|
الحكومة الطبقية والحرب الطبقية
جيمس كونولي
الحوار المتمدن-العدد: 7166 - 2022 / 2 / 18 - 12:03
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
جيمس كونولي، المناضل و الشهيد و الأهم المنظر الماركسي الايرلندي، نعم المنظر لأن نضاله كله كان قائما على أساس النظرية، النظرية الماركسية تحديداً، حيث أنه بالرغم من أن كونولي لم يكن لديه اتصال مباشر مع القادة الاخرين مثل لينين و روزا لوكسمبورغ و كارل ليبكنيخت و غيرهم، لكنه توصل الى نفس استنتاجاتهم الصحيحة، فقد نظر كونولي بفزع إلى خيانة قادة الاممية الثانية و تأييدهم للمذبحة الامبريالية المسماه بالحرب العالمية الاولى، و مثل لينين و تروتسكي ايضاً لم تكن لديه أي أوهام بامكانية أن تلعب البرجوازية أي دور تقدمي حيث انه قال “إذا قمت بإزالة الجيش الإنجليزي غداً ورفعت العلم الأخضر فوق قلعة دبلن، ما لم تكن قد شرعت في تنظيم الجمهورية الاشتراكية، فإن جهودك ستذهب سدى. ستظل إنجلترا تحكمك. ستحكمك من خلال رأسمالييها، من خلال مالكيها، من خلال مموليها، من خلال مجموعة كاملة من المؤسسات التجارية والفردية التي زرعتها في هذا البلد وسقيت بدموع أمهاتنا ودماء شهدائنا”.
حيث ان كونولي كان إلى جانب لينين و تروتسكي، قد فهم ان المسألة في البلدان المستعمرة و شبه المستعمرة تخطت مسأله كونها ثورة من اجل التحرر من الامبريالية فقط، بل أصبحت مرتبطة بقوة بتأسيس دكتاتورية البروليتاريا كقائدة للأمة التي تخضع للاستعمار، أي أن النضال ضد الامبريالية يتطلب نضالاً حاسماً ضد الرأسمالية فكما يقول تروتسكي في الفصل التاسع من كتابه “الثورة الدائمة”: ” تقول نظرية الثورة الدائمة، فيما يتعلق بالبلدان ذات التطور البرجوازي المتأخر وخاصة البلدان المستعمرة أو شبه المستعمرة، إن الحل الكامل الأصيل لمهام الديموقراطية والتحرر الوطني فيها لا يمكن أن يتم إلاّ من خلال دكتاتورية البروليتاريا بوصفها قائدة للأمة المخضعة، وبشكل خاص بوصفها قائدة لجماهيرها الفلاحية”.
هذا المقال هو ليس فقط شرح للحكومة الطبقية و الحرب الطبقية، بل هو أيضاً رد على العصب الستالينية و الاصلاحية اليوم، الذين منهم من يبحث عن “برجوازية تقدمية” ليتحالف معها، و من يبحث عن حل في ظل النظام الرأسمالي، و يوضح كونولي هنا أن الطبقة البرجوازية لديها الوعي الطبقي الذي لا يمتلكه العامل العادي، فهل ستقبل البرجوازية أن تساعد عدو يهدد وجودها؟ هذا هو السؤال الذي يجب طرحه، و كونولي قد أجاب عنه هنا و أيضاً بين كيف اننا كماركسيين لا نسعى إلى “خلق الصراع الطبقي”، فكيف نقوم بخلق شيئ وهو أساساً موجود؟، حيث أننا كماركسيين لا نسعى لإعادة اختراع العجلة، فنحن نحلل قوى الإنتاج في كل مرحلة من مراحل تطور التاريخ، و هذا ما بينه ماركس و انجلز في بداية البيان الشيوعي حينما قالا أنه إذا إستثنينا فترة الشيوعية البدائية فالصراع الطبقي هو أساس التاريخ.
هيئة تحرير موقع ماركسي
نشأ الانهيار الاقتصادي الحالي نتيجة لأزمة الرأسمالية التي بدأت في الولايات المتحدة الامريكية مما تسبب في إنفجار فقاعة الائتمان مما أدى الى أزمة مصرفية. ومع ذلك، إذا كنت تستمع أو تشاهد السياسيين البرجوازيين في RTÉ (راديو و تلفزيون أيرلندا) فإنهم سيصورون لك أن سبب وجود أزمة في أيرلندا يعود إلى العاملين في القطاع العام. ستضطر الطبقة العاملة الأيرلندية إلى دفع المليارات لدعم بنك “Allied Irish Bank”، بينما يراهن المضاربون على السندات الحكومية. يمثل كوين ولينيهان حكومة الطبقة السائدة التي تخوض حرباً من جانب واحد ضد الطبقة العاملة. كان كونولي سيتعرف عليهم بالضبط لما هم عليه.
يُتهم الاشتراكيون دائماً بمحاولة خلق شعور سيء، و خلق صراع طبقي، و “وضع طبقة ضد طبقة”. بالطبع، الحقيقة هي أننا نشير فقط إلى ما هو موجود بالفعل، ونحلل المؤسسات السياسية والصناعية التي نعيش في ظلها ونلاحظ بشكل نقدي القوى التي تنتجها في أي مرحلة معينة. النتيجة الضرورية لتحليلنا هي اكتشاف أن أساس المجتمع اليوم هو صراع بين طبقتين، مالك الارض والرأسمالي اللذان يمتلكان جميع وسائل الإنتاج، والطبقة المعدومة التي يُسمح لها باستخدام وسائل الحياة هذه وتشغيلها فقط عندما يكون ذلك مناسباً لراحة أو مصلحة أعضاء الطبقة الأخرى.
