أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - كاظم المقدادي - الولايات المتحدة والبيئة العراقية















المزيد.....


الولايات المتحدة والبيئة العراقية


كاظم المقدادي
(Al-muqdadi Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 492 - 2003 / 5 / 19 - 04:55
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    




                     
    اَن الأوان لتدرك الإدارة الأمريكية ضرورة تغيير تعاملها مع الإنسان والبيئة العراقية، فتتخلى في المرحلة الراهنة عن التعامل معهما بذات الطريقة التي كانت تتعامل بها  أيام نظام حكم صدام حسين البائد.وإذا كانت الحقيقة الضحية الأولى لحرب الخليج الثانية فلا ينبغي أن تكون كذلك في حرب الخليج الثالثة، وأن لا يستمر الحال كما كان بعد أن قبر نظام البعث الفاشي.فالحاكم ونظامه المقيت،المسؤول الأول والأخير عن كل المشاكل الداخلية والخارجية التي حصلت، إنتهى، بينما الشعب العراقي باق وسيبقى، ولابد ان يعيش في بيئة أفضل، صحية وإجتماعية، خالية من كل أشكال التلوث، وخاصة باليورانيوم المنضب.ولن يتحقق هذا الطموح  إلا بإعلاء شأن الحقيقة، والحقيقة أولاً وأخيراً !
جدل عقيم
     إعترفت القوات الأنكلو- أميركية بإستخدامها لسلاح اليورانيوم المنضب Depleted Uranium  في حرب الخليج الأولى، الذي خلف ما بين 300 و 800 طن من النفايات الخطرة. وإعترفت أيضاً بإستخدام ذات السلاح  مجدداً في الحرب الأخيرة على العراق، محطمة، عبره، ليس فقط المئات من الدبابات والمركبات المدرعة والدشم، بل والعديد من البنايات المدنية العالية. وما يزال ينتشر الركام الذي خلفه السلاح، في العديد من المناطق والمحلات السكنية في أرجاء العراق، مضافاً الى نظيره، الذي خلفته حرب الخليج الثانية عام 1991 في جنوب العراق، رغم ما يشكله من خطر على السكان والبيئة. علماً بأنها إسنخدمت السلاح المذكور مجدداً، ضاربة عرض الحائط بتحذيرات العلماء، ومنهم البرفسور البريطاني داي ويليامز- متخصص باَثار الأسلحة على البيئة والحياة،الذين حذروا، قبل نشوب الحرب، من مغبة استخدام  أسلحة اليورانيوم مرة أخرى في العراق، معتبرين إياها حرب لإبادة الشعب العراقي، وذلك لكثرة ما سببته من أمراض خطيرة وتشوهات ولادية في المناطق التي إستخدمت فيها.
    بشأن أضرار سلاح اليورانيوم المنضب بدور جدل عقيم بين خبراء البنتاغون والعلماء المستقلين منذ عام 1991، عندما إستخدمته القوات الأنكلو-أميركية وجربته لأول مرة في ميادين القتال " الحية" ضد القوات العراقية.وثمة خلاف محتدم  بين الطرفين، محوره  أضرار السلاح المذكور الصحية والبيئية.فخبراء البنتاغون وحلفاؤه إعتمدوا التضليل، زاعمين، ومرددين بإصرار، بان اليورانيوم المنضب " لا يشكل" خطورة على البيئة وصحة الإنسان، بينما فند العلماء المستقلون وخبراء الأمم المتحدة تلك المزاعم،وأثبتوا أنه مادة مشعة وسامة كيمياوياً، ليس فقط أثناء إصطدام ذخيرة اليورانيوم المنضب بالهدف ( دبابة، مدرعة،مركبة، بناية) وإختراقها إياه، وإنفجارها، مشتعلة ومولدة حرارة  باَلاف الدرجات، ومتحولة الى سحابة ومن ثم الى غبار يتكون من جزيئات أوكسيد اليورانيوم الدقيقة جداً، بل وحتى الركام/ الهدف المضروب بها/ يبقى مشعاً وساماً ويلوث المحيط به ويبقى في الهواء والتربة والماء سنوات عديدة، ويمتد خطره لمئات اَلاف السنين.وقد تأكد علمياً أن من يستنشق هواء ملوثاً بالجزيئات المذكورة- أثناء المعركة، أو يبتلع ماء أو غذاء ملوثاً بها، يصاب بأمراض عديدة – سنأتي على ذكرها لاحقاً، الأمر الذي دعا العديد من العلماء الى تحريم إستخدام هذا السلاح الفتاك..
