أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جورج فايق - رسالة إلى منى يعقوب الفتاة القبطية المختطفة في مصر














المزيد.....

رسالة إلى منى يعقوب الفتاة القبطية المختطفة في مصر


جورج فايق

الحوار المتمدن-العدد: 1666 - 2006 / 9 / 7 - 03:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أكتب إليك يا منى هذه الرسالة و لا أدري أن كنت سوف تقرئيها يوماً أم لا ؟ و لا أدري أن كان سجانك سوف يطلق سراحك أما لا ؟ و لكني سوف أكتب هذه الرسالة و التي تشبه غسيل بيلاطس ليده ليبرئ نفسه من دم المسيح و صلبه و لكن هيهات أن يبرئ غسيل اليد الصالب و المشارك في الصلب فكما لم يبرئ غسيل اليد بيلاطس من دم المسيح أعتقد أن رسالتي هذه لن تبرئني من دمك و من حقك عليا نعم فأنا مذنب في حقك و مشارك في خطفك بخوفي و سلبيتي حقيقة أنني لم ألقاك قبل ذلك لم أعرفك قبلاً و لم اسمع بك أو بأسرتك قبل حدوث اختطافك الذي يسموه الكاذبون هروب أو حب أو حرية اختيار و أفل الناس فهماً و ضميراً عندما يرى وجهك و نظراتك و طريقة كلامك في تسجيلك المصور على قناة المحور و حتى في صوتك في قناة دريم يشعر أنك في محنة عصيبة وفي يد قاسية لا ترحم فنظراتك تنادي نخوة ورجولة لم نتربى عليها فقد تربينا على أن نمشي بجانب الحائط و نقول بالعامية يا حيط دارينا و لكن الحيط سقط علينا و سحقنا الخنوع ذل هامتنا و أضاع السكوت و الخوف و التخاذل حقوقنا و سمينا خوفنا و تخاذلنا حكمة و تسامح و زعمنا أننا أمة متسامحة و أن الصفح هو شيمتنا العظمى و أن التسامح هو ما يميزنا و نسينا أو تناسينا أن الخائف أو العاجز لا يعتبر متسامحاً لأنه عاجز أو خائف أن يطالب بحقه و حالنا هذا يذكرني بآبيات للشاعر الكبير إيليا أبو ماضي
يقول فيه :-
سكت خوفاً و قلت الصفح من خلقي و نمت جبناً و قلت الحلم من شيمي
و أنما أنت و الأقوام قد علموا لولا خمولك لم تسكت و لم تنم
و ليت يا عزيزتي منى أقتصر الأمر على ضياع الحقوق و الممتلكات و الوظائف و حظر بناء و ترميم الكنائس فكل هذا بسيط و يمكن التغلب عليه بالصبر والمطالبة الدائبة و لكن تخاذلنا و تهاوننا و خوفنا جعل الأمر يصل إلى الأعراض حيث نري بأعيننا بناتنا و نسائنا في يد خاطفيهم يهتكون أعراضهم باسم الزوج بالجبر و التلفيق و الإكراه و تجبر الضحية على أن تظهر بجانب غاصبها لتمثل دور الحبيبة الولهانة و يعلم الله لو هذه البنت ذاهبة بإرادتها ما تأثرت أو انفعلت فكل إنسان حر في اختياره و لكن يا منى صورتك و صوتك في التلفزيون وضع أمامي مرآة فرأيت وحش فظيع لم أحتمل رؤيته فملئت الدموع عيني و سحق اليأس نفسي هذا الوحش هو خوفي و عجزي عن فعل شيء لك لإنقاذك من يد خاطفك و من يساندوه و لو كلفني هذا الأمر حياتي و لكني سامحيني فقد زرع في أهلي التسامح عفواً أقصد الخوف و التخاذل لم يعلمني أهلي كيف أموت دافعاً عن حقي و شرفي و كرامتي و أنت جزء لا يتجزأ من كرامتي و شرفي و قد أخدر نفسي بأقوال على شاكلة أنك ليس من أسرتي أو أقاربي و لا يوجد صلة دم بيني و بينك و لكن ما حدث لك من الممكن أن يحدث لأختي أو لزوجتي أو لأخت أو زوجة أي إنسان أخر فيبحث في داخله عن ذرة قوة أو ثورة على الظلم يستند عليها في دفاعه عن حقه
بحثت عن من يكسر قيد الخوف و الجبن الذي قيدت به من صغري حتى أخلصك أو حتى أموت من أجلك فيرتاح ضميري و أهنأ بنوم من ينسيني نبرة الانكسار و الخوف في صوتك ؟ من ينسيني نظرك عينيك الكسيرة الذليلة ؟ من ينسيني جذب هذا الوحش الذي بجانيك لكتفك ؟ ليتني ما شهدت تسجيلك هذا فقد كنت أستطيع أن أخدع نفسي بأنك ذهبت إلى هذا الوحش بإرادتك لأنك أحببتني أن تكون معه و لكن بعد مشاهدتي لك لا أستطيع خداع نفسي فالحقيقة واضحة كالشمس
إلى كل أسرة علموا أولادكم أن الحياة بلا كرامة لا تساوي شيء
و أن الموت من أجل المبدأ و العقيدة و الشرف هو قمة الكرامة و لن يغفر الله لأسر الأقباط زرع الخوف و الخنوع بهم لأن ذلك يجعلهم بلا قيمة و يجعل من يتربص بهم يستخف بهم و لا يخشى رد فعلهم
علموا أولادكم أن يموتوا من أجل حقوقهم لا أطلب منكم أن تجعلوهم قتلة أو إرهابيين و لكن أجعلوهم متمثلين بسيدهم يسوع المسيح لم يخشى اليهود و الرومان مجتمعين لم يكن المسيح إرهابيا لم يحمل سلاح لم يصيح أو حتى يهدد و يتوعد لكنه لم يكن جباناً لم يركع طالباً الرحمة من اليهود أو الرومان كان واقفاً بلا خوف وسط البستان عندما أتوا ليقبضوا عليه وقال لهم من تطلبوا فقالوا له يسوع الناصري فقال لهم بكل قوة وثقة أنا هو فسقط الجند على وجهوهم لم يحاول المسيح الهرب لم ينكر نفسه منهم أني أتخيل شخص مثلي و مثل كثيرين من الذين تربوا على الخوف و الخنوع تأتي قوة لتطلبه بالاسم فتتخبط رجلي و لا تقوى على حملي و يتلجم لساني و قد أنكر نفسي ما أبعدني عن قوة و جرأة سيدي
أقول لكل أسرة أن الشجاع يموت مرة و الجبان يموت في اليوم مائة مرة و أنتم بخوفكم و حبكم المريض لأبنائكم تحولوهم إلى شيء تافه بلا قيمة أو كرامة و تجعلوهم صيد سهل لمن يتربص بهم
اغفري لي يا منى و لكل شباب الأقباط فأنت و غيرك من الضحايا تجنوا ما زرعه أهلينا فينا من خنوع و خوف و أسموه تسامح و حكمة نحن مشاركين في خطفك بخوفنا و خنوعنا و لكني صدقيني أننا نذوب من الخوف عليك تدمع أعيننا من أجلك و نطلب من الرب القدير و نصرخ إليه أن يحررك من أسرك لتنجو من يد الذئاب المحيطة بك



