أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - قحطان الفرج الله - الغرفة رقم (2)














المزيد.....

الغرفة رقم (2)


قحطان الفرج الله

الحوار المتمدن-العدد: 7154 - 2022 / 2 / 6 - 02:47
المحور: المجتمع المدني
    


 
بعيدًا عن تزاحم السكرتيرات ورنات الكعوب العالية، ومدراء المكاتب منتفخي الكروش، بعيدًا عن ضجيج المتملقين والمتزلفين، غرفة (رقم 2) بمساحة لا تتجاوز (2x2.5)م، مكتب متواضع ونصف طقم من أثاث، تتزاحم على حوائطها شهادات الشكر و التقدير وصورة السيدة العذراء، وابنها المصلوب، غرفة لا تحمل لوحة عليها (سيادة أو معالي) أو (مدير)حتى، ولا شعار (ممنوع الدخول)، فهي تستقبل الجميع في أي وقت، متواضعة حد عدم التصديق إن لها من مثيل في هذا الزمان، إنها غرفة لمدير عام مستشفى من أهم مستشفيات العاصمة بغداد، (مستشفى القديس روفائيل/ الراهبات) شعارها (زغر المكتب، وكبر غرفة الإنعاش)، إنها غرفة تُدر الإنسانية، غرفة (غالب منصور) الفنان الذي يبحث عن الابتسامة في عيون العراقيين، المحارب الغيور.
كم قليلة ونادرة تلك النفوس التي تحتفي بحبّ الخير، وأول محبّة الخير أن تكون عراقيًا خالصًا لوجه العراق.
لم تكن معرفتي به بتخطيط مسبق، بل إنها صدفة القدر الجميل. اتصل بي أحد اقاربي، وهو من نفس هذه الطيّنة الطيّبة، وكان والدي (رحمه الله) يعاني من عدة أمراض، ويكابر متحديًا أشد الآلام، اذهب إلى مستشفى الراهبات ستجد شخصًا في انتظارك يقوم باللازم، في الصباح استقبلنا شخص وديع بابتسامة حانية كأنه يعرفنا من قديم الأزل، تحدث مع والدي بودّ مفرط عن الجنوب عن الحكمة عن الماضي عن (الحسچة) لم يكن همه إلا إعادة البسمة إلى الوجوه التي تعاني ألم المرض، حينها كنت انتظر قدوم المدير، فسألت أين السيد غالب؟: رد بفتور أنا هو… كنت أتوقع إن هذا الرجل أحد موظفي الإدارة، كنت أتوقع مكتبًا كمكاتب المدراء في مخيلة العراقيين من هذا الزمن، ولكني وجدت روحًا أوسع من كلّ المكاتب وهمة أقوى من جيوش الناتو وشرفًا عظيمًا يحمل نبل العراقي الأصيل.
ليس غريبًا أن تثير في النفوس جدران ذلك المشفى أصالة الذوق الرفيع لمديره، كأنك تسير في معرض فني أو (كليري) اُنتقيت لوحاته بكلّ حرفية. الخير هو سر الجمال، والجمال هو أكسير الحياة السعيدة.
يمرون في حياة الإنساني أناس كُثر ‏ولكن من يعلقون في الذاكرة ‏هم الأقل، ‏وكم من عابرين‏ مروا ‏دون أن يتركوا أثرًا يذكر، الأقل هم الأكثر تأثيرًا، هم الأكثر حضورًا، هم الأكثر حبًا هم الأكثر ‏حياة…. ‏الأقل هؤلاء اللذين ‏يعبرون نحو القلوب دون الحاجة إلى الجسور، الذين يحاربون الغياب الطويل بالحضور الدائم الذين يتمركزون بين جنبات الأرواح، هؤلاء هم الأكثر حضورًا والأقل عددًا. ‏وآهمٌ من يعتقد أن الذهب باهظ الثمن لندرته فقط، بل هو أثمن المعادن لشدة مقاومته وقدرته على البقاء لاحتفاظه بلونه الواحد المتوهج الذي يشارك الشمس في اشتعالها ولا يتقلب ولا يرتضي الانطفاء.
في هذه العراق ما يستحق الحياة حقًا، في هذا البلد الكثير من بذور المحبّة الحبيسة التي تحتاج أن نلتفت إليها ونرعاها بكلّ الودّ والمحبّة، دعونا نقول شكر لعراقي أصيل اسمه غالب منصور احبّ بلده وغامر بحياته في اشد وأصعب ظروف التطرف والهمجية التي مرت بها بغداد في عصرها الحديث دعونا نقول شكرًا (أبا زين) شكرًا من القلب.



#قحطان_الفرج_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علم اجتماع الأدب صراع المنهج والأدوات
- علم كلام جديد، أم علم كلام سائل ؟… في فكر عبد الجبار الرفاعي
- جسد مُحتضر، وروح متوقدة ...
- سليمان العطار كتابٌ عظيم لم يُقرأ بعد
- (نهدان وقميص بلا أزرار)
- المشروع الثقافي...
- خطة لإنقاذ العالم
- ما بعد العزلة
- (علي المرهج) و(تشارلس بيرس) وفردوس البراجماتية المفقود
- البحراوي وكينونة الوعي ...
- ((اشعر بالعار لأنك من الناصرية))
- اشعر بالعار لأنك من الناصرية
- آدم الأخير المحو والإثبات
- ثورة الوعي الوطني ....شعلة لمستقبل مختلف
- هيا لنخون الوطن ...
- فواكه ماجد السفاح
- عارف الساعدي وتشكيل المتخيل الشعري...
- المحبّة تطرد الموت.
- صلاح نيازي ... يا غصننا المُطعم...
- الشعر الصوفي في ميزان خاص


المزيد.....




- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...
- مفوضية شؤون اللاجئين: 427 ألف نازح في الصومال بسبب الصراع وا ...
- اكثر من 130 شهيدا بغارات استهدفت النازحين بغزة خلال الساعات ...
- اعتقال رجل من فلوريدا بتهمة التخطيط لتفجير بورصة نيويورك
- ايران ترفض القرار المسيّس الذي تبنته كندا حول حقوق الانسان ف ...
- مايك ميلروي لـ-الحرة-: المجاعة في غزة وصلت مرحلة الخطر
- الأمم المتحدة: 9.8 ملايين طفل يمني بحاجة لمساعدة إنسانية
- تونس: توجيه تهمة تصل عقوبتها إلى الإعدام إلى عبير موسي رئيسة ...
- هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - قحطان الفرج الله - الغرفة رقم (2)