أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفساد الإداري والمالي - صادق الازرقي - العفو عن المتاجرين بالمخدرات تشجيع للعمل بها














المزيد.....

العفو عن المتاجرين بالمخدرات تشجيع للعمل بها


صادق الازرقي

الحوار المتمدن-العدد: 7178 - 2022 / 3 / 2 - 08:57
المحور: الفساد الإداري والمالي
    


اثارت القضية المتعلقة باطلاق سراح مدان محكوم بتجارة المخدرات بسبب كونه ابنا لمحافظ سابق، اثارت الرأي العام العراقي، وتساءل الناس عن التناقض في الموضوع بين اطلاق سراح متاجر بآفة خطيرة تمس امن المجتمع من قبل اعلى سلطة رمزية في البلد هو رئيس الجمهورية،وبين مصير كثير من الشباب المعتقلين والمفقودين الذين طالبوا بحقوقهم المشروعة في احتجاجات تشرين عام ٢٠١٩ وغيرها من الاحداث، الذين لم يزل مصيرهم مجهولا.

وكانت السلطات العراقية قد ألقت القبض في عام 2018، على أفراد عصابة تتاجر بالمخدرات في بغداد، من بينهم نجل محافظ النجف الذي كان يعمل بصفة ضابط في وزارة الداخلية العراقية، على وفق ما قيل في حينه، وأصدرت عليه محكمة جنايات الكرخ في العام نفسه حكماً بالسجن المؤبد مع غرامة مالية.

واصدر رئيس جمهورية العراق مؤخرا عفوا خاصا عن المحكوم ثم عاد وتراجع، ووجه بسحب المرسومين الجمهوريين المتعلقين بالعفو؛ فيما يقول سياسيون، ان الرئيس تراجع عن قرار العفو بعد ان اطلق سراح المدان فعلا، واصبح خارج البلد، بحسب قولهم، ويقول آخرون ان صفقة سياسية جرى ترتيبها تتعلق بالاحداث الراهنة.

وهكذا تجري الاستهانة بمصائر الناس وحياتهم بالقفز فوق احكام القضاء لحسابات سياسية، وهو العرف الذي يجري التعامل به في العراق منذ عام ٢٠٠٣ الذي تسبب في كوارث هائلة للبلد وسكانه؛ اذ يجري يوميا اهمال حياة الناس واوضاعهم المعيشية وحاجاتهم، على خلفية صراعات سياسية وتسويات بين اطراف كثيرا ماقيل عنها انها لا تفقه فن السياسة على حقيقته.

وبالنسبة لواقعة اطلاق سراح المتاجرين بالمخدرات، فان هذا الامر يتسبب في تنشيط التجارة ذاتها، ويعمل على تشجيع آخرين من ضعاف النفوس على الدخول الى فضائها المدمر في الوقت الذي تحاربها جميع الدول وتسن قوانين بأحكام مطولة وصارمة من دون عفو للمنخرطين فيها، اقترانا بخطورتها على المجتمع؛ وبرأيي فان لجوء رئيس جمهورية العراق الى اصدار عفو في نهاية مدة تسلمه المنصب في محاولة للاقتداء برؤساء دول اخرى ومنهم الرئيس الامريكي مثلا، تعد مفارقة غريبة وتدعو للتساؤل، اذ ان لاولئك الروساء سلطات تنفيذية واسعة وليس مثل المنصب الرمزي في العراق، كما انهم في العادة لا يعفون عن جرائم مخلة بالشرف و بأمن المجتمع من قبيل تجارة المخدرات او في قضايا الارهاب، واذا كان الامر قد جرى بتوصية من رئاسة الوزراء، فان انتهاك القيم القضائية عندئذ يكون مضاعفا، ويكرس حالة فقدان الثقة بين الناس و الجهات الحاكمة؛ لذا فان محاولة التشبه بالآخرين يعد مثلبة كبيرة، وفيما يتعلق بتلك الآفة التي يحاربها المجتمع الدولي، فان الاخطار تتضاعف؛ اذ ان العفو عن المدانين بتلك الجرائم الفتاكة يشجع آخرين على ممارستها والدخول في العمل بتجارة المخدرات، الامر الذي يتسبب في اخطار هائلة على الناس.



#صادق_الازرقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانشغال بالسياسة واهمال البناء ورفعة السكان
- الافلات من العقاب تشجيع للجريمة
- مجزرة الجنود حد فاصل بين الفشل والنجاح
- الموازنات المؤجلة تفريط بحقوق الناس وباحتياجات البلاد
- الطمع بالأموال يضيع البرامج ومصالح الناس
- عن افتتاح شارع المتنبي في بغداد..
- الإصرار على النظام العقيم لإدارة الدولة يعني مزيدا من الخراب
- احتجاجات الخريجين .. بطالة دائمة والوظائف للنخب
- أحداث أمنية خطيرة تعاجل مساعي تشكيل الحكومة
- قتلى وانتحارات متلاحقة .. ما الذي يحدث في العراق؟
- اكتظاظ الصفوف الدراسية ما الذي أُنجز في سنتي الانقطاع؟!
- ما الذي تغير في مواقف المعترضين على نتائج الانتخابات
- المتباكون على حكومة التوافق والمتوسلون بها
- محنة اللاجئين لن تهم احداً وتتقاذفها أرجل الجميع
- حكومة يشترك فيها الفائزون والخاسرون كارثة وطنية
- هل الفقر شرٌ لابدّ منه؟!
- جوانب من ازمة الديمقراطية في العراق
- الاموال المستردة 2 مليار من مجموع 300 مليار دولار منهوبة!
- اخفاق الإعمار بسبب ضغوط دولية و سياسية!!
- محاولات مبكرة للتزوير الرسمي للانتخابات النيابية


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- The Political Economy of Corruption in Iran / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفساد الإداري والمالي - صادق الازرقي - العفو عن المتاجرين بالمخدرات تشجيع للعمل بها