أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - أيهم نور الصباح حسن - إرهاب غويران - بين ملحمة تلفزيون سوريا و قومجية بثينة شعبان














المزيد.....

إرهاب غويران - بين ملحمة تلفزيون سوريا و قومجية بثينة شعبان


أيهم نور الصباح حسن
باحث و كاتب

(Ayham Noursabah Hasan)


الحوار المتمدن-العدد: 7157 - 2022 / 2 / 9 - 22:11
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


هروباً من الطائفية المقيتة و القذرة، التي يجاهر بها تلفزيون أورينت بوقاحة و فجور , لجأ بعض السوريين إلى تلفزيون سوريا كقناة مقبولة تتمتع ببعض المظاهر العلمانية , و كانت مقبولة إلى حد ما بحسب ما قاله لي بعض الأصدقاء كوني لست من متابعي التلفاز , إلى أن فاجأتنا القناة " المعتدلة " أثناء نقلها لأخبار العملية الإرهابية التي شنتها داعش على سجن غويران في الحسكة بتسميتها بالملحمة , و الملحمة لغوياً هي الحرب الشديدة التي يكثر فيها القتل , و قد جرت العادة أن يسمي الطرف الرابح في الحرب مواقعه التي ينتصر فيها بالملاحم لما يضفيه اسم الملحمة على المعركة من بطولة الجند و استبسالهم في القتال و لا مبالاتهم بلقاء الموت و لما ينسجه الأدب حولها من ملاحم أدبية ( شعرية أو سردية ) تذكر فيها قيم البطولة و الشجاعة و الإيثار بشكل أسطوري يؤسس لتاريخ الجماعة الجمعي . أما في حال خسارة الحرب فيكتفي الطرف الخاسر بذكرها كحرب أو عدوان أو اعتداء أو غزو , و هنا يبزغ السؤال , ما الذي رآه القائمون على تلفزيون سوريا في غزوة داعش على سجن غويران كملحمة حتى سموها كذلك ؟
لم يكن الكورد يوماً أعداء للعرب فما الذي حصل ؟
هل بتُّم تستحون اليوم من صلاح الدين و ابراهيم هنانو و معروف الرصافي و أحمد شوقي و البوطي .... ؟ إذاً فلتغيروا التاريخ و لتغيروا الضمير العربي كي يستطيع أن يفهم اللاحقون أسباب حقدكم .
هل سحر الارتزاق والحنين لعبودية التركي ؟
أم أنكم تتركْتم حتى نسيتم سوريتكم ؟
أريد أن أذكركم أن هؤلاء الكورد الذين تشيطونهم هم إخوانكم السوريين في السراء و الضراء و قد عانوا من ظلم الأنظمة الديكتاتورية الشوفينية كما عانينا بل أكثر قليلا , و لم يكن بيننا و بينهم - قبل أن تستلقوا في حضن التركي و تقودنا الشوفينية البعثية - سوى الخير و الوفاق .
ما الذي توجب على الكورد أن يفعلوه في ظل التقوقع الإثني العنصري المذهبي الطائفي ( الطبيعي في ظل البيئة السورية حينها ) الذي حدث في بداية الانتفاضة السورية ؟
عند كل مفصل و في كل حدث تثبت الطغمة التي اغتصبت اسم المعارضة السورية أنها تعاني من مشكلة عميقة في طبيعة الذهنية التي يجب أن تكون عليها كمعارضة سورية تمثل كل أطياف الشعب السوري و تعمل على توحيده و لحمته و تتبنى كل حقوق قومياته وأقلياته , و ليس السوري السني التركماني فقط، و تكريس و اختراع قضايا إثنية جديدة تزيدنا شرذمة خدمة لتركيا و لحزب العدالة و التنمية .
لم تقدم لنا هذه الطغمة العصملية طيلة هذه السنوات أي رؤية حقيقية ناضجة لسورية أو أي مشروع عملي من شأنه الوصول بسورية إلى بعض آمالها و تطلعاتها , إنما شغلتنا بتفاصيلها التافهة و بانشغالها بتغيير المقاعد و المناصب و الكراسي و كيفية توزيعها بما يحقق العدالة في السرقة بين أفرادها , و تحولت إلى بوق و بيدق تركي يذيع ما تمليه عليه الفوبيا التركية من المسألة الكوردية و يؤسس لانشطارات عنصرية إثنية جديدة , و تحويل القضية السورية من قضية حراك مجتمعي يطالب بالتغيير و الديمقراطية إلى قضية نزاع قومي وطائفي بين مكونات الشعب السوري , الأمر الذي أدى إلى إضعاف تعاطي المجتمع الدولي مع القضية السورية سياسياً .
لم يكن الكورد السوريون دعاة انفصال أو انغلاق يوماً , و على العكس كانوا من السباقين لدعم كل حركات التحرر و الديمقراطية في سورية , ليقينهم بأن الديمقراطية والتعددية ستحقق لهم حقوقهم الطبيعية ككورد في ظل الدولة السورية الواحدة.
الغريب في الأمر هو هذا الانسجام و التوافق في التزييف بين معارضة اسطنبول و عصابة السلطة في دمشق حول موقف من الكورد في سورية و التعامي المشترك عن كل التتريك و التغيير الديمغرافي الذي يحدث في المناطق الكوردية المحتلة من قبل تركيا .
ففي مقال لها تحت اسم " من غويران إلى الشيخ جراح " تتحفنا المستشارة الإعلامية لرئاسة الجمهورية السورية الأستاذة الدكتورة بثينة شعبان بأن قسد العميلة و حليفتها أمريكا تقومان بتطهير عرقي للأحياء العربية في الحسكة , و تتباكى على البيوت العربية المهدمة و التي تم تهجير ساكنيها تمهيداً لصهينة المنطقة حسب قولها .
تناست المستشارة المرسوم الخاص الذي أصدره سيدها و أطلق بموجبه زعماء الإرهاب في سورية , و تناست المدن و الأرياف السورية التي تم دكها و محوها عن بكرة أبيها لأنها تحتضن من يريدون إسقاط النظام فتشرد السوريون بعد أن قتل منهم من قتل في بقاع الأرض و لا داعي لذكر الأرقام فهي موجودة بكثرة في عدة مصادر على الانترنت .
إن هروب العرب من حيي غويران و الزهور في الحسكة، نتيجة المعارك، هو تطهير عرقي، بحسب المستشارة، و صهينة للمنطقة , بينما تقتيل ثلاثة أرباع شعب سورية و تشريده في كل أنحاء العالم و احتجاز الربع الباقي كرهائن , هو عمل إنساني عروبي و وطني !!!
هذا هو منطق السلطة العصابة و هذا " وجه السحارة " لديه , فما بالكم بما هو في الأسفل .
سؤال يستحق النظر : لو أن قوات قسد اقتصرت على الكورد دون العرب فهل كان باستطاعة داعش اختراقها بهذا الشكل ؟ أليس من الممكن أن يكون عامل الاندماج بين العرب و الكورد الذي تراعيه و تطبقه قسد سبباً في نجاح بعض أهداف هجوم داعش الإرهابي , و هذا التساؤل ليس دعوة لقسد للتراجع عن تفعيل جميع المكونات القومية في الجغرافيا التابعة لها و دمجها كمجتمع أهلي موحد , بل على العكس , إنما هو رد على أولئك القومجيين المتفذلكين بالعروبة و الحاقدين على الكورد و الشامتين بهم .
يبدو أن انتظار الفرصة و لهفة حدوثها للشماتة بالكورد و قسد قد أنست معارضة اسطنبول و سلطة العصابة الفظائع التي ارتكبوها و يرتكبوها بحق سورية و السوريين .
الشماتة لؤم و بضاعة المهزومين و سنرى عند كل إرهاب آخر شماتة أخرى , لكن لا يهم , المهم أن غزوة غويران حُسِمت على يد الأبطال الكورد و أن سورية تسير و الضباع تُخَشرِم .



