أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - القرآن محاولة لقراءة مغايرة 28














المزيد.....


القرآن محاولة لقراءة مغايرة 28


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 7173 - 2022 / 2 / 25 - 16:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


وَبَشِّرِ الَّذينَ آمَنوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ أَنَّ لَهُم جَنّاتٍ تَجري مِن تَحتِهَا الأَنهارُ كُلَّما رُزِقوا مِنها مِن ثَمَرَةٍ رِّزقًا قالوا هاذَا الَّذي رُزِقنا مِن قَبلُ وَأُتوا بِهِي مُتَشابِهًا وَّلَهُم فيها أَزواجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَّهُم فيها خالِدونَ (2/25)
هذه البشارة، وإن كانت من تأملات مؤلف القرآن وتصوراته، وبقطع النظر عن كل من مصداق (الإيمان) و(العمل الصالح)، فهي موافقة من حيث المبدأ لأساس العدل الإلهي من حيث استحقاق من يؤمن ويقترن إيمانه بالعمل الصالح، لثواب الله في الحياة الأخرى. طبعا الذي يعنيه القرآن بمفردة (الذين آمنوا) هم (الذين آمنوا بالإسلام)، وهنا تكمن المشكلة، حيث يكون أول انتقاص من أساس العدل الإلهي. وأما مصطلح (العمل الصالح) قرآنيا فهو الآخر مقوَّم مدى صلاحه بمقدار انطباقه على معايير الإسلام للصلاح. ولكن معايير الإسلام، ومعايير الدين عموما، منها ما تلتقي مع معايير الفلسفة الأخلاقية، وهنا لا شك أن يكون المتحلي بالأخلاق الإنسانية مستحقا للثواب بمقدار درجة تحليه بها، والمعني هنا الأخلاق العامة، أو الأخلاق بمعايير العقل الأخلاقي، أي العقل المُحسِّن للحسن والمُقبِّح للقبيح، وليست الأخلاق الدينية التي تشمل السلوك الشخصي المحض في كثير من مفرداتها. ولكن حتى في هذا الجانب من الأخلاق هناك ثمة مشتركات بين أخلاق الدين وأخلاق العقل الأخلاقي، كالزهد، وعدم الإفراط، والتواضع، والعطاء، وغيرها، أما الأمور الشخصية المحضة التي لا تضر ولا تنفع أحدا، كأحكام الطعام وأحكام العلاقات الجنسية وغيرها، فالأخلاق الفلسفية غير معنية بها. والله حسب معايير العدل فلسفيا لا دينيا يثيب على العمل الصالح ذي البعد الاجتماعي، أي ذي التأثير على الآخر غير الفاعل للفعل الأخلاقي، بل المتوجه إليه ذلك الفعل، وعدل الله لا يدخل الإيمان شرطا للثواب. نعم يمكن ربما، مع التأكيد على (ربما) أن يكون الإيمان عاملا إضافيا للثواب، ولكن ليس شرطا له. ربما يكون الأمر أحيانا – ولا نقول في كل الأحوال – بالعكس تماما، بحيث يكون العمل الصالح غير المنطلق من الإيمان عاملا أكثر لاستحقاق الثواب، لأن فاعله لم يفعل الخير انتظارا للثواب، بل حبا لذات الخير.
نعم إذا فعل المؤمن بالله فعلا حسنا، بسبب حبه لذات فعل الخير، ولكن مقرونا بحب التقرب إلى الله لعلمه أن الله يحب فعل الخير وفاعله، دون أن يكون انتظار الثواب هو المحرك الأساس لفعل الخير، فمن غير شك يستحق مثل هذا الإنسان ثوابا لعمله الصالح، وثوابا لإيمانه وحبه لله. أما عن كيفية الثواب بقول (أَنَّ لَهُم جَنّاتٍ تَجري مِن تَحتِهَا الأَنهارُ كُلَّما رُزِقوا مِنها مِن ثَمَرَةٍ رِّزقًا قَالوا هاذَا الَّذي رُزِقنا مِن قَبلُ وَأُتوا بِهِ مُتَشابِهًا وَّلَهُم فيها أَزواجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُم فِيها خالِدونَ). فهذا من خيال الأنبياء، ولكن لا يبعد من ناحية الإمكان العقلي أن يكون الثواب في جانب منه مشابها لبعض الصور القرآنية، أو ما صورته سائر ما يسمى بالكتب المقدسة، بل قد يكون من العدل أن يعوض الله الإنسان الذي فاته الكثير مما كان يتحسر على التمتع به في الحياة الأخرى. والأزواج أو لنقل التمتع بلذة الممارسة الجنسية المقترن بسعادة ونشوة الحب، شيء جميل، بشرط التكافؤ في ذلك بين الجنسين. هذه الآية يمكن أن تفسر أنها تشمل الجنسين، ولكننا عندما نلحظ استخدامات القرآن لمفردة (زوج) أو (أزواج)، فهي تعني في الغالب الزوجة، أي المرأة. مع هذا يمكن القول أن ليس من دليل على عدم شمول هذه الآية للجنسين، ولكن معظم آيات القرآن عن متع الجنس في الحياة الأخرى، إنما تناغم غرائز الرجل دون المرأة، والتمييز محال على عدل الله، ويبرر بعض المفسرين ذلك إن الله لم يبشر المرأة المؤمنة بالمتع الجنسية في الحياة الأخرى، من أجل ألا يخدش حياءها. وهنا تكمن المشكلة في الثقافة الدينية عموما، وليست الإسلامية وحدها، في تعاطيها بمعايير مزدوجة فيما يتعلق بالمسألة الجنسية، فنجد تمييزا بين الرجل والمرأة، ولو إن التشريع الإسلامي على ما عليه أكثر مساواة في هذه المسألة بين الجنسين من الثقافة الشعبية بأعرافها وتقاليدها في المجتمعات الشرقية، ولو إن الدراسة الشاملة للقرآن توصلنا إلى أن الله بالصورة القرآنية متحيز كليا للرجل، بل لديه مشكلة مع المرأة، وهذا ما فصلته في كتابي «مشكلة الله القرآني مع المرأة». فليس من مبرر معقول يجعل الكلام عن المتع الجنسية للرجل غير خادشة للحياء، بينما الكلام عنها بالنسبة للمرأة يكون خادشا له.



