أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - غمكين ديريك - الانفال ...؟... ايها العرب .. ايها النبي .. ايها الله ؟















المزيد.....

الانفال ...؟... ايها العرب .. ايها النبي .. ايها الله ؟


غمكين ديريك

الحوار المتمدن-العدد: 1664 - 2006 / 9 / 5 - 06:24
المحور: حقوق الانسان
    


عشت تجربة حياة مريرة نسبيا وكنت شاهدا على مآسي عديدة ، واستمعت الى قصص كثيرة عن الحب والحياة وعن الموت والفناء ، عن الظلم والجبروت وعن التسامح والاخاء ، كما قرأة روايات عديدة في تاريخ البشرية وقصة الخلق ومنبع الانسان وصولا الى الحياة بما فيها من حزن واسى وحب وعشق الحياة والانسانية ، تعمقت في اللاهوت والمثيولوجيا وتاريخ الالهة ونشوئها بدأ من نشوء الالهة ووصولا الى تناقضاتهم وصراعاتهم من اجل التسلط والسيطرة واظهار الاقوى فيهم ابداعا وشبقا ومكرا وخداعا واخيرا خدمة للعباد وبناء الارض وما عليها .
والتفنن في خلق العباد والحيوان والطبيعة هي من صفات الالهة ، والتفنن في ممارسة الحياة وتشكيل الصعوبات والماسي والتعذيب والحب والعشق والسمو والتخاذل ايضا مواصفات اعطاه الالهة للمخلوق ، ولكن ابتكار اساليب القتل والتفنن فيها ، قد يفوق قدرة الالهة المعروفة لدينا ومنذ غابر الازمنة ، لاننا سمعنا بالطوفان ولكن الرب سمح لنوح ان يستقل سفينة ويحمل فيه الازواج من خلق الله ورعايتها في مكان اخر وحمايته من الفناء ، وسمعنا عن الالهة مردوك الذي انقلب على عصر الامومة واسس لسيطرة اله الرجل ، وسمعنا عن نيرون وحرقه لروما ولكنه سمح لاهل روما بمغادرتها ، وسمعنا عن الفرعون وقوم لوط والبربر ، وسمعنا عن موسيليني وهتلر وامريكا وقنبلته الذرية التي ابادت مدينتين فقط ، وسمعنا عن الاسلاميين الذين يتفنون في ذبح الاطفال في الجزائر والعراق وتفجير السيارات ، وسمعنا باكثر وبسطوع اعلامي كبير قتل الاسرائيليين لستة عشر طفلا او حرقة جزء من قرية دير ياسين ، او ما يسمى بمجزرة صبرا وشاتيلا والتي راحت ضحيتها نقطة من بحر ما نحن بصدده والتي عرفت بحملات الانفال .
الانفال هي حملات عسكرية شنتها الحكومة العراقية في عهد صدام حسين ما بين عامي 87 – 89 والتي راحت ضحيتها حوالي 182 الف كردي من النساء والاطفال والشيوخ ، بالاضافة الى هدم وحرق 4500 قرية وتسويتها بالارض ، والقضاء على كافة معالم الحياة العضوية في مناطق التي شملت هذه الحملات العسكرية المبرمجة والتي بدأت بتكليف صدام للمدعو على حسن مجيد بتولي مهمة القضاء على الوجود الكردي في شمال العراق ، والذي اصدر قرارا فور توليه هذه المهمة ( على حسن مجيد ) معمما على كافة القطاعات العسكرية المتواجدة في منطقة كردستان العراق ، والقرار هو اعدام كل شخص يتجاوز عمره 18 عاما وما دون السبعين ، ويحرق كافة القرى والقصبات ويتم هدم المنازل وكل معالم الحياة فيها وتسويتها بالارض عن طريق الدوزرات والمجنزرات العسكرية ، حرية الحركة والتصرف بكل شخص او ممتلكات او ماشابه من قبل هذه القوات ولها المبادرة الكاملة في القتل والتدمير والحرق ، وصولا الى الهدف الاساسي الذي ينص على امحاء الوجود والمعالم الكردية في المنطقة .
وبدات الحملات العسكرية بادارة قوم لم يتعرفو على قوانين الطبيعة او القوانين الالهية ، ووثقو هذه الحملات باسم الانفال تيمما بالاية الموجودة في القران الكريم حول الانفال ( اي غنائم الحرب ) واخذو يتفننون في رسم لوحات الفناء والامحاء ، من قتل وتدمير وحرق ليس للانسان فحسب بل طالت حتى المواشي والطيور والشجر والحجر ولم تسلم منها حتى الحشرات والكانات الحية الاخرى ، لانها اعتمدت على استعمال الاسلحة الكيمائية ايضا ، من اجل لاتبقى هناك عصفور يتذكر لباس كردي ، او فراشة تتعرف على زهرة من جبال كردستان ، او بلبل تاثر بغناء راعي كردي في انشاد تغريده ، او حمامة تعرف على رفقة الكردي وهي تفقص بيوضها وتعلم فراخها على الطيران برفرفة جناحيها الصغيرتين على سطح دار بناه كردي فقير لايريد من هذه الدنيا سوى العيش بكرامته الانسانية .
