|
الإغواء الإيرانيّ- سيرة الشيخ الرئيس
نايف سلوم
كاتب وباحث وناقد وطبيب سوري
(Nayf Saloom)
الحوار المتمدن-العدد: 7175 - 2022 / 2 / 27 - 23:39
المحور:
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
"لو لم يكن هناك يوم آخر لكانت هدية للظالم" هذه قراءة تمهيدية في رواية (فردقان-اعتقال الشيخ الرئيس) لكاتبها يوسف زيدان. وقد كانت بداية القراءة في ذكر طلب الأمير البويهي "مجد الدولة" من ابن سينا تأليف رسالة عن "المعاد" قال الشيخ الرئيس: الأمير مجد الدولة طلب مني تأليف رسالة عن "المعاد" أشرح فيها فكرتي وما أراه صواباً قالت روان: وما هو "المعاد" يا سيدي قال الشيخ: يوم القيامة نظرت روان باندهاش نحو بهمنيار-تلميذ الشيخ-وهو يقول: أرى يا سيدي، قبل الكتابة أن تكون جلستنا اليوم لبحث رؤاك الفلسفية فيما يتعلق بالمعاد، وما يمكن ان يُثار ضد تلك الآراء من الاعتراضات، والردود التي يمكن إيرادها على المعترض. فما رأيك يا سيدي؟ (فردقان) وافق ابن سينا على المقترح، وراح يورد لهم قبل عرض أفكاره مقدمات، منها: أنه لا يجوز الاحتجاج بالنقل لدحض الحجج العقلية، لأن العقل مُقدّم بالضرورة على النقل، باعتبار كونه الأعم في النوع الإنساني، وكونه مناط التكليف وشرطه الأول(فردقان) وأضاف ابن سينا ما فحواه أن النصوص النقلية وردت في الشرائع لخطاب العوام والجمهور، لا الخواص والعلماء، فأوجبت الضرورة ضرب الأمثال وإيراد التشبيهات لتقريب المعنى إلى الأذهان، لكن كثيراً من الفقهاء والمتكلمين في الأمور الاعتقادية قطعوا على العوام طريق الترقّي في الفهم، بإيهامهم أن النقل مُقدّم على العقل، وأنه لا اجتهاد فيما ورد فيه نص. وهذا يعني منع العقل عن النظر في ظاهر النص وباطنه، وهو ما ترتب عليه الخلط والتخليط في الاعتقادات، فتوهم الجهال أن ظاهر الشرائع (حرفية النص) حُجة، وهذا منزلق خطير " (فردقان) وأقول إن القيامة واليوم الآخر ليست تشبيهات تلجم فضول العامة، بل هي حدث تاريخي وتحولات اجتماعية -تاريخية جذرية يحق فيها الحق ويقام فيها العدل ويُحشر في هذا اليوم الظالمون؛ لك يوم يا ظالم! هو يوم الحساب. "وإذا لم يكن هناك يوم آخر لكانت هدية للظالم. " وفي قول الشيخ الرئيس لروان: يمكنك الانضمام إلينا إذا أحببتِ .. وكيف أنها لم تجد أنسب من عباءة سوداء من تلك التي يسمونها "الشادور"، وكيف ضحك بهمنيار ضحكة لطيفة وقال مداعباً: احذر يا شيخنا الرئيس، فقد ضم الحكيم "فيثاغورث" النساء إلى مدرسته في "ساموس" فثار عليه أهلها وأحرقوا المدرسة" (فردقان) وكيف تُلمّح هذه المداعبة إلى اشتراك ابن سينا وفيثاغورث في مسألة تناسخ الأرواح لا الأجساد، وكيف قبل فيثاغورث التلاميذ في مدرسته، وكيف تكون "النساء: كناية التلمذة، وقد خصص لها القران الكريم سورة النساء(التلمذة) وهي الرابعة في مصحف عثمان. وكيف علّق ابن سينا على مداعبة بهمنيار بالقول: ليس عندي مدرسة لتحرق يا بهمنيار (فردقان) وقصد من ذلك أنه غير منشغل بالسياسة المعارضة للحكم القائم، فلسان حاله يقول: إنما أعمل على تخليص الأرواح بالغنوص الفلسفي لا تخليص الأجساد بالتحولات الاجتماعية-التاريخية. لقد كانت "مهمة الحلاج تحرير الأرواح لا تخليص الأجساد، مهمته أخلاقية في إصلاح تدين الناس بعد أن فسد، لا الاتيان بدين جديد. "(بحث في مأساة الحلاج) الحلاج: إني أتطلع أن أحي الموتى السجين الثاني (ساخراً): أمسيح ثان أنت الحلاج: لا لم أدرك شأو ابن العذراء لم أعط تصرفه في الأجساد أو قدرته في بعث الأشلاء (مأساة الحلاج) قال الراوي: وخلال الساعات الثلاث التي امتد فيها الدرس ، نفى ابن سينا القول بتناسخ الأرواح والاعتقاد بالميلاد المتجدد عقب الممات وأورد أدلّة عديدة على بطلان القول بالتناسخ، ثم عرض أمامهم رأيه في استحالة حدوث البعث الجسماني ، انطلاقاً من أن المعقول الذي يؤكده المنقول ويتوافق معه يؤكد أن النفس الإنسانية هي الأعم والأدوم وهي الجوهر الذي لا يعتريه التغير ولا النقصان فقد