أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عماد عبد اللطيف سالم - شيءٌ من الرِكضِ وراءَ فُسحَةٍ للعَيْش














المزيد.....


شيءٌ من الرِكضِ وراءَ فُسحَةٍ للعَيْش


عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث

(Imad A.salim)


الحوار المتمدن-العدد: 7165 - 2022 / 2 / 17 - 12:09
المحور: سيرة ذاتية
    


نفضتُ يدي من اللغوِ، والكتاباتِ العقيمةِ ، والقراءات العقيمةِ ، والمُتابعاتِ السخيفةِ للقضايا السخيفةِ، وملَلْتُ من التحديقِ طويلاً بالوجوهِ السخيفةِ .. وذهبتُ إلى أمّي .
جلستُ بالقرب منها مُتعَباً ومهموماً ، مثل حصانٍ عتيق .
وفي نوبة حنينٍ حادّةٍ ومفاجئة(ربما أرادتْ،كأم، أن تُجامِلَ بها وجَعي الفاضح الكثيف)،عرَضَتْ عليّ أن أذهبَ بها،على الفور، إلى المقبرة ، لزيارة قبر شقيقي الذي مات صبيّاً قبل خمسين عاماً .
لم تكن المقبرة بعيدة .. ومع نوبة حُزنٍ حادّة داهمتني أنا أيضاً، وافقتُ على الفور .
لم نزُر القبرَ منذ سنين طويلة. بحثنا عنه كثيراً في موقعه القديم. وأخيراً وجدناهُ محشوراً بين عددٍ كبيرٍ من القبور"العشوائيّةِ" المتلاصقة، إلى درجةٍ كان يستحيلُ معها قراءة الإسم على شاهد القبر.
حتّى في المقابرِ .. حتّى بين القبور، تتناثرُ "عشوائيّات"موتنا السابق ، وموتنا اللاحق، وتتركنا جثثاً عشوائيّةَ، دون شاهد قبر، في هذا البلدِ العشوائيّ.
لم نذرفْ دمعةً واحدة .. لا أنا ولا أمّي . قرأنا "الفاتحة"، ووقفنا لدقائق حول القبر.. بعدها رَبَتْنا بأكفّنا على سطحهِ المُترَب، تعويضاً عن بكاءٍ لم "يطلَعْ "(كما تقول فيروز في احدى أغانيها الرائعة) .. وتركناهُ كما كان طيلةَ نصفِ قرنٍ، وحيداً، لنعودَ إلى البيت .
على بُعدِ امتارٍ من قبر شقيقي، مرَرْنا على قبرٍ فيهِ صورة لشابٍ يرتدي الملابس العسكرية، كتبَ أهلَهُ على شاهد قبرهِ هذه الكلمات: " هُنا يرقدُ الشهيدُ (فلان).. الذي عاشَ طول عُمره ، وهو يركضُ وراءَ لُقمةِ العيش" .
أجهشتُ أنا وأمّي ببكاءٍ مرير، على إنسانٍ ميّتٍ لا تربطُنا بهِ صِلَةٌ،غير صِلَة "الركض وراء لقمةِ العيش".
آسفٌ لإزعاجكم .
فأنا لستُ جائعاً، ولا مُشرّداً ، ولا عارياً ، ولا نازِحاً .
ولكنّني ، في هذا العُمْر، أجدُ نفسي مشغولاً عنكم ، بالبحثِ عن عيشٍ " أقلُّ رِكضاً " وراء الهموم .
بالبحثِ عن عيشٍ " أقلُّ رِكْضاً " وراء الأحلام .
بالبحث عن عَيْشٍ " أقلُّ رِكْضاً ".. وراء "العراق".
بالبحث عن عَيْشٍ " أقلُّ رِكْضاً " .. وراء الوهم ..
الوهم بـعَيْشٍ " مُختَلِف ".. حُلْوٍ ، وآمنٍ ، ومُضي ء .. لا نُفَكِّرُ فيه كلّ لحظةٍ ، وعلى اختلاف أعمارنا ، بــسبُلِ للخلاص، وإلى الأبد.. من هذا البلد، الغارقِ في الظُلمَة و الفوضى والتفاهةِ والرثاثةِ وإنسدادِ الأفق.



#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)       Imad_A.salim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحربُ لنا والغزو.. لا سلامَ لنا.. لا شيء
- وقتٌ للخذلان .. وقتٌ لأنسى
- أنتِ التي يشبهُ وجهها الضوء
- عندما أحبّبْتُ لأوّل مرّة
- الملك فيصل الأوّل : البرنامج الحكومي 1932
- هذا هو العالَم
- أصدقاء الفيسبوك و ثواب سورة الفاتحة
- الحزام والطريق، والحرير، و-الإتّفاقيّة العراقيّة الصينيّة- ( ...
- الكائناتُ وما تستحِقّ
- ذلٌّ بارد .. ذلٌّ حار
- العراق: تاريخ الأقنعة والوجوه والجلود المدبوغة
- أمورٌ عاديّةٌ في بلدٍ غير عاديّ
- ضَعْ قدمَكَ على المجرفة .. وأبدأ بالردم
- سعاد حسني وأنا.. في هذه الحياة.. وفي حياة أخرى
- كازينو خام برنت
- أليسَ فينا رجلٌ رشيد ؟؟
- العراق الفقير وحزام الحرير
- دودٌ كثيرٌ و تاريخٌ مُلَفّقٌ و حريرٌ مغشوش
- النساء الصغيرات في مدرسة الخيزران
- العراق والنفط .. و السلعُ -البائرةُ- في السوق


المزيد.....




- ثوان فاصلة.. تسلسل زمني يكشف تفاصيل آخر محادثة قبل تصادم طائ ...
- -مضادة للمدمرات-.. الحرس الثوري الإيراني يكشف عن مدينة صاروخ ...
- من جنوب لبنان وزير دفاع إسرائيل يحذر خليفة نصرالله: لا تكرر ...
- تشييع حسن نصر الله في 23 شباط.. ونعيم قاسم: قرارات حزب الله ...
- نعيم قاسم: الدولة اللبنانية مسؤولة بشكل كامل لتتابع وتضغط من ...
- العراق: البرلمان يتبنى تعديلا في الموازنة يسهل استئناف تصدير ...
- ماجد سعيد ىخر مستجدات الوضع في الضفة الغربية
- الذكريات قد تكون وراء إصابة الشخص بالسمنة
- صحيفة تركية: إسرائيل تفقد ورقة -الكردستاني- بسوريا وتبحث عن ...
- القناة 12 الإسرائيلية: نتنياهو أعاد تشكيل فريق المفاوضات لهذ ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عماد عبد اللطيف سالم - شيءٌ من الرِكضِ وراءَ فُسحَةٍ للعَيْش