كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7155 - 2022 / 2 / 7 - 00:56
المحور:
سيرة ذاتية
قبل نصف قرن عندما التحقنا بدورة المرشدين البحريين، كان يتعين علينا التحدث بعد التخرج باللغة الانجليزية مع طواقم السفن الأجنبية المترددة على الموانئ العراقية. وكانت يفترض بادارة شركتنا أن تدرك وقتذاك اننا نفتقر لمهارات الاستماع (listening)، والقراءة (reading)، والمحادثة (speaking)، والكتابة (writing)، بسبب طرق التعليم القديمة التي عفي عليها الزمن، وكان ينبغي ان يدركوا مدى حاجتنا للتعلم بالطرق الحديثة التي كنا نتطلع اليها بشغف، وليس عن طرق الحفظ التقلدي الممل. .
وما ان باشرنا بعملنا في سلك الإرشاد حتى اكتشفنا مدى عجزنا في التحاور مع الأجانب اثناء ارشادنا السفن المكلفين بقيادتها، الأمر الذي اضطرنا الى الاستعانة بالمختصرات والمفردات البسيط المتداولة، من دون ان نتمكن من فتح أبواب التحاور مع الأجانب العاملين في برج القيادة. ولم يكن من السهل التغلب على هذه المشكلة عن طريق التعليم الذاتي، وغالبًا ما يمنعنا الخوف من التلفظ بالمفردات الجديدة التي نتعلمها من وقت لآخر، واحياناً يميل بعضنا إلى الاستجابة لمخاوفه أو التردد في النطق. .
الطامة الكبرى ان ادارات شركة الموانئ ظلت غير مهتمة بتدريبنا وتأهيلنا، وفشلت محاولاتنا كلها في اقناعها بالحاقنا باحدى المعاهد البريطانية على غرار الدورات التي سبقتنا، فبدلا من ان نتعلم اللغة مباشرة من الانجليز أنفسهم كان لزاما علينا ان نقضي سنوات وسنوات بتعلمها عن طريق الاحتكاك والمعايشة، وكثير منا ظل يتحدثها بلكنة عراقية حتى احالته الى التقاعد. .
وما ان أصبحت على رأس الادارة العليا في وزارة النقل حتى بادرت بارسال عناصر دورة المرشدين الأخيرة عام 2017 الى العاصمة البريطانية مباشرة لتلقي مهارات اللغة على اصولها في موطنها الأم، حتى يحصلوا على أهم المؤهلات التي تمكّنهم من مضاعفة فدراتهم اللغوية. وهم اليوم يتحدثونها بمنتهى الطلاقة، وبطريقة تبعث على الفخر لتمثيل العراق في التحاور والتواصل مع خطوط الشحن البحري.
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