سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي
الحوار المتمدن-العدد: 7155 - 2022 / 2 / 7 - 00:56
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
فجعنا برحيل الدكتور سيد القمني عن عالمنا بصمت بعد عمر ناهز الـ(75) قضاه منافحاً لظلمات الكون؛ ناشزاً للفكر الحر، وكان أسمق هرم فكري في تاريخ جمهورية مصر المعاصرة، وقد عرفته سوح مسارح الثقافة والعلوم الكونية ناقداً تنويراً لا تهد قوته جيوش الظلام المستبدة.
لقد قطعنا موعداً لملاقاة المفكر القمني علي قناة الحرة يوم الأحد، عند الساعة العاشرة مساءا بتوقيت مصر، ولكن إنقطع هذا الحلم الممدود علي طول وعرض النيل والمحيطات حول العالم حباً سرمدياً تدفق من عمائق الملايين من السودان إلي مصر والبشرية كافة، ولكن فارقنا حبيبنا وأستاذنا العظيم قبل ذاك التوقيت المضروب مع أحبته وتلاميذه؛ ملوحاً بشارة الوداع الأخير، وما كان اللقاء المنتظر.
علمنا المفكر القمني كيف نؤنسن الحياة، وكيف نكون بُناة عالم السلام والمحبة والديمقراطية، وأيضاً تعلمنا السير علي دروب التنوير الوعرة بصبر وصمود من أجل تحرير أنفسنا وعالمنا من قيود الجهلاء وطغاة الأرض الذين خاضوا حروب شعواء لهدم الثقافة والعلم وإخماد حركة التنوير، وعلينا مواصلة هذا المشوار البعيد، ورغم الأشواك تشرئب أشواقنا للعالم الجديد.
عرفتُ المفكر سيد القمني بمطالعة كتبه الفكرية القيمة حين كنت صغيراً أتلمس حافة الطريق لأبصر الحياة بعين الحقيقة في عالم مُحاط بالأساطير، وشاهدتُ له عشرات الحلقات علي القنوات الفضائية يتحدث عن قضايا الإنسان بلسان صريح لا يخطئ قول الحقيقة، وكنت أتابع المعارك الفكرية التي خاضها لتجفيف العديد من بؤر التكفيير؛ وكان محارباً صلد وصنديد يعمل بصدق من أجل ترسيخ قيم الإنسانية والأخلاق النبيلة، وكان حلمه بناء أعمدة العالم الجديد بالعلوم والمعارف الكونية ليكون الإنسان بخير.
الرحمة والسلام لروح المفكر سيد القمني، والمجد والخلود لذكراه، والصبر والسلوان للشعب المصري والعالم أجمع.
#سعد_محمد_عبدالله (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