|
طالب جامعي إيراني يطرح أسئلة حول ترجمة القرآن
سامي الذيب
(Sami Aldeeb)
الحوار المتمدن-العدد: 7154 - 2022 / 2 / 6 - 19:13
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
طرح علي طالب في جامعة ايرانية يحضر رسالة دكتوراة عن الترجمات الإنكليزية للقرآن بما فيها ترجمتي الإنكليزية عدة أسئلة. والغاية وضع أجوبتي في رسالته مع أجوبة غيري من المترجمين. وهذه هي رسالتي له تتضمن أسئلته وأجوبتي:
تحية طيبة وبعد، ما دام انك تعمل على القرآن، فأنت تعرف اللغة العربية. ولذلك ارد عليك بالعربية.
1ِ. هل تعتقد أن ديانة المترجم قد يكون لها أي تأثير على ترجمته؟ أظنك تعني ترجمة القرآن إلى الإنكليزية، ولذلك جوابي يتعلق بمثل هذه الترجمة. يجب أن يفصل المترجم بين دينه وعمله كمترجم، وإلا فسوف يؤثر دينه على ترجمته ويحاول من خلالها إثبات معتقده أو نقض اعتقاد من ينتمي إلى الدين المخالف. وأنا اتكلم هنا عن الدين بالمعنى العام، بما فيه الإلحاد الذي اعتبره دين. وهذه القاعدة تنطبق على ترجمة أي كتاب عقائدي مثل التوراة والإنجيل والقرآن أو كتب البهائية والهندوسية. وإن سمحت لي المقارنة، أقول بأن أفضل مترجم هو مترجم جوجل google رغم إني اشك في حياديته.
2. هل تعتقد أن المترجم الذي لغته الأم هي اللغة العربية يتمتع بميزة على غيره؟ معرفة اللغة العربية كلغة أم مهمة لكي يتمكن المترجم من فهم بعض الصيغ القرآنية، ولكن قد لا تكفي معرفة اللغة العربية. فالقرآن يتضمن كثير من التعابير والصيغ السريانية والعبرية. وبطبيعة الحال يجب أن يكون متمكنًا من اللغة التي يترجم لها وأن يعرض ترجمته على متبحر في اللغة التي يترجم لها. فأنا عرضت ترجماتي للقرآن إلى اللغة الفرنسية والإيطالية والإنكليزية على متبحرين في تلك اللغات. ورغم ذلك على المترجم مراجعة الترجمة بعد تصحيحها من أهل اللغة الأخرى للتأكد بأن المحقق فهم القصد، خاصة أن القرآن مليء بالكلمات والعبارات المبهمة التي قد يحاول المحقق تصحيحها. ومن المفضل ان يكون المحقق على علم باللغة العربية أيضًا. ويجب ان يكون هناك حوار دائم بين المترجم والمحقق لكي لا يخون هذا الأخير فكرة المترجم. ومهما كانت لغة المترجم، فإن المشكلة الرئيسية التي يصطدم بها أي مترجم هي عدم وجود طبعة عربية محققة للقرآن تحقيقًا علميًا. ولذلك أقوم حاليا بتحضير مثل تلك الطبعة باللغة العربية. فمترجم القرآن إلى الإنكليزية يقوم بما يقوم به مترجم مخطوطة قديمة لا تتضمن علامات الترقيم الحديثة (نقطة، فاصلة، علامة استفهام، قوسين للنواقص [...]، وغيرها من المعطيات التي يجب أن يخضع لها تحقيق المخطوطات القديمة. ويمكنك تحميل النسخة المؤقته من طيبعتي العربية من هذا الرابط https://www.academia. edu/66901372
3. ماذا عن شخص لغته الأم هي الإنجليزية؟ من كانت لغته الأم هي اللغة الإنكليزية أو غيرها بجب أن يكون عالما باللغة العربية وأن يرجع لكتب التفسير العربية لفهم صيغ القرآن. وكذلك يجب ان يكون على دراية بأن القرآن يتضمن تعابير وصيغ سريانية وعبرية.
4. وماذا عن شخص لغته الأم ليست العربية ولا الإنجليزية؟ ما مدى احتمالية قيامه بترجمة جيدة مثل الترجمات الأخرى أو أفضل منها؟ إن لم تكن لغة المترجم ليست العربية ولا الإنكليزية فمن المفروض ان يكون متمكن من اللغتين، ومشكلته مزدوجة.
5. هل تعتقد أن ترجمة القرآن يجب أن تتم بشكل فردي أو جماعي؟ أجد صعوبة في عمل ترجمة جماعية لأن ذلك قد يأخذ وقت أطول، خاصة أنه يجب أن يتفق المترجمون على ترجمة موحدة. ولكن أرى أن على المترجم الاطلاع على الترجمات التي سبقته حتى يتحقق منها، وعند الإبهام عليه أن لا يكتفي بترجمته، بل يجب عليه أن يذكر في الهوامش ترجمات أخرى. وعلى المترجم أن يستفيد من معلومات متخصصين في اللغة السريانية والعبرية
6. بالنسبة للترجمة الجماعية ، أيهما تعتقد أنه قد يؤدي إلى ترجمة أفضل: إذا تم إجراؤها بواسطة مترجمين من نفس الجنس أو إذا كان عملًا مشتركًا بين الجنسين؟ إن كان لا بد من ترجمة جماعية، على المترجمين أن يتخلوا عن انتمائهم الجنسي كما عن انتمائهم الديني.