   حيال هذا، وأزاء تأكيد الولايات المتحدة وبريطانيا انهما لا تزالان تستخدمان اسلحة مزودة باليورانيوم المنضب،  أعلن  مايكل وليامز- المتحدث بإسم برنامج الأمم المتحدة للبيئة: ثمة ضرورة لتحليل مستوى الاشعاعات في الاماكن التي استخدمت فيها هذه الاسلحة.وأضاف: عندما تسمح الظروف الامنية والسياسية للامم المتحدة بالعمل داخل العراق، سوف نطلب من الولايات المتحدة وبريطانيا القيام بدراسة في هذا الصدد (وكالة "فرانس بريس"، في7/4/2003).
     وأوضح المدير التنفيذي للبرنامج د. كلاوس توبفر ، في بيان اصدره في 6/4/2003، في عمان ونيروبي بأن البرنامج  يرى ضرورة اجراء ابحاث ميدانية مبكرة نظرا الى القلق على البيئة الناجم عن النزاع، وكون البيئة في العراق كانت في الاساس مصدر للقلق قبل الحرب الراهنة .وقال:  من المهم جدا ان نحمي صحة الاهالي في مرحلة ما بعد النزاع ، مضيفا ان البرنامج سيجري دراسة حول البيئة في العراق بحلول نهاية نيسان/ ابريل لتمهيد الطريق امام الابحاث الميدانية..
    بعد إسبوع من هذا البيان، ورداً عليه- كما يبدو- أعلنت الإدارة الأمريكية إنها لا تعتزم إزالة مخلفات اليورانيوم المنضب الذي استخدمته في أسلحتها لضرب العراق.وقالت: "لا توجد ضرورة" لإزالة المخلفات، حيث" أثبتت الأبحاث" أن اليورانيوم المنضب "ليس له" تأثيرات طويلة المدى. وقال المقدم ديفيد لابان- المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية لـ" بي بي سي"، في 16/4/2003: أجريت العديد من الدراسات، من قبل الجمعية العلمية الملكية البريطانية، ومنظمة الصحة العالمية، على سبيل المثال، لبحث المخاطر الصحية التي يمثلها اليورانيوم المنضب، وإن هذه الدراسات تخطت الدراسة التي أجريت عام 1990، وأثبتت اَنذاك وجود مخاطر، إذ " أكدت" أمراً مشتركاً بين هذه الدراسات المختلفة وهو أنه "لا توجد" تأثيرات طويلة المدى لليورانيوم المنضب.ووفقا لهذا- أعلن لابان- لا أعتقد أن لدينا أي خطط لإزالة آثار اليورانيوم المنضب من العراق.وسنرى بعد قليل كم هي دقيقة إدعاءات لابان!!
تجاهل تام لنتائج الأبحاث العلمية
      موقف الإدارة الأمريكية السالف ما هو إلا إمعان في التضليل، وفي تجاهل  نتائج الأبحاث والدراسات العلمية المحايدة والمستقلة،وهي تواصل التمسك به مع أن خبراءها يعترفون بأن غبار أوكسيد اليورانيوم قد يصبح خطرا إذا تم استنشاقه، لكنهم يقولون إن المخاطر قصيرة الأجل، ولا تنتقل من مكان لمكان، وإن احتمالات أن يتحول الغبار إلى مواد كيماوية سامة أكبر من إمكانية تحوله إلى إشعاع ..
