|
ثورة الاقباط الحمراء
مدحت قلادة
الحوار المتمدن-العدد: 1664 - 2006 / 9 / 5 - 06:24
المحور:
حقوق الانسان
هزني كثيراً ما تطرق إليه الدكتور شاكر النابلسي، عميد الكتاب الليبراليين في مقاله المنشور على صفات بعض الجرائد الالكترونية وتحدث فيه عما وصفه بثورة الأقباط البيضاء، والتي أسهب فيها بشرح مظاهر مدى تأصل الكراهية للأقباط من قبل المتاسلمين، كما أوضح باستفاضة حجم المعاناة التي يلاقيها الأقباط وواقعهم المؤلم، والأمر الأكثر إثارة للأسف والإحباط في هذا السياق هو أن هذا الواقع نتيجة سياسات خططت لها الحكومات المصرية المتعاقبة، منذ انقلاب العسكر 1952، وتورط في هذا الوضع القاسي ضد أبناء مصر من الأقباط قادة رسميون أصروا على نشر أجواء الكراهية بين أبناء الوطن، وحرضوا المسلمين ضد الآخر عموما والأقباط خصوصا. ولعله ليس تكراراً للوضع المتردي الذي يعيشه الأقباط، بقدر ما هو توثيق لمعاناتهم كما أوجزها الدكتور شاكر النابلسي وهي باختصار : ـ اعتبار الأقباط خونة وليسوا جزءاً أصيلاً من أبناء الوطن ـ حرمان الأقباط من تقلد الوظائف الحساسة مثل أمن الدولة والمخابرات ورئاسة الجامعات والمناصب العليا في الجيش و الشرطة والقضاء. ـ تسليم ملفهم لجهاز أمن الدولة كأنهم خطرين على أمن الوطن. ـ الاستهزاء بعقيدة الأقباط في الإذاعة والتليفزيون والصحف والمجالات بواسطة حملة المباخر الأزهرية سليم العواء ومحمد عماره اليساري السابق والإخوانجى اللامع الان، وطارق البشري وزغلول الفشار و فهمي هويدى وكثيرين في كل قطاعات الدولة المختلفة علاوة على الكراهية الشديدة للأقباط في أدبيات وكتابات الإخوان المسلمين من مرشديهم السابقين واخيراً مهدى عاكف (صاحب الطزات الشهيرة) الذي يفضل ماليزيا لحكم مصر. ومضى الدكتور النابلسي إلى حد إدانة شيخ الأزهر شخصيا متهماً إياه بالتناقض الواضح فى الصورة المملوءة بالحب أثناء لقائه مع البابا شنودة الثالث مدللا ( اسمع كلامك أصدقك أشوف أعمالك استعجب) ورغم التحليل المتميز للدكتور النابلسي، غير أن الصورة أسوأ كثيراً مما تفضل مشكوراً بتسليط الضوء عليها، لان معاناة الأقباط تتنامى وتتضاعف، حتى اصبح اضطهاد الأقباط في كافة مناحي الحياة والسبب ببساطة هو رئيس الجمهورية شخصيا وليس غيره. أقول ذلك لأن دول الشرق الأوسط تحكم ديكتاتوريات تصنع من الحاكم نصف إله لا يحمد على مكروه سواه، ويعلم القاصي والداني أن مصر تحكم بطريقة One Man Show ولا توجد في العالم العربي دولة واحدة ديمقراطية بل إنها ديكتاتوريات وصدق القول على طريق الحاكم في المنطقة العربية ( من القصر إلى القبر ) وكل الشعوب العربية تضع كل أمالها في التغير على عزرائيل المنقذ الوحيد. إلا أن بنظرة ثاقبة للمستقبل تؤكد أن هناك ثورة للأقباط قادمة لا محالة ولن تكون بيضاء بل ستكون ثورة حمراء لان الاضطهاد والإذلال الذي يعانيه الأقباط قد زاد بدرجة لا تطاق واليك الأمثلة. حرمانهم من ترميم وبناء كنائسهم ( التي تبنى بأموالهم الخاصة وليست مثل المساجد التي تبنى بأموال الدولة ومشاركة 35 % من دافعي الضرائب الأقباط ) وحوادث الاعتداء على الكنائس كثيرة جدا من سنة 1971 ديسمبر حادث حرق كنيسة الخانكة في عهد الرئيس المؤمن ! محمد انور السادات مرورا بالعياط ثم توالت الأحداث على سبيل المثال لا الحصر. يوليو 1980 حرق كنيسة العذراء قصرية الريحان بمصر القديمة تماماً يونيو 1981 تفجير كنيسة العذراء بمسرة ومقتل سبعة أشخاص على الأقل يونيو 1981 مذبحة الزاوية الحمراء بالقاهرة ونجم عنها 1 قتيل طبقا لتصريح اللواء حسن أبو باشا وزير الداخلية في ذلك الوقت مايو 1990 مذبحة الإسكندرية مقتل القس شنود حنا عوض وزوجته تريزة اليأس بشاي وخمسة آخرين مايو 1992 مذبحة ديروط مقتل 13 من بينهم طفل صغير وفلاح عجوز مارس 1994 مذبحة دير المحرق بأسيوط مقتل اثنين رهبان وثلاثة آخرين فبراير 1996 مذبحة عزبة الأقباط بالبدارى مقتل ستة أشخاص وإصابة آخرين