#جورج_فايق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا يجوز التنازل عن حق المجتمع في القضايا الشخصية
- هل الأخوان المسلمين لديهم جيش مقاتل ؟
- جماعة الأخوان المسلمين منظمة إرهابية
- لماذا تدفع الشعوب دائماً ضريبة الحروب ؟
- شيوخ الأرهاب تحاول الهرب كالفئران من لبنان
- فليمت حزب الله و تحيا لبنان
- الأعلام الهادف و الأعلام الهايف
- هل ترحب مصر بالنيران الشقيقة ؟
- مؤامرة على العرب في كأس العالم
- هل يقبل الأمريكان بحكم الأخوان
- المسيحية و طلاق الملوخية
- أنقذوا مسيحيين العراق من الأبادة الجماعية
- أعرضوا فيلم شفرة دافنشي في الميادين العامة
- ليت الزرقاوي يعود يوماً !!!
- زيارة القدس حرام .. حسب قانون طوارئ كنسي مصري !!
- متى تختفي كلمة لكن ؟
- الغباء و قتل الانتماء
- قالوا للمرشد العام للأخوان أحلف ......... قال جاء لك الفرج
- هل من لغة أرقى في الحوار بدلاً من لغة شوارع مصر؟ رداً على مق ...
- صحيفة مصرية تدعى ( المصريون ) تبارك قتل الأقباط في الإسكندري ...


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا للاحتلال في مستوطنة ...
- “فرحة أطفالنا مضمونة” ثبت الآن أحدث تردد لقناة الأطفال طيور ...
- المقاومة الإسلامية تواصل ضرب تجمعات العدو ومستوطناته
- القائد العام لحرس الثورة الاسلامية: قطعا سننتقم من -إسرائيل- ...
- مقتل 42 شخصا في أحد أعنف الاعتداءات الطائفية في باكستان
- ماما جابت بيبي..استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي وتابعو ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جورج فايق - رسالة إلى منى يعقوب الفتاة القبطية المختطفة في مصر