    الموقف المذكور تفنده العديد من الدراسات العلمية، نشير الى بعضها بحسب أقدميتها:
   نبهت دراسة أعدها الجيش الأمريكي في تموز/ يوليو عام 1990، قبل شهر واحد من غزو العراق للكويت الى إن المخاطر الصحية المرتبطة بالتعرض داخليا وخارجيا لليورانيوم المنضب أثناء العمليات العسكرية أقل كثيرا من المخاطر الأخرى المرتبطة بالقتال، إلا أنه بعد انتهاء القتال، فإن المخاطر الصحية طويلة المدى على السكان والقوات المشاركة في القتال قد تصبح مشكلة فيما يتعلق باستمرار استخدام اليورانيوم المنضب. وحذر تقرير سري لهيئة الطاقة الذرية البريطانية UKAEA الحكومة البريطانية، في نيسان/أبريل 1991،  من  مخاطر انتشار الغبار المشع في المناطق المحيطة بساحة القتال ودخوله الى سلة الغذاء والماء، وقيمت الهيئة بان كمية من40 طن من المواد المشعة لليورانيوم المنضب، التي لوثت جنوب العراق والكويت وشمال السعودية، ستسبب وفاة ما يقارب من 500 الف نسمة. وأكد تقرير صدر عام 1995 عن معهد الجيش للسياسات البيئية ان دخول اليورانيوم المنضب للجسم ينتج عواقب صحية خطيرة لكون المخاطر كيميائية واشعاعية.راجع:
US Army Environmental Policy Institute, Health and Environmental Consequences of DU in the US Army: Technical Report ( Atlanta,GA),in Army Environmental Policy Institute,1995.
    وبالإستناد الىالحقائق العلمية دعا عدد من المنظمات الأهلية، والعديد من العلماء والباحثين، في أوروبا والولايات  المتحدة وكندا، الى المطالبة بوضع حد لاستخدام قذائف اليورانيوم المنضب.فعلى سبيل المثال أعلن إثنان من كبار العلماء في حقل تأثيرات اليورانيوم المنضب أمام البرلمان البريطاني عن مخاوفهم بشأن أولئك الذين تعرضوا لهذه المادة في العراق وكوسوفو.والعالمان هما هاري شارما- أستاذ الكيمياء في جامعة ووترلو بأونتاريو في كندا ودوج روكي- استاذ الهندسة البيئية والفيزياء النووية في جامعة جاكسونفيل في ولاية آلاباما الأمريكية. وقد خدم البرفسور روكي في السلاح الطبي التابع للجيش الأمريكي، وكان مسؤولا عن تخطيط وتنفيذ عملية تنظيف المعدات الأمريكية الملوثة باليورانيوم المنضب في أعقاب حرب الخليج الثانية الموجودة في الأراضي الكويتية والسعودية.أما البروفيسور شارما فقد أجرى فحوصا على عينات من بول عدد من العسكريين المشاركين في حرب الخليج الثانية،ووجد اليورانيوم فيها، ويعتقد بأن هؤلاء يواجهون احتمالا مضاعفا للإصابة بمرض السرطان. وكان العالمان قد قاما بزيارة لبريطانيا، حيث أدليا بأفادتيهما أمام لجنة الدفاع التابعة للبرلمان البريطاني، ولنواب أعضاء في لجنة السلام في البلقان. وقد أخبرا النواب بأن الرعاية الطبية يجب أن توفر لكل من تغرضوا لليورانيوم المنضب في حربي الخليج وكوسوفو. ويشمل ذلك المدنيين اضافة للعسكريين كما حث العالمان على القيام بعملية تنظيف دقيقة لمسرحي الحربين اللتين استخدمت فيهما مادة اليورانيوم المنضب، إضافة لكل مكان تمت فيه تجربة هذا النوع من الأعتدة. ودعا العالمان إلى حظر استخدام اليورانيوم المنضب، باعتبار ذلك جريمة ضد الإنسانية، حيث إنه يلوث البيئة ويؤدي إلى إصابة المدنيين بأضرار.