|
سجين ثوريّ يتفاعل مع جدال بوب أفاكيان حول إلغاء العبوديّة-هل نحن من أنصار إلغاء السجون ؟
شادي الشماوي
الحوار المتمدن-العدد: 7154 - 2022 / 2 / 6 - 00:17
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
سجين ثوريّ يتفاعل مع جدال بوب أفاكيان حول إلغاء العبوديّة هل نحن من أنصار إلغاء السجون ؟ ( تفاعلا مع مقال بوب أفاكيان " إلغاء العبوديّة – الحقيقيّ و الخياليّ / 2021 ) كفين " رشيد " جونسن ، يكتب عن حزب الفهود السود ما بين الأعراق الثوريّ - جريدة " الثورة " عدد 736 ، 31 جانفى 2022 https://revcom.us/en/revolutionary-prisoner-responds-bas-polemic-abolition
ملاحظة الناشر : إنّنا في موقع أنترنت جريدتنا ننشر بشكل دوريّ رسائلا تردنا من السجناء و تتعلّق بالنظريّة الثوريّة و بالنضال الثوريّ و بغيرهما من المظاهر من التجارب و الفكر الإنسانيّين بما في ذلك ظروف الصراع في صفوف السجناء أنفسهم . و أحيانا نضع تمهيدا لهذه الرسائل و ننقدها و نتعلّم من جميع المراسلات الآتية من السجون . غير أنّ الرسائل التي ننشر رسائل أصحابها و لا تعبّر بالضرورة عن رأي موقع revcom.us . -------------- إلغاء العبوديّة مقابل إلغاء السجون : يستهلّ بوب أفاكيان مقاله بالتمييز بين إلغاء العبوديّة إلغاء تاما وهي عبوديّة متواصلة إلى يومنا هذا و " الإلغاء " كحركة تهدف إلى وضع نهاية للعنصريّة المؤسّساتيّة في أمريكا و المتّصلة بالسجن الجماعي و بالمجتمع الرأسمالي الذى يفرز هذه الظروف الإضطهاديّة . و يحاجج أنّ الشكل الأخير من الإلغاء / إلغاء السجون لا يمكن أن يتحقّق إلاّ بواسطة نضال ثوريّ يهدف إلى الإطاحة بهذا النظام الرأسمالي- الإمبريالي و يعوّضه بنظام إشتراكي هدفه السمى بلوغ عالم شيوعيّ ( عالم خال من الدول الأمم و من الطبقات و ما إلى ذلك ). و أنا أشاطره كلّيا هذا الموقف . و مثلما عبّرت عن ذلك قبلا ، كصدى لرفاق على غرار كوامى نكرومه و فراد همتن ... العنصريّة و الرأسماليّة مترافقتان . توجد السجون حيث توجد سلطة دولة : و فضلا عن ذلك ، لا يمكن للمرء أن يلغي السجون دون إلغاء الدولة نفسها . و مثلما شرح ف. إ. لينين بإقتدار في " الدولة و الثورة " ، الدولة أداة حكم طبقي تفرض هذا الحكم بإستخدام أجهزة القوّات المسلّحة و على وجه الضبط الجيش و الشرطة و السجون . و إلغاء الجيش و الشرطة و السجون يعنى إلغاء الدولة وهو شيء غير ممكن إلاّ ببلوغ الشيوعيّة على الصعيد العالمي . و سيستدعى إفتكاك السلطة من الطبقة الرأسماليّة الإستغلاليّة و المجرمة نضالا مسلّحا و سيتطلّب الحفاظ على أجهزة مختصّة دفاعا عن السلطة الثوريّة و إحباطا لمساعي الرأسماليّين بلا هوادة إلى الإنقلاب على السلطة الجديدة . يفهم الثوريّون أنّه حتّى في ظلّ الإشتراكيّة حيث تكون قد تمّت الإطاحة بالطبقة الرأسماليّة ، يجب أن توجد دولة إشتراكيّة مسلّحة لتنجز برامج الطبقة العاملة و تدافع عن مصالحها . و يفهم الماويّون بشكل خاص أنّه في ظلّ الإشتراكيّة يتواصل الصراع الطبقيّ و يحتدّ أكثر حتّى . فالإختلاف بين الرأسماليّة و الإشتراكيّة هو أنّ في ظلّ الإشتراكيّة يتكوّن جهاز المسلّحين الذين يفرضون حكم الطبقة العاملة ( تحديدا الجيش و الشرطة و السجون الجدد ) من العمّال ذاتهم إلى جانب آخرين كانوا قبلا ضمن المضطهَدين و المستغَلّين في ظلّ حكم سلطة الدولة الرأسماليّة ، بوجه ؛ و بالمناسبة ستراقب السجون و الجيش و الشرطة و سيعملون بشكل مختلف في ظلّ حكم العمّال نسبة لما كان و يكون في ظلّ حكم الرأسماليّة – الإمبرياليّة . هل أنّ إلغاء السجون إقتراح واقعيّ ؟ أعتقد أنّ معظم السجناء متّفقون على أنّ هناك أشخاص يمثّلون خطرا حقيقيّا على المجتمع الذى يحتاج إلى إبقائهم تحت بعض المراقبة . مَن مِن الناس في المجتمع لا يوافق على هذا ؟ و خلال النضال الثوريّ ، يتوجّب على الثوريّين إيقاف بعض الناس في الشوارع و سجنهم خدمة لمصلحة المجتمع . و هذه ليست مسائلا جديدة بالنسبة لنا . ففي 2007 ، كتبت : " العبوديّة تعلّم الإنسان كيف يكون حرّا . و انتهاكات حرمة البشر لا تشجّع على المواطنة الجيّدة أو الاستقرار العاطفيّ . ستظلّ هناك حاجة إلى نظام عدالة ضد الإجرام في ظلّ الإشتراكيّة – و ذلك قصد التعاطي مع السلوك الاجتماعي الإجرامي . لكن المثال الذى ينبغي أن نحذو حذوه هو " مدرسة التحرّر ". يجب أن نصوغ مبادئ نظام إصلاحي حقيقي للسجون و يجب أن نناضل من أجله كجزء من النضال الشامل . لكن المسّالة هي كيف يتعيّن تسيير هذه السجون و ما هي الحقوق التي يتعيّن أن يتمتّع بها السجناء و تكون غير قابلة للتحويل و تشجّع على إعادة التأهيل و المواطنة الجيّدة " ( 1). لذا ، بالمعنى الواقعيّ جدّا يفهم الثوريّون أنّ إلغاء السجون ليس مطلقا إقتراحا واقعيّا في هذه المرحلة من تطوّر المجتمع الإنساني أو في أيّة مرحلة من المجتمع الطبقي ، قبل بلوغ المجتمع الشيوعي . تحويل السجون إلى مدارس للتحرّر : الثورة سيرورة ولادة مجتمع جديد من رحم مجتمع قديم . و ينبغي خوض النضال من أجل القيام بالثورة . و على صعيد أعمق ، غايتنا هي تثوير العلاقات الإجتماعيّة و نحن في ظلّ الرأسماليّة بما يمكّننا على أفضل وجه من تثوير العلاقات الإجتماعيّة في ظلّ الإشتراكيّة و التقدّم صوب الشيوعيّة . منذ إنطلاقنا في 2005 كحزب الفهود السود الأفارقة الجدد (NABPP ) ، و إعادة تشكّلنا سنة 2020 ك ( RIBPP ) ، دافعنا عن خطّ إلغاء عبوديّة السجون في أمريكا و إدخال تعديلات على الفصل 13 لنوجّه ضربة للفصل الذى يسمح بإستعباد المدانين بجرائم . و قد رفعنا هذا الشعار عبر جمبع سجون الولايات المتّحدة فكسب زخما كبيرا و أدّى إلى تنظيم عديد السجون لإضراب و حركة واسعين لأجل إدخال تعديلات على الفصل 13 و إكتسح سجون الولايات المتّحدة و كسب مساندة واسعة من الرأي العام لا سيما من 2014 إلى 2018. و مع تزايد إنخراط " يساريّين " مناهضين للدولة من خارج السجن في هذا النضال الذى تكمن قاعدته داخل السجون ، حركة إلغاء عبوديّة السجون ( إدخال تعديلات على الفصل 13 ) و تحويل السجون إلى مدارس للتحرّر ، وقع تحويل حركتنا بشكل متصاعد إلى حركة من أجل إلغاء السجون ( دون النضال الضروري الطويل الأمد للقضاء على الرأسمالية - الإمبرياليّة و دون الحاجة إلى سلطة الدولة ). و بينما نتّفق معهم على هدف إلغاء ظروف عبوديّة السجن كما هي موجودة و تطبّق في ظلّ النظام الرأسمالي – الإمبريالي القائم ، نعارض مفهوم أنّ السجون يمكن أو يجب أن تُلغى دون أن نبلغ في نهاية المطاف الشيوعيّة على الصعيد العالمي . لنتجرّأ على النضال . لنتجرّأ على كسب الإنتصار ! كلّ السلطة للشعب ! ------------------- أنظروا أيضا مقال : " السلطة و السجون : الأوهام الإصلاحيّة و الحلّ الثوريّ " لبوب أفاكيان . [ ترجمه شادي الشماوي و نشره على صفحات الحوار المتمدّن ] . ------------ هامش المقال : 1. Kevin “Rashid” Johnson, “Promoting Proletarian Consciousness as Prisoner Rehabilitation” (2007). ++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
#شادي_الشماوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
منطق المافيا الكامن وراء عقوبات الولايات المتّحدة ضد روسيا
-
بعض النقاط المفاتيح بصدد - شيء فظيع أم شيء تحريريّ حقّا ...-
...
