|
في الذكرى الحادية عشر لحرب الخليج الثانية
الحزب الشيوعي العراقي
(Iraqi Communist Party)
الحوار المتمدن-العدد: 38 - 2002 / 1 / 17 - 08:06
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
كلمة الاذاعة: 16/1/2002 في الذكرى الحادية عشر لحرب الخليج الثانية لا للحرب لا للحصار والدكتاتورية نعم للعراق الديمقراطي الفيدرالي الموحد!
تحل اليوم الذكرى الحادية عشرة لبدء الفاجعة المروعة التي حلت بشعبنا ووطننا، بدء العدوان الغاشم الذي شنته الولايات المتحدة الامريكية وحلفاؤها على العراق، والذي رمى من وراء واجهة تحرير الكويت الى بسط الهيمنة الامريكية على المنطقة ومقدراتها.
ولم يكن ذلك العدوان الذي خطط له واداره وحسم نتائجه طرف واحد، وسماه عاصفة الصحراء فيما سماه الاخر المقابل ام المعارك، إلا مواصلة واستكمالاً للحرب العراقية - الايرانية التي استهدفت تحطيم طاقة البلدين الجارين، وشل ارادة شعبيهما، واخراجهما من ساحة الصراع العربي - الاسرائيلي، والتمهيد لاعادة ترتيب اوضاع المنطقة، بما يؤمن احكام السيطرة عليها من جانب الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها الاطلسيين. بعد ان وجدت في الطاغية صدام حسين مطياً سهل الانقياد والانجرار الى مكائدها، بحكم جهله وحكمه وهوسه بالتسلط والزعامة، وطبعه المقامر ، وغطرسته وعنجهيته، اضافة الى استهتاره واستهانته بمصير ابناء شعبنا ووطننا ومقدراتهما وبكل المواثيق والاعراف والقيم والشرائع.
لقد كانت حصيلة ام معارك الطاغية التي دامت اثنين واربعين يوما اشد فضاعة من حصيلة الحرب العراقية - الايرانية التي ادمت ثمان سنوات. فقد تعرضت للقصف والتدمير جميع الاهداف العسكرية والبنى الارتكازية والصناعة المعدنية وشبكات النقل والاتصالات السلكية ومحطات توليد الكهرباء ومعامل الاسمدة ومجمعات الحديد والصلب ومنشآت النفط والمخازن والجسور، ناهيك عن ازهاق ارواح مئات الالوف من ابناء شعبنا عسكريين ومدنيين. وما جسد بشاعة العدوان ووحشيته وخروجه عن هدف تحرير الكويت، هو توخي الامريكان مضاعفة العواقب الاقتصادية الاجتماعية للحظر الدولي الذي اعقب غزو صدام للكويت بساعات. حتى ان بعض الاهداف قصفت اواخر الحرب بقصد الهيمنة على عراق مابعد الحرب، لا للتأثير على مسار الحرب نفسها التي كانت نتيجتها محسومة منذ البداية، وتجسدت بقبول الطاغية باتفاقية صفوان المذلة التي املى فيها شوارزكوف شروطه على ممثلي النظام، الشروط التي وضعت النهاية المشينة لمغامرة غزو الكويت. هذه المغامرة التي تسببت بابشع الفواجع التي حلت بوطننا وشعبنا طيلة تاريخه المليء بالكوارث منذ احتلال هولاكو لبغداد.
لقد ادان حزبنا بشدة العدوان الامريكي- الاطلسي على شعبنا ووطننا، بعد ان ادان من قبل إقدام الطاغية على جريمة غزو الكويت، وطالب الى جانب القوى الوطنية وجميع القوى الخيرة في العالم بالانسحاب منها وتجنيب شعبنا ووطننا كوارث مفجعة.. ودعا في نداء اصدره في السابع عشر من كانون الثاني، بعد ساعات من بدء العدوان الى وقف العمليات الحربية، انطلاقا من مصالح شعبنا ووطننا المعرضين للهلاك والدمار. وطالب بترجيح مناشدات الرأي العام العربي والدولي الذي سعى الى وضع نهاية فورية للحرب والانتقال الى معالجة مختلف جوانب ازمة الكويت بطرق سلمية. لكن الدكتاتور صم اذنيه من جميع المناشدات واصر على تنفيذ فصول جريمته المروعة حتى آخرها.
ولعل افجع النتائج المروعة لأم معارك الطاغية تكمن ليس فقط في عدم استعداده للاستفادة من تجاربه والاعتراف بهزيمته الشنيعة وما جرته على بلادنا وشعبنا من كوارث وويلات، وانما ايضا في اصراره على تزويق تلك الهزيمة وتسويقها على انها ام انتصاراته.
لقد ترجم هذا المسلك بمحاولاته طوال احد عشر عاماً التنصل من تنفيذ قرارات مجلس الامن، التي يرى الالتزام طوعاً بتنفيذها اعترافاً ضمنياً بالهزيمة. وهكذا راح يخاتل ويراوغ ويماطل في تنفيذ تلك القرارات غير آبه بما يجره ذلك من ويلات وفواجع لابناء شعبنا، ويفاقم من معاناتهم جراء الحصار الاقتصادي عليهم، حيثما شعر بانه سيكون بمنجى من العقاب. فيما راحت الولايات المتحدة الامريكية تستغل ذلك، اضافة الى نهج حكام بغداد وخطابهم وتصريحاتهم الاستفزازية العدوانية، ذريعة لابقاء تواجدها العسكري في المنطقة وتوجيه ضربات للعراق بين حين واخر، تودي بحياة الابرياء من ابناء شعبنا وبمنشآتهم المدنية المشلولة اصلا ، وتعفي الحكام المجرمين بل تمنحهم ما يحتاجونه من شعارات وذرائع لفك عزلتهم الخانقة ، ومن الزخم لتشديد قبضتهم على الحكم.