يشيخ الانسان وتتبدل أحوال بدنه لكن تبقى نفسه واحدة غير منقوصة ولا متبدلة ولا يعقل الأخذ بظاهر النصوص المخبرة عن التنعّم البدني في الآخرة، فهذه صورة تشبيهية لتفهيم العوام ، ومجاز لتقريب المعنى إلى عقول غير المتعلمين. وأن اللذات العقلية أرقى وأسمى من اللذات الجسمانية. فالحشر لا يكون للأجسام وإنما للنفوس إذ الإنسان يكون إنساناً بصورته النفسية وليس بمادته الجسمية ولهذا خاطب الباري النفوس لا الأجسام بقوله في القرآن: يا أيتها النفس المطمئنة أرجعي إلى ربك راضية مرضية. وعلى ذلك فالمعاد روحاني، وكل الأمور الآخروية تتعلق بالنفس الإنسانية وليس بأجسام الناس" (فردقان) وأقول إن كلام زيدان يحمل تناقضاً وخطأ حين ينفي قول ابن سينا بتناسخ الأرواح على طريقة فيثاغورث، لأنه يؤكد على لسان ابن سينا نفسه أن المعاد أو القيامة روحانيّ لا جسديّ وأن النفس خالدة، كما يؤكد اعتقاده بالتناسخ قوله بهبوط النفس من المحل الأرفع أو العقل الفعّال. وهذا يُقرّب ابن سينا من الغنوصيين المسيحيين في الإسكندرية، ويقرّبه من الصابئة أو عبدة الجيوش السماوية، التي تنكر النبوات والحاجة إلى الأنبياء طالما أن البعث روحاني لا جسماني أي الخلاص والتحرر عرفاني(غنوصي) روحاني-إنساني لا تحرر اجتماعي-سياسي. هذه التيارات الغنوصية تدعوا إلى حزب أيديولوجي، وتنكر الحاجة للحزب السياسي التاريخي الذي يهيمن على التحولات الاجتماعية التاريخية ويقودها. "وعلى عكس الزرادشتية وغيرها من النظم الدينية(الاسلام) التي تبشّر ببعث أجساد الموتى في اليوم الأخير، فإن الخلاص الذي تبشر به الغنوصية ليس خلاص الأجساد، بل خلاص الأرواح، إنه خلاص من الجسد ومن العالم في آن معاً [الهروب من التاريخ إلى الملكوت الأعلى] "(الوجه الآخر 162) إن وعي الانسان لشرطه الأرضي وبحثه عن الوحدة المفقودة يعني تجاوز الاغتراب وتمزّق الذات، ومع هذا الوعي الغنوصيّ (العِرفان) تبتدئ الروح رحلة خلاصها وانعتاقها، ويغدو الموت مَعْبراً إلى دورة تناسخ جديدة إلى بوابة نحو العالم النوراني الأعلى. إن من حقق العِرفان قد بعث من الموت قبل ان يموت" (الوجه الآخر للمسيح 162 ) إنها غبطة التفسير أو الخلاص بالتفسير للشرط لا تغييره، وهذا ما حصل للغنوصي الكبير هيغل حين أعلن اغتباطه بالتفسير في "أصول فلسفة الحقوق" يكتب ماركوزة: لقد كان الشغل الشاغل للفلسفة هو تفسير ما هو موجود من خلال ما ليس بموجود ومواجهة الوقائع المعطاة بما هو خارج عنها" ويقول: وهكذا فإن الحرية تحمل في أساسها طابع السلب، فالوجود اغتراب وهو في الان نفسه العملية التي تعود بها الذات إلى نفسها ، إذ تفهم الاغتراب وتسيطر عليه ، أي بلوغ حالة انتماء إلى العالم . على أن هيغل كان متشائماً فيما يتعلق باحتمال بلوغ هذه الحالة حيث الفرد في انسجام وثيق مع الكل. ويبدو أن عنصر مهادنة الأوضاع القائمة وهو العنصر الذي كان ظاهراً بقوة في أعماله كان راجعاً إلى تشاؤمه هذا إلى حد بعيد، فهو يردّ الحرية إلى عالم الفكر المحض وإلى الفكرة المطلقة (الخلاص بالغنوص حيث الحرية هنا هي وعي الضرورة) .. إن تفهُّم الاغتراب ووعيه لا تعني السيطرة عليه (كما أن فهم التديُّن لا يعني إلغاؤه)، لكن السيطرة عليه تعني تجاوز الشرط الذي ولّده" (قراءة نقدية في مقدمة العقل والثورة). لقد عارض ماركس هيغل بالقول في موضوعات عن فيورباخ: لم يفعل الفلاسفة حتى اليوم سوى تفسير العالم بطرق مختلفة، لكن الأمر الهام تغييره." (الأيديولوجية 756) أي أن المطلوب بعث الأجساد لا الأرواح فقط. أي المطلوب تحرر الانسان السياسي كمقدمة لتحرره الروحي والإنساني، وهذ يتطلب أشخاصاً حققوا تقدماً باطنياً وتحرراً روحياً يقودون هذا التغيير ويهيمنون عليه. يكتب ماركس في المسالة اليهودية: فإننا نرى خطيئة باور في كونه يخضع للنقد "الدولة المسيحية " فقط لا "الدولة في ذاتها"، لا يفحص علاقة الانعتاق السياسي والانعتاق الإنساني، ويضع بالتالي شروطاً لا تعلل إلا بكونه يخلط الانعتاق السياسي والانعتاق الكلي الإنساني" (حول المسألة اليهودية: 174) هذه النزعة الغنوصية وهذا الخلاص بالعرفان أو الغنوص نجده في أساس الأرشيف الضخم الذي جمعه ميشيل فوكو، يقول إعجاز أحمد: "إذا كانت الضغوط الديريدية (نسبة لجاك ديريدا) تدفع ما بعد الحداثة نحو الاحتفاء بمرونة الذات فإن المضامين السياسية التي ينطوي عليها موقف فوكو الفلسفي وبنيته السردية تنزع ليس إلى استحالة الانتماء وموقع الذات القارّ فحسب، بل ايضاً إسباغ خاصية القفص العميقة على العالم، مع إحساس كئيب بوقوع البشرية في شراك خطابات القوّة التي هي منفصلة ومتداخلة في آن. هذا التاريخ الذي من دون أصول نظامية أو ذوات إنسانية او مواقع جمعيّة لأن التاريخ ليس فيه ذوات أو مشاريع جمعية أصلاً هو مع ذلك تاريخ قوة شاملة (قوة الإله المتداخل المخالط، قوة راس المال وهو يعيد إنتاج نفسه بشكل موسَّع ويُعيد إنتاج الانسان المفقر المنسلخ عن قوة عمله ومصيره) قوة شاملة لا يقبض عليها أحد ولا يمكن مقاومتها لأن ما من شيء (هنا في هذا الزمن المفكك) خارج ابتداعات القوة التي قد يكون من الواجب عدم مقاومتها ليس لأنها قمعية فحسب بل لأنها خصبة ومنتجة بعمق أيضاً ، بعبارة أخرى ليس التاريخ عرضة للتغيير ، بل للسرد فحسب، والمقاومة لا تكون إلا مشروطة، شخصية، محلية صغرى، متشائمة مسبقاً"(طبقات وأمم، وآداب 183-184 ) " مقاومة لحفنة من الأشخاص المنفيين أو النفوس العظيمة المنفية . ففي القرن الميلادي الثاني الذي عايش وشاهد الحركات الغنوصية مسيحية كانت ام يهودية أم هرمسية أم فلسفية يونانية، تلك الحركات التي ترمي إلى تقرير ثنائية في العالم؛ حيث العالم منقسم إلى نفوس إلهية منفية وإلى "مادة" أو عالم حكّام كلهم شر. ولا شك أن الفكر الهرمسي (الغنوصي) كان يضم فريقاً من المتشائمين الثنويين، كان الزمن معوجاً خارجاً عن سكته، خارج الوصل، وقد خفف من هذا التشاؤم اكتسابه شيئاً من فلسفة أفلاطون الأصلية. فقد وصف أبرقلس سلفه يامبليخوس بالمتأله، أو أعظم المتألهين، وقال عن سيريانوس كلاماً عذباً، بأنه مملوء بالحقيقة الإلهية، ذلك أنه نزل إلى الأرض ليكون المحسن إلى النفوس المنفيّة، وصُنْع الخلاص لا لجيله بل لجميع الأجيال اللاحقة."(رسالة في الغنوصية: 294) تتبدى الخصوبة في العدد الكبير من العلماء بالرغم من التفكك السياسي والتشرذم وحالة الانحطاط والفوضى، قال ميغيل آثين بلاثيوس في تقديمه لكتاب "الحدائق" لابن السيد البطليوسي: "غير أن الأزمات السياسية لا يرافقها دائماً الانحطاط الثقافي، ففي الغالب يقابلها ازدهار أدبي وعلمي هو بالواقع نتيجة الجمود، أي مجرّد استمرار الازدهار الذي حدث قبل وقوع الأزمة"، وهذا ما أطلق عليه فريدريك انجلز تفاوت الحركة بين البنيتين الفوقية والتحتية، حيث حركة البنية الفوقية أكثر بطءً من التحتية، فتستمر تقاليد ثقافية وعلمية مع زوال الشروط الاجتماعية الاقتصادية التي ولدتها. ينطبق تعدد الانتماءات؛ على ابن سينا في ولائه للأمراء البويهيين، وعلى المزدوج في شكل ولاءاته. قال الشيخ: دعنا يا منصور نتعقل الأمر برويّة، ونرى ما يجب فعله، ولكن أخبرني أولاً، لمن ولاؤك الآن؟ المزدوج: لمن يحكم "همذان" فهذه القلعة تابعة لها" (فردقان) ويظهر انتماء ابن سينا "المتعدد المفرط" عبر قول المزدوج الذي هو الوجه الآخر لابن سينا حسب سياق السرد: وهو يبتسم، وعموماً نحن هنا بمأمن من هذا الهرج، فهذه القلعة سوف تتبع أي حاكم يستولي على "همذان" (فردقان)، ويظهر أيضاً في قول ابن سينا في رده على تحذير أبي سهل المسيحي من ابن سُبك الغزنوي. أبو سهل: ثم يخرجون خلفك ويعتقلونك ويرسلونك في الأصفاد إلى غزنة ابن سينا: لماذا؟ أبو سهل: ليقتلك ابن سُبُك صبراً في سجنه، لأنه مغتاظ منك من أيام بخارى، وهو متيقن من أنك أحد دعاة المذهب الشيعي الإسماعيلي. ابن سينا: لكنني لم أدعُ يوماً لأي مذهب عقائديّ، وأنت تعلم جيداً أبو سهل: لا أهمية لما أعلمه، المهم ما يظنه هؤلاء(فردقان) بالطبع هذا الموقف يذكرنا بما يظنه يوسف زيدان عن هيباتيا وما يعلمه رعاع المسيحيين وآبائهم الكنسيين في رواية "عزازيل"، حين قرروا قتلها لعلمهم أنها من دعاة الفيثاغورية المحدثة في الاسكندرية. وما يظنه زيدان أيضاً من أن العلم يوحّد الناس بعد ان فرقتهم العقائد، لكن فلسفة ابن سينا وعلمه صارت مكان خلاف شديد بين أهل العقائد. قال الحسين ابن سينا لأبيه: أرجوك يا أبي، لن أكون داعية للأئمة على المذهب الإسماعيلي، فالمذاهب يا أبي صارت باباً للتفرقة بين المسلمين، والعلم هو الذي يقرب بين الناس وينجو بهم من التعصب" (؟) (فردقان) وأقول: ليس العلم هو الذي يوحد الناس، بل هو قيامة مشروع للتقدم الأخلاقي الباطني وللتقدم الخارجي التاريخي-المادي للشعب. يظهر "المزدوج" في الرواية على انه الوجه الآخر لابن سينا؛ وجهه السياسي؛ مثيله وشبيهه. قال الراوي: استحسن "المزدوج" رأي ابن سينا، وطلب منه أن يكتب الرسالتين إلى الأميرين بخطه، وأحضر له الورقتين وأدوات الكتابة. فكان نص الرسالتين متطابقاً، من دون أدنى اختلاف. مولاي الأمير، قد بلغ إلى أسماعنا خبر مؤكد مفاده أن جواسيس الغزنوية يرصدون في النواحي الشمالية، الدروب الجبلية الخفية والمسالك المستترة عن الأنظار في السهول، والأمر مرفوع إليكم للإحاطة، واتخاذ ما ترونه مناسباً، كتب ذلك حبيس القلعة أبو علي الحسين بن عبد الله بن سينا. وفي ديباجة الرسالة الأولى كتب: من آمر قلعة فردقان، منصور المعروف بالمزدوج، إلى الأمير الأجلّ علاء الدولة دَشْمَنزيار بن الكاكويه (الخال)، حفظه الله .. وكتب في ديباجة الرسالة الأخرى: إلى الأمير الأجلّ سماء الدولة بن شمس الدولة، والقائد المظفر تاج الملك حفظهما الله" (فردقان) في ذكر خاصية القفص، التي يشير إليها فوكو والعالم والجسد كسجن للنفس الغنوصية الثنوية، وفي خروج الشيخ من مخبئه متخفياً لرؤية منزله وقد وجده كالخرائب، كان القمر ليلتها في المحاق، أقول كيف خاطب الشيخ ربّه في سره: يا مبدع الكل، ما هذا الهوان. لماذا جئت بي إلى هذا العالم المعاند للخير، ولأي حكمة أسكنت نفسي بجسد جاء في زمن معطوب"(فردقان) جاء في زمن معوج خارج الوصل. يقول السواح: "تتفق الغنوصية المانوية مع الغنوصية المسيحية في نقطتين هما ان العالم شر ومحكوم من قبل القوى الشريرة، وأن العرفان (الغنوص) لا الإيمان هو الذي يقود إلى خلاص الروح التي هي قبس من النور الأعلى حبيس في سجن "المادة"، لكن المانوية تفتقد إلى المُخلِّص ذي الطبيعة الإلهية الذي يتجلى بشراً في عالم الانسان ليقدم له الخلاص"(الوجه الآخر: 170). ومن هذا النور الأعلى هبطت النفس، نفس ابن سينا لتخلصه من عالم المادة وترفعه إلى عالمها الأصلي الذي جاءت منه. وهي المناسبة التي قال فيها الشيخ الرئيس قصيدته العينية، أجلّ قصائده وهي في "النفس": هَبطتْ إليكَ من المحلِّ الأرفع ورقاءُ ذاتُ تعزُّزٍ وتمنُّعِ وصلت على كره إليك وربّما كرهت فراقك وهي ذات تفجُّعِ سَجعت وقد كُشف الغطاء فأبصرت ما ليس يُدرك بالعيون الهُجَّعِ وغدت مفارقة لكل مُخَلِّفٍ عنها حليفِ التُّرْبِ غير مشيَّعِ وبدت تُغرِّد فوق ذروة شاهق سامٍ إلى قعر الحضيض الأوضعِ (حي بن يقظان-النصوص الأربعة: 41-42) عندما بدأ يملي عليها قصة حي بن يقظان، وضعت ماهتاب القلم فوق الدواة وقالت له: طبعاً، أنت تشير إلى النفس الإنسانية حين هبطت إلى هذا العالم، وبرزت، ارتبطت بالجسم وقواه الحسية فصاروا لها رفقاء. قال الشيخ الرئيس: والله المستعان على حسن هذه الرفقة إلى حين الفرقة " وحين طلبت ماهتاب منه تأويل حلم جميل كانت رأته في مستهل الأمسية قال ابن سينا: العوالم التي نعيش فيها يا "ماهتاب" ثلاثة، وليست عالماً واحداً، أولها العالم الحسي؛ الذي قوامه الماديات ووسيلة معرفته والتعامل معه هي الحواس الخمسة والحس المشترك بينهما، وثانيهما عالم الخيال وقوامه الوهم الحاكم على الحس أحكاماً غير واجبة. كما هو الحال في العشق، إذ يرى العاشق معشوقه أجمل