وعبر البرفسور شارما، في مقابلة مع "بي بي سي"،عن اعتقاده بأن 5  إلى 12 في المئة من الذين تعرضوا لليورانيوم الناضب سيموتون بالسرطان، موضحاً بان ذلك قد يستغرق 20 عاما، أو أقل، كما قد ترتفع النسبة أو تنخفض، لكن الخطر مؤكد. من جانبه إنتقد البروفيسور روكي نفي كل من وزارتي الدفاع الأمريكية والبريطانية للتأثيرات السلبية الناتجة عن ليورانيوم المنضب، معتبراً إياه  خطأ كبير، منبهاً:عندما تدخل جزيئات اليورانيوم المنضب إلى الرئة عن طريق التنفس، فإن بعضا منها تبقى هناك. لكن 43 في المئة منها تذوب وتدخل الدورة الدموية حيث  تستقر في أي جزء آخر من الجسم. وأضاف:" عثرت إدارة المحاربين القدماء الأمريكية على مادة اليورانيوم الناضب في مني الجنود الذين خدموا في الخليج بعد مرور 8 سنوات على تعرضهم للمادة. يعني ذلك حصول أضرار في الكروموسومات، مما ينتج عنه أضرار ولادية. ولدينا أدلة من بعض أطفال الجنود تثبت ذلك.وأضاف الروفيسور روكي أن النتائج التي توصلت اليها مؤسسة راند، التي أعدت دراسة حول استخدام اليورانيوم الناضب في حرب الخليج، ونفت  فيها وجود علاقة بين استخدام هذا النوع من العتاد والأعراض التي يشتكي منها العسكريون، لم تكن دقيقة، ولم تستشره ولا البروفيسور شارما بشأنها( "بي بي سي اونلاين"، في 18/12/1999).
   من جهته، أشار البرفسور الدكتور أساف ديوراكوفيتش-مدير المركز الطبي لأبحاث اليورانيوم UMRC في واشنطن، وهو طبيب وخبير بالذرة والطب الذري، وعقيد سابق في الجيش الأمريكي الى أن الأبحاث الإشعاعية في الولايات المتحدة توصلت الى نتائج  هامة فيما يتعلق  بأثر اليورانيوم على عظام الإنسان، ووجدت أنه لو تعرض الأطفال لليورانيوم فإنه يزيد من إصاباتهم بالسرطان عدة  مرات، كما وأُجريت دراسات مشابهة على الرز أيضاً، ولكن حكومات بريطانيا وأميركا وكندا لم تقم بأية دراسة مهمة في هذا الشأن تعطينا فهماً أكبر لليورانيوم وأثره في جسم الإنسان بعد تنفسه.ولمح الى قيام المسؤولين بدراسات ليست ذات قيمة علمية، مثل البحث عن اليورانيوم في شعر الرأس،الذي قامت به الحكومة الكندية.
   وعندما أعلن فريق برنامج الأمم المتحدة للبيئة، في كانون الثاني / يناير 2001 ، عن وجود نشاط إشعاعي مرتفع في ثمانية مواقع من 11 موقعاً تم مسحها بعد سنة ونصف السنة من استخدام قذائف اليورانيوم المنضب وانتهاء العمليات العسكرية، وتوالى اصدار التقارير العلمية من جهات مختلفة لتوضيح مخاطر هذه القذائف على صحة الانسان والبيئة، مارس البنتاغون وحلف شمال الأطلسي، في خضم عاصفة اليورانيوم المنضب في أوربا، ضغوطاً على المنظمات الدولية المعنية للتهوين من آثار استخدام ذخيرة اليورانيوم المنضب.ونتيجة للضغوط أصدر برنامج الأمم المتحدة للبيئة تقريره النهائي عن كوسوفو، في اَذار/ مارس 2001، طمس فيه الحقائق العلمية، وأوحى بأن اليورانيوم المنضب ليست لـه آثار صحية أو بيئية تذكر. كذلك فعلت كل من منظمة الصحة العالمية والوكالة الدولية للطاقة الذرية- بحسب د.عصام الحناوي ، " الحياة، في 9/2/2003.