لا يمتلك العامل العادي معرفة واضحة و مُعللة عن هذا الأمر، لكن لديه إدراك خافت إلى حد ما، للحقيقة التي تولد في عقله ببطئ من خلال تجربته اليومية في النضال من أجل البقاء. إن أسياده المهتمون بإبقائه في هذا التخلف المعرفي الكبير، حريصون دائماً على الصراخ قائلين “رأس المال والعمل إخوة” و”لا للصراع بين الطبقات”. و هكذا فإن “رجل الشارع” المسلح فكرياً بهذه الطريقة، بالافكار الفاسدة الخاطئة الذي بشره بها مستغلوه، ينظر إلى الاشتراكي قائلاً: حسنًا، ربما يكون محقاً إلى حد ما، لكنه بالأحرى “متطرف”. نحن العمال الاشتراكيون الذين نعرف الحيل التي يتم بها خداع رفاقنا و إبقاؤهم خضاعين، نمتلئ بشعور الاشمئزاز، المختلط بالشفقة.
لقد أعلنا دائماً أنه على الرغم من أن العامل ليس واعياً طبقياً – أي لديه معرفة وفهم لخضوعه الطبقي وسببه، وبالتالي معرفة وفهم مصلحته الطبقية في الإطاحة بالمؤسسات التي تبقيه كذلك – فإن الأمر ليس كذلك مع المالك والرأسمالي. إنهم، كقاعدة عامة، واعون طبقياً تماماً، وفي جميع تدابيرهم لا يغيب عن بالهم المبدأ الأساسي للصراع الطبقي. بينما يظهر العامل العادي قدراً كبيراً من عدم الاهتمام بالسياسة، فإن الطبقة الأخرى قد قدّرت بدقة قيمتها الدقيقة ليس فقط لطبقتها بأكملها ، ولكن حتى لكل قسم من أقسامها. لذلك فإن كل الحكومات هي حكومات طبقية. وأن المحتالين من الطبقة الوسطى والأرستقراطية الذين يمسكون بزمام السلطة السياسية يعرفون ذلك بشكل كبير من خلال المقتطفات التالية من الخطب. هكذا قال اللورد روزبيري [1]، مخاطباً غرفة ولفرهامبتون التجارية:
كان واحداً من اولئك الذين استحقوا أعلى درجات الاحترام في الغرف التجارية. في المقام الأول، و الذين ركزوا، في المقام الأول على ان رأي الطبقة العظيمة والحاكمة – الطبقة التي حكمت بريطانيا العظمى في الماضي، والتي لم يكن مستعدًا للقول إنها لا تحكمها في الوقت الحاضر.
لكن الاشتراكي متطرف جداً. إنه يضع طبقة ضد طبقة.
قدم السيد ماكنيل قراراً في مجلس العموم يدين فيه تولي أعضاء من الحكومة مناصب في مجلس إدارة الشركة، ودعمه السيد سي. بانرمان. و هذا ما صرح به السيد بلفور [2] في رده:
أنا لا أزعم أنني أعرف أين استثمر السيد المحترم الورع أمواله، ولكن إذا استثمرها في أي شيء في هذا البلد، فنادراً ما يتم تمرير تشريع عبر هذا المجلس لا يؤثر على مصالحه بشكل مباشر أو غير مباشر.
لكن الاشتراكي متطرف جداً، فهو يتحدث عن الحكومة الرأسمالية.
ملاحظات [1]رئيس الوزراء الليبرالي البريطاني السابق.
[2] كان ارثر جيمس بلفور رئيس وزراء بريطانيا لحزب المحافظين في ذلك الوقت، قاد هنري كامبل بانرمان المعارضة الليبرالية قبل ان يخلف بلفور.
جيمس كونولي
مايو/أيار 1901
ترجم عن النص الأصلي:
Class Government and Class War
#جيمس_كونولي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (إ.م.ش) تدعو للمشاركة الوازنة
...
-
النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 576
-
فريق حزب التقدم والاشتراكية بمجلس النواب يُطالب الحكومة بتقد
...
-
السيد الحوثي: بقية الفصائل الفلسطينية المجاهدة في غزة تواصل
...
-
هل تسعى تركيا إلى إنهاء الصراع مع حزب العمال الكردستاني؟
-
تركيا.. اعتقال رئيس بلدية -أسنيورت- بتهمة الانتماء لحزب العم
...
-
العدد 577 من جريدة النهج الديمقراطي بالأكشاك
-
الجبهة الديمقراطية تراسل الاحزاب السياسية والبرلمانات العالم
...
-
المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي يدين بشدة وصف ا
...
-
بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
...
المزيد.....
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
-
إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات
...
/ شادي الشماوي
-
المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب -
...
/ شادي الشماوي
-
ماركس الثورة واليسار
/ محمد الهلالي
المزيد.....
|