أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - نهاد ابو غوش - تحديات الإعلام التقدمي في ظل تسارع الثورات التكنولوجية














المزيد.....

تحديات الإعلام التقدمي في ظل تسارع الثورات التكنولوجية


نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)


الحوار المتمدن-العدد: 7159 - 2022 / 2 / 11 - 23:42
المحور: الصحافة والاعلام
    


حين نتحدث عن الصحافة فإننا نتحدث عن وسائل الإعلام بشكل عام، ربما يميل المقصود بكلمة "الصحافة" عادة إلى الصحافة التقليدية وهي الصحافة المطبوعة على الورق، لكن مصطلح الصحافة PRESS بات يتداخل اكثر فأكثر مع وسائل الإعلام والاتصال الأخرى أي ال media المسموعة والمرئية والاليكترونية. وأكثر من ذلك فإن وسائل الإعلام التقليدية والقديمة وخاصة الصحف المطبوعة والراديو والتلفزيون باتت تتداخل مع وسائل الإعلام الجديد ووسائل التواصل الاجتماعي، وإن كان ثمة بعض العلماء والدارسين والمختصين يتوقعون انقراض بعض وسائل الإعلام التقليدية وخاصة الصحف المطبوعة والتلفزيون في ضوء الثورات العلمية والتكنولوجية السريعة والمتواصلة، وهيمنة بعض وسائل الاعلام الاجتماعي التي باتت توفر نفس خدمات الإعلام التقليدي ولكن بحسب مزاج المتلقي ووقت فراغه مثل حضور تقنية الفيديو والافلام وقنوات يويتيوب محل التلفزيون، والمواقع الاليكترونية محل الصحافة، حتى باتت كل إذاعة ومحطة تلفزيونية بل كل مؤسسة لها موقعها الاليكتروني الخاص الذي يقدم خدماتها الإخبارية والترفيهية والمتنوعة، وبعد ان اصبح بمقدور كل مواطن يملك هاتفيا ذكيا ومتصلا بالشبكة العنكبوتية أن يوثّق الأحداث، وأن يبث الأخبار والصور من اي مكان هو فيه إلى كل العالم خلال ثوان، اي أن ينقل الأحداث في بث حي ومباشر في وقت حصولها أي in real time وهو ما أحدث ثورة حقيقية في عالم الإعلام والصحافة، هذه التطورات حملت ابعادا اقتصادية أثرت على تمويل الإعلام وجدوى عمليات الإعلان التي مثلت المصدر الرئيسي لتمويل الصحافة، ولذلك توقفت صحف عالمية كبرى عن الصدورن وسرّحت جيوش موظفيها ومراسليها، واكتفى الآخر البعض منها بإصدار نسخة اليكترونية بدل الورقية، ولكن أرى أن من المبكر الحكم بانقراض اشكال معينة وبقاء غيرها لأن التطورات لم تستقر بعد، ومن الصعب أن تستقر في وقت قريب، بل يمكن أن تتعايش الأشكال القديمة مع الجديدة إلى أمد غير معروف، حتى مع ظهور تقنيات جديدة لوسائل التواصل الاجتماعي.
من المؤكد أن تأثيرات الثورة العلمية التكنولوجية على عالم الإعلام والصحافة لا تقتصر على الشكل فقط من حيث الأدوات والوسائل الرقمية والورقية والمسموعة والمرئية، بل باتت تؤثر على المضمون وكيفية تقديمه عبر رسائل مكثفة وقصيرة، وهو ما ينعكس على خدمات الاتصال والإعلام كافة ومن بينها فنون الكتابة الصحفية كالمقالات والتقارير والتحقيقات والأخبار، والفنون البصريةن وابرز الاتجاهات في هذا الشأن هو تقديم المعلومة على شكل وجبات سريعة وقصيرة ومكثفة، وتزامن المؤثرات الحركية والصوتية والبصرية.
غالبا ما يرتبط دور الصحافة بكونها أداة من أدوات صناعة الوعي الجماهيري وتشكيل الراي العام، ولذلك تسعى القوى المسيطرة أو المؤثرة في المجتمع إلى استخدام الصحافة بما يحقق أهداف هذه القوى ومصالحها، فالسلطات والطبقات الحاكمة تسعى إلى نشر ثقافة الرضا والقبول وتعظيم الانجازات وتقليل السلبيات ، بينما القوى والأطراف المعارضة تسعى لتغيير الواقع وانتقاد القوى الحاكمة والمسيطرة، والتقاط اخطائها، وأحيانا تضخيم تجاوزاتها وتحريض الناس على الواقع الموجود من أجل تغييره. ولا يمكن تصور حصول اي تغير اجتماعي مثل الثورات والانقلابات والتحولات العاصفة في المجتمع والانتخابات والصراعات الوطنية والطبقية وحتى الصراع السياسي السلمي والتنافس داخل المجتمع من دون توفر أدوات إعلامية تخدم اهداف القوى المتنافسة أو المتصارعة.
ولكن في عالم يتغير كل يوم وباستمرار بات من المستحيل على اية قوىة سياسية أن تسيطر على الفضاء الايكتروني أو ان تواصل وصايتها وهيمنتها على وعي الجمهور، فتحدد له ما الذي يمكن له أن يراه وما لا يراه، وبات من المتعذر حجب مصادر المعلومات مع انفتاح شبكات الاتصال وبجميع لغات العالم على مداها، ومع أن الشركات الراسمالية الاحتكارية الكبرى، والمجمعات الرأسمالية هي التي ما تزال تسيطر على سوق الإعلام بما في ذلك على عمليات صناعة المحتوى،كما يجري مع شبكتي فيسبوك وتويتر اللتين تخضعان للمعايير الأميركية، وحيث تلحظ تأثيرات صهيونية متزايدة، في ما يجوز نشره وما لا يجوز مثل معايير تعريف الإرهاب والعنصرية واللاسامية، كما أن القوى الرجعية المرتبطة بالإمبريالية ما زالت هي القدر على التلاعب بالرسائل الإعلامية وصناعة وعي الجماهير من خلال مواصلة ضخ المعلومات المضللة، وإبراز ما يتناسب مع مصالحها واتجاهات عملها، والتعتيم على ما ترغب في طمسه وإخفائه، ولنا أمثلة كثيرة في هذا المجال مثل شيطنة أنظمة حكم مثل كوبا وفنزويلا والصين وكوريا الشمالية، والتركيز على ملفات حقوق الإنسان في هذه الدول، مقابل غض النظر عن جرائم العنصرية والاستعمار والاحتلال والنهب الجشع من قبل الشركات الاحتكارية لثروات العالم الثالث، ولكل ذلك فإن امام القوى الثورية والتقدمية في العالم تحديات إضافية لتطوير خطابها بحيث تكون قادرة على اختراق قيود الشركات الكبرى والأوساط الرجعية، و إيصال رسائلها إلى اوسع قطاعاعت الجماهير في العالم.