بيد أن دراسة للجمعية العلمية الملكية البريطانية Royal Society نشرت في أيار/ مايو 2001، أكدت أن جسيمات أوكسيد اليورانيوم، الناتجة من انفجار قذائف اليورانيوم المنضب، هي جسيمات خطرة عالية السمية،وهي تزيد من احتمالات الاصابة بسرطان الرئة. وأنها تحدث عند انتشارها تلوثاً في التربة والمياه السطحية والجوفية.  وأثبت بحث اَخر اجرته الجمعية العلمية، نشر في 12/3/2003 ان مادة اليورانيوم المنضب، التي استخدمها الجيش الامريكي في العراق وكوسوفو، يمكن ان تؤدي الى الاصابة  بعجز الكليتين خلال ايام معدودة، اذا ما استنشقت او ابتلعت كميات كافية من التربة او المياه الملوثة بها.وأوصي التقرير، الذي اصدرته الجمعية تأسيسا على البحث المذكور، بالتحري عن اليورانيوم في ادرار الجنود البريطانيين الذين تعرضوا لهذه المادة ابان حرب الخليج وحرب كوسوفو. وقال التقرير، الذي ساهم في اعداده  كبار العلماء في بريطانيا، إن اليورانيوم المنضب قد يلوث مصادر مياه الشرب، مما يعرض المدنيين من سكان المنطقة التي يستخدم فيها للمخاطر.واوصت الجمعية باجراء فحوص دورية لمصادر المياه في المناطق الملوثة باليورانيوم المنضب، كما اوصت بمتابعة حالات الذين يتعرضون لهذه الانواع من الاعتدة. وفي نبسان /أبريل 2003 طالبت الجمعية العلمية القوات المتحالفة بالكشف عن معلومات حول مكان استخدام اليورانيوم المنضب في العراق والكميات التي استخدمت في الصراع لتحديد عدد السكان والجنود الذين ينبغي رصد تعرضهم لليورانيوم المنضب وتطهير المناطق التي قصفت به من آثاره، وحذرت من أن عددا من الجنود قد يعانون من متاعب صحية بسبب مضاعفاتها من قبيل تلف في المرارة والإصابة بسرطان الرئة وعجز الكليتين»(«الفايننشال تايمز»،في 25/4/2003).
    وقد وجدت اَخر دراسة أجراها برنامج الأمم المتحدة للبيئة، وأعلنت نتائجها في  آذار/ مارس 2003، تلوثاً باليورانيوم المنضب في الهواء والمياه الجوفية في البوسنة والهرسك بعد 7 سنوات من استخدام الأسلحة التي تحمل هذه المادة هناك. وأوصى خبراء البرنامج فيها بجمع بقايا اليورانيوم المنضب، وتغطية المناطق الملوثة به بالأسفلت أو التربة النظيفة والاحتفاظ بتسجيلات للمواقع الملوثة.
الأمم المتحدة تتدخل
    في نيسان/أبريل الماضي أجرى برنامج الأمم المتحدة للبيئة UNEP دراسة تقيمية مكتبية، أوصت بأن يجري العلماء تقييما عاجلا عن أخطار المواقع التي قصفت بيورانيوم منضب في العراق. وقال التقرير،الي نشر عنها، إن استخدام ذخيرة اليورانيوم المنضب قد يكون سبب تلوثا بيئيا بمستويات غير معروفة العواقب حتى الآن.وأضاف إنه يجب تقديم النصيحة إلى العراقيين حول كيفية تجنب التعرض إلى اليورانيوم المنضب.  وقال بيكا هافستو- رئيس الفريق الذي أجرى الدراسة، إن كثيرا من المشاكل البيئية في العراق مقلقة إلى درجة تحتم الحاجة إلى تقييم فوري وخطة للتنظيف. وقالت الحكومة البريطانية إنها ستساعد على تنظيف العراق من اليورانيوم المنضب، لكن الولايات المتحدة قالت إنه ليس لديها خطط لإزالة بقايا اليورانيوم المنضب( "بي بي سي اونلاين"، في 24/4/2003) بذريعة  "لا ضرورة " لذلك..!!
