أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - حميد طولست - التضامن مع ريان لا يمنع النقد ولا المحاسبة !














المزيد.....

التضامن مع ريان لا يمنع النقد ولا المحاسبة !


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 7158 - 2022 / 2 / 10 - 18:58
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


ـــــــــ كثيرة هي أخبار الأحداث والقضايا التي سُلطت عليها - في لآونة الأخير -أضوء وسائل الإعلام لتحويلها إلى نقاشات انفعالية، يتفاعل معها الناس وفق تنوير سلبي ، تعمل الكثير من مواقع التواصل المائعة والمسخرة على جعل القانون يتوارى أمام رمزية قيمة المواطن المغربي -صغيرا كان أو كبيرا -بالنسبة لوطنه ملكا وشعبا، التي أثبتتها العملية التطوعية التضامنية الإنسانية لانقاذ الطفل المرحوم "ريان " بزحزحة جبل في قرية أغران جماعة تمرون الصغيرة التابعة لمدينة شفشاون وتحريكهم لاطنان الاتربة ، والتي رغم ذلك فإنه من العبث أن تحول رمزية أي قضية مهما عضم التضامن الإنساني معها من إبطال القوانين التي وضعت لحماية الموطن والمواطنين حتى من أنفسهم ، أو تمنع من يهه أمر هذا الوطن من تشخيص وتقييم أي حدث من الأحداث التي تقع بشكل شبه يومي في كل بلدان العالم ،ونقد ما يمكن أن يصاحبه من اختلالات وتجاوزات ،تتطلب النقد وحتى الانتقاد ، لارتباطها بالأسباب والدوافع البشرية التي تترتب عليها جزاءات بقدر المسؤولية التي يتحملها كل طرف ، بدأً من تقاعص الحكومات عن خلق نماذج تنموية مجدية لإنقاذ البلاد من البؤس الذي عم كل المجتمع ، وضرب قدرتها الشرائية... ، مرورا بمحاسبة المنتخبين وخاصة منهم منتخبي الجماعات الترابية على عدم التزامهم بالعهود التي قيدوا أنفسهم بها أمام ناخبيهم ، وعلى ضعف إبداعيتهم في ابتكار سبل تخطي الأزمات التي يعيشها مغاربة المناطق النائية التي إنتخبوا لمراقبة ما يجري فيها والإهتمام بما يخصها في شتى مجالات من متطلبات العيش الكريم من مرافق صحية وكهربة وماء والمرافق تعليمية وثقافية ، كما هو حال أندادهم من قرويي الغرب ، الذين ينعمون بظروف العيش الرغد والمريح رغم نأي قراهم عن الحواض الكبرى ،وصولا إلى محاسبة المواطن العادي وحاصة الناخب منهم على سوء اختاره لمن يمثله من بين الأميين والانتهازيين –وإني هنا لا أعمم- وتحميله "المواطن" مسؤولية تصرفاته نحو نفسه وغيره وتجاه محيطه وأهله ودويه، والتي على رأسها الاهتمام على بيئتهم الطبيعية ، وحماية أطفاله مما يمكن أن يهدد سلامتهم وحياتهم ، كما هو حال والد الضحية ريان نفسه ، الذي لم يُسأل - كما يحدث في المجتمعات المتحضرة التي تحترم الأطفال رجال الغد - في قضية إهماله لطفل في سن صغيرة ، وتعريض حياته للخطر ، بتركه لبئر معطلة بدون غطاء أو سياج، المسألة التي يتابع فيها القانون المغربي كل من يرتكبها ، بعدم التبصر أو عدم الاحتياط أو بالإهمال ، وبالقتل غير عمد أو التسبب فيه عن غير قصد ، ويعاقب عليها بالحبس من ثلاثة أشهر إلى خمس سنوات ، القانون الذي لم يفعل في قضية ريان اهمالا ، ولم يتوارى نسيانا ، ولكن بسبب الانفجار العاطفي والوجداني الذي خلفته الفاجعة ، ولفائدة الواجب الأخلاقي والإنساني وحالات الحزن والترقب العامة التي عمت الشعب المغربي والكثير من بلدان العالم ، والتي أصبح معها تفعيل لأمر المساءلة غير مستساغ لا اجتماعيا ولا شعبيا ولا ثقافيا ، ولا حتى من الناحية الدينية التي تنص على مسؤولية الإنسان على رعاية أهله كما في الحديث النبوي الشريف : كلكم راع ، وكلكم مسؤول عن رعيته ،الامام راع ومسؤول عن رعيته ، والرجل مسؤول في أهله ومسؤول عن رعيته ...
قد يجد البعض في إشراكي المواطن –وخاصة والد ريان-والحكومة والمنتخبين في تحمل مسؤولية إهمال البئر المعطلة وفاجعة سقوط الطفل الصغير فيها ، وغيرها من المفساد والإفسادات التي تعيشها البلاد عامة والأطفال على وجه الخصوص، والتي حملنا الأسلام جميعنا مسؤولية الحفاظ على حياتهم بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ألا فكلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته" ، نعم قد يجد العاطفيون في ذلك نوعا من الهجنة والسذاجة وربما قلة الذوق والمروءة ، لكني أؤكد لهم أن التفرقة بين هته العناصر الأساسية في أمر المسؤولية، وإلصاق الفساد والافساد بالحكومة بهذا البشكل الدراماتيكي ، وصبّ جام اللائمة عليها وحدها دون غيرها من الشركاء ، إنما هو مجرد خديعة لتشتيت الوعي الجمعي ، وبعترت أوراق الحقيقة وتمويه مسارتها ومقارباتها وأسبابها ودواعيها العميقة الاجتماعية منها والسياسية والإقتصادية وحتى الدينية ،الخديعة التي جعلت من انتقاد الفساد والمفسدين ، في ظل انهيار المنظومة القيمية، نغمة متكررة لاتهامات لاتسمن ولا تغنى في تغير معادلة ومحاربة الفساد في شيء ، وحولتها إلى ترنيمات ازلية من الماضي ، تفاعطف معها الناس بإنفعالية للتخفيف من ضغط ظروف الحرمان وإنعدام الخدمات ، وللتملص من عدد من مسؤولياتهم الخطيرة نحو أنفسهم ومحيطهم ووطنهم الذي يمكن أن يجعل منه التملص من المسؤولية ذبيحة قابلة للنهش والإفتراس...
حميد طولست [email protected]
مدير جريدة"منتدى سايس" الورقية الجهوية الصادرة من فاس
رئيس نشر "منتدى سايس" الإليكترونية
رئيس نشر جريدة " الأحداث العربية" الوطنية.
عضو مؤسس لجمعية المدونين المغاربة.
عضو المكتب التنفيذي لرابطة الصحافة الإلكترونية.
عضو المكتب التنفيدي للمنتدى المغربي لحقوق الإنسان لجهة فاس مكناس



