أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - جواد البشيتي - -العَلَم العراقي-.. قصة ظلٍّ فقد جسمه!














المزيد.....

-العَلَم العراقي-.. قصة ظلٍّ فقد جسمه!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 1663 - 2006 / 9 / 4 - 07:11
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


"العَلَم العراقي".. إنها قصة ظلٍّ فَقَدَ جسمه، فأين هو "العراق"، الدولة والوطن، وأين هو "الشعب العراقي"، حتى يبقى ذلك "الرمز"؟!
هذا العَلَم، وبما يرمز إليه، لا يقع موقعا حسنا في نفوس الأكراد القوميين العراقيين الذي ينظرون إلى معاداته على أنها جزء من سعيهم إلى إظهار وتأكيد هويتهم القومية، وإلى جعل وحدة العراق ممرَّا إلى مزيد من الانفصال أو الاستقلال القومي الكردي في شماله الذي يحاولون التوسُّع في "تكريده"، أي جعله كرديا، جغرافيا وديمغرافيا. وهُم يركِّزون صراعهم من أجل ذلك في مدينة كركوك التي تتركَّز فيها "الطاقة النفطية" لنزعتهم القومية المتحالفة مع النزعة الإمبريالية للولايات المتحدة في العراق.

وقد تضطر الولايات المتحدة في سعيها إلى درء المخاطر عن جيشها، وإلى تفجير مزيد من الصراع بين الشيعة والسنة من عرب العراق، إلى تركيز وجودها العسكري، ولو إلى حين، في الشمال الكردي، الذي قد تستخدمه في تفجير "اللغم الكردي" في إيران، ولو أدى لعبها لـ "الورقة الكردية" إلى رفع منسوب القلق التركي.

والعَلَم في صورته في المرآة الشيعية ليس بالرمز الذي يميل الشيعة من عرب العراق إلى الاستمساك به والدفاع عنه، فالولايات المتحدة نجحت في العراق في التأسيس لبنية تحتية لـ "شيعية سياسية" تَفْهَم الوحدة القومية لعرب العراق على أنها هيمنة للسنة من عرب العراق على الشيعة منهم، وتَفْهَم وحدة العراق على أنها امتداد لا تفريط فيه للإقليم الشيعي ـ النفطي في جنوب ووسط العراق، والذي تَسْتَلزم الجغرافيا فيه مزيدا من "النقاء الديمغرافي الشيعي".

إنَّ العَلَم لم يبقَ من جاذبية له إلا عند السنة من عرب العراق الذين يرون فيه رمزا إلى "عصرهم الذهبي"، وإلى ما يرغبون في الاحتفاظ منه في العراق "الجديد"، الذي لا جديد فيه إلا هذا الإحياء لقوى الموت التي لا عمل تؤديه على خير وجه سوى إماتة كل ما بقي فيه من الحياة القومية العربية. وربما يتَّفقون، أو يضطرون إلى الاتفاق، على إلغاء العَلَم العراقي، أي على اتخاذه كَفَناً يكفِّنون به العراق، مُسْتبقين منه لعَلَم العراق الجديد عبارة "الله أكبر" حتى لا يُفْهَم الكفر بالعراق القديم على أنه كفر بالله!

لستُ ضد الحق القومي للأكراد جميعا أكانوا في العراق أم في تركيا أم في إيران أم في سورية. ولستُ ضد أن يتحالفوا حتى مع الشيطان في سبيل نيل حقوقهم القومية؛ ولكنني ضد أن يشتروا الهيمنة الإمبريالية للولايات المتحدة عليهم بالاستقلال القومي عن العرب، وكأنهم يشترون الضلالة بالهدى. وضد أن يُسْتَخْدم حقهم القومي الذي لا ريب في شرعيته سلاحا تُحارِب به الولايات المتحدة وإسرائيل (وغيرهما) الحق القومي للعرب، ووجودهم القومي.

