هيثم الشريف
(إيëم الôٌي)
الحوار المتمدن-العدد: 1664 - 2006 / 9 / 5 - 06:25
المحور:
حقوق الاطفال والشبيبة
ليست مشكلة اضراب المعلمين وحدها التي تقلق طلبة الثانوية العامة ونحن على أبواب العام الدراسي الجديد , فمنهاج الثانوية العامة الذي أصبح فلسطينيا ..وسيدرس لهم لأول مرة مع افتتاح العام الدراسي الجديد ..زاد في هذا القلق ,وذلك ما يطرح تساؤلات عديده حول أثر ذلك على الطلاب في مرحلة تعتبر من أهم مراحل حياتهم.
الطالبة ايمان مقبلةعلى دخول الصف الثاني عشر "التوجيهي" في مدرسة وداد ناصر الدين الثانوية بمدينة الخليل وهي في أعلى حالات القلق حيث عبرت عن ذلك قائلة "أخشى أن يكون المنهاج هذا العام صعبا جدا بسبب تغير المنهاج ..فالمواد بالسابق كانت سبع مواد أما اليوم فهي عشرة مواد, وبالتالي حتى لو فكرت في أخذ دروس خصوصية فان الحالة الاقتصادية التي نعيش لن تمكنني من ذلك .
الحالة الاقتصادية لا تسمح بذلك كما قالت ايمان... حتى وان سمحت فان للأستاذ يوسف سعيفان المدرس في مدرسة ذكور الظاهرية للبنين القريبة من الخليل والذي له أكثر من ربع قرن في تدرسي الصف الثاني عشر"التوجيهي"رأي في الدروس الخصوصية هذا العام بالذات"أعارض بشدة أن يلجأ الطلاب والطالبات لأخذ دروس خصوصية فقد لا يكون بعض المعلمين الذين يعطون الدورات في المراكز أو الدروس الخصوصية لديهم خلفية حول المنهاج الجديد سواء عن طريق التربية والتعليم أو الوزارة أو عن طريق عقد لقاءات تربوية ..وذلك في غير مصلحة الطالب.
وقد ختم يوسف سعيفان المدرس في مدرسة ذكور الظاهرية للبنين حديثه بالتأكيد على أن المطلوب من الطالب أن يعتمد اعتمادا كليا على المعلم في الصف الذي مارس لقاءات تربوية من خلال الوزارة ومن خلال معدي المناهج الذين اعطوهم فكرة وافية حول كيفية التعامل مع الطالب وايصال المعلومة الدقيقة والصحيحة من خلال المنهاج الجديد والتي تدرس لأول مرة.
طلاب الصف الثاني عشر في جمع التخصصات "العلمي..والعلوم الانسانية.. والعلوم الصناعية في جميع فروعها المختلفة" سيكونوا لأول مره قد درسوا المنهاج الفلسطيني من الصف السادس وحتى الثاني عشر"التوجيهي"
فالمنهاج الفلسطيني ساهم في اعداده قرابة 7000 تربوي فلسطيني من جميع القطاعات المختلفة ابتداءا من الجامعات الى كليات المجتمع ووكالة الغوث والقطاع الخاص وانتهاءا بموظفي وزارة التربية والتعليم المختصين بهذا الموضوع منذ قرابة ال6 سنوات والذي طبق في عدد كبير من الصفوف المدرسية وصولا للصف الثاني عشر"التوجيهي".
المنهاج الفلسطيني سيسمح أيضا بأن يكون امتحان الثانوية العامة في نهاية العام الدراسي مشترك لأول مرة بنفس المواد بين ابناء الضفة الغربية وابناء قطاع غزة.
الا أن ذلك أثار القلق لدى الطلبة خاصة لأنهم كانوا يعتمدون في كل عام على المساعدات من جهة وحل أسئلة السنوات السابقة من جهة أخرى علها تساعدهم على تخطي هذه المرحلة .
الطالبة سماح متخوفة جدا من الصف الثاني عشر لانها لن تجد ما تعتمد عليه من اسئلة سنوات سابقة"شيء طبيعي أن يكون لدي خوف من الاقبال على السنة الدراسية الجديدة وانا مقبله عليها بمناهج جديدة ...خاصة وأن المناهج القديمة كان يعتمد الطالب فيها على مساعدات.. وعلى حل اسئلة سنوات سابقة تساعده في الدراسة ,ولكن هذه السنة بسبب المنهاج الجديد حرمنا من هذه المساعدات كما حرمنا من حلول الاسئلة .