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ريان أيقونة الطفولة ولامهنية القنوات المغربية !
- رسالة لكل -الوافويين-
- الحركة بركة ،والكسل شؤم وهلكة!!!
- -التعريب القسري- لمنتخبات شمال إفريقيا !
- من زمن مسرح الحلقة .
- أسوء شخصية العام!
- تخاطب العيون أبلغ من أي كلام.
- دوغمائية الإسلام السياسي.
- أَسْكْوَاسْ ذَامَايْنُو ذّامكَايْزْ.
- هيبة المنصب و المنتخبين الجدد !
- لا تأتي الإنتصارات على قدر الأحلام ، وإنما على قدر السعي الي ...
- لهذا إرتأيت أن يكون السيد بورطة رجل السنة بامتياز.
- مهانة هزائم كرة القدم ، الوداد الفاسي نمودجا.
- الإنبهار بالذات وهوس النجومية!
- براجماتية الإسلام السياسي 4
- لاتحاسبوا الأعوام ،فليس جديدها بأولى من قديمها.
- براجماتية الإسلام السياسي 3.
- براجماتية الإسلام السياسي 2
- براجماتية الإسلام السياسي.
- صلاح احوال الناخبين من صلاح المنتخبين!


المزيد.....




- كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
- اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
- السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في ...
- ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
- السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير ...
- غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا ...
- شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
- هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و ...
- ممثل حقوق الإنسان الأممي يتهرب من التعليق على الطبيعة الإرها ...
- العراق.. ناشطون من الناصرية بين الترغيب بالمكاسب والترهيب با ...


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - حميد طولست - التضامن مع ريان لا يمنع النقد ولا المحاسبة !