#أيهم_نور_الصباح_حسن (هاشتاغ)       Ayham_Noursabah_Hasan#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عربٌ .. ولا أَنعَمْ
- سورية و القتلُ كَمَدَاً
- عبقرية الحمار
- مبحث في النفاق - نظرة مُغايرة
- - الاسترقاق - الرئاسي في سورية و متلازمة ستوكهولم
- سورية : عشرُ سنينٍ من الأنين
- هل حقاً دفعنا كسوريين الثمن ؟
- نحو فهم السوري المدافع عن الحليف باستماتة
- السوريون و ضبابية الهوية
- أوغل خازوقك فينا
- الخنوع و الانبطاحية باسم التنوير و العقلانية - مقال الشيخ ال ...
- العقل العربي و نظرية المؤامرة
- الشعوب العربية بين مطرقة الاستبداد و سندان الإسلاميين


المزيد.....




- ماكرون يطرد 12 موظفا في الدبلوماسية ويستدعي سفير بلاده في ال ...
- ابنتا بوعلام صنصال تطالبان ماكرون السعي لإطلاق سراح والدهما ...
- الجميع -هدف مشروع-.. محللة توضح أهمية الفاشر لـ-الدعم السريع ...
- إسرائيل: لن تدخل أية مساعدات قريبا إلى غزة للضغط على حماس
- عباس إلى دمشق الجمعة المقبل للقاء نظيره الشرع
- الداخلية التركية تعلن القبض على 89 إرهابيا يشتبه بهم بالانتم ...
- إسرائيل تفرج عن 10 أسرى فلسطينيين من قطاع غزة
- الحكومة اللبنانية تطلق مشروع إعادة تأهيل طريق المطار
- شاهد.. -سرايا القدس- تعرض مشاهد من قصف استهدف الجيش الإسرائي ...
- بكين تمدّ جسورًا مع جنوب شرق آسيا


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - أيهم نور الصباح حسن - إرهاب غويران - بين ملحمة تلفزيون سوريا و قومجية بثينة شعبان