ثائر ابو رغيف
كاتب وشاعر
الحوار المتمدن-العدد: 7176 - 2022 / 2 / 28 - 08:39
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يعد ألجعد بن درهم أول من قال بخلق القرآن وبتجريد الله من الصفات البشرية كالكلام او اتخاذ الاخلة سابقا المعتزلة بالتفكير خارج حدود النص الضيقة. الا ان ألجعد لقي حتفه على يد الطاغية خالد بن عبد الله القسري بشكل داعشي يوم عيد الأضحى بالكوفة، وذلك أن خالدا خطب الناس فقال في خطبته تلك: "أيها الناس ! ضحوا تقبل الله ضحاياكم، فإني مضح بالجعد بن درهم، فإنه زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلا، ولم يكلم موسى تكليما، تعالى الله عما يقول الجعد علوا كبيرا." وليس بالغريب من ان امثال بن تيمية واتباعهم (وهم كثرة) إستحسنوا عمل القسري هذا.
علاقة القربان (الجعد بن درهم) والادارات الاميركية المتلاحقة منذ جورج بوش ألإبن ولحد دونالد ترمب هي انهم (او من يحكم من خلف الجبل) قرروا ان يتوجوا كل فترة رئاسية بإضحية بشرية ذات قيمة وجودية لتثبيتها تاريخيا كإنجاز كبير لتلك الادارات.
اول من إبتدأ هذه السُنة جورج بوش حين أعلن حاكم العراق المفوض انذاك بول بريمر يوم القبض على صدام حسين "سيداتي سادتي لقد امسكناه". وشابه مصير صدام حسين مصير الجعد نوعا ما (رغم البعد التام بين إسباب الاعدام فالجعد قتل بسبب فكره) إذ تم اعدامه اول ايام الاضحى.
باراك أوباما الحائز على جائزة نوبل للسلام قام باتباع سياسة سلفه وتم في عهده تصفية اسامة بن لادن ومجموعة من اسرته ووجه اوباما في شريط تلفزيوني خطابا الى الشعب الاميركي ليتم الاعتراف بفضله رسميا في عملية التصفية تلك.
اما دونالد ترمب وجد جعده في الجنرال الايراني قاسم سليماني و القيادي في الحشد الشعبي ابو مهدي المهندس اللذان تمت تصفيتهما بطريقة خارجة عن القانون والعرف الدولي في مطار بغداد الدولي وكانت الحجة الاميركية ان سليماني كان يخطط ضد المصالح الاميركية وفي هذه الحجة صحة ما فسليماني يعتبر اهم العناصر التي ادت لانهزام داعش وفي بقاء داعش في العراق مصالح واجندات اميركية.
أغلب ألظن ان جو بايدن يريد إكمال مسيرة إسلافه ويقدم قربانا لعهده وبما انه أقر شخصياً في أبريل 2007 قائلا: " أنا صهيوني, إذ لا يتوجب على المرء ان يكون يهوديا ليصبح صهيونيا" فمن المرجح ان يكون الامين العام لحزب الله حسن نصر الله في مقدمة القائمة بالاضافة الى عبد الملك الحوثي وقيادات الحشد الشعبي في العراق.
#ثائر_ابو_رغيف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