واليوم يخيم على عراقنا نذير حرب اخرى قد لا تقل هولا عن عاصفة الصحراء، جراء استهتار حكام بغداد، وعدم انصياعهم لارادة المجتمع الدولي وميلهم المتزايد الى الاستفزاز، وصمهم الاذان تجاه المناشدات والنصائح بضرورة المرونة والاستفادة من دروس الماضي التي عصفت بالبلاد، من جانب، وغطرسة الولايات المتحدة الامريكية وعنجهيتها، والتي وجدت في احداث الحادي عشر من ايلول الماضي وتداعياتها، فرصة لاعادة ترتيب اولوياتها، بما يؤمن تنفيذ مخططاتها ومصالحها على امتداد خارطة العالم كله، من جانب اخر.
وفي ظل ذلك، وفي اللوحة بالغة التعقيد الناجمة عن الاوضاع سريعة التحرك، والتي تتداخل فيها المصالح وتتسم ملامحها بعدم الوضوح، ارتباطاً بالغموض المتعمد الذي تحيط به الادارة الامريكية خططها ومشاريعها المقبلة ازاء العراق، فان حزبنا الشيوعي العراقي، وانطلاقاً من مسؤوليته وحرصه على مصالح شعبنا ووطننا ومقدراتهما، يقف، كما وقف سابقا ، بالضد من خيار الحرب، حتى وان استهدفت فعلا توجيه ضربة قاصمة للنظام الدكتاتوري، كما تدعي الولايات المتحدة الامريكية، ليس فقط لمعرفته ان لدى الاخيرة وعموم المجتمع الدولي من الوسائل والخيارات الكفيلة بتقويض اركان النظام الدكتاتوري لو كانت فعلاً جادة في اسقاطه، ومنها إلزامه تطبيق قرار مجلس الامن 688 وتقديم اقطابه الى محكمة دولية، بل لادراكه ايضاً بما سيحل بابناء شعبنا من كوارث جديدة لا مبرر لها، ولايمانه بان مهمة اسقاط النظام الدكتاتوري والاتيان بالبديل الذي يعبر تعبيرا صادقا عن ارادة شعبنا وتطلعاته، إنما هي مهمة شعبنا وحده. من هنا فان حزبنا يدعو ابناء شعبنا وقواه الوطنية المخلصة وكل الخيرين في القوات المسلحة ومن ارغمتهم الظروف للعيش تحت خيمة النظام المجرم، وكذلك كل الخيرين في العالم، للعمل على قطع الطريق امام الحرب التي تهدد عراقنا وطنا وشعبا ، وتشديد النضال لاسقاط الدكتاتورية المجرمة والخلاص من جرائمها واوزارها وشرورها وحشد الجهود من اجل اقامة البديل المعبر عن طموحات شعبنا، العراق الديمقراطي الفيدرالي الموحد.
#الحزب_الشيوعي_العراقي (هاشتاغ)
Iraqi_Communist_Party#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بيان من الاحزاب الشيوعية والعمالية في البلدان العربية
-
إعدام ثمانية مواطنين من البصرة بتهمة الاتصال بقوى المعارضة
-
بيان تضامني مع طلبة وشبيبة وشعب العراق
-
اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي
-
خوفا من انتفاضة شعبية جديدة كاسحة
-
ندوة عن حقوق الإنسان في العراق
-
البؤس والمعاناة حصيلة رسالة صدام حسين سيئة الذكر
-
مجزرة اعدام سجناء في -غرفة الغاز
-
العار لحكومة شارون! والظفر للشعب الفلسطيني
-
برقية تضامن مع شيوعيي تشيلي
-
من اجل إبعاد شبح الحرب عن العراق ورفع معاناة الشعب العراقي
-
مستقبل الشيوعية في القرن الحادي والعشرين
-
اكثر من 100 الف متظاهر يهتفون: لا للحرب.. لا للارهاب
-
لا للإرهاب بكل صوره وأشكاله!
المزيد.....
-
مزارع يجد نفسه بمواجهة نمر سيبيري عدائي.. شاهد مصيره وما فعل
...
-
متأثرا وحابسا دموعه.. السيسي يرد على نصيحة -هون على نفسك- بح
...
-
الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف على أطراف م
...
-
السيسي يطلب نصيحة من متحدث الجيش المصري
-
مذكرات الجنائية الدولية: -حضيض أخلاقي لإسرائيل- – هآرتس
-
فرض طوق أمني حول السفارة الأمريكية في لندن والشرطة تنفذ تفجي
...
-
الكرملين: رسالة بوتين للغرب الليلة الماضية مفادها أن أي قرار
...
-
لندن وباريس تتعهدان بمواصلة دعم أوكرانيا رغم ضربة -أوريشنيك-
...
-
-الذعر- يخيم على الصفحات الأولى للصحف الغربية
-
بيان تضامني: من أجل إطلاق سراح الناشط إسماعيل الغزاوي
المزيد.....
-
فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال
...
/ المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
-
الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري
...
/ صالح ياسر
-
نشرة اخبارية العدد 27
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح
...
/ أحمد سليمان
-
السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية
...
/ أحمد سليمان
-
صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل
...
/ أحمد سليمان
-
الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م
...
/ امال الحسين
المزيد.....
|