فبراير 1997 مذبحة أبو قرقاص بالمنيا مقتل تسعة شبان أثناء اجتماع الصلاة بالكنيسة مارس 1997 مذبحة بهجورة بنجع حمادى مقل ثمانية أشخاص بينهم عجوز عمره 70 عاما يناير 2000 مذبحة الكشح مقتل 21 بينهم طفلان وامرأتان أبريل 2006 مذبحة الإسكندرية شخص عجوز وإصابة 15 آخرين يأتي هذا فضلاً عن خطف القبطيات القاصرات لاسلمتهم مثال ( ماريان وكريستين نادر من البحيرة ) وهابدي صليب من شبرا ونيفين ماهر من الإسكندرية وكل هولا دون الثامنة عشر بل أن ماريان كان 16 سنة وكريستين 14 سنة ونصف مع وضوح ودور أمن الدولة في عملية الاسلمة القسرية، وصمت كافة المؤسسات الرسمية وحتى الأهلية عن هذه الممارسات. وإذا عرف السبب ظهر العجب لكل هذه الماسي والآلام، فقد أشار محللون كثيرون إلى اتفاق غير مكتوب بين النظام الحاكم في مصر وجماعة الأخوان المسلمين خاصة خلال الانتخابات الأخيرة . المزايدة بين الدولة والإخوان على كسب الغوغاء ( الشارع ) باضطهاد الأقباط سطوة الإسلام السياسي ماليا بعد تدفق عائدات البترول على دول الخليج ومن إيران اختراق المتطرفين والإخوان المسلمين للقضاء المصري. استخدام الإسلاميين كفزاعه للغرب بعد حوادث ( مدريد وبالى ولندن والفلبيين وروسيا ) لصرف الشعب فى الحروب الداخلية لاستمرار الفساد والسرقة والنهب. والنتيجة الطبيعية الحتمية للاضطهاد والإذلال هي ثورة الأقباط ولن تكون ثورة بيضاء بل ستكون ثورة حمراء بالدم وبالطبع هذا لن يحدث في عهد مبارك لان مبارك سيزول بقوة وغدر الإخوان الذين أخشى أن يكونوا قد اخترقوا كافة قطاعات الدولة، واصبحوا القوة الحقيقة في مصر ومبارك لم ولن يتعلم من سلفه السادات، ويعي الدرس القائل (اللي يلعب بالنار لابد من حرقة، وطباخ السم لابد أن يذوقه) سيدرك مؤخرا أن التقية الإخوانيه شيطانية والاتفاق معهم مثل من يتعامل مع ثعبان سام أو ثعلب ماكر، ومهما حاول ألان الحد من سطوة الإخوان بالأساليب البوليسية فلن يفلح لعدم رجوع الساعة. ولن يفلح أيضا في منع حدوث ثورة الأقباط الحمراء كنتيجة طبيعية للإذلال والاضطهاد المستمر والدائم والمتزايد. اللهم أبلغت اللهم فاشهد. وفى المقالة القادمة نوضح كيف ستكون ثورة الأقباط حمراء ؟
#مدحت_قلادة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أمة من الرعاع .. صدق شيخ الأزهر
-
علاج مجاني على الطريقة المصرية
-
السياسة القذرة للحكم المصري بين مجنون الإسكندرية ومجنون المق
...
-
مؤتمرات الأقباط العالمية
-
قلادة يرد على الشيخ نهرو طنطاوى
-
ضربة الخزي والعار لنظام مبارك
-
نعم كل هذا العنف والإرهاب ولكن كيفية الخلاص منة ؟
-
الكنيسة بين مفهوم المسيحيين والمتأسلمين
-
الشياطين يتظلمون
-
الحسابات الختامية للمشكلة الكاريكاتيرية
-
دماء أقباط مصر
-
حديث الرئيس التليفوني بين واقع مظلم وأمل منشود
-
وائل الابراشى والحقيقة الضائعة
-
الحروب السرية للحكومات المصرية
-
لماذا أقباط مؤتمر واشنطن خونة
-
مؤتمر الأقباط بواشنطن والصحافة المصرية
-
الأقباط كبش فداء
-
الأصابع الخفية لحادث الإسكندرية
-
مبارك إذ يحلف اليمين
-
النكتة التي أصبحت تنطبق علينا
المزيد.....
-
الأمم المتحدة: مقتل عدد قياسي من موظفي الإغاثة في 2024 أغلبه
...
-
الداخلية العراقية تنفي اعتقال المئات من منتسبيها في كركوك بس
...
-
دلالات اصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق نتنيا
...
-
قرار المحكمة الجنائية الدولية: هل يكبّل نتانياهو؟
-
بعد صدور مذكرة اعتقال بحقه..رئيس الوزراء المجري أوربان يبعث
...
-
مفوضة حقوق الطفل الروسية تعلن إعادة مجموعة أخرى من الأطفال
...
-
هل تواجه إسرائيل عزلة دولية بعد أمر اعتقال نتنياهو وغالانت؟
...
-
دول تعلن استعدادها لاعتقال نتنياهو وزعيم أوروبي يدعوه لزيارت
...
-
قيادي بحماس: هكذا تمنع إسرائيل إغاثة غزة
-
مذكرتا اعتقال نتنياهو وغالانت.. إسرائيل تتخبط
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|