كلام الناس : نظريات جعجعية ..!!

جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 38 - 2002 / 1 / 17 - 08:08
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

تحية : كل معلومة واردة في المقال واقعية وليست من خيالي , بما في ذلك الحوار. لذلك لم أضف من سخريتي على السخرية نفسها شيئاً ..



كلام الناس : نظريات جعجعية ..!!

في الفترة بين 20/12/1990 و 17/1/1991 انقسم الرأي العام العراقي ، الرسمي والشعبي ، القيادي والقاعدي ، العسكري والمدني ، الى قسمين :

القسم الأول يقول أن الضربة العسكرية في عاصفة الصحراء قادمة لا ريب فيها ..!

القسم الثاني يقول إن الأميركان يجعجعون بلا طحين ..!

كان الرئيس حفظه الله من مؤيدي رأي القسم الثاني .

لكنه غيّر رأيه صباح يوم 16/1/1991 عندما كان في اجتماع حضره سعدون حمادي .

سأله حفظه الله ورعاه :

ـ ما رأيك يا سعدون . هل جورج بوش شجاع أم جبان ..؟

ـ جبان يا سيدي ..

نهض حفظه الله ورعاه من مكانه كالملسوع وهو يصيح :

ـ إذن سيضربون .. طالما هو جبان سيضربنا الليلة ..الليلة الليلة وليس غداً ..! اختبئوا الليلة . كل واحد يختار له مكاناً أميناً ..!

على الفور غادر المكان الى بيت صغير في منطقة القصر الجمهوري بكرادة مريم . بات ليلته هناك كمكان آمن ..!

في الساعة الثانية والنصف بعد منتصف ليلة 16 – 17 من جنوري 1991 بدأت حرب الخليج الثانية لعنها الله ولعن مسببيها.. فزّ الرئيس من نومه على أزيز الطائرات وصواريخ كروز تخترق سماء بغداد ، فصاح بصوت عالٍ:

ـ يا محلى النصر بعون الله ..

ركض نحوه المقدم الهمام عبد حمود :

ـ سيدي سيدي الجيران يسمعونا إذا تكلمتَ بصوت عالٍ .. سننكشف ..!

كانوا في البيت مختبيئين ثلاثة اشخاص : الرئيس وسكرتيره عبد ورئيس حمايته تلك الليلة سلام كريم .

شرع الرئيس بعد ذلك بعدة دقائق وفي ضوء فانوس يكتب بيانه الأول في هذه الحرب بادئاً بالقول: لقد غدر الغادرون .

بعد ساعة من الكتابة والشطب والإضافة والمراجعة أكتمل النص .طلب من عبد حمود مسجلاً لتسجيل بيانه وإذاعته بصوته .

نفذ عبد الأمر فوضع جهاز التسجيل الصغير الأحمر على المنضدة . بدأ صوت الرئيس ملعلعاً فأكمل التسجيل بكل هدوء..!

ـ خذه يا سلام الى لطيف نصيف جاسم في مبنى الإذاعة لأذاعته فوراً ..

أستلم الشريط لكنه تذكر ضرورة فحصه قبل إرساله :

ـ سيدي ألا تجد ضرورة فحص الشريط أولاً ..؟

ـ حسناً افحصه .

بعد الفحص وجدوا أن الخطاب غير مسجل في الشريط . كان المسجل بلا باتري . جلبوا باتريات من راديو عبد حمود ثم أعيد التسجيل وأرسل على الفور الى الإذاعة والتلفزيون بيد أحد ضباط الحماية.

كان المذيع حسين حافظ جاهزاً أمام الجهاز لإذاعة الشريط ..وقبل لحظة من تشغيله على الهواء ، صاح الوزير :

ـ دعنا نفحصه أولاً..

عند تجربة وفحص الشريط .. صدر منه صوت سعدي الحديثي وهو يغني أغاني البادية :

يا عين موليتين ..

يا عين موليه

جسر الحديد انكسر من دوس رجليه..

كلهم يبتسمون..كلهم مستغربون . كلهم واجمون ..!

الوزير مرتبك وحائر..!

لكن ضابط الحماية أصر على البحث داخل الشريط بعد الأغاني أو قبلها..!! قائلاً لهم ان الرئيس سجل خطابه على شريط قديم لعدم توفر شريط جديد..!!

بعد بحث دقيق داخل الشريط وجد الوزير كلمة الرئيس حفظه الله ورعاه يتلو بيانه التاريخي ..! يا نار كوني برداً وسلاما ..!! وكان البيان نفسه محروساً بأغاني الموليه ..!

بدأت بعد تلك اللحظة جعاجع أم المعارك .. !

أم المعارك فترة قصيرة في التاريخ العراقي بدأت بهزيمة المسجل الأحمر في مبنى الإذاعة وانتهت بهزيمة المسجل الأسود في خيمة صفوان ..!

يظل الناس يسألون الى الأبد : أيهما أسوأ أبو المعارك أم أمها ..!

كلام الناس : المغرور لا تنقصه الهزيمة إنما العقل ..!!

ــــــــــــــ

جاسم المطير

بصرةلاهاي في 17/1/002

#جاسم_المطير (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات