أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عثمان بوتات - تساؤلات حول الوجود الإنساني














المزيد.....

تساؤلات حول الوجود الإنساني


عثمان بوتات

الحوار المتمدن-العدد: 7170 - 2022 / 2 / 22 - 18:43
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


من منطلق غائي يطرح السؤال الأنطولوجي نفسه على شكل؛ ما الغاية الوجودية للإنسان؟
كمنطلق لمحاولة الإجابة عن هذا السؤال يمكننا صياغة سؤال آخر؛ ما الذي يميزنا كإنسانية عن باقي الأشياء والكائنات؟

بعد تأملٍ بهذه الأشياء والكائنات، يمكننا الإختلاف حول؛ هل لها غاية غير جوهرية، أي غاية يفرضها استعمالنا لها ( كما نفرض على الكرسي غايته التي هي الجلوس عليه )؟ أم لها غاية جوهرية منفصلة عن استعمالنا لها؟ أم غاية نسبية؟
في المقابل يمكننا الالتقاء في كون لهذه الأشياء-الكائنات غاية. ومنه فنحن نحسم أنّ ماهيتها ( غايتها ) سابقة على وجودها. كيف ذلك؟ قبل أن يصنع النجار الكرسي الذي نجلس عليه فقد رسم سابقاً بذهنه ماهيته-غايته؛ وهي الجلوس عليه. وبه فهوية هذا الكرسي سابقة على وجوده. وهذه الغاية -التي في المثال- مايمكن اعتبارها غاية غير جوهرية؛ عكس، مثلاً، غاية الحيوانات في الطبيعة، أو بذرة ستصبح شجرة في الطبيعة.. التي تكون غايتها جوهرية في الغالب، وليست كذلك أحياناً؛ لأنه من الممكن للإنسان أن يجعل من غايتها غير جوهرية. لكن عامةً، ومن أجل أن موضوع؛ غاية الأشياء بالطبيعة؟ ليس موضوعنا، أو ما يقلقنا الآن، سنقف عند هذا الحد. وننطلق من معطى أن لها غاية فحسب. ومن تم نربط أن كوننا بشر، فنحن جزء لا يمكن تجزئته عن هذه الكائنات-الأشياء، ونستخلص أن هويتنا كبشر يتم تكوينها سابقاً، خارج إرادتنا. فنحن لا نختار نوعية الأجساد التي نولد بها، ولا متى نولد، ولا أين نولد، ولا كيف نولد! فمتى إذن ننفصل عن بشريتنا ونصير إنسانية؟ متى يوجد الإنسان؟

يمكننا الإجابة عن هذا من خلال الكوجيطو الديكارتي " أنا أفكر إذن أنا موجود "؛ أذن إنه التفكير، ما يحيلنا على أنه العقل، أو الوعي بأننا ذات مفكرة. إذن فالإنسان يوجد حين يكون ذات مفكرة، واعية، وحرة، لا ذات خاضعة -بشرية-.
وبهذا سنعود لسياقنا الأنطولوجي الذي طرحنا فيه سابقاً سؤال؛ ما الذي يميزنا كإنسانية عن باقي الأشياء والكائنات؟ ونجد أنه سؤال يحتوي بحد ذاته على الجواب: أننا إنسانية. كيف ذلك؟
إن كون الفرد إنسان يثبت في الوقت ذاته أنه يفكر بحرية، وواعي بذاته، وكل ما يتم التفكير فيه بغاية بشرية، وتخدم الجسد، واللاشعور؛ فهي لا تُعَد مع نوعية الفكر الذي نتحدث عنه.

بعد هذه الحالة الشاذة عن الطبيعة، ومعها بالذات، يمكننا التساؤل؛ هل لا تزال الهوية سابقة على الوجود؟ يجيب ج. ب. سارتر عن هذا؛ بقطعاً لا.
إنّ الإنسان هو الحالة الوحيدة التي يجد فيها نفسه موضوعاً في هذا الوجود، ووجوده سابق على ماهيته. وذلك بكون الإنسان هو ذات حرّة، ومحكومٌ عليه بهذه الحرية، أي أنه مفروض عليه بحرية تشكيل هويته بنفسه وما سيكون عليه.

وبهذا نوجز، إلى أن السؤال الذي طرحنا من قبل؛ ما الغاية الوجودية للإنسان؟ هو سؤال مغلوط. وما يجب التساؤل عنه حقاً هو؛ كيف نصنع هذه الغاية؟



#عثمان_بوتات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعدد مفاهيم الحب بين اللاشعوري والإختياري
- العنصرية الإنسانية
- الواقع بأذهاننا
- سيكولوجية المجتمع بين للتناقض والتناغم


المزيد.....




- مشهد يحبس الأنفاس.. مغامر يتسلق جدارًا صخريًا حادًا بسويسرا ...
- وسط التصعيد الأوكراني والتحذير من الرد الروسي.. ترامب يختار ...
- انخفاض أعدادها ينذر بالخطر.. الزرافة في قائمة الأنواع مهددة ...
- هوكستين في تل أبيب.. هل بات وقف إطلاق النار قريبا في لبنان؟ ...
- حرس الحدود السعودي يحبط محاولة تهريب نحو طن حشيش و103 أطنان ...
- زاخاروفا: الغرب يريد تصعيد النزاع على جثث الأوكرانيين
- صاروخ روسي يدمر جسرا عائما للقوات الأوكرانية على محور كراسني ...
- عشرات القتلى في قصف إسرائيلي -عنيف- على شمال غزة، ووزير الدف ...
- الشيوخ الأمريكي يرفض بأغلبية ساحقة وقف مبيعات أسلحة لإسرائيل ...
- غلق أشهر مطعم في مصر


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عثمان بوتات - تساؤلات حول الوجود الإنساني