أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد المصباحي - 119 الإسلام والحضارات














المزيد.....

119 الإسلام والحضارات


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 7167 - 2022 / 2 / 19 - 23:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    




وصل الإسلام إلى كل القارات، بل الحضارات، ولنميز بينهم من خلال الطرق التي وصل إليهم بها، فما كان حصيلة تفاعل ثقافي واقتناع فردي تحول إلى جمعي، يختلف عما فرض بالغزو والجزية، فاعتنقه الناس عادة أو خوفا وتجنبا لإرهاقهم بجزية تفرض عليهم دون باقي المسلمين، وبذلك، اختلف إسلام القناعة عن إسلام الخضوع والإكراه، لكن هناك عامل آخر، له تأثيره البليغ، وهو طبيعة الحضارة التي كانت سابقة عليه في تلك المجتمعات والحضارات، فالذين عرفوا الفكر وخبروه، عقلنوا الإسلام لاستيعاب أبعاده الأخلاقية، فجعلوا في العرفان سموا بالروح ليستأنفوا ديانات الشرق الحكمية به، كما عاشها زراديشت وبوذا وكونفشيوس، فبحثوا عن النبي في أنفسهم مستحضرين تجاربه الروحية لا القتالية ولا حتى الطقوسية، فكان إسلامهم زهديا في أبعاده، طهروا به ذواتهم فجعلوا الذات طهرانية لتتقدس فتكون جديرة بأن يزورها الله أو يقترب منها روحا لروح، هنا كانت بهجتهم واحتفاؤهم بروحانية الإسلام، التي عزلوها عن الغزو والتمكن وكل قيم الصراعات والانتصارات العنيفة، فشكلوا جماعات الله ولم يعنفوا ولم يهددوا، بل دفعوا الناس للإنصات إلى ذواتهم بعيدا عن أي إكراه أو وعظ تخويفي أو إغراء شهوي حسي أو ما فوق حسي، أما ذوا العقول، فجعل الإسلام مدركا عقليا بغاياته الأخلاقية، فاعتبروا ما يصدر عن الله، يمر ضرورة من عقل فعال، هو المفيد بما عظم فهمه تدبرا، فكان هذا العقل الكوني موجها لعقول بشرية تأهلت بجهدها وتفانت تأملا لتصله حيث عالم الغيب فيه متاح لأهله ممن اتسعت رؤاهم فطالت عالما ليس لغيرهم يرى أو يدرك إلا تشبيها أو لغة وتواترا وحتى تقليدا، أما الفئة الثالثة وهم الكثر جماعات واتجاهات، فلم يجدوا في الإسلام إلا طقوس العبادة وعنف إكراه الناس على الإيمان بأجسادهم لأنهم لا يملكون غيرها، فحولوا الدين لدين في أعناق الناس يلوونها به ويشدونها غلظة وتشريعا كأنهم على الشرائع أوصياء، وهم بما هم كانوا، حيث لم يعرفوا قبل الإسلام إلا قيم الغزو والتهجم التي أورثتها لهم قساوة جغرافيتهم، وشح أراضيهم، ومن احتكم لغير ما أرادوا هجروه بالقوة وطردوه خارج مجالهم، فكان لهؤلاء إسلام البداوة معه تطبعوا ولم يسمحوا بتمدينه إلا لماما، فظهر مجتهدوهم على غير اجتهادات غيرهم، وما يزالون بقوة مالهم يفرضون ما يعتقدون أنه الإسلام الحق مختلفين عمن سواهم من المسلمين، والحق أن المسلم يتأثر بالحضارة التي كانت سابقة على إسلامه، بل لنقل أنه يكيف جماعيا وفرديا الإسلام مع طبيعته الحضارية التي زمنيا لا يمكن تجاهل فعلها وتأثيرها الغير مصرح به، والأمثلة على ذلك كثيرة، فمثلا، ما الذي شد بلاد فارس للإسلام الشيعي؟
أليست العقلانية العرفانية متأثرة بحكمة تهب الحكيم مكانة بحكمه وأقواله، فلا عجب أن يعجبوا ببلاغة علي وحكمته ويجدوا فيه من حكم زراديشت ما استهواهم به، فاعتقوا الإسلام الذي كان هو المؤول لحكمه دون غيره من الصحابة، الذين لم يتجرأ أحد على جداله، حتى قيل أن الحكمة هي النبوة بمحمد، وعلي بابها، وما يزالون يعتبرون الباب هو حاجب الإمام، سواء كان حاضرا أو غائبا محجوبا، أما الدول السنية فقد رأت في التوارت مقياسا للصحة حتى تتفادى إكراه الفكر، فقبلت بما صح تواتره حتى إن كان العقل رافضا له، وبينهما اتجاهات أخرى، كالعلوية والصابئة وعنف الخوارج وحوارية المعتزلة والمهدوية وصوفية الطرقية....



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عراق التاريخ والسياسة
- الوحي المحمدي
- lمفارقات الإسلام
- الوحي والتراث
- الوعي والوحي
- الحزبية الإسلامية
- كتابة الرواية
- اتحاد كتاب المغرب.الحلقة٩
- اتحاد كتاب المغرب الحلقة ٨
- اتحاد كتاب المغرب.الحلقة٧
- اتحاد كتاب المغرب.الحلقة ٦
- التعليم في المغرب
- اتحاد كتاب المغرب الحلقة ٥
- اتحاد كتاب المغرب الحلقة ٤
- الشهوة الملعون.قراءة في كتاب بالفرنسية
- التعليم بين الوطني والرهانات الدولية
- العلوم والترجمة العربية
- اللغة والتعريب في المغرب
- الإخوان المسلمون
- اتحاد كتاب المغرب_المؤتمر 19_الحلقة03


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف موقع حيوي في إيلات ...
- حرب غزة: قرار إلزام اليهود المتشددين بأداء الخدمة العسكرية ي ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تضرب هدفاً حيوياً للاحتلال في إ ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن استهداف موقع حيوي في إيل ...
- إلى جانب الكنائس..مساجد ومقاهٍ وغيرها تفتح أبوابها لطلاب الث ...
- بعد قرار المحكمة العليا تجنيد الحريديم .. يهودي متشدد: إذا س ...
- أمين سر الفاتيكان: لبنان يجب أن يبقى نموذج تعايش ووحدة في ظل ...
- الكنائس المصرية تفتح أبوابها للطلاب بسبب انقطاع الكهرباء
- صورة جديدة لسيف الإسلام معمر القذافي تثير ضجة في ليبيا
- إسرائيل: المحكمة العليا تلزم الحكومة بتجنيد طلبة المدارس الي ...


المزيد.....

- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد المصباحي - 119 الإسلام والحضارات