أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راش أودين - لهذا تركت الإسلام، قصة رقم (3).













المزيد.....

لهذا تركت الإسلام، قصة رقم (3).


راش أودين
أحد أعضاء مبادرة مسلمون سابقاً التطوعية لخدمة المجتمع اللاديني في العالم العربي.

(Rush Odin)


الحوار المتمدن-العدد: 7178 - 2022 / 3 / 2 - 08:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في البداية كانت لي أسئلة كثيرة وملاحظات منذ الطفولة إلى حد ما توصلت لنقطة تواجهت فيها مع نفسي وأدركت اني تركت الدين فعلاً . بداية هذه الأسئلة كانت لماذا نضحك من الأفارقة لأنهم يرقصون ويعبدون ربهم عندما يحدث كسوف للشمس ونحن نفعل نفس الأمر نصلي خوفاً لكسوف الشمس !! ومن جانب آخر وجدت بأن داعش والميليشيات المسلحة الاسلامية أعطونا تجربة تطبيقية للحكم الإسلامي بشكل علني وصادم ومنعوا مُتَع الحياة حتى يجبروا الناس على اللهث بعد الجنة فهناك تشرب الخمر وتنكح الحور العين وتستمع للأغاني وتفعل كل شيء يحلو لك. لقد تبين لي ان هذا الموضوع ليس إلا طريقة لحرمان الناس من الأشياء التي يحبونها ويوهمونهم أنه إذا فعلوا كذا وكذا مثل القتال لصالح الدولة الاسلامية و انفاق اموالهم لتمويل حروبها والتطوع لغسل دماغك بنفسك بقراءة نفس الكتاب أكثر من مرة وتكرار كلمات وطقوس ترسخ الإيمان بالدين الذي ارتضوه لك وبالمقابل ستحصل على كل ما منعوه عنك بعد أن تموت. سألت نفسي لماذا تسويق الجنة في القرآن والأحاديث يركز على الرجال؟ أدركت أن هذا نتيجة لأن نساء ذلك الزمان الذي نشأ فيه الإسلام لم يكن بالإمكان استخدامهن في الحروب ولا يمتلكن الأموال التي قد تمول تلك الحروب وأيضا يكفي أن يؤمن ولي أمرها (حسب طبيعة مجتمعات بدو الصحراء الذكورية التي ترى المرأة تبعاً للرجل) كي يخضعها للدين والذي بدوره يساعده على إخضاعها بإرهابها بتوعّدها بعذاب لا نهاية له أكثرية مستحقيه من النساء بعد أن تنتهي حياتها التعيسة إذا فكرت في العصيان.

من جهة أخرى وجدت معضلات ومشاكل فلسفية بصفات الله. صفات الله يمكن أن تسمي أغلبها أو كلها بالجدلية، فكونه خير بالمطلق يضعنا في معضلة الشر. مثلاً الدود الذي يأكل أعين الأطفال من الداخل ويصيبهم بالعمى وفكرة أن الله خلق هذا الكائن الطفيلي الضار لأنه خالق كل شيء، يجعلنا نتسائل هل الله حقاً كامل الرحمة؟ البعض يرقّع معضلة الشر بحرية الاختيار أو الابتلاء. لكن ماذا عن المجنون هل يختبره الله؟ وماذا عن معاناة الحيوانات هل هي حرة في الاختيار أيضاً؟ ماذا عن الألم الذي يصيب عجلاً وليداً تنهش لحمه الضباع حياً؟ الشر الذي يصيب الحيوانات لا تبرير له على الاطلاق إلّا اذا كان الله محدود القدرة ويحتاج الدورة الطبيعية من أكل الحيوانات لبعضها مسببة أشد الآلام ولا يستطيع خلق نظام أفضل مثلا بأن يجعل كل الحيوانات قادرة على التغذي من النباتات أو أن تستطيع الحصول على طاقتها من أشعة الشمس ويجعل تكاثرها بطيء ومحدود بحيث لا يزيد عددها بشكل كارثي أو عندما يلاحظون كثرة أعدادهم فسيمتنعون عن التكاثر فطريا إلى أن تقل أعدادهم من جديد، فالله لا يحتاج للتطور أيضا ليستخدم الانتقاء الطبيعي الذي نشهده. لو تمعّنّا أكثر للاحظنا أن حرية الاختيار لا تبرر كل الشر الذي يواجهه الإنسان أيضا فهناك شرور من الطبيعة مثل الزلازل والأعاصير والفيضانات والكثير من الحوادث المأساوية التي لم يختر أحد حدوثها. أيضاً لو فكرنا في الأمر أكثر نجد أن حرية الاختيار لا تبرر عدم التدخل الإلهي لمنع شخص من التسبب بمنع حرية الإختيار للآخرين من حوله بشكل مبالغ فيه ويسبب لهم بذلك الكثير من الألم والقهر. تخيل معي أن والد يتفرج على أبنائه وأحدهم يذبح الآخر ولا يحرك ساكناً بحجة أنه يريد أبنائه أن يتمتعوا بحرية الاختيار فماذا عن حرية الولد الآخر في اختيار الحياة وعدم الشعور بالألم؟ ماذا ستحكم على ذلك الأب برأيك؟ لننتقل للابتلاء، ألا تعتقد أنه ليس من العدل أن تبتلي شخص أكثر من الآخر؟ لماذا تبتليهم من الأساس؟ ألا يمكنك أن تعطيهم ما يحتاجونه بدون أن تعذبهم أولاً؟ أليس من كرم الغني أن يعطي الفقير بلا مقابل؟ كيف الله يعلم الغيب ويكتب أقدار كل شيء تحت إرادته وبنفس الوقت يختبر البشر ويمنحهم إرادة حرة؟ هل يحاول الله أن يأكل كعكته ويحتفظ بها في نفس الوقت؟ كيف يعطي الله أحكام للرق والغزو ونشر الدين بالسيف بدل الحجة والدلائل؟ كان لدي أيضا الكثير من التساؤلات الأخرى مثل كيف لمحمد الذي معه الله أن لا يجد طريقة ليقنع الناس إلا بحد السيف!!!؟ هل من العدالة أن يخلق الله مليارات الأطفال على الديانات الخطأ وينتظر منهم ان يجدوا دين الحق؟ وأطفال مثلنا محظوظين يصادف أن آباءهم على الدين الحق ليتم تربيتهم عليه من الصغر؟ بل يال حظنا نحن من الطائفة الناجية كذلك!

