قناع الفرطوسى

عصام البغدادي

الحوار المتمدن-العدد: 493 - 2003 / 5 / 20 - 05:49
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

تتناقل الاخبار انباء عن معالم سلوك لا يختلف عن الديكتاتورية بشئ فمحاولة ارغام الطالبات  في جامعة البصرة على ارتداء الزى الاسلامي تحت التهديد هو امر منبوذ مادام الانسان قادرا وحرا على الاختيار . ان هذا النهج يدل بلا ادنى شك على الاهداف التى تكمن وراءه وان محاولة فئة ما ان تفرض فلسفتا ونهجها واهدافه السرية  انما سيكون  ويجب ان يكون مرفوضا من كل الاصوات الشريفة الوطنية التى تنادي بديمقراطية حقيقية وبسلوك متحضر ومتمدن.
 والعراق  بحاجة ماسة الى دولة علمانية حديثة تأخذ على عاتقها بناء حياة عصرية جيدة في مختلف اوجه المجالات وبحاجة ماسة الى دور المرأة الايجابى بجوار الرجل وهي بحاجة الى بدلة العمل وخوذة الامان لتقف مهندسة وطبيبة ومعلمة لاداء دورها في اعداد الجيل القادم لا العمل على تحجيم دورها والحجر عليها في الدار والتظر اليها نظرة متخلفة.
ان الدعوة الى مهاجمة دور العرض السينمائى ومصانع الخمور التى يديريها المسيحين  وتعتاش منها عوائل انما هو ضرب من التطرف الديني الذى سيقود العراق الى شكل اخر من اشكال الجحيم الذى وضعنا صدام بداخله سنوات طويلة ومايزال لهيب نيرانه يلسعنا.
ومن مثل هذه الامور تبدا المشاكل وتبدا اشكال الردة الرجعية للعودة الى الوراء واستهلاك وهدر الزمن بعد ان اهدر النظام السابق ثلاثة عقود من عمرنا خسرناها على حساب التطور مما اظهر بعض الدول التى كان العراق متقدما عليها تبدو وهي سابقة للعراق ومثال ذلك الاردن. 
الحقيقة المرة ان العراق لايملك ارث ديمقراطيا وسوف نحتاج الى زمن طويل لفهم الديمقراطية فهما تربويا سليما ونعيد بناء المجتمع واعداد الجيل القادم للسير بنورها . ان امتلاك السلاح لايعنى البتة الحق ان يكون لكل من يحمله بفرض معتقداته واراءه كما يشاء هو او مجموعته والا اضطرت  الاطراف الاخرى ايضا الى استخدامه  دفاعا عن معتقداتها وبالتالى يقود الى الاصطدام المباشر والدموى.
و لانريد ان تكون دعوات الفرطوسي وطائفته  سببا كما كانت "الكلاشنكوف والمخدرات" عندما راح المتاجرين بهما يسوقناهما للشباب في لبنان في اوائل السبعينات لتبدا بعدها الحرب الاهلية الضروس .
 اقول وانا واثق ان الشعب العراقي قادر على كشف كل الاقنعة مهما كانت وعلى كشف المستور تحت عباءات الدين  مهما كان نوع وحجم ذلك المستور. 

مع التحيات للجميع

عصام البغدادي-مدير تحرير موقع السيدة العراقية 

#عصام_البغدادي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات