي خير رسول للدعاية والترويج لفترة من الأحداث السياسية، العملة هي حدث تاريخي تم فعلياً على أرض الواقع. 
عملات الخلفاء الأمويين" البيزنطية " لا يوجد منها سوى لإثنين من الخلفاء ، أما باقي الخلفاء الأمويين العشرة فلا عملات لهم مطلقاً. ولا يوجد أي أثر لسك عملات أموية خلال الحقبة الأموية في الشام كما يزعم المؤرخين العرب. فقط عملة الخليفة الواقف عبد الملك إبن مروان وعملات الجند على شكل شاه بلاد فارس منسوبيِّن للأمويين وتم سكهما ببلاد فارس .
العملات الأموية عثر على بعضها في النقب ،منقوش على وجهها صورة الخليفة وعلى الوجه الآخر الصليب وشعار بيزنظة ؟!  منهم عملة ذهبية منقوش عليها من جهة صورة الخليفة الواقف عبد الملك إبن مروان الممسك بسيفه ، وعلى الوجه الآخر نقش الصليب ومحاط بعبارة" لا إله إلا الله " فقط. وسأوضح مردود هذه العبارة في سياق البحث الذي سيأخذنا لعمق المفاجآت.
فمن يدعي أن كان هناك تسامح ديني في تلك الفترة، أقول أن هناك فرق بين التسامح وبين "التنازل" عن الرموز الدالة على دين الحاكم أو الخليفة ، فسَكّ العُملة هي من أولويات الحكام والملوك في أول توليهم الحكم لينقشوا أسمائهم عليها وليقدموا أنفسهم للعالم ويعلنوا من خلالها سيطرتهم في رعيتهم وعلى أرضهم ، وهذا مالم يحدث ! فالعملة تحمل من الأحداث السياسية والتواريخ والكثير من المعتقدات التي لا يمكن أن يدحضها التاريخ النظري المُدوَّن للمؤرخين والإخباريين ، خصوصا لو كانوا مؤرخين مجهولي المصادر ولم يعيشوا عصر الأحداث لكي يؤرخوا لها بعد مئات السنين، فيفقدون كثيراً من لثقة والمصداقية ! .
- سؤال إستهلالي: هل كانت الدولة الأموية في حقيقتها بيزنطية، بما تحمله من رموز و إشارات مسيحية ؟! ولماذا سُميَّ عهدها الممتد لقرنين بالفترة الشبحية؟! لماذا تم طمس ملامحها عن عمد من قبل العباسيين حين هزموهم، فأصبحت كأنها بلا معالم أثرية سوى هذه العملات التي تشي بالكثير من الأسرار والأجوبة على الأسئلة التي ظلت تترك علامات إستفهام ؟! 
- هناك نقش أثري باليونانية لمعاوية ابن أبي سفيان بحمامات جدارا jadara بجنوب جولان سورية، ويبدأ النص بإشارة صليب !
في الحقيقة سينظر البعض لهذه الجدارية الأثرية لحمامات الحمة أو جدارا السورية ، على أنها نوع من التسامح الديني برسم الصليب !. فهل التسامح يصل لحد التنازل والتفريط في الدين في عصر إتسم بالصراع السياسي على الحكم؟!
أو يقول البعض أن دي عادة متبعة عند النقاشين والنحاتين البيزنطيين إللي نحتوا الجدارية الافتتاحية للمشروع! ولو النقاش البيزنطي من حقه يضع بصمته الدينية على مشروع سيفتتحه الخليفة بدلا من هوية الخليفة الدينية ، يبقى أقل واجب هو أن يقطع الخليفة رقبته بالسيف ! النقش للوحة إفتتاحية ل "حفظ تجديد معاوية للحمامات جادارا " ، يعني زي ما بنقول كده" لوحة إفتتاح تذكارية " يفتتح من خلالها الرئيس المشروع!
* نص ترجمته من اليونانية بيقول :
( في أيام عبدالله معاوية، أمير المؤمنين، تم تجديد وحفظ الحمامات الساخنة للشعب بواسطة الحاكم عبدالله بن أبي هاشم، وذلك في الخامس من ديسمبر، اليوم الثاني ، السنة السادسة لتقليد المنصب سنة 726 للمستعمرة ،وفقًا للتقويم العربي عام 42، من أجل شفاء المرضى تحت رعاية يوحنا مفتش جدارا).
- والسؤال: لمؤخذة لو رئيس الجمهورية بيفتتح مشروع ، أضع له صليب ليه وهو مش مسيحي، ليه لم يبدأ النص كالعادة بالبسملة الدينية الإسلامية؟! ده حتى بيقولوا " الناس على دين ملوكها" !
فعن ماذا يعبر ويشي هذا النقش الأثري الذي يبدأ بعلامة الصليب في عهد خليفة من المفترض كما أرخوا له العرب والمسلمين أنه (خليفة المسلمين)، رغم أنه لم يلقب نفسه بهذا اللقب أبداً ؟!
