أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الطيب عبد السلام - النبؤة














المزيد.....


النبؤة


الطيب عبد السلام
باحث و إعلامي

(Altaib Abdsalam)


الحوار المتمدن-العدد: 7164 - 2022 / 2 / 16 - 21:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ان الانبياء هم مركز تركز العاصفه،الموجة العالية من امواج البحر،و الذين يأتون بعد ان تستنفد كل الموجات الأخر قوتها و اندفاعتها و المفارقة ان علوهم ذاك كان من سدى تلك الامواج و شظاياها،فهم وحدهم من إمتلكوا ذاك الحدس و الحس في إدراك السياق و أقتناص الفرص التاريخية التي تلوح،إنهم الغرباء بين أهلهم المضيؤن في سماء الأبد.
إن النبؤة ليست ضربة حظ بل هي كفاح و اجتهاد و سهر و ليست نابعة من نفس متعاليه ترى نفسها فوق الأخرين بل إنها نابعة من نفس قارئة ممسكة بأدوات عصرها حق إمساكها لتنشر رسالتها.
فكان النبي ماني رساما و فنانا و مغنيا،و كان المسيح طبيبا و مداويا في عصر سادت فيه العولمة الهيلينية و ادواتها المادية في التطبيب و التعليم فكان طبيبا للجسد و صار طبيبا للروح فاتحا زراعي العناية الإلاهية لتشمل كل البشر و ليست حكرا على جماعة او احد.
و كان خاتم الأنبياء و المرسلين في قرأنه الموحى المنزل مستخدما لإدوات عصره في الدعوة و التبشير في معقل اللغة العربية و بين اهليها فكان لقوله حلاوة و عليه طلاوة و إنه لمثمر اعلاه مغدق على أسفله فسارت بترانيمه الركبان و أنس المسافرين في لياليهم المرعدة و طيب خواطر الموتى بالحياة الأخرى.
إن كل هذه الرسالات اللامعة المتألقه هي التي صنعت الفارق في رتابة التاريخ البشري اولا و حيوات الأناس البعيدين العاديين الذين يحتفلون لحظتها بدخولهم مسرح التاريخ دخول الخالدين المتوهجين.
بذات المعنى فما زالت الطبول معدة و المسارح دوما مهيأة لذلك الداخل الجديد الذي سيضئ تلك البلاد المنسية بالتوهجات السنية.
توهجات لا تتأتى بالعادي و المرتقب بل بالمثابر فيه و المكدود عليه.
ذلك الذي يجلس في رفقة عتمته مقلبا الإنسان في كل ما قال و فعل،ناظرا بوسامته التي يحب في عين المرأة مصففا شعره و محاطا بأحدث وسائل التبليغ الرقمي و اعلاها دقة لا لإنها مقصودة بحد ذاتها بل لإن مقصودها سما فوق ذاتها فالمصباح في زجاجة و الزجاجة كأنها كوكب دري يكاد ان يضئ و لو لم يمسسه نور،مدققا كالكيميائي الحاذق في إختراع الإكسير الخالد..الإكسير الذي لا يريده لجسده الفاني بل لكلمته و أثره الباقي،ثم صاعدا فوق منبره مبشرا الزهر و الورد و الرياح و الناس في الأسواق و الأفندية في المكاتب و القيمرز في عالم نجاحاتهم و انجازاتهم،و السكارى في طرمباتهم و المحششين في غرزهم و جمباتهم و المصلين في صلواتهم و الكل الذي في كله أن ظهوره قد دنا و نجمه قد طلع فيا ست الودع شيلي الودع لي كشكشي وشوشي شوفيهو لي كان فيهو شي و قوليهو لي ما تختشي.
إنها التنبيهة الساخرة و الإشارة الماكرة و النظرة الحقودة الزاجرة،بأن الأمر جد، و ان المختار في تبليغه يتسأل في شك
هل أهمل شيئا؟ هل كان الصمت أجدى و أكثر كونية و معنى؟ ثم يجيب نفسه أنه ما قال بل أشار و ما دل بل إستدل و أنه بقدر ما تنزل و تجلى في التواضعات الدنيوية المادية فإنه لم يضع النظرية بل سأل المنظور، و أنه لم يمنح الحلول بل اعطى الاسئلة.. الاسئلة المتألقه..المتألقه في السماء كالنجوم.
لم تسد الأبواب و ما زالت النوافذ مصغية و ما زال النهر جاريا و ما زالت خريطة الكنز مخبؤة في الكلمة،و ما زالت الدروب متعرجه،و ما زالت وثنية الوصف و التعريف و النياشين و الرتب المدنية الكبيرة و المسميات الفخمة تسد سماء المعنى،ما زال العدم محور العقول ،العدم الذي يتقمص المسميات و القاعات و المعابد و الحدائق،العدم الذي يمشي مع الناس و يحيا فيهم.
العدم الذي ما ان تقرأ في وجهه قصائد درويش و لوحات ڤان جوخ و نظرات هايدغر حتى يختفي و له ضراط.
العدم الذي يسحق الإنسان الحر و يرمي به في مدفنة الرتابة و السخافة و الرفض و الإنكار و الٱنسلاخ عن همس الصباح و فرادة الليل..العدم الذي هو القول..لا قول القول.
العدم الذي هو الغرور و الإستكبار،العدم الذي أمسك بتلاليب أبينا إبراهيم فرجمه، و حاول إغواء المسيح فطرده،ولاحق النبي المصطفى فكانت حياته بأكملها إنتصارا عليه.
هذا المسخ الدميم الذي يتعقب السحابات و قطرات الندى في الصباحات، العدم الذي هو الفرية البشرية الخداعة لتهرب من مسؤولية تحققها و معناها..العدم الذي هو أنثوي في طبيعته..اؤلايك النسوة..مصانع اليقين الأخذات دون عناء او شكر و المثقلات كاهل الطبيعة بالمزيد من الهم الثقيل.
العدم الذي لن يهزمه سوى المختار الجديد الذي سيجعل تلك الهنيهة العادية والا مسبور فيها من التاريخ لحظة مشرقة في المسيرة المرهقة صحبة النجوم و الثقوب السوداء نحو المجهول الجميل..المجهول الداكن المحاط بالضوء من جهاته المستديره، فإن كان للحضور لذة فلرحمة المجهول الف لذة، فقد رفعنا عنك وزرك الذي أنقض ظهرك و رفعنا لك ذكرك.
سيقودهم المختار ليطلوا من نافذتهم الأرضية على البرية..على الرفقة و المعية،على ما في يدي المجهول من حلوى و هدايا سرية مغلفة، يمنحهم إياها في ليالي الميلاد كبابا نويل الحقيقة، فهو لم يجدد شيئا و لم يمحو شيئا و لم يقل شيئا..بل كان هو الموجة العالية.
ثم قالت له نفسه يا مختار ،قد تلبدت سماؤك فاختر أرضك فقلبت بصري و بصيرتي فلم أجد غير العشيرة و الحضرة الوسطية النبيلة مؤيلا و مصغيا فناديتهم بالبلاغ غير يائس او متعجل..فقد تكامل القمر ولا حيلة للسماء إلا التزين به و التباهي به و الأستضاءة منه و لو أبت الشهب..ثم قالت لي نفسي و انا اهبط اورشليم او أصعد الجبل مناديا إغرس يا مختار:فقلت و نعم الثمار الأتيه و إن أبت الأرض العدمية العاصية،المحجوبة بتوهماتها عن الحقيقة..عن الحقيقة.
و سيقول الملقنون في أضابير الجامعة بل هو هذيان و شعر فأهملوه فما هكذا سمعنا عند ابائنا الكهنة الأولين.. و سأقول لهم بل عميت أبصارهم و ختم العدم على قلوبهم..فأنى يفقهون.