ايها العرب ... قدر الاقدار ان يخرج من بينكم رسول يدعو الى رسالة سماوية مضمونها السلام والاخاء واسلوبها السيف والاحتلال ، وقدرت الاقدار ان تؤمن الكثير من الشعوب راغبة او مكرهة بهذا الدين الحنيف ، وخرجتم من صحراء الجزيرة العربية الى ملكوت الارض وجناتها وتعلمتم لبس الحذاء بعدما كنتم حفاة وتعلمتم الغسل والنظافة بفضل الدين بعدما كنتم لاتغتسلون الا في السنة مرة ، وشاءت الاقدار ان تمتلكو ثروة باطنية في الجغرافية التي تحتلونها وتحولتم الى دول وممالك وامارات ، ولكن كان الاحرى بكم ان تحسنوا التعامل مع الشعوب الاخرى وتتعلمو منها ، لانها خلقت وتنوعت الاجناس والاقوام واختلفت من اجل ان يتم التعارف والاستفادة من حسناتهم وليس من اجل ان يبيد قوم قوم اخر ، ولكنكم تلذذتم بقتل الاطفال واختراع اساليب للفتك والقتل والدمار وتنوعت اساليبكم ، فمنهم من قتل وهو مربوط بالديناميت والاخرون رميا بالرصاص ومنهم سحقت اجسادهم بالمجنزرات واخرون دفنو وهم احياء تيمما بوأد البنات التي كانت معروفة عندكم ، وتلذذتم بدموع الاطفال وهم يفطسون بالمواد الكيمائية ، وفرحتم كثيرا واحسستم بنشوة الانتصار عندما ولتم جنات كردستان الى صحراء لايعيش فيها النحل والنمل والفراشة والطير والزهر والشجر ، واهلكتم سكانها ولم يعرف لهم شاهد قبر في كردستان بل اخذتموهم الى الصحراء القريبة من الجزيرة العربية وكانكم تنتقمون من الله لانه خلقكم في صحراء الجزيرة العربية ، قد تقولون انهم زمرة او عصابة فعلت ما فعلت وليس للعرب اية علاقة بهم والعروبة بريئة من صدام ونظامه ؟ وساكون سعيدا لسماع هذا ولكن ؟
ايها النبي ... هل اخطأ الالاف من الكرد عندما آمنو برسالتك ، هل كانت مهمتك هي تعريب الارض والانسان والحيوان وازالة كل ما هو ليس عربي صحراوي وبدوي غير حضاري ، هل اخرجت من قوم من اجل ان تعلمهم التسامح والاخاء والمحبة والسلام ام فعلا كل ما فعلوه كان تراثا اسلاميا ومن مضمون الرسالة السماوية التي كرمكم الله بها ، ام ان هذه الملة خرجت عن تعاليمك وعصيت اوامرك واوامر ربك الاقدر والعلي العظيم ، ام انهم من الردة والمنافقين الذين يتحدثون باسمك واسم ربك الحنيف ، ويهدمون كل ما له صلة بك ويقتلون كل من قال ( اشهد ان محمدا رسول الله ) ام انهم يخافون الاطفال الذين يحملون في قلوبهم التسامح والاخاء والمحبة والسلام ، لذا قامو بقتلهم ورميهم في صحراء مجهولة ، وكانهم يسلمونك اجساد هؤلاء الشهداء ويقولون لك لن نجعل امتك تتعاظم وتكبر وتتوسع ، هل ينتقمون منك ايها النبي بقتل النساء وانت من حررت النساء من ظلمهم وحرمت عليهم وأد البنات ، ام انك برئ منهم ومن نظامهم ومن افعالهم وجرائمهم ؟ وتساعد الضحايا الان من اجل محاكمة هؤلاء القتلة ؟
ايها الله .. آمنت بك وبرسالتك وبقدرتك وآمنت برسلك وكتبك السماوية ، امنت بوحدتك وكل اياتك التي نزلت على رسولك في القران الكريم ومنها ( يسالونك عن الانفال قل الانفال لله ورسوله ) ، فهل تصح ان تصبح اجسادنا وارواحنا وارواح اطفالنا ونسائنا انفالا لك ولرسولك ، ونحن قوم نؤمن بك وبرسولك ، أيصح ان تصبح ارضنا جرداء لاتعيش فيها اي مخلوق من التي خلقتها ورزقتها بمعرفتك ، أيصح ان تهدم كل المساجد التي ترفع فيها اسمك في اليوم خمس مرات والالاف من البيوت والقرى والقصبات التي بنيت تحت رحمتك وبقوتك وايمان اصحابها بكرمك وقدرتك ، ويرفع فيها الصلوات ويقوم اصحابها الصلوات والدعاء لك فيها ، أيصح ان يخرب مشيئتك في خلق الاعداد اللامتناهية من الحيوانات والحشرات والاعشاب ويتم دفنها وفنائها في غمضة عين ، ام انك قلت كن فيكون وانقلبت عليهم وقلت لاتكن فلم يكون ولم يبقى لهم اي اثر ، ام انك اخطات حين خلقتنا اكرادا واعطيتنا لغة وتاريخ وحضارة ، وهؤلاء يريدون اصلاح خطأك ام انكم انتم امرتم هذا القوم باصلاح الاخطاء الالهية ، ام ان هذه الزمرة هي تتبع خطى الشيطان وتقاتلكم ، او انهم اعدائك ونحن لانعلم لاننا لاذنب لنا سوى انك يا رب العالمين خلقتنا اكرادا ونعيش بمشيئتك وهل الانفال ايضا كانت بمشيئتك وقتل وافناء 182 مئة واثنان وثمانون الف من الشيوخ والنساء والاطفال من اوامرك ووحيك ، ام اننا اخطأنا في عبادتك ولم نتعرف على تعاليم رسولك وخالفنا ارادتك ، لنلقى جوابك على يد المهدي ( صدام ) كما كان يسموه العرب ، ولكن ارجع واقول وانا مقتنع ان هؤلاء المتسلطنين كانو اعدائك وحقا انك تمهل ولاتهمل ، ولكن ياريت كان امهالك اقصر لاننا خسرنا مالا يعوض الا بمشيئتك .



#غمكين_ديريك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الواقعية وخداع النفس
- هل المهدي قادم... ام الشرق الاوسط الجديد
- الحركة الكردية السورية والمجلس الوطني او مؤتمر الوفاق
- الاول من ايار كان عيدا للعمال
- ليلة سقوط دمشق
- المفهوم القومي لدى الشعوب السورية
- اذار.... المراة والانتفاضة ونوروز
- اذار اول خطوة سليمة نحو الديمقراطية 12
- الحراك الديمقراطي والتنظيم في سوريا
- المراة بين الواقع وطموح الشعارات
- المعارضة الكردية بعد خدام
- ردا على رياض الترك (م. طلب هلال الثاني ) 2
- نحن ومعوقات الديمقراطية
- القضية الكردية بين الانكار و الوجود
- دراسة تحليلية في البنية التنظيمية للحركة الكردية في سوريا
- قصة ميليس
- الرجل يعرف بكلمته التي لن تتغير ولو طارت راسه
- رسالة إلى إعلان حلب
- من بين المتاهات
- هل ستتساوم قامشلوعلى كرديتها


المزيد.....




- جريمة جديدة.. إسرائيل تجوع الأسرى الفلسطينيين في سجونها
- نادي الأسير الفلسطيني: الجيش الإسرائيلي شن حملة اعتقالات بال ...
- شاهد.. الأردنيون ينددون بالمجاعة في غزة ويوجهون هذا النداء
- صندوق تقاعد نرويجي ينسحب من كاتربلر بسبب تورطها في الانتهاكا ...
- نتنياهو يناقش احتمال إصدار أوامر اعتقال ضده وجالانت
- الأمم المتحدة تكشف عدد اللاجئين السودانيين المهجّرين إلى تشا ...
- الهلال الأحمر: الآلاف من سكان قطاع غزة يواجهون خطر المجاعة
- محنة العابرين.. مأساة المهاجرين بين ضفتي المتوسط
- حملة اقتحامات تخللها اعتقالات في مناطق متفرقة بالضفة
- أوراق التوت الأخيرة.. المجاعة بغزة تكشف عورات العالم!


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - غمكين ديريك - الانفال ...؟... ايها العرب .. ايها النبي .. ايها الله ؟