- نعود لعملة معاوية إبن أبي سفيان أول خليفة أموي ، العُملة ساسانية بهلوية و مرسوم على وجهها صورة حاكم عربي يحمل بيده اليسرى صليب وبيده اليمنى" عصا الرعاية" كحاكم، وبجانبه كلمة " يشوع - يسوع" بالخط السرياني، وعلى الوجه الآخر نقش بالسريانية على شكل لفظة "محمد" ، وحرف m و يعني" أربعين نوميا" وهي قيمة العملة، وأعلى نقش" ܡܥܡܕ - محمد" إشارة الصليب .
- فكيف تضم عملة واحدة، نقش لفظة تُقرأ بالعربية "محمد" ، وفي نفس الوقت كيف يتوافق مفهومها بالعربية مع إسم " يسوع- يشوع" بالسريانية على الوجه الآخر؟! 
والحقيقة أن في اللغة السريانية كلمة (يشوع- يسوع) و هي إسم السيد المسيح تكتب (ܡܥܡܕ) و هو شكل كلمة (محمد) باللغة العربية.
- وهذا ما أثبته المؤرخ الألماني د. “  كرستوفر لوكسنبرغ”: أن مُحمَّد على العُملة تعني: (حَمِدَ- الممجَّد- المُحمَّد ܡܥܡܕ" ، دلالة على تمجيد شخصية المسيح ، و أنَّ لفظ "ܡܥܡܕ - محمد" ليس إسماً عربيا، بل سريانياً لـ ( عبد الله و رسوله) مثلما نقول: " ممجّدٌ أو مبجّلٌ عبد الله ورسوله" ، والمقصود بهذا التبجيل أو التمجيد هو، عبد الله ورسوله "يشوع". وفقاّ لمعتقدات النصرانية النسطورية الموعودة و التي كانت تتحدى المسيحية الثالوثية التي تؤمن بلاهوت السيد المسيح، فكانوا يركزون على أن" المسيح عبد و رسول الله" وليس إله كما في المسيحية الرومانية - الهيلينية، فنشأ الصراع الفكري والمعتقدي بينهما، وكانوا يتحدون الفكر المسيحي بهذه العبارات- النصرانية وليست الإسلامية- التي سجلوها على عملاتهم . 
عُملة كهذه تحمل علامة الصليب والحاكم العربي بيده صليب، وكلمة "يسوع"على وجه العملة ، بينما على الوجه الآخر كلمة "ܡܥܡܕ " وتعلوها علامة الصليب ! فهي مسكوكة تشي بالكثير عن تلك الفترة وأن الحكام و الولاة الأمويين لا يوجد دليل واحد فيها على أنهم كانوا مُسلمين على طراز إسلام العصر العباسي الذي نعرفه اليوم . فالأبحاث التاريخية المستشرقين وعلماء التاريخ والآثار تؤكد انّ الأمويين كانوا على معتقد النصارى (يهو- مسيحيين) ويؤمنون بصلب المسيح، ولكنهم لم يؤمنوا بلاهوت المسيح. فمعاوية و عبد الملك لم يخدعوا المسلمين كما يوصمونهم اليوم ، لأنه في هذا التوقيت لم يكن هناك إسلام ولا مسلمين بالمعنى المعروف كما في عصر الدولة العباسية، بل هم أنفسهم كانوا النصارى " اليهو - مسيحيين"! وكان معاوية مجرد والياً تحت حكم التاج الساساني واستمر الوضع هكذا حتى عصر عبد الملك إبن مروان كما توضح مسكوكاته أيضا. وكما سأوضح في المقالات التالية.



#فريدة_رمزي_شاكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أقدم كتابة عربية نبطية كانت على نُصب تذكاري مسيحي
- يسوع أم عيسى ؟!
- في مَسلّة أبرهة الحبشي( الله الرحمن) ليس إلهاً عربياً !
- يوسف الصِدِّيق، والنبوة ؟!
- العُملة التذكارية للإتفاق الإبراهيمي وظهور ضد المسيح
- ريش المخرج عُمر الزهيري !
- فيلم ريش؛ صفعة على وجه المتشدقين بالوطنية!
- مسافر عبر الأزمان
- إلى فضيلة الشيخ المغتصِب !
- في التجربة الأفغانية والطوفان الطالباني
- قالولي صوتك بيهدد أمن الإسطول !
- إسماعيل أدهم، أول عالم ذرة مصري ملحد
- الملكة نازلي التي ظلمها التاريخ
- حلا شيحة ، وحجاب على ماتُفرج !
- الدواعش في مناهجنا التعليمية!
- تجارة الآثار حلال أم حرام !
- سِرّ مقتل الفنانة اليهودية ثريا فخري
- أيها المبدع للخلائق وغايتها
- صراع البوركيني_ اللامؤاخذة_ الشرعي !
- سيد القمني، وحلقات- موقع التجلي الأعظم-


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فريدة رمزي شاكر - العُملات الأموية البيزنطية والدولة الشبحية!