إنسان. وبعد ذلك عالم العقل الذي قوامه الاستقراء والمنطق. وهذا الحلم مثله مثل بقية الرؤى والمنامات، من عالم الخيال" (فردقان) حين سمع ماهيار ابن سينا وهو يملي على ماهتاب قصة حي بن يقظان "لم يستطع معهما صبراً، فسأل بعدما تأرجحت عيناه بنظرة اندهاش بين اخته وابن سينا: هل هذا الكلام عربي، أم تلك لغة أخرى، فأنا لا افهم من الكلمات أيَّ شيء. قال الشيخ: هي كلمات رمزية تتحدث عن رحلة العقل إلى عالم المعقولات العلوية والمعارف، عند تحرره جزئياً من سيطرة الحواس والماديات، والتحرر التام هو الموت ماهيار: من الذي يتحدث؟ الشيخ: العقل الجزئي الذي في الانسان، يتحدث ويتحاور مع "العقل الفعال في الإنسانية"[العقل الكلي] الذي هو عقل ما تحت فلك القمر (التراث العلمي والمعرفي للبشرية) وهو أقرب العقول العشرة العلوية إلى عالمنا الأرضي، وهو الذي يمنح عقولنا الفهم حين نتلقّى فيوضاته "(فردقان) قال ابن السّيْد البطليوسي: "ومرادهم بهذا أن الانسان مهيأ بفطرته إذا فاض عليه نور العقل فخرجت قوته الناطقة الى الفعل لأن يتصور جميع الموجودات فيتحصّل في عقله الجزْئيّ الصور التي في العقل الكليّ" (الحدائق 68). فإذا كان لا بقاء للنفس الناطقة بعد فراق الجسد، ولا حياة أخرى لها تُجنى فيها ثمرة ما كانت تسعى فيه وما تحضّ عليه" (الحدائق:131) كان تسلّم التراث المعرفي للبشرية أمراً لا معنى له ولا فائدة منه، وتكون البشرية من دون ذاكرة أو ذِكْر. ويذهب معنى الآية: "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ" (الحِجْر:9) أدراج الرياح. فور اختتام القصة وانتهاء الاملاء جمعت ماهتاب ما كتبته ثم قالت لابن سينا بنبرة خافتة دون أن تنظر إليه: حسناً وإن كان الجزء الأخير شديد الغموض، وملغز ويلتبس فيه المراد من رمز الملك، فلا يظهر إن كان المقصود به الخالق، مبدع الكل حسبما تُسمّيه، أو هو العقل الفعّال في الإنسانية " (فردقان) العقل العاشر الذي يعقل الطبيعة وشروط الانسان ويعقل نفسه، ويكون فاليري على حق في سرده تناسخ الأنفس الأوربية في كتابه "أزمة النفس". "لقد عرّف فاليري، فيما بعد، في "سياسة النفس “الإنسان والسياسة. فالإنسان هو: "محاولة لإبداع ما أجرؤ ان أسميه نفس النفس (تناسخ الأنفس عند "هاملت الأوروبي": لقد كان هذا الذي ابتدع كانت، الذي ابتدع هيغل، الذي ابتدع ماركس)، وأما السياسة فهي دائماً تستلزم فكرة ما عن الإنسان" (أطياف ماركس:27) هكذا يُنسخ العقل الفعّال في العقل الجزئي للإنسان ويفيض عليه، ويتسلّم العقل الجزئي منه ذلك الفيض. وهكذا يكون تناسخ الأرواح أو تناسخ الأنفس الناطقة وتسلّم الوحي من جيل إلى جيل. في منتصف العام الثامن والعشرين بعد الأربعمائة، وأثناء رحلة ابن سينا بصحبة ابن الكاكويه إلى "همذان" تم اغتياله بالقرب منها، فدفن فيها، بعدما طرح عبيده السارقون في دوائه من الأفيون .. ليلتها عرف ابن سينا من قوة رائحة الأفيون أن مقداره كبير وقد يقتله، لكنه لم يهتم (كما فعل سقراط حين أخذ سم الشوكران من جلاديه وتجرّعه)، ربما لأن نفسه التي هبطت إليه من المحل الأرفع، اشتاقت لموطنها" (فردقان) قال الشيخ الأكبر محي الدين ابن عربي في "لام الألف" [أل] ذلك أن الألف ليس ميله من جهة فعل اللام فيه بهمّته، إنما ميله نزوله إلى اللام بالألطاف لتمكّن عشق اللام فيه، ألا تراه قد لوى ساقه بقائمة الألف وانعطف عليه حذراً من الفَوْت. فمَيْل الألف إليه نزول كنزول الحق إلى السماء الدنيا-وهم أهل الليل-وميل اللام معلول بنزول الألف (الفتوحات، السفر الأول: 325) فلمّا كان الألف حظ الحقّ واللام حقّ الانسان كان الألف واللام الحقّ والخلق، وكانا (أل التعريف والعهد والتعظيم) للجنس (الفتوحات، السفر الأول: 331) وأحدثكم أيضاً كيف أدركت (روان) على نحو مبهم بأن أقوال الشيخ الرئيس هذه بخصوص "اليوم الآخر" ستكون سبباً في الصاق تهمة الكفر به وسوف تصبح دوماً عند العوام والكارهين له، يؤكد عندهم خروجه عن ملة الإسلام" (فردقان) وكان زيدان قد أشار في تحقيقه لقصة حي ابن يقظان للشيخ الرئيس بالقول: في الأجزاء الأخيرة من القصة يَعْرُج حي ابن يقظان بالكلام من مرتبة الأرض إلى السماء فيصف العالم العلوي الذي يتربع على قمته الملك الذي يصفه ابن سينا في القصة بأنه "من عزاه إلى عِرق فقد زَلّ ومن ضمن الوفاء بمدحه فقد هذى ، حسنه حجاب حسنه(كالشمس) ، وكان ظهوره سبب بطونه، وكان تجليه سبب خفائه وأنه لسمح فياض واسع البِرّ عام ّ العطاء" والصفات التي يطلقها ابن سينا على الملك(العقل) لا تليق إلا بالجناب الإلهي ، فهو يبدو كأنه يتحدث عن الله تعالى" (حي ابن يقظان- النصوص الأربعة 51-52) إن وصول العقل عند ابن سينا إلى مرتبة "السيد الذي يحكمه" يجعله (ابن سينا) يقترب في غنوصيته من الصابئة في عبادة الملائكة وجنود السماء؛ الملائكة الذين يتبعون العقل الفعّال، ويجعل النبوة نافلة لا مكان لها لكون العقل قادر بالتحصيل والكسب عبر الجدل الصاعد بالوصول إلى درجة الألوهية ، في تغييب واضح للجدل الهابط ودور الوحي والنبوة والدعوة. هي نظرية من غير ممارسة اجتماعية تاريخية، وخلاص للأرواح دون خلاص الأجساد، وتحرر روحي دون تحرر اجتماعي-سياسي. هي جدل صاعد دون جدل هابط أفلاطوني، وهو وفاء للفلسفة المشّائية الأرسطيّة وجدلها الصاعد بالاستدلال والبرهان والقياس. قال ابن السّيْد البطليوسي: "وأما "فلاسفة المجوس" فزعموا أن العقول المفارقة للمادة يترقّى بعضها إلى مرتبة بعض حتى يصير أعلاها في مرتبة البارئ .. وهذا القول استحالة الباري (أي انكاره)"(الحدائق:46) والفلاسفة المجوس: الفلاسفة الدهرية كما فسرها الدكتور عمر فرّوخ في ملاحظاته على كتاب "الحدائق". قالت ماهتاب بنعومة وصوت خفيض: كان عمي أبو الحسين القاضي يقول "بو علي بن سينا عبقريّ" لأنه استخلص مذهب ارسطو من تخليط السابقين" (فردقان) حيث كان ماهيار لحظة دخولها يسأل ابن سينا عن الخلط الذي جرى في أذهان الفلاسفة المسلمين والعرب، فمزجوا بين آراء أرسطو وأفلاطون" (فردقان). وكان إخلاص ابن سينا للجدل الصاعد حتى وهو يكتب عن أسرار الحكمة المشرقية. قال لماهتاب "ستكون قصة قصيرة ذات طابع رمزي، تحكي رحلة العقل الإنساني من العالم الحسي إلى أفق الحقائق العلوية. سألته: العقل منفرداً، من دون المنطق أو المعارف السابقة أو الشرائع؟ الشيخ الرئيس: نعم يا ماهتاب، وسترين الكيفية بعد قليل. (فردقان) وقد يكون هذا الأمر هو ما أثار حفيظة الغزالي تجاه ابن سينا ودفعه لتصنيف كتابه الشهير "تهافت الفلاسفة"، وعاد الغزالي فأثار حفيظة ابن رشد ودفعه لتصنيف كتابه في الرد على الغزالي: "تهافت التهافت" إلا أن ابن سينا تنبه لخطورة الطريق الصاعد والذي يرضي غرور الخاصة والمتفلسفين ويشوش ذهن العوام بخصوص وجود النبوة وضرورتها، لهذا نراه يجري تتمة أو إضافة لقوله السابق. قال الراوي: كان جملة ما كتبه بيده من كتاب "الهداية" سبعاً وأربعين ورقة، اشتملت على بقية فصول المنطق: القياس، البرهان، الجدل، الخطابة، السفسطة، ثم شرع في كتابة الفصل الأول الطويل من باب الطبيعيات" (فردقان) وهذا وفاؤه للمشّائية ولفلسفة المعلم الأول أرسطو طاليس. إلا أنه أضاف " وختمه مع أول ضوء للنهار بقول مجمل في المحرِّك الأول، سبحانه، وفي قدم العالم، مقرراً بوضوح (على العكس من ابن رشد من بعده) أن العالم ليس قديماً بذاته حسبما يرى الملاحدة، وليس كوناً محدثاً بذاته حسبما يظن المُعطِّلة، وإنما هو وجود ظهر (من العدم؟) بفعل الخلق "(فردقان). وعلينا هنا التنبيه أن القول بـ "الخلق من العدم" غير صحيح عقلاً لأنه ينسف مبدأ الخلق، قال الشيخ الأكبر ابن عربي في "خطبة كتاب" الفتوحات المكية: "الحمد لله الذي أوجد الأشياء عن عدم وعدمه" (السفر الأول:41) حيث يكون الوجود بنفي الحسي، والتحول إلى العقلي المجرد ثم بنفي هذا الأخير والتحول إلى الوجود العيني. ويكون الخلق عن عدم لا من عدم. ويضيف الراوي: وآثر الاختصار كيلا يضطرب ذهن الدارسين الذين لم يستوعبوا قسمة