أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد هالي - القحط














المزيد.....

القحط


محمد هالي

الحوار المتمدن-العدد: 7173 - 2022 / 2 / 25 - 03:20
المحور: الادب والفن
    



توجه الى السوق لبيع قطيع أغنامه و الذي يتكون من ست نعاج و خروف، بعد الحاح من زوحته، هو الذي نط في إحدى القنوات الصحافية وصرح بإن حيواناته هذه أعز لديه من أبنائه لم يسمع له أحدا من المسؤولين بل ظل رنينه يتردد على مسامع المتفرجين العابثين بالمتعة، دون اعتبار لأي صوت او أي صورة مرت من هناك و انتهى أمره، أما هو في ظروف النسيان هذه قرر أن يفعل فعلته هذه أن يتخلى عن كائناته التي ألفها و ألفت الزريبة أن تحتضنهم دائما، فأصواتهم يحدث طربا في الخيمة كلها، لا يمكن تصور خيمة بدون ثغاء، قرر بالفعل أن يدلف السوق بهذه المغامرة الشنعاء، فطوم زوجته بكت من كثرة الألم و هي ترى أغنامها تتكبل قوائمها فوق عربة مهترئة تجرهم الى أمكنه بعيدة ربما الى قرى أفضل من قريتهم هذه، لعلهم يضفرون بنوع من العيش، أما هو و زوجته المكلومة لم يبق لهما ما يقدمونه من كلأ و شعير مادام هناك قحط شديد يجفف كل شيء حتى الغذاء اليومي لم يجدوا له ما يكفي من النقود لتغطية حوائجه، فطوم بكت بعدما بدت لها العربة تختفي في تربة قافرة من النبات حمراء اللون الا شجرة العرعار تبدو صامدة أمام أشعة الشمس التي لم تنقطع هذا العام، اختفت وراءها العربة تاركة خطوطا في الطريق بواسطة عجلات العربة و قوائم الحمار الأسود المتعب هو الآخر من العوز الشديد الذي أصاب كل شيء، غاب زوجها وقتا طويلا سرعان مابدت العربة عائدة مخلفة وراءها ظل الشجرة المائل على الطريق و غبار الأتربة المتطايرة تزينها أشعة الشمس وسط النهار، و هي تميل يمنة و يسارا و هي تقترب من الخيمة، وقفت متشمرة في مكانها تحت ظل حائط الحجرة الموالية للطريق، يا للمفاجأة شاهدت أغنامها قد عادت بكاملها الا الخروف قد اختفى من مكانه، لم تعرف كيف تجاري زوجها المتعب من أعباء الطريق ظلت صامتة شاردة في همومها الا أن فاجأها زوجها باقتراحاته الجديدة و التي فكر فيها أثناء أعباء الطريق التي تجففها حرارة الشمس المنبعثة طيلة اليوم: اسمعي، لقد بعت الخروف بأقل من ثمنه أما النعاج فهي لم تأت بأي ثمن يناسب تعبنا و كدنا الذي قمنا به طيلة هذا الوقت و نحن نقوم برعايتها، لقد أحضرت بعض الكيلوغرامات من اللوبياء و العدس، و مادمنا لم نستطع توفير الطعام لهذه الخراف، سأذبخهم جميعا، و سنجعل من لحمهم قديدا و عليك أن تقطعيهم تقطيعا يناسب ذلك و قد أحضرت لك أكياسا كثيرة من الملح، انت تعرفين كيفية القيام بذلك، عليك فقط أن تضعي الحبال بين الكرمتين ابعديهم كثيرا عن كلبنا و القطط، و سنحاول أن نساير هذا القحط بضمان على الأقل قوتنا اليومي الى أن تتبدل الأحوال من السيء الى الأحسن في الشهور القادمة، أما إذا تحولت الى الأسوأ فهذا أمر يحتاج الى يقظة شعب، و يقظة دولة لكي لا تتجه الأمور الى ما لا يحمد عقباها.
وضعت يديها على رأسها، أومأت له أنها موافقة، و نهضت تجر أحزانها و اتجهت للعربة تساعد زوجها في إزالة الحبال من قوائم النعاج التي أضناها العطش الشديد.



#محمد_هالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة لنص قصصي-الحاف- للقاصة الزهراء وزيك
- قراءة لقصيدة خلود برهان
- قراءة لقصيدة -تعالى- لروضة الدخيل
- تمردات على عصر التمرد
- فلسطين هي فلسطين
- قضية شعب
- لكل شهداء القضية، فالحياة باقية
- الى رفيقي حميد المصباحي من أجل هذا الدرس
- انطباع على هامش مقال لسليمان الريسوني بوتفليقات الاتحاد المغ ...
- لا لمحاكم التفتيش
- ما هذا الوضع السيئ؟
- لا و ألف لا
- تامنصورت: بين الوعود المنمقة، و الانتظارات الطويلة
- يتيم البحر
- عربدة على هموم باقية
- سفر الى حيث أنا باق
- عام يمضي عام قادم
- سمسرة
- ما وقعي..؟
- من هذا الخيال


المزيد.....




- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...
- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...
- محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
- فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م ...
- ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي ...
- القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد هالي - القحط