مدير عام المناهج في وزارة التربية والتعليم العالي الدكتور صلاح يسن حاول تبديد مخاوف الطلبة بيما يتعلق بذلك "الأسئلة السابقة سنعوضها من خلال أنه وباستمرار سنضع على الانترنت من خلال الموقع http://www.pcdc.edu.ps" مركز المناهج الفلسطيني اسئلة اختبارات الشهرين.. ونصف السنة ..والامتحان التجريبي في كل المواد من كل المحافظات لتمثل بذلك بنك أسئلة لكل موضوع.
مؤكدا أن انجاز المنهاج الفلسطيني عمل تاريخي عكس قدرة الفلسطينيين على نقل أفكارهم التربوية وخبراتهم المميزة في الكتب الفلسطينية والتي أقرت كما يقول الدكتور يسن من قبل معظم معلمين "التوجيهي" الذين يدرسوا الصف الثاني عشر من خلال 18 ورشة عمل في 18 مديرية ,حيث كانوا يرسلوا تقاريرهم ليتم ادخال ماجاء فيها من ملاحظات على الكتاب باستمرار..مما يطمئن بأن كتب "التوجيهي"قد أخذت الوقت الكافي للتأليف وللتطبيق .
أما حول مقدرة المعلم على ايصال المادة للطالب فقد علق مدير عام المناهج في وزارة التربية والتعليم العالي يقول" لا يمكن أن يدخل المعلم على المرحلة الثانوية ليدرس الطلاب دون أن يخضع لدورة تدريبية كاملة عن الكتاب ولذا فان جميع معلمي المرحلة الثانوية سيتدربوا على تطبيق الفصل الاول من المادة لمدة 3 أيام في كل المواضيع مع بداية العام الدراسي .
من جهته أوضح مدير التربية والتعليم في محافظة الخليل محمد عمران القواسمة أن الاساسيات في المواد المختلفة كا للغة العربية والانجليزية والرياضيات والعلوم كما هي لم تتغير على الاطلاق وان تغير المنهاج ,وأن كل ما في الامر أن هناك علوم جديدة ومعارف جديدة تدخل ولكنها في الوقت نفسه ليست منقطعة الجذور عما أخذها الطالب في سنوات سابقة.
وقد أكد محمد عمران القواسمة مدير التربية والتعليم في محافظة الخليل أن ليس هنالك من مشكلة على الاطلاق مادام هناك الطلاب لديهم الدوافع للدراسة والمعلمون قادرين على توصيل المنهاج الجديد .
بينما رأت المعلمة عفيفة الشرباتي معلمة الفيزياء في مدرسة وداد ناصر الدين الثانوية للبنات في الخليل أن عدد الحصص المرصودة للمادة ..غير كافية" المعلمين قد يواجهوا مشكلة الوقت التي قد تكون عائقا خاصة مع حصر وتقليص بعض الحصص لبعض المواد من خمسة الى أربعة حصص اسبوعية ناهيك عن أن منهاج الثانوية العامة طويل.
وقد وافقها الرأي الاستاذ رفيق حجة استاذ الثقافة العلمية والفيزياء لطلبة الثانوية العامة في مدرسة ذكور المجد الثانوية ببلدة دورا القريبة من الخليل " على سبيل المثال منهاج الفيزياء يحتوي على الكثير من المعلومات والمفاهيم والقوانين العلمية التي تحتاج لشرح مطول ,والطالب ينتقل من عنوان لعنوان دون ربط كبير بين هذه العناوين,وذلك ما يضع الطالب في متاهات عديدة ,ومن ناحية أخرى فان المنهاج لا يربط بين دراسة المعلومة وأهمية تطبيقها في الحياة العملية.
لذلك كله يقول معلم الصف الثاني الثانوي منذ ثمانية سنوات " الطالب سيواجه عبيء ومجهود كبير في التأقلم مع المنهاج الجديد خاصة أنه منهاج يدرس للمرة الاولى وهذا يرهق كاهل طلاب الثانوية العامة الذين سيدرسون للمرة الاولى منهاجا فلسطينيا.
فرحة وطنية عارمة بأن تكون لدينا مناهجنا الخاصة بنا والتي تناسب تجربتنا الوطنية وسيرة شعب مناضل من أجل استرداد حقوقه ..وأيضا أن ينتسب الطالب الفلسطيني الى روح العصر والعلم والمعرفة ..وأن نثبّت في هذا الطالب الثوابت المطلوب تثبيتها في بناء شخصية هذا الانسان مع ذلك نقول أن ليست المشكلة فقط هي صعوبة المنهاج ولا كفاءة المدرس ..انما في عدد الحصص لكل مادة ..والحالة الاقتصادية لأولياء أمور الطلبة..ولكل هذا يبقى المنهاج الفلسطيني الجديد وشبح الثانوية العامة نقطتين تثير القلق لدى طلاب الثانوية العامة.
#هيثم_الشريف (هاشتاغ)
إيëم_الôٌي#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