لقد اطلعت على أن القصص التي ذكرها محمد هي منسوخة من أساطير الحضارات السابقة من سومر وآكد وغيرها. الأبرز هي قصة سفينة نوح المستوحاة من ملحمة جلجامش. إن تصادم الدين مع نظرية التطور رغم رسوخها علمياً وكونها التفسير الواضح و المادي الذي لدينا لتعدد الأنواع الحية وملائمة الكائنات الحية لمحيطها جعلني أراجع حساباتي مع الدين أكثر. في لحظة ما شعرت بأن علي أن أحسم أمري و أتخذ قراري فلم أعد أتحمل خداع نفسي وأدركت أني تارك للإسلام بالكامل ("فعلى شنو اضحك على نفسي وابقى مسلم كيوت…" ) وتركت الإسلام في أول يوم من أيام رمضان. لفترة وجيزة أصبحت ربوبي وبعدها تركت كل أنواع الإيمان بالخوارق والماورائيات. في الختام أتمنى أن يأتي قريباً اليوم الذي يتم فيه دراسة القرآن والإنجيل في حصة الخرافات التاريخية التي كان يؤمن بها أجدادنا. أحيانا أتصور أن الأطفال في المستقبل سيلعبون ألعاب فديو غزوات جنود الله الإسلامية بدل لعبة آلهة الحرب الإغريقية god of war كما قال رالف والدو امرسون "ديانات عصر ما هي ترفيه أدبي لأجيال العصر القادم".

ملاحظة هامة: هذه السلسلة من القصص تم تسليمها لنا من أصحابها لغرض النشر. نحن نقوم بمراجعتها وتحريرها بفريق من المتطوعين وليس مجهود فردي وحسب. نقوم أيضا باستبدال المصطلحات العامية بمقابلها بالفصحى لمراعاة قواعد النشر وتسهيل الفهم لشريحة أكبر من القرّاء. كنّا ننوي نشر هذه السلسلة من المقالات في صفحة مستقلة وليس في صفحتي الشخصية لكن واجهنا مشكلة مع القائمين على الموقع لهذا سنواصل النشر بهذه الطريقة ونعتذر عن أي إرباك قد يحدثه هذا.



#راش_أودين (هاشتاغ)       Rush_Odin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لهذا تركت الإسلام، قصة رقم (2).
- لهذا تركت الإسلام، قصة رقم (1).
- هل يمكن إثبات وجود الله؟ الجزء الثالث.
- هل يمكن إثبات وجود الله؟ الجزء الثاني.
- هل يمكن إثبات وجود الله؟ الجزء الأول.
- مقالة مترجمة بتصرف: لماذا رفض اليهود يسوع ولماذا لم يأتي مسي ...
- قصتي مع الدين وأسباب تركي للإسلام.
- حقوق الإنسان والمثلية الجنسية: سؤال وجواب.


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راش أودين - لهذا تركت الإسلام، قصة رقم (3).