الموجودات إلى: وجود واجب الوجود قائم بذاته، وهو الله(الحق)، ووجود واجب الوجود بغيره وهو وجود الممكنات(الخلق)" (فردقان) وكتاب "الهداية" سوف يختمه بالباب الثالث الأخير في الإلهيات وما يتصل بها من الكلام عن العلّة الأولى، ووحدانية واجب الوجود (الألف علة الأحرف، والواحد علة الأعداد: غيب وشهادة)، والصلة بين العالم الأعلى (الكون النوراني) وبين العالم الأرضي. وهو ما يجعل ابن سينا من أهل الأنوار. وحتى لا يساء فهمه ، وحتى لا يُكفَّر فقد "انتهى فجراً من الفصل الخامس من باب الإلهيات "في المعرفة"(الغنوص) وختمه بقول كلّي في وجوب النبوة ، وأضاف رفقاً بالعوام عبارة: فالنبوة علة ثبات نوع الانسان، ولولاها لما كان الانسان" (فردقان) إلا أن إضافته مفتعلة لأنها قائمة على تقسيم مبتذل "للجمهور" إلى خواص وعوام: أي ثنوية غنوصية مبتذلة تقول: الفلسفة للخواص والنبوة للعوام ، في ميل واضح لسرد التاريخ لا الدعوة لتغييره، وهذا حال زيدان الذي يميل لصالح العلماء والخواص وسرد سيرهم تاركاً "عوام" الجمهور فريسة للتطرف الديني والسلفية الجهادية. وهذا ما يجعلنا نضعه أي زيدان في خانة الغنوصية الثنوية المتشائمة على طريقة برونو باور("الوعي الذاتي" والجمهور؛ "الكتلة" ) وفوكو والغنوصية الثنوية المسيحية التي بانت آثارها واضحة على فلسفة ابن سينا. القيامة تكون بالجسد، وهي كناية التحولات الاجتماعية التاريخية الكبرى، وتكون بالروح وهي التقدم الأخلاقي الباطني للشخصيات التي سوف تقود التحولات الكبرى. في حديث لزيدان على الفيسبوك يظهر حنيناً إلى مصر الفاطمية الإسماعيلية وأمجادها في نقد مبطّن إلى ما آلت إليه أحوال السياسة في مصر الحالية، كما يُبْطن مديحاً للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وهو ما سميته بـ"الاغواء الإيراني". يقول زيدان بتاريخ 12 فبراير 2022: وصلتني اليوم من إيران رسالتان، الأولى من قارئ يُجيد العربية، يعبّر فيها عن سعادته حين وجد بالمكتبة العامة بمدينة "مشهد" الترجمة الفارسية لرواية: "فردقان، اعتقال الشيخ الرئيس". والرسالة الأخرى من البروفيسور "وحيد مهاجراني" مترجم روايتيِّ عزازيل وفردقان إلى الفارسية، يخبرني بأنه انتهى من ترجمة رواية (حاكم: جنون ابن الهيثم) وسوف تصدر بالفارسية قريبًا، عن دار: نيلوفر. ويعلق قائلاً: في الصورة المعماري الإيراني المرموق، يقرأ فردقان وبجواره رواية "عزازيل" التي يقول عنها: هي ليست كتاب وإنما ضرب من الإعجاز. بعد قراءتي (والكلام لزيدان) الرسالتين، قلتُ في نفسي: عسى الثقافةُ تُصلح ما أفسدته السياسة قال ابن سينا في نفسه: أترك فارس كلها وخوارزم، وأعبر "ديار بكر" كي أتجنب المرور بالعراق المضطرب، ثم أهبط إلى الشام ومنها إلى مصر، دافئة الطقس فهي تحت حكم الخلفاء الفاطميين، الناس هنا ينسبونني إلى مذهبهم (الشيعة الاسماعيلية)، الجهال من عموم العوام وبعض الحكام يتوهمون أني من أهل التشيع. في مصر لن يتهمني أحد بشيء، ما دمت مقرباً من الأئمة الحاكمين، وهم يحترمون العلماء. الحاكم بأمر الله صاحب مصر خرج من قصره إلى خارج سور القاهرة ليستقبل العلامة ابن الهيثم الذي جاء من البصرة ملبياً دعوته لزيارة مصر، وهذا تشريف ما بعده تشريف ولن أجد مثله هنا ما حييت. لكن الحاكم بأمر الله يأتي بأفعال متناقضة وتصلنا من أخباره عجائب يصعب تصديقها، وإن صحت فهي دليل غلبة السوداء عليه(الاكتئاب) وميله إلى مهاوي الوساوس" (فردقان) لكن ماذا لو تمت دعوة يوسف زيدان مؤلف رواية "فردقان" إلى طهران؟ وهل يلبي الدعوة ويصلح ما أفسدته السياسة ما بين مصر وإيران؟ أم أن القول الفصل قول الدهر: تدسُّ إلى العطّار ميرة أهلها وهل يُصلحُ العطارُ ما أفسدَ الدهر؟! المراجع حسب الظهور: 1-يوسف زيدان: فردقان؛ اعتقال الشيخ الرئيس، دار الشروق الطبعة الأولى 2018 2-نايف سلوم: مقالات في نقد الأدب، دار التوحيدي الطبعة الأولى 2021 مقالة: "بحث في مأساة الحلاج" 3-فراس السوّاح: الوجه الآخر للمسيح، دار علاء الدين للنشر، دمشق الطبعة الأولى 2004 4-نايف سلوم: قراءة نقدية في مقدمة العقل والثورة-ملحوظة عن الديالكتيك، الحوار المتمدن العدد 5642 تاريخ 17-9-2017 5-ماركس –إنجلز: الأيديولوجية الألمانية، ترجمة فؤاد أيوب دار الفارابي الطبعة الأولى 2016 6-إعجاز أحمد: في النظرية، طبقات، أمم، آداب، ترجمة ثائر ديب، المركز العربي للأبحاث ودراسات السياسات، بيروت الطبعة الأولى 2019 7-نايف سلوم: رسالة في الغنوصيّة، دار التوحيدي، الطبعة الأولى 2022 8-الحدائق في المطالب العالية الفلسفية العويصة، لأبي محمد عبد الله بن محمد بن السَّيْد البطليوسي الأندلسي، قدم له الأستاذ الدكتور عبد الكريم اليافي، اعتنى به الدكتور محمد رضوان الدّاية، دار الفكر دمشق الطبعة الأولى 1988 9-جاك ديريدا: أطياف ماركس، ترجمة د. منذر عيّاشي، مركز الإنماء الحضاري، الطبعة الثانية 2006 ، حلب. 10-محي الدين بن عربي: الفتوحات المكيّة، السفر الأول، تحقيق وتقديم د. عثمان يحي، تصدير ومراجعة د. إبراهيم مدكور، الهيئة المصرية العامة للكتاب القاهرة 1985. 11-دكتور يوسف زيدان: حيّ بن يقظان، النصوص الأربعة ومبدعوها، دار الأمين جمهورية مصر العربية، الطبعة الثانية 1998 12-باور-ماركس: حول المسألة اليهودية، ترجمة الياس مرقص، دار الحقيقة بيروت 13-صلاح عبد الصبور: مأساة الحلاج، الهيئة المصرية العامة للكتاب 14-نايف سلوم: أحاديث اليوم الآخر، 2021
#نايف_سلوم (هاشتاغ)
Nayf_Saloom#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مُعْتمَد أدب -العالم الثالث- المُكرَّس المُضاد
-
-تفكيك الاشتراكيّة العربيّة-
-
الاقتصاد السياسيّ للتنمية
-
الوجه الآخر للمسيح
-
«دين إبراهيمي» أم خدعة استعماريّة؟
-
ديالكتيك الاجتماعي- التاريخي
-
الصورة الملازمة والصورة المفارقة؛ من الحقيقة إلى الحق
-
نظام الرأسمالية الاحتكارية ومعضلة العنصرية
-
من العثمانية إلى عروبة الاسلام
-
دور الفرد في التاريخ
-
الحكم بالوكالة ومسألة -الفساد-
-
التنين الأكبر: الصين في عقدين
-
-فك الارتباط- المعكوس و -نهاية التخلف-
-
رسالة في نظرية اللوغوس عند فيلون الإسكندريّ
-
المدينة المسحورة
-
نقد الفرويدية
-
الماركسية وتأسيس علم نفس موضوعي*
-
اللوغوس -ذي القرنين-
-
نقد نظرية -نمط الانتاج الكولونيالي-
-
إضاءات خاطفة على كتاب «ماركس ومجتمعات الأطراف»
المزيد.....
-
مشهد يحبس الأنفاس.. مغامر يتسلق جدارًا صخريًا حادًا بسويسرا
...
-
وسط التصعيد الأوكراني والتحذير من الرد الروسي.. ترامب يختار
...
-
انخفاض أعدادها ينذر بالخطر.. الزرافة في قائمة الأنواع مهددة
...
-
هوكستين في تل أبيب.. هل بات وقف إطلاق النار قريبا في لبنان؟
...
-
حرس الحدود السعودي يحبط محاولة تهريب نحو طن حشيش و103 أطنان
...
-
زاخاروفا: الغرب يريد تصعيد النزاع على جثث الأوكرانيين
-
صاروخ روسي يدمر جسرا عائما للقوات الأوكرانية على محور كراسني
...
-
عشرات القتلى في قصف إسرائيلي -عنيف- على شمال غزة، ووزير الدف
...
-
الشيوخ الأمريكي يرفض بأغلبية ساحقة وقف مبيعات أسلحة لإسرائيل
...
-
غلق أشهر مطعم في مصر
المزيد.....
-
-فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2
/ نايف سلوم
-
فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا
...
/ زهير الخويلدي
-
الكونية والعدالة وسياسة الهوية
/ زهير الخويلدي
-
فصل من كتاب حرية التعبير...
/ عبدالرزاق دحنون
-
الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية
...
/ محمود الصباغ
-
تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد
/ غازي الصوراني
-
قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل
/ كاظم حبيب
-
قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن
/ محمد الأزرقي
-
آليات توجيه الرأي العام
/ زهير الخويلدي
-
قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج
...
/ محمد الأزرقي
المزيد.....
|