قرار المحكمة الاتحادية الاخير .. العراق

حامد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 7165 - 2022 / 2 / 17 - 18:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

قرار المحكمة الاتحادية الاخير ..
المحكمة الاتحادية في العراق تقضي بعدم دستورية قانون النفط والغاز لحكومة إقليم كردستان ... كلمة حق يراد بها باطل ..؟
لانه يؤسس الى تاجيج الكراهية العرقية بين الكرد والشيعة ويشعل خلافات ستقضي على كل ما تحقق من تفاهمات على استقرار الاوضاع في العراق وهذه التفاهمات كان شيعة السلطة مشاركين في تاسيسها .. بل كانوا يقدمون التنازلات للكرد للبقاء في السلطة .. فبعد ان تجاوز العراقيين الفتنة الطائفية ..ينتقل بنا هذا القرار الى الفتنة العرقية .. فلا اتصور ان هناك كرديا سيوافق على هذا القرار رغم انه يصحح وضعا شاذا .. لكن هذا الوضع الشاذ قد ساهم في خلقه الحزبيين الكرديين والاحزاب الشيعية اللاهثة وراء السلطة والمال .. فهل من كان وراء هذا القرار يتوقع ان يسلم الكرد بالامر ويتنازلوا عن كل ما حصدوه من امتيازات او ان يتخلوا عن الموارد التي استحوذوا عليها .. ام هل اوجدنا مبرارا لبقاء السلاح بيد المليشيات لتنتقل الى محاربة الكرد بعد تصاعد المطالب الشعبية بحصر السلاح بيد الدولة .. بحجة مقاتلة الانفصاليين الكرد .. انه قرار خطير يقضي على احلام كل من ينادي بحكومة الاغلبية ..وينقل العراق الى صفحة اخرى من صفحات الفوضى ويفتح الباب امام التدخلات التي لا تريد للعراق ان يستقر .. وحتما سيتدفق السلاح على الكرد من العرب والغرب .. ليقاتلوا دفاعا عن وجودهم .. وهذا القرار يفتح افاقا امام المطالبة بانفصال السليمانية وحلبجة عن اربيل لاضعاف موقف اربيل التي فشلت في ادارة الاقليم بما يستحقه الشعب الكردي من حرية وديمقراطية حقيقية وعدالة اجتماعية ومساواة بالحقوق والواجبات .. وستفتح مطالب السليمانية صفحة اخرى من صفحات الصراع الامريكي الايراني على الارض العراقية وحتما سنشهد قتالا كرديا كرديا على تقاسم النفوذ والثروة .. فتوقيت اصدار القرار مريب في وقت علت فيه المطالب بتشكيل حكومة اغلبية ونزع سلاح المليشيات ومحاربة الفساد .. فهل سنحاسب شيعة السلطة على ما اقترفوه من اخطاء ترقى الى حد الخيانة (خيانة المسؤولية) ام نحمل الحزبين الكرديين المسؤولية .. لم تشر المحكمة الاتحادية الى المسببين وانما تحدثت عن المشكلة .. واوكلت هذه المهمة الصعبة جدا والمستحيلة الى الحكومة المقبلة .. حكومة مقتدى الصدر .. والله لاشم رائحة مخطط ايراني يسعى الى تاجيج الفوضى في العراق اكثر مما هي حاصلة منذ الاحتلال الامريكي البغيض .. ويبقى الحل بيد الشرفاء من العرب والكرد في ايجاد صيغة للتفاهم وتقديم التنازلات المؤلمة من قبل الطرفين للحفاظ على وحدة العراق واستقرار الامن والسلم في ربوعه ..
الاعلامي
الزبيدي حامد
17/2/2022

#حامد_الزبيدي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات