|
جذبة الإسلاميين ضد الرابطة المحمدية للعلماء.
سعيد الكحل
الحوار المتمدن-العدد: 7162 - 2022 / 2 / 14 - 18:24
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
تعالى من جديد لغط الإسلاميين بعد اللقاء الذي جمع رئيس مكتب الاتصال الإسرائيلي بالمغرب، دافيد كوفرين، بالأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، السيد أحمد العبادي . والخبر نشره غوفرين، يوم الأربعاء 9 فبراير 2022 ،على حسابه بموقع “تويتر”، حيث كتب : “سعدت بلقاء الدكتور أحمد عبادي، تباحثنا خطط عمل تطبيقية عدة، محاولين إخراجها إلى أرض الواقع، فيما يخص التعاون بين الأئمة المسلمين والحاخامات اليهود”. هكذا كتب عبد العزيز أفتاتي، القيادي بحزب العدالة والتنمية، على صفحته بالفيسبوك (في بضعة أيام يمضي المغرب الرسمي إلى توطيد تورطه و مد خيوط تشبيك تسعى لتعميق الاختراق الصهيوني، و هو أمر مدان و مرفوض بدون لف و لا دوران. • أن يقدم ممثل " الكيان العنصري الاستيطاني الصهيوني" على تعميم خبر اجتماعه بمسؤول رابطة علماء المغرب " قصد التعاون بين الأئمة المسلمين و الحاخامات ل ......" أم الكوارث الوجودية، لان الغرض هو محاولة لنقل الخلاف إلى مؤسسة العلماء و من ثم إلى عمق الثقافة و الفكر و العلم و آخر حصون الممانعة العقائدية و الحضارية ). كما نشر موقع حركة التوحيد والإصلاح إدانة اللقاء على لسان رشيد فلولي ، منسق “المبادرة المغربية للدعم والنصرة” الذي اعتبار "هذا اللقاء زلة كبيرة اقترفها الأمين العام للرابطة المحمدية لعلماء المغرب باستقباله الصهاينة مجرمي الحرب ممثلين فيما يسمى مسؤول مكتب الاتصال". ومن ثم "أكد فلولي على رفض وإدانة واستنكار أي تعاون وتنسيق بين علماء المغرب المجاهدين المناصرين لفلسطين ومع حاخامات الكيان الصهيوني الذين يفتون بقتل الفلسطينيين والعرب". هكذا يسعى البيجيدي إلى فرض وصايته على الدولة بكل مؤسساتها لتكون قطاعا تابعا له ينفذ توجهاته السياسية وقناعاته الإيديولوجية حتى وإن كانت خطرا على الوحدة الترابية للمغرب أو تعارضت مع مصالحه العليا . فالحزب فوق الدولة والوطن عند كل الإسلاميين باختلاف فصائلهم . إن لغط الإسلاميين هذا ليس تعبيرا عن مواقف مبدئية ثابتة لهم إزاء قضايا وطنية أو قومية ، وليس نابعا من عقيدة راسخة لديهم تمنعهم من إباحة أو مباركة ما يتعارض مع مبادئهم وعقائدهم ؛ إنما أرادوا أن يجعلوا من اللقاء إياه فرصة لتنشيط الأداة الحزبية والدعوية بعد الاندحار الذي تلقته في انتخابات ثامن شتنبر الماضي . ذلك أن ما يدعيه أفتاتي من أن "الاختراق الصهيوني مدان ومرفوض بدون لف ولا دوران"،هو من جهة ، متاجرة بالقضية الفلسطينية ، ومن أخرى ،محاولة لتضليل الأتباع وخداع المواطنين. فالمغاربة قاطبة يعلمون علم اليقين أن زعيم البيجيدي وقّع على الاتفاق الثلاثي بين أمريكا وإسرائيل والمغرب ، والذي بموجبه تقرر استئناف العلاقات الدبلوماسية بين المغرب إسرائيل . كما أن عضو أمانتهم العامة ، عزيز الرباح، قال إنه مستعد للذهاب إلى إسرائيل في زيارة عمل رسمية .ورغم ذلك يزعم البيجيديون "الممانعة" و"الرفض" و"الإدانة"، ويمنّنون النفس بأنه (لابد من وقفة جامعة للقوى الوطنية الممانعة لمواجهة التطبيع كأحد اكبر الأخطار المحدقة بالمغرب حالا و استقبالا). إن توقيع الاتفاق الثلاثي من طرف أمين عام البيجيدي يدل دلالة قاطعة على كون القضية الفلسطينية لا تشكل قناعة ولا عقيدة لدى الحزب . ذلك أن القضايا التي تمثل مبدأ من مبادئ أي حزب ستجعله يضحي بالمغانم والمكاسب من أجل الوفاء بها . وحتى يكون البيجيدي منسجما مع مزاعمه بكون القضية الفلسطينية ثابتا من ثوابته ، كان من المفروض عليه أن يرفض التوقيع مهما كانت خسارته السياسية . لكن أن يوقع زعيمه على الاتفاق ،ويتمم ولايته على رأس الحكومة ويطمع ، بكل وثوق ،في الولاية الثالثة ، ثم يأتي اليوم ليندد بلقاء أمين عام الرابطة المحمدية لعلماء المغرب بالمسؤول الإسرائيلي ، فالأمر لا يعدو أن يكون نفاقا سياسيا يداري به الحزب عوراته وهزائمه ويحاول تلميع صورته لدى الرأي العام الوطني. ولا ننْس أن البيجيديين فقدوا أية مصداقية تسمح لهم باستغلال عدد من المشاكل الاقتصادية أو الاجتماعية مثل موجة غلاء المحروقات والمواد الغذائية لكسب بعض الشعبية ، أو تنظيم الاحتجاجات من أي نوع أو مستوى كانت . فهُم على علم تام بأن حزبهم وأمينهم العام كانا مصدر قرار تحرير أسعار المحروقات دون اتخاذ الإجراءات الواجب اتخاذها لمنع الاحتكار أو الاستغلال حماية للقدرة الشرائية للمواطنين. إذ لا يخفى على أي مواطن أن ارتفاع ثمن المحروقات وغلاء أسعار المواد الاستهلاكية لم يرتبطا بحكومة أخنوش ، بل طبعا تجربة البيجيدي على رأس الحكومة رغم التهديد بتسقيف أسعار المحروقات التي أطلقها الحزب على لسان وزيره في الحكومة وعضو أمانته العامة ، لحسن الداودي . لهذا لا يمكن للحزب أن يطالب اليوم بتسقيف الأسعار وهو الذي عجز عن تنفيذه ؛ بل تواطأ مع شركات توزيع المحروقات لنهب جيوب المواطنين بشهداة وتأكيد من والي بنك المغرب السيد عبد اللطيف الجواهري. كما لا يمكنه أن يدعو إلى الاحتجاج على غلاء أثمنة المواد الاستهلاكية وهو الذي سمح بها ، خاصة في آخر ولاية سعد الدين العثماني على رأس الحكومة. إذن ، لم يعد من مجال أمام البيجيدي للمناورة غير القضية الفلسطينية ، باعتبارها متجذرة في وجدان الشعب المغربي . مناورة باتت مكشوفة على اعتبار أن المغرب لم يغير موقفه من القضية الفلسطينية ، بل ظل وسيبقى داعما للنضال والصمود الفلسطيني حتى ينتزع حقه في إقامة دولته المستقلة . والمواطنون لا يحتاجون تزكية من البيجيدي وباقي الإسلاميين ، وقد عاينوا ، عبر عقود وإلى اليوم، مدى الدعم المادي والدبلوماسي الذي يقدمه المغرب للفلسطينيين دون تمييز بين قطاع غزة والضفة الغربية .وتكفي هنا الإشارة إلى تصريح صحفي للمتحدث باسم وزارة الصحة بقطاع غزة بأن المغاربة “ملكا وحكومة وشعبا، يقفون إلى جانب إخوانهم الفلسطينيين العزل كلما اقتضت الضرورة ذلك، ولا يتوانون في دعم صمودهم وحقوقهم المشروعة في التحرر والاستقلال”. إن استئناف العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل لا يحتاج تفويضا من الإسلاميين ، كما أن تطوير العلاقات بين البلدين ومؤسساتهما ليست من اختصاص البيجيدي . إنها مسألة سيادة المصلحة العليا للوطن التي لا تدخل ضمن أدبيات التنظيمات الإسلامية . أما الرابطة المحمدية لعلماء المغرب فلها هيكلتها التنظيمية وهيأتها التقريرية التي تبت في كل القضايا التي تدخل ضمن اهتمامها. وعلى البيجيدي أن يستوعب الحقيقة بأن الرابطة المحمدية لم تعد هي رابطة علماء المغرب التي جعلها الحزب قطاعا موازيا له ووظفها لخدمة مشروعه المجتمعي .
#سعيد_الكحل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سيد القمني فاضح خُبث الإخوان حيا وميتا.
-
حين أزال المغرب جبلا من أجل إنقاذ أحد أبنائه.
-
الذكرى الخامسة لعودة المغرب إلى الأسرة الإفريقية.
-
المقرئ أبو زيد: هرب النحل علّقوا إسرائيل.
-
حين انقلب فرونسوا بورجا على تصوره لمستقبل الإسلاميين.
-
الرهانات الخاسرة للجزائر على القمة العربية.
-
متى كان الاحتفال والفرح الجماعي يحتاج إلى فتوى ؟
-
لما تصغي ألمانيا لصوت الحكمة والمصلحة .
-
ما عادت التجارة في الدين تفيد البيجيدي .
-
أي مشروع مجتمعي ورّثه الشيخ ياسين لجماعته ؟
-
سنحتفل برأس السنة ولوْ كَرِه المتطرفون ؟
-
مشروع وزير الأوقاف الذي لم يُرض حركة التوحيد والإصلاح.
-
لما يتوهّم الإسلاميون أن الطريق إلى القدس يمر عبر الرباط.
-
الاعتراف الذي لم يزد الجزائر إلا خسارا.
-
ألا في الفتنة سقطوا.
-
جبهة ضد مصالح الشعب والوطن.
-
الإسلاميون يشرعنون العنف ضد النساء ويتضامنون مع الضحايا.
-
نعيق الجماعة سيقود إلى الجيَف.
-
الحاجة إلى قانون جنائي يرقى بالمغرب .
-
الخطاب الملكي ينهي مرحلة الابتزاز الأوربي .
المزيد.....
-
مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي
...
-
أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع
...
-
الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى
...
-
الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي-
...
-
استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو
...
-
في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف
...
-
ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا
...
-
فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي
...
-
استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس
-
ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي على النايل سات لمتابعة الأغاني
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|