7. هل تعتقد أن جنس المترجم يمكن أن يحدث أي فرق في جودة الترجمة؟ إذا كان الأمر كذلك ، فكيف؟ هناك تيارات نسائية ترى أن الكتب المقدسة وترجماتها تنحى منحى ذكوري وتحاول تصحيح المفاهيم أو تعديلها. أرى ان الحيادية الجنسية (والدينية) هي شرط أساسي للترجمة الموفقة.
8. هل يمكن أن يكون الحصول على بعض المعرفة المحددة، على سبيل المثال التفسير، والشعر، وعلم الموسيقى، والتاريخ، وما إلى ذلك، مفيدًا في ترجمة القرآن بشكل أفضل؟ صحيح أن القرآن يخضع لإعتبارات موسيقية بسبب أسلوبه السجعي. ويطرح هنا السؤال إذا كان على المترجم أن يحافظ على سجع القرآن. وفي هذه الحالة سوف يخون المعنى. من جهة أخرى، يجب عليه الإطلاع على كتب التفسير، وهنا مشكلة أخرى فالتفاسير تتبع مدارس مختلفة مثل الصوفية والأحمدية وتيار الإعجاز العلمي وتيار القرآنيين والتيار المعتزلي. وبطبيعة الحال لا بد له من معرفة المصادر التي أخذ القرآن معلوماته منها وخاصة المصادر اليهودية والمسيحية والزردشتية.
9. ما هي السمات المميزة التي تعتقد أنها تجعل ترجمتك للقرآن فريدة من نوعها، تختلف عن الترجمات الأخرى الموجودة للقرآن الكريم؟ ترجماتي الفرنسية والإنكليزية والإيطالية تتبع التسلسل التاريخي وفقًا للأزهر، وتتضمن النص العربي مع علامات الترقيم الحديثة، وتذكر مصادر القرآن وأسباب النزول والقراءات المختلفة والآيات الناسخة والمنسوخة، وتأخذ بالإعتبار اللغة السريانية والعبرية، وتذكر في الهوامش ترجمات اخرى في حالة الإبهام. ولذلك يمكن اعتبارها فريدة من نوعها.
10. عزيزي الدكتور الذيب ، بالنسبة لسيرتك الذاتية، فأنت مسيحي، وتتحدث اللغة العربية كلغتك الأم، وولدت في فلسطين. هل تؤكد هذه من فضلك؟ نعم، أنا من أصل فلسطيني أعيش في سويسرا ومسيحي غير عقائدي (أي لا اعير أي اهتمام للعقائد وما يهمني هي التعاليم الأخلاقية) وعلَّمت أصول الشريعة ولي قرابة سبعين كتاب في عدة لغات وعملت كمستشار للقانون العربي والإسلامي في المعهد السيوسري للقانون المقارن لمدة 29 سنة.
11. أخيرًا، وفقًا لويكيبيديا، تتمسك بنظرية أن القرآن كتب بواسطة حاخام. هل تؤكد هذا يا سيدي؟ أنا لا اعتقد بالوحي، أو إن اردت اعرفه على أنه ليس كلام الله للبشر ولكن كلام البشر عن الله. وكل كتاب في نظري هو كتاب بشري من تأليف بشر. وهذا ينطبق على التوراة والإنجيل والقرآن وألف ليلة وليلة. ومؤلف القرآن أخذ عما سبقه من الحضارات، وخاصة اليهودية والمسيحية والزردشتية، ويمكن اعتبار 80% من القرآن مأخوذ من اليهودية، مما يجعلني أقول بأن القرآن من تأليف حاخام يهودي متبحر بالديانة اليهودية والتعاليم المسيحية وغيرها. وقد يكون ليس حاخاما واحدا، بل لجنة من الأشخاص ينتمون لليهودية والمسيحية. وأنا أرى أن القرآن نص غير مكتمل، بل مسودة لم يتم تنقيحها، ربما لأن مؤلفها مات قبل أن ينتهي من كتابته... تماما كطالب دكتوراه يتوفى قبل أن يضع اللمسات الأخيرة على رسالته.
إن اردت مزيدًا من التوضيحات، فلا تتردد في الكتابة لي. وأتمنى لك كل التوفيق.
#سامي_الذيب (هاشتاغ)
Sami_Aldeeb#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كريستوف لوكسنبيرغ - مصير مخطوطات صنعاء - فضيحة بكل المعايير
-
تعدد الزوجات والسبايا وفقا لكريستوف لوكسنبيرغ
-
المؤمن والأخطاء اللغوية في القرآن
-
حوار مع السوداني الذي نقد كتابي عن أخطاء القرآن
-
سوداني يرد على كتابي: مقدمة للأخطاء اللغوية في القرآن
-
حكمة الحمير
-
حيثيات قرار الحمير عدم دخول الإسلام
-
لماذا الجن دخل الإسلام ولم تدخله الحمير؟
-
لا اله الا هو هو
-
كيف بدأت فكرة القراءة السريانية للقرآن؟
-
كريستوف لوكسنبرغ - المراحل الخمس لتدوين القرآن
-
كريستوف لوكسنبرغ - القراءة السريانية للقرآن
-
رسالة من مغربية من القلب الى القلب - بخصوص النبي ابراهيم
-
علاقة القوانين النازية بالقوانين والتصرفات الإسرائيلية
-
هتلر كان ديمقراطي، وكذلك إسرائيل
-
هل انت يا سامي مع حماس؟
-
المطبعون ومدعو التنوير (التزوير) والتبشيريون مجددا
-
رسالة عتاب من مسيحي فلسطيني للمتصهينين الأخ رشيد وأمثاله
-
حوار مع المتصهينة عائشة بكر حول إسرائيل
-
تحليل آخر لتأييد المُطبّعين ومُدّعيي التنوير والتبشريين لإسر
...
المزيد.....
-
طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال
...
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|