  وفي 28 نيسان/أبريل، دعا المدير التنفيذي للبرنامج د.كلاوس توبفر إلي السماح لخبراء المنظمة الدولية بدخول العراق فورا لتقييم المخاطر البيئية التي يمكن أن تكون قد نتجت من استخدام أسلحة تدخل في تركيبها موادا كيماوية سامة او يورانيوم منضب في الحرب التي شنت علي العراق. وقال: إن الصحة العامة للعراقيين قد تكون في خطر ناجم عن القذائف المضادة للدروع والمحتوية علي اليورانيوم المنضب، التي استخدمت في الحرب. وأضاف: أن الاسلحة الكيماوية التي استخدمت خلال الحرب العراقية الايرانية في الثمانينيات ربما أدت إلي تلويث الأراضي الزراعية العراقية. وقال تويفر في مؤتمر صحفي،عقد على هامش إنتهاء أعمال إجتماع وزراء البيئة في مجموعة الدول الصناعية السبع الكبري ومعها روسيا، أو ما يعرف بمجموعة الدول الثماني الكبري، وقدم توبفر خلاله تقريراً مؤلفاً من 98 صفحة ،أعده خبراء برنامجه، عن البيئة العراقية، إن الدراسة الأخيرة تشير بشكل واضح إلي ضرورة ذهاب المختصين إلي المواقع التي تأثرت بأسرع وقت ممكن. وتابع قائلا: هناك فريق مستعد للسفر بمجرد أن تتاح لنا الفرصة، ونحن نوصي بتقييم شامل، مشيرا إلي دراسات سابقة للبرنامج بخصوص مخاطر ذات الأسلحة في مناطق البلقان وأفغانستان والأراضي الفلسطينية المحتلة.
   وأوضحت الدراسة الأخيرة لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة بأن كمية غير معروفة من ذخائر ومقذوفات شبيهة استخدمت في الحرب الاخيرة علي العراق، وهو ما يشكل تهديدا لمصادر المياه في العراق، إلي جانب انتشار الغبار المشع الخطر علي البيئة والانسان وباقي المخلوقات.وأشارت الى دراسات اخري سبق أن قام بها البرنامج ألقت الضوء علي مخاطر تسرب اليورانيوم المنضب الي مصادر مياه الشرب للبشر، الذي يمكن أن تؤدي سميته ودرجة اشعاعه الضعيفة إلي الاضرار بالكلي والرئة، وقد تسبب أنواعا من السرطان في اعضاء الجسم.
إصرار على مواقف سابقة
    في السادس من اَيار/ مايو الجاري قالت " سي ان ان" بأن مسؤولين عسكريين بالجيش الأمريكي أفادوا بأن اليورانيوم المنضب في الأسلحة الأمريكية المستخدمة إبان حرب العراق الأخيرة "لا يمثل خطرا" على الشعب العراقي.وقال ضابط أمريكي إن دراسة أجريت على جنود أمريكيين تعرضوا لليورانيوم المنضب لمدة عشر سنوات أظهرت وجود نسب ترسب عالية للمادة في بولهم، ولكنهم لم يعانوا أية أضرار في الكلى.وإعترف العسكري بأنه تبين من الدراسة أن اليورانيوم المستنفذ يحتوي على مستويات إشعاعية محدودة من إشعاعات جاما وألف وبيتا، والتي يمكن للجلد والملابس اعتراضها بسهولة.وأكد الضابط الأمريكي أن الجيش الأمريكي لم يصدر أية تحذيرات للشعب العراقي بشأن اليورانيوم المنضب إبان الحرب على العراق، بيد أن منشورات الجيش الأمريكي حذرت أكثر من القذائف التي لم تنفجر بعد. وقد ثارت مخاطر صحية محتملة من جراء استخدام قذائف تحتوي على اليورانيوم المستنفد بعد حرب الخليج الأولى عام 1991، وفقا لوكالة " الأسوشيتد برس".