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 27
- النص المُؤسِّس وتأويلاته في الاسلام
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 26
- الإطار التنسيقي وسادوس مبادرته الفذة
- بين الأغلبية الصدرية والتوافقية الإطارية ورؤيتنا للتغيير
- المراحل الأربع لتصحيح الديمقراطية في العراق
- رسالة مفتوحة إلى أصدقائي الشيوعيين
- رأي في الانتخابات يجب أن يقال ويجب أن يسمع
- انتخابات 2021 ومعالجات دستور دولة المواطنة
- حل الحشد الشعبي مطلب وطني ذو أولوية
- انتفاضة الأهوازيين وعموم الشعب الإيراني
- تصحيح مسار الديمقراطية في العراق 2/2
- تصحيح مسار الديمقراطية في العراق 1/2
- وقفات عند لقاء المالكي الأخير على العراقية 2/2
- وقفات عند لقاء المالكي الأخير على العراقية 1/2
- مع جريدة المستقبل حول خلافة السيستاني 3/3
- مع جريدة المستقبل حول خلافة السيستاني 2/3
- مع جريدة المستقبل حول خلافة السيستاني 1/3
- كوكب الأرض مهدد بالفناء بالسلاح النووي
- العلمانية واللادينية مواطن الالتقاء والافتراق 3/3


المزيد.....




- شاهد: لحظة إطلاق سراح الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود وتسليمه ...
- تسليم الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يو ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر الصناعي النايل سات وال ...
- مستعمرون يقطعون أشجار زيتون غرب سلفيت
- تسليم رهينتين في خان يونس.. ونشر فيديو ليهود وموزيس
- بالفيديو.. تسليم أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يونس
- الصليب الأحمر يتسلم المحتجزين الإسرائيليين أربيل يهود وجادي ...
- القناة 13 العبرية: وصول الاسيرين يهود وموسيس الى نقطة التسلي ...
- الكنائس المصرية تصدر بيانا بعد حديث السيسي عن تهجير الفلسطين ...
- وصول المحتجزين الإسرائيليين أربيل يهود وغادي موزيس إلى خان ي ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - القرآن محاولة لقراءة مغايرة 28