أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ملداء نصره - أوكرانيا.. مقبرة الهيمنة الأمريكية














المزيد.....

أوكرانيا.. مقبرة الهيمنة الأمريكية


ملداء نصره

الحوار المتمدن-العدد: 7173 - 2022 / 2 / 25 - 12:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كما خرجت الولايات المتحدة الأمريكية من أوحال أفغانستان وفيتنام والعراق وبنما ستخرج من أوحال أوكرانيا.. لكن الفارق هذه المرة أن تراب الخيبة وما امتزج به من وسخ الأطماع سيثقل كاهلها ولن تجد العكاكيز الأوربية لكي تبلغ الضفة الأخرى من الهزيمة.
في تاريخ الحروب بما فيها آخر حرب كونية دخلت أمريكا متأخرة لكنها سرقت النصر على حساب الجيش الأحمر الروسي الذي أوقف المد الهتلري في ستالين غراد وطارده إلى باريس، وكانت أي أمريكا أكثر من استفاد من نتائج هزيمة دول المحور، وراحت منتشية تغزو دول العالم وتطيش يدها في موائد ثروات الشعوب.

هكذا هي أمريكا عرفناها دولة تسير عكس تيار شعاراتها.. ففي الوقت الذي نصبت فيه تمثال الحرية في نيويورك راحت لكي تنتهك حرية الشعوب الأخرى.. صادقت على الميثاق العالمي لحقوق الإنسان لكنها لم تصدق في احترام حقوق البلدان والشعوب التي انتهكتها بارجاتها وصواريخها وأسلحتها النووية والكيميائية.

هكذا هي أمريكا عرفناها في أفغانستان حينما تذرعت بمكافحة الإرهاب وخرجت دون مجرد إخطار لحلفائها هناك وتركتهم لكي يواجهوا مصيرهم مع الجماعات الإرهابية تاركة لهم من السلاح والعتاد ما يقض مضجع العالم.

عرفناها في العراق حينما اتخذت قراراً أحادياً بغزوه تحت مزاعم السلاح الكيميائي وإسقاط النظام الديكتاتوري هناك، غير أنها حولت هذا البلد العربي العزيز إلى أكبر مرتع للفوضى في العالم..

وهكذا وهكذا وهكذا عرفناها في فيتنام وفي كوبا وفانزويلا، حاشرة أنفها الأحدب في شؤون الغير ولم تحقق شيء أكثر من سخط تلك البلدان وشعوبهم على أمريكا دولةً وشعباً.

كما أنّ سمعتها آخر ما تفكر به فحين تنهزم لا تخجل ولا يشكل ذلك فارقاً في هيبتها كدولة كبيرة، وما أن تخرج من هزيمة مخزية حتى تدخل في أخرى أكثر خزياً وعاراً.
وهذا ما نشاهده ونلمسه اليوم في تصعيدها السياسي والإعلامي في أوكرانيا.
وهذا يعود لأمرين أولهما بأنّ لا رادع أممي يحاسب أمريكا على أخطائها وممارساتها الشيطانية، والأمر الآخر يتعلق بشخصية هذه الدولة غير المستندة على إرث تاريخي وحضاري بوصفها دولة طارئة.

حتى أمريكا بوجهها الديمقراطي دولة ديكتاتورية تحصر حق شعبها السياسي بين حزبين لا ثالث لهما فإما جمهوريون رعناء أو ديمقراطيون أغبياء.. وماذا قدمت للشعب الأمريكي أكثر من حماقة تجره من حرب إلى حرب إلى حرب،، وأكبر همومه تأمين وجبة برجر وكنتاكي أو الحصول على بطاقة الضمان الاجتماعي.

أمريكا التي تنتج ١٥ مليون برميل نفط يومياً وتعد أكبر منتج للنفط في العالم تستطيع أن تصنع تنمية للعالم أجمع، لكنها تتقزم أمام الصين بوصفها أكبر دولة مستوردة للنفط وتسعى من خلال مبادرة الحزم والطريق أن تصنع استقراراً اقتصادياً عالمياً وتساعد شعوب العالم على النهوض. وهنا يكمن الفرق بين دولة كالصين تسعى لأن تخلق فرص اقتصادية وتنموية في معظم دول العالم وتنتهج سياسة تصالحية ودية مع الجميع، وبين أمريكا كدولة تفنجل عينيها على ثروات الشعوب الأخرى ولا تعدم الحيل لغزوها تحت شعارات مختلفة.

ولا يمكن أن نضع أمريكا في مقارنة مع روسيا لأن البون شاسع بين دولة اشتراكية تضع مصلحة شعبها وما يتطلبه من مساواة وعدالة اجتماعية واستقرار معيشي أول أولوياتها.. وبين دولة إمبرياليةٍ تكذب على شعبها بشعارات الأمن القومي الأمريكي، وغير ذلك من الهرطقات التي تعبر من خلالها إلى غزو الشعوب وآخر ما تفكر به شؤونها الداخلية.

