أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سومر جباوي - جنس .. دموع .. خليج .. وجرس














المزيد.....

جنس .. دموع .. خليج .. وجرس


سومر جباوي

الحوار المتمدن-العدد: 1664 - 2006 / 9 / 5 - 05:47
المحور: الصحافة والاعلام
    


"إنتا أزعررر ولاّ زعوووووري ؟"... وتتدلى الحروف هكذا... بغنجٍ أنثوي مفرط يتحدى جميع قرارت الأمم المتحدة وينساب بدلع من بين شفاه السيليكون الفرنسي اللامعة ليحبس كل المناضلون الأنبياء أنفاسهم اللاهثة ولعابهم المسفوك على مساحة وطنٍ رث...
تنتبج العروق وتشرئب الأعناق..تحجظ العيون وتتركز على مغنٍ عشريني ملتح... يبتسم ببرود للكاميرا ...تستطيل الثواني من تاريخنا العربي فتغدو ساعاتٍ قاحلة من الجلجلة... الأحداق صلبة..ترقب كل إيماءة يمكن أن يطلقها جسده الغض... يتنهد بثقة ويجيب :
" أي... أنا أزعر"...
يحدف المذيعة أمامه بنظرة ذات معنى.. لتنطلق بعدها الضحكات المحتشمة من حوله ككرنفال نصرٍ يفرّج أسارير المناضلين في كل مكان ..فترتخي عضلاتهم الإرادية وغير الإرادية.. ويهبطون في أرائكهم الوثيرة وهم يلعقون بنبلٍ لا مثيل له لعابهم المسفوك...
قد تنفق الحكومات الغربية ملايين الدولارات كل عام في دراسات تجريها جامعاتها العليا ومعاهدها التخصصية لدراسة المجتمع الغربي في كل بلد، وسبر أغواره وكشف تحاولاته... قراءة نبضه المتغير وثوابته الراسخة... إلقاء الضوء على مشاكله... تناقضاته .. والتيارات المتطرفة فيه.. بغية إصلاح مكامن الخلل وتعزيز مكامن القوة... أما في وطننا العربي فالأمور لا تحتاج إلى كل هذا التعقيد... لا حاجة لإشغال جامعاتنا العليا ومعاهدنا التخصصية في دراسات كهذه... لا حاجة لإنفاق كل هذه الملايين لدراسة ماذا يجول في رؤوسنا... بل إنه يمكنك أن تقوم بهذه الدراسة وحدك ودون الحاجة لأن تكون خريجاً مخضرماً في علم الإجتماع... جل ما تحتاجه في وطنٍ ناصع كوطننا هو مُستقبِل فضائي.. تلفاز.. وريموت كونترول... ابدأ من الجزيرة.. وانطلق بعربتك الخشبية المقرقعة نحو جميع الباقات الإعلامية العربية وستتمكن في خلال نصف ساعة من تلمس المشهد الثقافي العربي المعاصر بأسره.. ستتمكن من قراءة نبض المجتمع العربي... مشاكله وأقصى طموحاته... حواراته الهادفة... المرئية والمسموعة... والجارية بهلع في أسفل الشاشة... خلال خمس دقائق ستكتشف بأنك طائر خارج السرب... لا يفقه مفردات اللغة الإعلامية المعاصرة... أحمق جاهل لا يعرف من عنود .. ودلوعة دبي... وأمورة الخليج.. وجوهرة قطر... وزمردة الرياض... ستجد أنك تجهل كيف ترقّم لدكتورة الحب ومعبودة الجماهير وسمراء الشات... وفديتك... وتكفا...أن تخبرنا هل تنام شانتال بالشورت أم بقميص النوم ؟!... وشيئاً فشيئاً تجد نفسك مقحماً كما الباقين في أدق تفاصيل حياة "قبابيط" الإعلام الجدد من مذيعي الصف الثالث.. فتستمع إلى حكاياتٍ مراهقة... مكرورة وخائبة... عن الحب.. الخيانة الزوجية.. اللمسة الأولى.. والحب من أول نظرة... والجينز الذي يليق بقفا سارة كما لا يليق جينز بإمرأة...
وتمضي بعربتك المقرقعة وسط سوق إعلامي أشبه بسوق (تفضلي يا ست)..يتخاطفك دعاة الديمقراطية الجدد ...والمتزمتون ... بائعو اللذة البصرية.. وساكنو المريخ... الشوفينيون والمتعصبون... المتأنقون وذوو اللحى المخضبة...الفارغون وأشباه المثقفين... الوطنيون والمـتأمركون.. وفي كل هذا المشهد العربي تدفع المرأة الحصة الأكبر .. من كرامتها ووجودها.. وتصبح مجرد رقم في سوق النخاسة الإعلامي العربي...
وتمضي بعربتك المقرقعة... وتتسائل أين الملايين الذين استصرختهم جوليا... تتوقع أن تسمعهم يرغون ويزبدون على المنار... ولكن لا تراهم... ولا تسمعهم... وتمضي بعربتك المقرقعة فتجدهم على بعد عدة أمتار منك... في مكان طاهر... كل ما عليك أن تفعله فيه هو أن تقف في صفٍ طويل... منتظراً دورك... ترخي سروالك... وتهز الجرس...



#سومر_جباوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وكان الله هناك
- ((المجدليات))


المزيد.....




- سقط من الطابق الخامس في روسيا ومصدر يقول -وفاة طبيعية-.. الع ...
- مصر.. النيابة العامة تقرر رفع أسماء 716 شخصا من قوائم الإرها ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى يستخدمها -حزب الله- لنقل الأ ...
- كيف يؤثر اسمك على شخصيتك؟
- بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل حاخام في الإمارات
- حائزون على نوبل للآداب يطالبون بالإفراج الفوري عن الكاتب بوع ...
- البرهان يزور سنار ومنظمات دولية تحذر من خطورة الأزمة الإنسان ...
- أكسيوس: ترامب يوشك أن يصبح المفاوض الرئيسي لحرب غزة
- مقتل طفلة وإصابة 6 مدنيين بقصف قوات النظام لريف إدلب
- أصوات من غزة.. الشتاء ينذر بفصل أشد قسوة في المأساة الإنساني ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سومر جباوي - جنس .. دموع .. خليج .. وجرس