#نهاد_ابو_غوش (هاشتاغ)       Nihad_Abughosh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الشهيد الطفل نسيم أبو رومي
- عن رفض الاتحاد الافريقي قبول إسرائيل كعضو مراقب
- إسرائيل وأزمة اوكرانيا
- المجلس المركزي الفلسطيني يستدعى عند الحاجة
- البناء على تقرير الأمنستي
- إسرائيل ورُهاب حقوق الإنسان
- إسرائيل وكازاخستان وآسيا الوسطى(2 من 2)
- إسرائيل وكازاخستان وآسيا الوسطى( ا من 2)
- بدو النقب واستمرار مخطط التهجير والتطهير العرقي*
- تدمير حل الدولتين يقود لخيار الأبارتهايد (3/3)
- تدمير حل الدولتين يقود لخيار الأبارتهايد (2/3)
- تدمير حل الدولتين يقود لخيار الأبارتهايد (1/3)
- لا تخذلوا شعبكم!
- الحوار الفلسطيني في الجزائر: مجاملة أم فرصة جدية
- حكومة بينيت تسعى للقضاء على فرص قيام دولة فلسطينية
- هبّة النقب
- ميول وتوجهات الشباب العربي والبيئة ( 3 من 3)
- ميول وتوجهات الشباب العربي والبيئة ( 2 من 3)
- ميول وتوجهات الشباب العربي والبيئة (1)
- التعايش مع الأخطاء والتجاوزات وتوريث الأبناء للمواقع والمسؤو ...


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - نهاد ابو غوش - تحديات الإعلام التقدمي في ظل تسارع الثورات التكنولوجية