اليوم وبعد ثلاثة عقود من انهيار الاتحاد السوفييتي ينتفض الدب الروسي في وجه هذه السياسة الأمريكية معلناً انتهاء الهيمنة وكل المؤشرات تقول أن كييف هي البداية.
ولهذه الوقفة ما بعدها فإما أن تدخل أمريكا وأذيالها الأوربيين هذه الحرب وستجد أعتى أسلحة في العالم، براً وبحراً وجواً من راجمات صواريخ ومدافع ذاتية الحركة ودبابات وطيران في انتظارها أو أنها ستتلكأ فتفقد ما تبقى من ماء وجهها، إن كان لذلك من بقية أصلا.

ولعل ما كشفت عنه هذه البداية العسكرية الخاطفة والصادمة للأوربيين والأمريكان في أوكرانيا أنّ ما يسمى بالاتحاد الأوروبي ليس أكثر من ذيول ملتصقة بالمؤخرة الأمريكية، وهذه الذيول لها ذيول عربية ليس لها وظيفة سوى تلميع قبح السياسات الأمريكية والأوروبية إعلامياً.. ظهر ذلك جلياً في لهجة القنوات الإعلامية الناطقة بالعربية وهي تطلق مصطلح (العدوان والهجوم الروسي) .. دونما خجل من العدوان العربي على العرب، أو العدوان الأمريكي على العراق، والعدوان التركي على سوريا !!!!..

هذا الإعلام الساذج يقفز على حقيقة استماتة أمريكا وأوروبا على ضم أوكرانيا لحلف الناتو وتشكيل تهديد عسكري حقيقي على البوابة الغربية لروسيا، من خلال إنشاء قاعدة عسكرية تهدد الأمن القومي الروسي، وزرع قنبلة نووية موقوتة في هذه المنطقة.. وبالتالي كان طبيعياً أن تتنبأ روسيا لهذه المخاطر وتنزع فتيلها، وهذا يتنافى مع مزاعم الغزو الروسي لأوكرانيا.

والخلاصة أن النباح الأوروبي والأمريكي خلف القافلة الروسية لن يجدي نفعاً حتى في شكله الاقتصادي من خلال العقوبات الاقتصادية المزعومة لأنه تهديد بلا أنياب فروسيا اليوم أقوى اقتصادياً وهم أول من يتضرر من إغلاق حنفية الغاز الروسي، فضلاً عن الحلفاء الاقتصاديين وأولهم الصين بوصفها ثاني أقوى اقتصاد في العالم، وكل المؤشرات تقول أن أوكرانيا ستكون مقبرة الهيمنة الأمريكية.



#ملداء_نصره (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نوال السعداوي وإرهابهم الفكري
- بين الحرب و الحب
- كائنات مرعبة في سراديب الخوف !..
- تمثال من طين
- الجحيم العربي
- فقاعات الحياة
- كيفَ ألومكَ ؟! ..
- تعالَ
- هذيان النصر لكن إلى أين يا سوريا...!؟
- لِمَن ينتمي ؟!
- مرآة الدم
- هواجس مُبَعثَرة
- ربيع قبائل العرب...!؟
- فضيلة الحوار الغائبة....؟
- نصف كلمة عن طحالب الثورات
- الإعلام الرخيص فوق أشلاء السوريين
- شهامة العكيد سامر المصري
- حنين
- أغمض عينيك
- مقال _ فعل الشرف الحق...!؟


المزيد.....




- حصريا لـCNN.. وزير خارجية إيران يرد على التقرير عن -مؤامرة ا ...
- أم غزيّة: كلب بوليسي برفقة الجيش الإسرائيلي نهش جسد ابني الم ...
- ماكرون يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزة خلال اتصالات مع ق ...
- أوستن: الرصيف المؤقت في غزة سيتوقف قريبا عن العمل
- الشرق الأوسط وأوكرانيا.. مواقف مرشح ترامب لمنصب نائب الرئيس ...
- -إظهار الحكمة فقط قد ينقذ الكوكب-.. روسيا تحذر من انضمام أوك ...
- تحليل لـCNN: لماذا تنظر أوروبا بقلق إلى جيمس فانس نائب ترامب ...
- وول ستريت: إسرائيل استخدمت 8 قنابل ضخمة في محاولتها قتل محمد ...
- نجل ترامب يطرح السؤال الأخطر بشأن إطلاق النار على والده
- بايدن يوضح سبب -تردده- بشأن اتخاذ قرار الانسحاب من السباق ال ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ملداء نصره - أوكرانيا.. مقبرة الهيمنة الأمريكية