أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عماد عبد اللطيف سالم - الإقتصاد العراقي بين دولار-غريشام-و دينار-الكِفاح-المجيد














المزيد.....


الإقتصاد العراقي بين دولار-غريشام-و دينار-الكِفاح-المجيد


عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث

(Imad A.salim)


الحوار المتمدن-العدد: 7167 - 2022 / 2 / 19 - 13:19
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


الدينار العراقي .. كأيّ عُملة .. يتأرجَحُ بين الزينة و الحقيقة، و بين الوفرة و العُسْرَة، وبين القوّةِ والضَعف.
تتقَلّبُ قيمتهُ بين دينارٍ"فائق القوّة"، مع نفطٍ بـ 36 دولاراً للبرميل في نهاية السبعينيات من القرن الفائت .. إلى دينارٍ"هزيل"، مع نفطٍ بـ 93 دولاراً الآن .
(بطبيعة الحال أنّ سعرَ البرميل آنذاك ، يتمُّ تعديل"قيمته" من خلال ما يُعرَف بـ "تَعادُل القوّة الشرائية" للدولار آنذاك، مقابلَ"قيمتهِ"الآن).
مع ذلك.. سيبقى شكلُ العُملة، ودورها، ووظيفتها، ومحتواها، هو انعكاسٌ لطبيعة الحال.
لضعف أو"قوّة" الإقتصاد.
لتماسِك المجتمع، أو لانقسامه.. ولـ "وحدة"، أو"تشرذم" الناس.
و"أساساً"سيبقى ذلك إنعكاسُ للفوضى، أو للاستقرار(بأشكالهِ كافّة) في بلدٍ ما.
العملة الرديئة لا يُمكنُ أن تَطرُدَ العملةَ الجيّدة من السوق.
"الجَيّدُ" لا يُهزَمُ أمام الرديء، إلاّ لوقتٍ قصير، وفي غفلةٍ من التاريخ .. بعدها سيُطارِدُ "الجيِّدون" فيالق "الأنذال" ، ويدفعونهم إلى"الكهوف"التي جاءوا منها، ويدفنوهم مع "أدواتهم" و"دنانيرهم" و "وَرِقهم"هناك.
لا يُمكنُ لرديءٍ ..أبداً .. أن يطردَ الجيّدَ "من" السوق.
العملة الجيّدة، هي التي تطردُ العملة الرديئة .. "إلى" السوق .
سلاما أستاذنا الكبير(إبراهيم كبّة)، الذي قلبَ لنا قانون"غريشام"، وأظهرهُ لنا على حقيقته، ونحنُ في "ثاني كليّة" .. فقط .. لا غير .
سلاما صديقنا القديم (جون غريشام)، الذي لم يكن"إقتصاديّا"، بل كان "فيلسوفاً"، ولهذا جعل"قانون" العملة يقفُ على رأسه، وليس على قدميه.
سلاماً معالي الوزير علي عبد الأمير علاّوي، لأنّ "عراقة"الدينار العراقي(كما قوّته ، وكما ضعفه) لا علاقةَ لها بـ"عراقةِ" العائلة.. بل لأنّ الدينار العراقي(حالهُ حال الإقتصاد العراقي)، لا يقفُ الآنَ على رأسهِ ، ولا يدري أينَ رِجلَيه.
و طبعاً ، لا سلامَ لمن يعتَقِد أنّ "الإقتصادات" يمكن أن تتغيّر من خلالِ التلويحِ بالعَصا، أو بـ"الركوبِ على المكنسة"، أو بالضغطِ على"الزِرِّ"، أو برصاصةٍ من بندقيّة.
أعترِفُ لكَ هنا معالي السيد الوزير،بأنّك لا تتحمّلُ وزر ذلك وحدك(لأنّ هذا ليس إنصافاً)، وأنّنا جميعاً "شركاء" في هزيمتنا المدويّة، متعدّدة الأبعاد.
أعترِفُ لكَ هنا بأنّ فشلنا المزمن هو نتيجةٌ منطقيّة لسوء تدبيرنا، وقلّة حيلتنا، وهواننا على"الاخرين" .. وأيضاً لمحاولتنا إدارة شيءٍ إسمهُ"الإقتصاد".. في حين أنّ لاشيء لدينا في الحقيقة، إسمهُ "الإقتصاد".
لا يوجدُ في العراق"اقتصاد"، بل "بازار"، و "شورجة"، ودكاكين(مختلفةِ الأغراض)، وكلٌّ يزعَقُ فيها (على راحته) لترويج بضاعته.. فتختَلِطُ البضائعُ، وتختلِطُ الوجوهُ، وتختَلِطُ الأصوات، وتختَلِفُ"الأرباح"، وتختَلِفُ"الخسائر".
ما يحدثُ الآن هو أنّ بورصة" الكفاح" و"الحارثية"، أقوى وأكثرُ تأثيراً من السياسة النقدية للبنك المركزي العراقي.. وإنّ الناس تبني خياراتها وتصرّفاتها الإقتصاديةعلى توقّعات وتصريحات السياسيين، وليس على بيانات ومؤشرات و "مُوازَنات" وزارة المالية.
ما لدينا الآن هو .. لاشيء.
وقضيّتنا الرئيسة،هي كيفَ يُمكِنُ لنا أن نأتي بشيءٍ ما من هذا اللاشيء، بأقلِ كلفةٍ ممكنة، وبأقصر وقتٍ ممكن، لأنَ "الناس" فقدت قدرتها على الإحتمال، وقد تفقِدُ"رُشدها" في أيّ لحظة.
الإقتصادُ "رُشد" و "رشادة" وسلوكٌ "رشيد" وإدارةٌ "رشيدةٌ" للتصرّفاتِ والموارد.
الإقتصاد ليسَ"مُضاربة" بالمصائر.. غيرّ أنّ "السياسات" التي يتمُّ رسمها وتنفيذها على عجل، قد تقودُ سريعا إلى المضاربة بـ"دينارنا"، وبـ"دولارهم"(كما يحدثُ الآن).. وقد تقودُ لاحِقاً(وسريعاً) إلى المضاربة بـ"دمنا"، وهو ما يمكنُ أن يحدثَ أيضاً، في أيّةِ لحظة.
لا تنعدِمُ لدينا السياسات والحلول والوسائل.
لدينا منها الكثير.
فقط .. لا تَضَعوا "عربة"السياسة، أمامَ "حصان"الإقتصاد، واتركوا الإقتصاد لأهله، وتمتّعوا بـ"القيادة".