-
تحدّي متجدّد : البحث عن ليبرالي أو تقدّمي نزيه
-
المسيحيّة و اليهوديّة و الإسلام – متجذّرة فى الماضي و حاجزا
...
-
محتويات كتاب بوب أفاكيان ،- لنتخلّص من كافة الآلهة ! تحرير ا
...
-
من أين يأتى الإلاه ... و من يقول إنّنا نحتاج إلى إلاه ؟ الجز
...
-
ميزة من الميزات التي تختصّ بها الشيوعيّة و تتفوّق بها على ال
...
-
مقدّمة لكتاب بوب أفاكيان ،- لنتخلّص من كافة الآلهة ! تحرير ا
...
-
الثورة و كرة مضرب [ تنّس ] روجر فدرار : ما العلاقة بينهما ؟
...
-
أحد المحاربين القدماء في الفيتنام : كنّا قتلة أطفال لمصلحة ا
...
-
لماذا نحتاج قطعا إلى حزب طليعي للقيام بالثورة
-
تحمّل مسؤوليّة خطّ الحزب على أعلى مستوى
-
لنجعل اليوم العالمي للتحرّك – 24 نوفمبر لمناهضة - حملة براها
...
-
الماركسيّة الحيّة مقابل الماركسيّة المبتذلة – ثورة تحريريّة
...
-
- التحكّم الديمقراطي للعمّال - وهمٌ ضارٌ : من غير الممكن تحق
...
-
لماذا يؤمن الناس بالهراء الأكثر سخافة و شناعة ؟ التشويهات ال
...
-
أمّة الإسلام ليست قوّة من أجل التحرير بل قوّة ضده – نحتاج ثو
...
-
ماذا وراء واجهة -الإختراق - في إتّفاقيّات قمّة المناخ 26 – ا
...
-
لماذا العالم مضطرب جدّا و ما الذى يمكن فعله لتغييره تغييرا ر
...
-
حركة الشمس البازغة و سياسات الضغط على النظام لإنقاذ البيئة ذ
...
المزيد.....
-
الانتخابات التشريعية الفرنسية: اليمين المتطرف على أبواب السل
...
-
رئيس وزراء فرنسا محذرا: اليمين المتطرف على أبواب السلطة (فيد
...
-
صحيفتان من أبرز صحف بريطانيا تعلنان دعم حزب العمال في الانتخ
...
-
وجه فرنسا يتغير.. اليمين المتطرف يتصدر الانتخابات البرلمانية
...
-
صحيفتان من أبرز صحف بريطانيا تعلنان دعم حزب العمال
-
فرنسا.. حزب ماكرون في طريقه لخسارة كبيرة أمام اليمين المتطرف
...
-
اليمين المتطرف يتصدر بفارق كبير الدورة الأولى من الانتخابات
...
-
فرنسا: اليمين المتطرف يتصدر الانتخابات وائتلاف ماكرون ثالثا
...
-
الدار البيضاء: احتجاج عائلات المختطفين مجهولي المصير وضحايا
...
-
اليمين المتطرف يتصدر انتخابات فرنسا ونسبة المشاركة قياسية
المزيد.....
-
ليون تروتسكى فى المسألة اليهودية والوطن القومى
/ سعيد العليمى
-
كيف درس لينين هيغل
/ حميد علي زاده
-
كراسات شيوغية:(الدولة الحديثة) من العصور الإقطاعية إلى يومنا
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كراسات شيوعية:(البنوك ) مركز الرأسمالية في الأزمة.. دائرة لي
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رؤية يسارية للأقتصاد المخطط .
/ حازم كويي
-
تحديث: كراسات شيوعية(الصين منذ ماو) مواجهة الضغوط الإمبريالي
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كراسات شيوعية (الفوضى الاقتصادية العالمية توسع الحروب لإنعاش
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا
...
/ جيلاني الهمامي
-
كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع
...
/ شادي الشماوي
المزيد.....
|