ولكن، ما نفع كلام كهذا إذا كان الصعود القومي لأكراد العراق لم يُثمر لجهة تحدِّي عرب العراق على أن يكونوا عربا في المقام الأول، وعلى أن يظهروا من قوة الانتماء القومي ما يعدل قوة الانتماء القومي لدى الأكراد، وما يمكِّنهم، بالتالي، من النأي بعقولهم ومشاعرهم السياسية عن تأثير كل مرجعية للعصبية الشيعية أو السنية، فالعراق الذي يتألف من إقليمين كردي وعربي، أي العراق الدولة الثنائية القومية، هو وحده العراق الذي فيه يصبح ممكنا تمييز الديمقراطية والفدرالية من المصالح والأهداف الإمبريالية للولايات المتحدة.

لقد جاءنا النصر الذي أحرزه "حزب الله" على إسرائيل بمزيد من الأمل، فجاءتنا الولايات المتحدة (وإسرائيل) من العراق بمزيد من الألم، وكأنَّ "النار العراقية" هي سلاحهم في الحرب على "النور اللبناني"، وكأنَّ ما جاء به الدمار الإسرائيلي من بناء للانتماء القومي العربي يمكن هدمه بيد هذا الخراب العراقي.

الولايات المتحدة لا تملك في العراق، وفي جواره العربي، من المصالح والأهداف إلا ما يحملها ويشجعها على أن تؤسِّس للخلاف والاختلاف (الفكري الديني) بين الشيعة والسنة من عرب العراق أحزابا وقيادات وميليشيات ومؤسسات دستورية وسياسية.. لقد أعدت عدتها للحرب الأهلية العراقية؛ ثم شرعت تُظْهِر نفسها على أنها الحريصة كل الحرص على درء مخاطرها عن العراق. وليس هذا الحرص سوى جزء من فن إدارتها لتلك الحرب، فلا يشتد لهيبها ولا يخف إلا بحسب مصالحها وأهدافها الإمبريالية.

إنَّ من فشل في معرفة ذاته الحقيقية سيفشل حتما في معرفة عدوه الحقيقي، وسيتلهى عنه بهذا العدو الوهمي أو ذاك!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لِمَ تعادي الولايات المتحدة -إيران النووية-؟
- حلالٌ أن يتزوَّج الرجل ابنته.. حرام أن يتزوَّج مجتمعنا الديم ...
- صناعة تسمَّى -الاحتواء الإيديولوجي-!
- الحوار المستوفي لشروطه
- لهذا السبب ينبغي لإسرائيل استئناف الحرب!
- تناقض يطلب تفسيرا!
- -الأخلاق النووية- للولايات المتحدة!
- رياح الحرب ذاتها تتجه نحو إيران!
- غيض من فيض الدروس!
- -الدولة الأمْنِيَّة-.. قانون -الرعب المتبادَل-!
- لغز الموت!
- حزيران الذي انتهى في تموز!
- نصر يريدون إهداءه إلى إسرائيل!
- الاحتلال -الفارغ-!
- هذا القرار يجب أن يسقط!
- -أنا- و-الآخر-!
- دبلوماسية لإطالة زمن الحرب!
- لم يحضروا وإنَّما احتضروا!
- يريدون جعل السياسة امتدادا للحرب!
- -القدرية- في حياتنا اليومية


المزيد.....




- عزيز الشافعي يدعم شيرين ويوضح موقفه من إصدار أغنيتها الجديدت ...
- أمريكا تجدد دعوتها لسوريا للإفراج عن الصحفي -المختطف- أوستن ...
- قصف مدفعي إسرائيلي من العيار الثقيل يستهدف مجرى نهر الليطاني ...
- متهم بالعمالة للحكومة المصرية يتوصل لصفقة مع السلطات الأميرك ...
- في ختام اليوم 313 للحرب على غزة.. آحدث تفاصيل الوضع الميداني ...
- مصراتة الليبية تعلن إعادة تفعيل المجلس العسكري ردا على نقل ص ...
- السلطات الفرنسية تمنع دخول الفرقاطة الروسية -شتاندارت- موانئ ...
- العاصفة إرنستو تضرب بورتوريكو وسط تحذيرات من تحولها إلى إعصا ...
- ماكرون يعلن مقتل طيارين فرنسيين جراء تصادم مقاتلتي -رافال-
- -حزب الله- ينشر ملخص عملياته ضد مواقع وانتشار الجيش الإسرائي ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - جواد البشيتي - -العَلَم العراقي-.. قصة ظلٍّ فقد جسمه!