   وفيما يصر البنتاغون على "عدم وجود" اي ادلة طبية على ان اليورانيوم المنضب يتسبب بامراض سرطانية، ولا سيما اللوكيميا، لأسباب معروفة، هرباً من تحمل المسؤولية، ومن دفع التعويضات للضحايا ونفقات علاج المرضى وتكاليف تنظيف المناطق التي ضربت بهذا السلاح، مات نحو 15 ألف من جنوده الذين شاركوا بحرب الخليج الثانية بالسرطان وأمراض أخرى، وثمة نحو 180 ألف يعانون من "أعراض حرب الخليج"- بحسب العالم الأمريكي دوج روكي. وأصاب سرطان الدم والغدد اللمفاوية المئات من جنود حفظ السلام الأوربيين بعد استخدام هذا النوع من الذخائر في كوسوفو عام 1999. وقدر العالم الكندي هاري شارما  بان 36 بالمائة من الجنود الأمريكيين وغيرهم، من المشاركين بحرب الخليج الثانية في عام 1991، سيموتون بالسرطان، وأكد بان 100 ألف مواطن في البصرة وحدها أصيبوا بالسرطان منذ عام 1991 ولحد الآن.وقد أسفر استخدام هذه الأسلحة عن تلوث البيئة العراقية وزيادة نسبة الإصابة بأمراض سرطان الدم والرئة والجهاز الهضمي والجلد، وكانت 75% من الإصابات بين الأطفال، كما سجلت حالات متزايدة من الإسقاط والاعتلال العصبي والتشوهات الجنينية. المحافظات الجنوبية التي تعرضت للقصف بقذائف اليورانيوم المنضب.حيال هذا أعلن العالم روكي  بان البنتاغون يكذب على العالم بنفيه صلة السرطان والتشوهات الولادية بذخيرة اليورانيوم.
   إن الإدارة الأمريكية وهي تروج الى أنها جاءت محررة للشعب العراقي وليست محتلة، مطالبة اليوم بتغيير مواقفها السابقة،إذا كانت صادقة، فتسمح لخبراء برنامج الأمم المتحدة للبيئة  بزيارة العراق لإجراء المسح الميداني العلمي المطلوب، وتعمل على إزالة الركام الملوث باليورانيوم المنضب فوراً، وتحذر المدنيين من مغبة الإقتراب منه، ومعالجة الأضرار البيئية، الى جانب  رعاية ضحايا سلاحها من الأحياء، وتعويض العوائل المتضررة به !                                                
-------
* طبيب وباحث في أضرار اليورانيوم المنضب الصحية والبيئية، عراقي مقيم في السويد



#كاظم_المقدادي (هاشتاغ)       Al-muqdadi_Kadhim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأمم المتحدة تحث على مواجهة التلوث وبقايا اليورانيوم المنضب ...
- كي لا تتكرر ماَسي اليورانيوم المنضب في العراق
- خامسة عشر عاماً على كارثة حلبجه.. والخطر ماثل
- للحقيقة والتأريخ وفاءاً لذكرى شهيد الشعب والوطن وصفي طاهر ور ...
- الحرب الأمريكية القادمة لن تجلب للعراقيين سوى الكوارث والمحن ...
- وكالات الأمم المتحدة المتخصصة وضحايا سلاح اليورانيوم المنضب ...
- وكالات الأمم المتحدة المتخصصة وضحايا سلاح اليورانيوم المنضب ...
- وكالات الأمم المتحدة المتخصصة وضحايا سلاح اليورانيوم المنضب ...
- وكالات الأمم المتحدة المتخصصة وضحايا سلاح اليورانيوم المنض ...
- وكالات الأمم المتحدة المتخصصة وضحايا اليورانيوم المنضب - الق ...
- صحيفة إستبيان لبحث علمي خاصة بالعراقيين
- مبروك لدعاة الحرب !!!
- لمصلحة من تشويه المواقف والحقائق ؟!
- - مبروك - عليكم جرائم البرابرة !!
- إدارة بوش وضحايا الحروب ومحكمة الجنايات الدولية
- كلام الناس والتدخين
- ضربة موجعة لوزارة الدفاع البريطانية والبنتاغون
- النظام العالمي الجديد" وأطفال العالم . . حصاد مر
- الكشف عن تأثيرات اليورانيوم الناضب مهمة إنسانية آنية ملحة !


المزيد.....




- معالجات Qualcomm القادمة تحدث نقلة نوعية في عالم الحواسب
- ألمانيا تصنع سفن استطلاع عسكرية من جيل جديد
- المبادئ الغذائية الأساسية للمصابين بأمراض القلب والأوعية الد ...
- -كلنا أموات بعد 72 دقيقة-.. ضابط متقاعد ينصح بايدن بعدم التر ...
- نتنياهو يعطل اتفاقا مع حماس إرضاء لبن غفير وسموتريتش
- التحقيقات بمقتل الحاخام بالإمارات تستبعد تورط إيران
- كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - كاظم المقدادي - الولايات المتحدة والبيئة العراقية