15 يانير



#الطيب_عبد_السلام (هاشتاغ)       Altaib_Abdsalam#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة الطبقة الوسطى و واقع ما بعد الثورة
- جامعة الخرطوم..المركز الثقافي الفرنسي و بالعكس.. كلام في الز ...
- من الاسلام الإستشراقي إلى الاسلام التاريخي
- اركون قارئا و مقرؤاً
- إستعراب السودان / حوار مع البروفيسير عبد الله علي إبراهيم
- المهدي السوداني
- تدوين تاريخ السودان المفقود
- السودان من حكم الفونج الأفارقة إلى حكم الجلابه العرب..قرأة ف ...
- القربان البشري بين الرؤية الإستشراقية و الرؤية النقدية
- ما هي الفلسفة؟ حوار جماعي مع خالد تورين
- محمود محمد طه بعيون محمد اركون / الإسلام السوداني و إمكان ال ...
- من شاعرية اللفظ إلى شاعرية المعنى.. نحو رؤية جمالية جديدة.
- تأملات في رحلة المعراج.. في تحيين المتخيل العربي
- من تاريخ التفكيك إلى تاريخ الصيرورة... نحو نظرية جديدة في ال ...
- بين العرب و المغول - تأملات جديدة في حاضر التاريخ
- فوكو نيتشويا
- من حداثة التقليد إلى حداثة التأويل
- تأملات في مشروع محمد أركون
- الاحتفاظ و الإنتشار.. تصور جديد للمرأة و الرجل
- تأملات في سورة القدر


المزيد.....




- الكنائس المصرية تصدر بيانا بعد حديث السيسي عن تهجير الفلسطين ...
- وصول المحتجزين الإسرائيليين أربيل يهود وغادي موزيس إلى خان ي ...
- سرايا القدس تبث فيديو للأسيرة أربيل يهود قبيل إطلاق سراحها
- سرايا القدس تنشر مشاهد للأسيرين -جادي موزيس- و-أربيل يهود- ق ...
- قائد الثورة الاسلامية يزور مرقد الإمام الخميني (ره)
- خطيب المسجد الأقصى يؤكد قوة الأخوة والتلاحم بين الشعبين الجز ...
- القوى الوطنية والاسلامية في طوباس تعلن غدا الخميس اضرابا شام ...
- البابا فرنسيس يكتب عن العراق: من المستحيل تخيله بلا مسيحيين ...
- حركة الجهاد الاسلامي: ندين المجزرة الوحشية التي ارتكبها العد ...
- البوندستاغ يوافق على طلب المعارضة المسيحية حول تشديد سياسة ا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الطيب عبد السلام - النبؤة