#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)       Imad_A.salim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإقتصاد.. اقتصاد.. وليسَ -فَزْعَة-
- شيءٌ من الرِكضِ وراءَ فُسحَةٍ للعَيْش
- الحربُ لنا والغزو.. لا سلامَ لنا.. لا شيء
- وقتٌ للخذلان .. وقتٌ لأنسى
- أنتِ التي يشبهُ وجهها الضوء
- عندما أحبّبْتُ لأوّل مرّة
- الملك فيصل الأوّل : البرنامج الحكومي 1932
- هذا هو العالَم
- أصدقاء الفيسبوك و ثواب سورة الفاتحة
- الحزام والطريق، والحرير، و-الإتّفاقيّة العراقيّة الصينيّة- ( ...
- الكائناتُ وما تستحِقّ
- ذلٌّ بارد .. ذلٌّ حار
- العراق: تاريخ الأقنعة والوجوه والجلود المدبوغة
- أمورٌ عاديّةٌ في بلدٍ غير عاديّ
- ضَعْ قدمَكَ على المجرفة .. وأبدأ بالردم
- سعاد حسني وأنا.. في هذه الحياة.. وفي حياة أخرى
- كازينو خام برنت
- أليسَ فينا رجلٌ رشيد ؟؟
- العراق الفقير وحزام الحرير
- دودٌ كثيرٌ و تاريخٌ مُلَفّقٌ و حريرٌ مغشوش


المزيد.....




- جوزيف عون: الإصلاحات الاقتصادية أساس بناء الدولة.. وحماية ال ...
- مصر تسجل رقمًا قياسيًا في صادرات الصناعات الغذائية خلال 2024 ...
- تقرير: انخفاض أسعار السلع في مدينة حلب السورية بعد انتهاء -س ...
- -وول ستريت جورنال-: رسوم ترامب الجمركية أغبى حرب تجارية في ا ...
- خبراء اقتصاد عن رسوم ترامب الجمركية: خرج المارد من القمقم
- ترامب يؤكد تعليق فرض الرسوم الجمركية على المكسيك لشهر
- “حكومة الجزائر” تصدر بيان هام لكل من يملك البطاقة الذهبية
- -أوبك+- تبقي على سياسة الإنتاج دون تغيير رغم دعوات ترامب
- الولايات المتحدة -كندا - الصين: ما هي التداعيات الاقتصادية ل ...
- قادة الاتحاد الأوروبي يردون على تهديات ترامب ويؤكدون استعداد ...


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عماد عبد اللطيف سالم - الإقتصاد العراقي بين دولار-غريشام-و دينار-الكِفاح-المجيد